يسري جبر: الصراط المستقيم هو سيدنا النبي.. وأقصر طريق يوصل إلى الله
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
قال الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، إن قول الله عز وجل في كتابه الكريم: 'وإن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله'، يبين لنا الطريق الوحيد الذي يؤدي إلى النجاة، وهو الصراط المستقيم، والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف نتبع صراط الله وكيف ننجو من الفتن المحيطة بنا؟.
وأوضح العالم الأزهري، خلال تصريح له: "صراط الله هو النبي صلى الله عليه وسلم، عندما نقول في صلاتنا 'اهدنا الصراط المستقيم' فإننا نطلب الهداية إلى نهج النبي الكريم، الذي هو الصراط المستقيم بامتياز، والدليل على ذلك، حتى في كتاب 'دلائل الخيرات' تجد أن من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم، 'الصراط المستقيم'، لذا، كيف نعرف الصراط المستقيم؟ الجواب ببساطة: انظر إلى سيرة النبي في عبادته، في سلوكه، في حالاته، في نشاطه، هو نفسه الصراط المستقيم، وأقرب طريق إلى الله هو الطريق خلف النبي".
واستكمل: "وقول الله 'ولا تتبعوا السبل'، هذه دعوة صريحة للابتعاد عن الطرق المتنوعة التي قد تضل الإنسان، تجد في زماننا اليوم الكثير من الدعوات التي تقول لك: 'اعمل يوجا، احضن الشجرة لتأخذ طاقتها، اجلس جلسات للتأمل لمدة ساعات حتى تستفيد من طاقة الكون'، هذه كلها سبل ضالة، النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يفعل ذلك، بل كان يأخذ طاقته وقوته من الله عز وجل، فكل شيء في هذا الكون فقير، وكل ما فيه من الله بمدد الله تعالى، إذا أردت أن تكون قويًا، فكن خلف النبي صلى الله عليه وسلم، وستأتيك كل الطاقة وكل القوة التي تحتاجها من الله، لأن 'لا حول ولا قوة إلا بالله ".
وأردف قائلاً: "أما بالنسبة للفتن التي تحيط بنا، فنحن بحاجة إلى صحبة خير، إلى شيخ يهديك إلى الله، يجب أن تتبع سبيل العلماء وتقلل من النظر إلى أحوال الناس الذين غرقوا في الدنيا، يجب أن يكون لك مجلس ذكر وطاعة، وأن تلتزم بأكل الحلال، لأن الأكل الحلال يصفي قلبك ويجعل طريقك أكثر وضوحًا، وإذا كانت طعامك مشبوهًا، سترى الشبهات في طريقك، كذلك، التعلق بحب النبي وآل بيته والصالحين، والصلاة والسلام عليهما، هو أمر يعيننا على الثبات على الصراط المستقيم والابتعاد عن الفتن، كما أن الدعاء مهم جدًا، فقولنا في دعائنا: 'اللهم ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن'، هو من أهم الوسائل التي تقيك الفتن وتحفظك".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الصراط المستقيم الأزهر الشريف المزيد المزيد النبی صلى الله علیه وسلم الصراط المستقیم
إقرأ أيضاً:
ماذا أفعل إذا كانت ذنوبي كثيرة؟.. انتبه لـ10 حقائق بحديث النبي
لاشك أن أهمية السؤال عن ماذا أفعل إذا كانت ذنوبي كثيرة ؟، تنبع من حقيقة عامة مفادها أن كل بني آدم خطاء ، فالوقوع في الذنب طبيعة بشرية لا استثناء لأحد منها، وحيث إن الذنوب هي أكبر أسباب المصائب والبلاء ، ومن ثم ينبغي معرفة ماذا أفعل إذا كانت ذنوبي كثيرة ؟.
لماذا أوصى النبي بقراءة آية الكرسي 3 مرات بعد صلاة العشاء؟ماذا أفعل إذا كانت ذنوبي كثيرةقال الدكتور أيمن الحجار، الباحث بهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الله سبحانه وتعالى يفتح أبواب التوبة لعباده مهما كانت ذنوبهم.
واستشهد " الحجار" في إجابته عن سؤال : ماذا أفعل إذا كانت ذنوبي كثيرة ؟، بحديث سيدنا أبو موسى الأشعري رضي الله عنه الذي رواه الإمام مسلم: "إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها."
وأوضح أن هذا الحديث يعكس رحمة الله الواسعة وعفوه الكريم عن عباده، قائلاً: "إن عفو الله سبحانه وتعالى كبير، وهو سبحانه وتعالى الغفور الرحيم الذي يعلم ضعف عباده ويغفر لهم عندما يتوبون إليه".
وأشار إلى أن بسط يد الله في الحديث هو مجاز عن سعة رحمة الله وفيضه على عباده، مؤكداً على أن هذا التعبير البلاغي يبين تفضّل الله تعالى في قبول توبة عباده، فالله سبحانه وتعالى يحثنا على التوبة والرجوع إليه.
ونبه إلى أن لا ينبغي للإنسان أن ييأس من رحمة الله مهما ارتكب من معاصٍ، فالباب مفتوح دائمًا أمام التائبين"، مؤكدا أن كثير من الناس يترددون في التوبة بسبب خوفهم من عدم قبولها بسبب كثرة ذنوبهم، وهذا هو "ظن خاطئ" من الإنسان، لأن رحمة الله تعالى لا حد لها.
وأوضح أن التوبة الحقيقية هي أن يترك الإنسان المعصية ويستبدلها بالأعمال الصالحة، مع التزامه بأداء الطاعات والابتعاد عن الذنوب، منوهًا بأن التوبة هي أن تجعل مكان الأفعال القبيحة أفعالًا طيبة.
وتابع: كأن الشخص الذي كان يرتكب المعاصي يتوب ويقوم بأعمال خيرية كالتصدق أو مساعدة المحتاجين، مشددًا على ضرورة أن يكون الإنسان دائم الرجوع إلى الله والتجديد في توبته، فقال الله سبحانه وتعالى: "قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهِ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ".
أعمال تمحو الذنوبيعد العمل الصالح أحد تلك الاعمال التي تمحو الذنوب فإذا أراد الإنسان الصلاح في الدنيا والآخرة فعليه بالأعمال الصالحة والتي تدوم من بعد موته، ومن جملة اعمال تمحو الذنوب يأتي العلم النافع ، وبناء المساجد ، وتعليم الأيتام وأصحاب أهل العلم ، بمعنى أي عمل يدوم للإنسان بعد موتهِ والتي تكفّر عن خطاياه وتمحوها، كما أن أداء الصلاة في وقتها من اعمال تمحو الذنوب فالصلاة هي أول ما يسأل عنها يوم القيامة فإن صلحت صلح سائر الأعمال ، فيجب على المؤمن أني يتمسّك بها ، ففيها الراحة والطمأنينة وصلة العبد بربّهِ .
ورد أن الصيام من مكفرات الذنوب سواء كان صوم تطوع، أو رمضان، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» (رواه البخاري 38 ومسلم 760)، وفي الحديث الآخر عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ» (رواه مسلم 233)، وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا»، وكذلك الوضوء من اعمال تمحو الذنوب ، فعَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ جَسَدِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِهِ» (رواه مسلم 245).