عربي21:
2025-01-05@05:54:15 GMT

هل هذا هو التوقيت الصحيح؟

تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT

عندما قامت ثورات الربيع العربي اتخذت الثورة السورية والثورة الليبية الطابع المسلح بفعل عوامل كثيرة؛ لعل أهمها طبيعة النظام القمعي المتسلط في الدولتين، (القذافي على رأس السلطة في ليبيا منذ العام 1969 ونظام البعث في سوريا حيث عائلة الأسد منذ نفس التاريخ تقريبا)، وكلا النظامين كانت له طبيعته الوحشية العنيفة.

ومن أسباب عسكرة الثورتين أيضا انتشار أفكار العنف مع ظهور تنظيم القاعدة ثم تنظيم داعش، وكان على رأس أسباب عسكرة الثورة في الدولتين المخططات الخارجية (حلف الناتو في ليبيا، وأمريكا وروسيا وإيران في سوريا).

في عام 2015 شددت التنظيمات المسلحة ضرباتها على قوات الأسد وتمددت في أنحاء سوريا حتى باتت تسيطر على قرابة 85 في المئة من الأراضي السورية، وأصبح نظام الأسد قاب قوسين أو أدنى من السقوط، ولكن سرعان ما تراجعت فصائل الثورة السورية حتى اضطرت الكثير منها إلى عقد اتفاقات مع قوات النظام وأخلت أماكنها وانتقل معظمها إلى الشمال في محافظة إدلب التي أصبحت مكتظة بالنازحين والفصائل.

تعددت أسباب هذا التراجع، فكان منها التدخل الروسي بسلاح الطيران وهو الذي غير المعادلة، يليه التدخل الإيراني وجلب المليشيات الشيعية من باكستان وأفغانستان وحزب الله في لبنان. وكان من أسباب التراجع أيضا تعدد أفكار وأيديولوجيات فصائل الثورة والتناحر الداخلي فيما بينها وتقاتلها على مناطق النفوذ، وبالكاد هي اتفقت على مواجهة نظام الأسد واختلفت فيما سوى ذلك.

ومن أهم أسباب هذا التراجع أن هذه التنظيمات كانت تعتمد في تسليحها على دعم بعض الدول العربية والغربية، وهي دول ليس من مصلحتها أن تسيطر هذه المجموعات على سوريا، فاتفقت إرادة أمريكا والناتو وروسيا وإيران على خطورة سيطرة هذه المجموعات على سوريا فتراجعت الدول العربية الداعمة وبدأت تصل حبال الود مع النظام من جديد، واستثمرت أمريكا في مجموعات الأكراد وأعطتها مناطق النفط في سوريا وزودتها بكم هائل من السلاح رغم اعتراض تركيا.

كل هذه العوامل جعلت هذه الفصائل تتقهقر سريعا وتفقد ما انتزعته من أراض من قوات النظام.

هذه الفصائل تحاول الآن استغلال طوفان الأقصى وما حدث لحزب الله اللبناني وانشغال إيران في حروب المنطقة، ولهذا فتحت جولة جديدة من القتال ضد نظام المجرم بشار.

هذه الجبهة في هذا التوقيت ستصب في صالح الكيان ونتنياهو بالدرجة الأولى، وقد لا تعود بفائدة تذكر على الفصائل في سوريا.

فهي من ناحية، ستخفف التغطية الإعلامية للحرب في غزة وتأخذ جانبا من الأنظار إلى الشمال، ولن تعدم إيران الوسيلة لجلب مقاتلين من أفغانستان أو من باكستان وربما من العراق، وهنا قد يتسع الصراع ويأخذ منحى آخر.

ثم إن تسليح هذه الفصائل يأتي من الدول الداعمة وهي دول ليس من مصلحتها انتصار الثورة في سوريا وإلا لساعدتها في 2015 وكانت على أبواب دمشق، ومن يملك السلاح هو من يوجه القرار.

كذلك تعدد مشارب وأفكار هذه الفصائل التي تعد بالعشرات وسهولة التحريش بينها مما قد يمنعها من تحقيق أي إنجاز.

ثم إن حسم المعركة مع المشروع الصهيوأمريكي إنما هو في فلسطين، فلو فشل هذا المشروع في فلسطين فسيتراجع في كل المنطقة، وهذا المشروع في الحقيقة هو الذي يقف عائقا أمام حصول الشعوب على حقوقها الاقتصادية والسياسية حتى تبقى ضعيفة ممزقة تابعة.

وفي الخلاصة فإن رأيي -والله أعلم- أن هذه الجبهة التي فتحتها قوى المعارضة في سوريا سيكون لها أثرها العكسي على طوفان الأقصى، وربما لن تحقق هذه الفصائل ما تصبو إليه.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات الثورة سوريا الأسد الإيراني إيران سوريا الأسد الثورة طوفان الاقصي مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هذه الفصائل فی سوریا

إقرأ أيضاً:

إعادة بناء الجيش السوري.. مهمة معقدة في مرحلة ما بعد الأسد

تنتشر أكثر من 50 دبابة ومركبة عسكرية مهجورة في أنحاء منطقة العرض والتدريب بقاعدة للجيش السوري في شمال سوريا، والتي استولى عليها مقاتلو الفصائل المسلحة في هجومهم السريع الذي أسقط الرئيس بشار الأسد.

الجيش السوري المهزوم، كان سيئ التجهيز ومحبطاً

وكتبت كارلوتا غال في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن هذه القاعدة هي بمثابة مقياس للتحديات المقبلة، في الوقت الذي يتطلع فيه السوريين إلى إعادة بناء بلد دمرته حرب أهلية استمرت لأكثر من عقد وأدت إلى استنفاد الجيش.
وأعلنت القيادة الجديدة للبلاد مؤخراً، عن خطة لتوحيد الفصائل المسلحة المختلفة في كنف حكومة واحدة، وأن عناصر هذه الفصائل سيخدمون معاً في جيش واحد. 

Rebels easily toppled Syria’s army. Their challenge now: rebuilding. https://t.co/qoPwVZHCGA

— The Boston Globe (@BostonGlobe) January 1, 2025

وفي مقابلات مع عشرات المقاتلين، قال الكثيرون إنهم وافقوا فعلاً على إنشاء قيادة واحدة تحت قيادة أحمد الشرع المعروف باسم أبو محمد الجولاني وفصيله، هيئة تحرير الشام، وبإنهم استفادوا من توحيد قواتهم.
وقال أحد كبار قادة الفصائل المسلحة ويدعى نصر النهار (41 عاماً)، إن فصيله سوى خلافاته مع هيئة تحرير الشام، وأضاف: "المهم هو أن نكون معاً...نحن نقاتل معاً من أجل التحرير".
لكن من المرجح أن تستمر الانقسامات مع فصائل أخرى ليست في الحكم، بما في ذلك الميليشيات الكردية التي تسيطر على جزء كبير من شمال شرق سوريا، وتنظيم داعش الإرهابي، الذي ينشط في أجزاء من وسط سوريا، وبقايا قوات الأسد الأمنية التي أظهرت علامات المقاومة.
وفي الوقت الذي تتولى الفصائل المسلحة السيطرة على أمن البلاد وحدودها، فإنها ورثت بنية تحتية عسكرية مدمرة، سيكون من الصعب الاستفادة منها أو إعادة بنائها.
وأظهرت رحلة استغرقت 10 أيام على طول طريق تقدم الفصائل المسلحة، لمراسل ومصور من صحيفة النيويورك تايمز ومترجم سوري، أن الجيش السوري المهزوم، كان سيئ التجهيز ومحبطاً جداً لدرجة أن قواته كانت تعاني من ضعف في الروح المعنوية. وقد ألقى الجنود أسلحتهم أو فروا مذعورين. 

NEW | Syrian opposition forces toppled the Bashar al Assad regime after only 11 days of fighting. HTS under Julani is beginning to consolidate power in Damascus and across formerly regime-controlled territory. (1/5) pic.twitter.com/WtgbrOMHHx

— Critical Threats (@criticalthreats) December 9, 2024

واخترقت الفصائل المسلحة الدفاعات التي ظلت قوية لسنوات، وعمدت إلى تطويق الحاميات العسكرية والسيطرة عليها في كثير من الأحيان من دون قتال واسع.

وكانت قاعدة الدبابات، التي سقطت في اليوم الثاني من العملية في شمال سوريا، متداعية، ومبانيها الخالية من النوافذ محصنة بحماية مؤقتة من إطارات الجرارات وبراميل معدنية مملوءة بالتراب.

خط المواجهة 

وفي القواعد ونقاط التفتيش الأخرى قرب خط المواجهة السابق، من الواضح أن الجنود السوريين كانوا يفتقرون إلى الموارد، إذ حفروا مخبأً مؤقتاً داخل مبنى مزرعة، وكدسوا الأنقاض فوق صفائح من الحديد المموج لتوفير الحماية من القصف، وأصلحوا ثقوب أحدثتها القذائف في الجدران، بمزيج من الطين والقش.
وقال أحد مقاتلي هيئة تحرير الشام ويدعي أبو عائشة، بابتسامة عريضة: "بدأنا العملية معتقدين أننا سنسيطر على قرية واحدة فقط، واستولينا على سوريا بأكملها".
وكان الشاب البالغ من العمر 24 عاماً يتجول مع زميله المقاتل، أبو حمزة (25 عاماً)، في الحديقة المركزية بمدينة حماة، حيث كان يعير بندقيته الهجومية للشباب المحليين لالتقاط الصور معها. وقال كلا الرجلين إنهما كانا يتدربان ويقاتلان منذ أن كانا في الخامسة عشرة من العمر، وسينضمان إلى الجيش الوطني.
وأفاد مقاتلون في الفصائل المسلحة، إنهم واجهوا مقاومة أضعف مما كانت عليه في سنوات القتال السابقة. وقد تم خفض القوة الجوية الروسية والميليشيات المدعومة من إيران على الأرض في الأشهر الأخيرة.
وسقطت حلب في أيدي الفصائل المسلحة في 30 نوفمبر (تشرين الثاني) بعد ثلاثة أيام فقط من القتال.
وقال ضابط في الشرطة السورية عرف عن نفسه فقط باسم عبد (39 عاماً) خوفاً من الانتقام: "كان الأمر خطيراً منذ لحظة سقوط حلب".
وبعد حلب، اندفعت الفصائل المسلحة جنوباً لمهاجمة مدينتي حماة ثم حمص، مع وضع العاصمة دمشق نصب أعينهم.
وعلى طول الطريق، تُركت الدبابات والعربات المدرعة مهجورة، أو تحطمت أو تعطلت. وظهرت على عدد قليل منها علامات القتال، كالاحتراق من جراء الانفجارات أو بقع دماء من الضحايا.
وبالنسبة للكثيرين، فإن الوعود التي تم تقديمها خلال حملة الفصائل المسلحة، توفر الأمل في شأن إمكانات المستقبل - حتى لو أنه لا يزال يتعين أن نرى ما إذا كانت الحكومة الجديدة ستفي بها.

مقالات مشابهة

  • مشاهد من سوريا
  • يديعوت أحرنوت: العديد من قادة الدول يتوددون لزعيم سوريا الجديد
  • الدستورية: قرار النظام الأساسي للهيئة العربية للتصنيع من أعمال السيادة
  • إقرار النظام الأساسي للهيئة العربية للتصنيع من أعمال السيادة
  • سوريا: ضبط مستودع ذخيرة في حمص تابع لـ فلول الأسد
  • أبرز مجازر النظام السوري المخلوع بحق المدنيين (إنفوغراف)
  • بشار في دور إسكوبار
  • كاتب أمريكي: مستقبل سوريا سيؤثر على كل الدول المجاورة
  • مادورو يحذر من "إرهاب رقمي" شلّ المجتمع السوري
  • إعادة بناء الجيش السوري.. مهمة معقدة في مرحلة ما بعد الأسد