تكثيف الضربات الجوية الروسية والسورية على المعارضة المُسلحة في إدلب
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
◄ الجيش السوري يستعيد أراضٍ خسرها في وقت سابق
عواصم- رويترز
قالت مصادر عسكرية إن طائرات مقاتلة روسية وسورية قصفت مدينة إدلب الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة المسلحة اليوم الأحد، بينما توعد الرئيس بشار الأسد بالقضاء على مقاتلي المعارضة الذين اجتاحوا مدينة حلب.
وقال سكان إن أحد الهجمات في اليوم الثاني من القصف المكثف أصابت منطقة سكنية مزدحمة في وسط إدلب، وهي أكبر مدينة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة بالقرب من الحدود التركية حيث يعيش نحو 4 ملايين شخص في خيام ومساكن مؤقتة.
وذكر رجال الإنقاذ في مكان الواقعة أن ما لا يقل عن سبعة أشخاص قتلوا وأُصيب العشرات.
ويقول الجيش السوري وروسيا إنهما يستهدفان مخابئ قوات المعارضة وينفيان مهاجمة المدنيين.
وقصفت طائرات روسية وسورية أمس السبت بلدات أخرى في محافظة إدلب، التي سقطت بالكامل في قبضة المعارضة في أعقاب هجوم مباغت شنته المعارضة ويعد الأكثر جرأة منذ سنوات خلال الحرب الأهلية التي شهدت توقف القتال عند خطوطها الأمامية إلى حد بعيد منذ 2020.
واجتاحت قوات المعارضة مدينة حلب، شرقي محافظة إدلب، ليل الجمعة، ما اضطر الجيش إلى إعادة الانتشار في أكبر تحد للرئيس بشار الأسد منذ سنوات.
وقال الأسد في تصريحات نشرتها وسائل إعلام رسمية "الإرهاب لا يفهم إلا لغة القوة وهي اللغة التي سنكسره ونقضي عليه بها".
وقال الجيش السوري إن العشرات من جنوده قُتلوا في الهجوم. وأضاف أنه استعاد السيطرة على عدد من البلدات التي اجتاحتها المعارضة في الأيام القليلة الماضية.
وقوات المعارضة تحالف من جماعات مسلحة علمانية مدعومة من تركيا إلى جانب هيئة تحرير الشام، وهي جماعة إسلامية مُتشددة تمثل أكبر قوة عسكرية للمعارضة.
وتصنف الولايات المتحدة وروسيا وتركيا ودول أخرى هيئة تحرير الشام جماعة إرهابية.
وأودت الحرب بحياة مئات الآلاف وشردت الملايين، وهي مستمرة منذ عام 2011 دون أن تنتهي رسميا رغم توقف معظم المعارك الرئيسية منذ سنوات بعد أن ساعدت إيران وروسيا حكومة الأسد في السيطرة على معظم الأراضي وجميع المدن الكبرى.
وخلت معظم الشوارع في داخل مدينة حلب من المارة وأغلقت متاجر كثيرة أبوابها اليوم الأحد مع بقاء السكان المذعورين في منازلهم. وقال شهود وسكان إن عدد المدنيين الذين يغادرون المدينة لا يزال كبيرا.
وقال يوسف الخطيب لرويترز عبر الهاتف إن مقاتلين مسلحين يرفعون علم المعارضة دخلوا المدينة بمركبات. وأضاف أن بعضهم تمركز عند تقاطعات الشوارع.
أما أحمد توتنجي، التاجر في حي حلب الجديدة الغني، فقال إنه فوجئ بالسرعة التي غادر بها الجيش. وأضاف "أشعر بصدمة من الكيفية التي فروا بها وهجرونا".
وأفاد المتقاعد عبد الله الحلبي الذي قُصف حيه قرب منطقة القصر البلدي وسط حلب بأن السكان يخشون تكرار القصف الذي قادته روسيا وأدى إلى مقتل الآلاف قبل طرد المعارضة منذ عقد.
وقالت مصادر بالجيش إن القوات السورية التي انسحبت من المدينة تعمل على معاودة تجميع صفوفها في الوقت الراهن، مشيرة إلى إرسال تعزيزات للمساعدة في الهجوم المضاد.
وكانت حكومة الأسد تُحكم قبضتها على حلب منذ انتصارها هناك عام 2016، عندما حاصرت قوات سورية مدعومة من روسيا المناطق الشرقية من المدينة التي كانت تسيطر عليها المعارضة وقصفتها.
وقال مقاتلو المعارضة اليوم إنهم واصلوا تقدمهم جنوبي مدينة حلب وسيطروا على بلدة خناصر في محاولة لقطع طريق الإمدادات الرئيسي للجيش إلى المدينة.
وقالت مصادر من المعارضة إن قواتها سيطرت أيضا على منطقة الشيخ نجار، وهي إحدى المناطق الصناعية الكبرى في البلاد.
ولم يتسن لرويترز التأكد بصورة مستقلة من روايات ساحة المعركة.
وأرسلت إيران آلافا من المسلحين الشيعة إلى سوريا خلال الحرب السورية وساعدت إلى جانب روسيا قوات الأسد في هزيمة المعارضة واستعادة معظم الأراضي التي كانت تسيطر عليها.
وقال مصدران بالجيش إن عدم وجود عدد كاف من هؤلاء المسلحين أدى إلى التراجع السريع لقوات الجيش السوري في الأيام القليلة الماضية. وتحظى الفصائل المتحالفة مع إيران، وعلى رأسها حزب الله، بوجود قوي في منطقة حلب.
وكثفت إسرائيل أيضا في الأشهر القليلة الماضية ضرباتها على القواعد الإيرانية في سوريا، بينما شنت أيضا هجوما في لبنان تقول إنه أضعف جماعة حزب الله وقدراتها العسكرية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
قوات الأمن في سوريا تبدأ عملية تمشيط في مدينة حمص
دمشق "أ ف ب": بدأت قوات الأمن السورية عملية تمشيط في مدينة حمص، بحسب ما أوردت وكالة سانا الخميس، بينما أعلن المرصد السوري أنها تستهدف منطقتين تسكنهما الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وأفاد مسؤول أمني وكالة سانا ببدء "وزارة الداخلية بالتعاون مع إدارة العمليات العسكرية عملية تمشيط واسعة بأحياء مدينة حمص".
وأضاف في بيان أن "عملية التمشيط تستهدف بالدرجة الأولى مجرمي حرب وفارين من قبضة العدالة، بالإضافة لذخيرة وأسلحة مخبأة".
ودعا البيان "الأهالي في أحياء وادي الذهب، عكرمة عدم الخروج للشوارع والبقاء بالمنازل، والتعاون الكامل مع قواتنا، إلى حين انتهاء حملة التمشيط أو السماح بالتجوال من قبل قواتنا".
ونقل مراسل سانا في حمص عن مسؤول عسكري في إدارة العمليات العسكرية أنه وردت "قبل أسابيع معلومات مؤكدة عن وجود فلول ميليشيات الأسد بعدد من المواقع بأحياء مدينة حمص".
وتابع "قمنا مباشرة بالتنسيق مع وزارة الداخلية وافتتاح مراكز تسوية بالأحياء ذاتها منعاً للتصعيد".
وأوضحت سانا في وقت لاحق نقلا عن مسؤول عسكري أن "كتائب مشاة مدعومة بقوات مدرعة" تشارك في عملية التمشيط والبحث عن "هؤلاء الذين يحتفظون بالأسلحة والذخائر".
وأشار مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إلى أن "الحملة الجارية هي للبحث عن الشبيحة السابقين وعن الذين نظموا أو شاركوا في تظاهرات العلويين الأسبوع الماضي التي اعتبرتها الادارة تحريض عليها".
وقال أحد سكّان حي عكرمة لوكالة فرانس برس بعد فراره من منزله "انقطعت الاتصالات عن الحي صباحا وسمعنا صوت رصاص كثيف".
وأضاف الشاب الذي لجأ إلى منزل صديقه وسط المدينة "سمعنا نداءات بمكبرات الصوت تطلب منا الابتعاد عن الشبابيك .. وسمعنا انهم يدخلون المنازل ويفتشون وجرت اعتقالات لشباب".
وقالت ريما وهي تقطن ايضا في مدينة حمص "تمشيط الاحياء واجب على السلطة وما يجري ضروري لبسط الامن، والوضع جيد بدون تجاوزات تذكر حتى الآن".
وفي 25 ديسمبر، تظاهر آلاف السوريين من أبناء الأقلية العلوية في عدد من المدن بعد تداول مقطع فيديو يظهر اعتداء مفترضا على مقام للطائفة في حلب.
ولم تتمكن وكالة فرانس برس من التحقق بشكل مستقل من اللقطات أو تاريخ تصويرها، فيما قالت السلطات السورية الجديدة إن تاريخ الفيديو قديم.
وعلّقت الناشطة السياسية المعارضة لنظام الأسد منى غانم وكتبت على صفحتها في فيسبوك "ما يجري في حمص اليوم من انتهاك حرمات البيوت والتهديد بالقتل على الخلفية الطائفية هو تهديد لكل السوريين ولوحدة سوريا".
وتابعت "علينا ان نتعاضد معا لايقاف هذه الممارسات وليفهم الجميع أننا لن نقبل بأسد جديد".
والتظاهرات هي الأولى للعلويين منذ أطاح تحالف فصائل معارضة بقيادة هيئة تحرير الشام الإسلامية الأسد ودخل دمشق في الثامن من ديسمبر في هجوم خاطف استمر 11 يوما سيطر خلاله على قسم كبير من البلاد.
وتبذل السلطات الجديدة جهودا لطمأنة الأقليات في بلد أنهكته الحرب.