جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-27@23:46:18 GMT

القمة الخليجية في الكويت

تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT

القمة الخليجية في الكويت

 

حمود بن علي الطوقي

توجهت أنظار الشعوب الخليجية إلى القمة الخليجية التي استضافتها دولة الكويت الشقيقة وسط آمال عريضة بأن تخرج القمة بقرارات حاسمة تُعزز مكانة الخليج على الساحة الدولية، ويأتي في مُقدمة هذه التطلعات إصدار بيان مشترك من دول مجلس التعاون باعتبار رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجرم حرب، ويجب محاكمته فورًا؛ وذلك نظير تورطه في جرائم الإبادة الجماعية والقتل الممنهج بحق الأبرياء في غزة وفلسطين ولبنان.

وتأتي هذه التطلعات وآمال الشعوب الخليجية في ظل قناعة المواطنين بأن تمسك دول الخليج بتطبيق القرارات الدولية وملاحقة مجرمي الحرب أمام المحكمة الجنائية الدولية يمثل موقفًا إنسانيًا وأخلاقيًا يتماشى مع دور الخليج الريادي في الدفاع عن الحقوق العادلة للشعوب.

كمراقبين نعتقد أن هذه القمة والتي تحمل رقم 45 تعقد هذه المرة في ظروف هي الأصعب في تاريخ القمم الخليجية، وتعقد وسط تحديات إقليمية ودولية متشابكة. وكان المشهد الفلسطيني والحرب ضد غزة أحد أهم الملفات الشائكة التي تصدرت أجندة القادة في الكويت. كصحفي ومتابع منذ مطلع التسعينيات للقمم الخليجية التي تُعقد في مختلف العواصم، أرى أن ظروف هذه القمة مختلفة تمامًا وعلى مدار السنوات الماضية، وكنت دائمًا أتابع باهتمام بالغ أعمال هذه القمم التي تمثل القلب النابض لمجلس التعاون الخليجي. وكانت تناقش أجندة القمة الشأن الخليجي حيث كانت تتصدر الأولويات ولكن القمة الحالية في الكويت أراها مختلفة بكل تجلياتها.

أتحدث في مقالي من مسقط بسبب أن الظروف قد حالت دون تواجدي في الكويت هذا العام لمشاركة زملائي في تغطية هذا الحدث المهم، إلا أنني أكتب اليوم بروح المراقب الذي يتطلع لأن تكون نتائج هذه القمة خطوة نحو المستقبل ودعوة لتعزيز وحدة الصف الخليجي.

عُقدت القمة الخليجية في وقت تضع فيه شعوب الخليج آمالها على تحقيق كل دولة رؤيتها المستقبلية، مثل رؤية 2030 في المملكة العربية السعودية، ورؤية عُمان 2040، والرؤى التنموية لبقية الدول الأعضاء. لكن كمواطنين خليجيين، نطمح لأن تتجاوز هذه الجهود حدود الدول منفردة لتكون تحت مظلة خليجية موحدة، بحيث تتوحد التشريعات الخليجية لتكون أكثر تجانسًا وتصب في مصلحة المواطن الخليجي، الذي هو محور التنمية وغايتها.

إن قوة مجلس التعاون تكمن في وحدته، وقد أثبتت التجارب أن التكاتف والتلاحم الخليجي قادر على تجاوز الأزمات مهما تعقدت. واليوم، نحن بحاجة إلى قرارات موحدة، سياسية واقتصادية وتربوية ودبلوماسية، تعكس الروح الخليجية المشتركة، وتضع مصلحة المواطن الخليجي في مقدمة الأولويات.

أتطلع أولا كإعلامي وثانياً كمواطن خليجي من هذه القمة أن يزيد الاهتمام بقضايا الشباب الخليجي، في كل ما من شأنه دعمهم وتشجيعهم فهم عماد المستقبل، وأن تعمل على توحيد القوانين المُتعلقة بتوفير فرص العمل بحيث تتيح لكل مواطن خليجي العمل في أي دولة من دول المجلس دون قيود، ما يعزز من التكامل الاقتصادي والاجتماعي بين أبناء دول المجلس.

كما إن تعزيز التعاون الاقتصادي وفق منظومة خليجية متكاملة يُمكن أن يجعل من هذا التكتل نموذجًا يُحتذى به عالميًا. يجب أن تكون القرارات الصادرة عن هذه القمة معنية ببناء المواطن الخليجي، من خلال التركيز على التعليم، الصحة، وتطوير البنية التحتية، بما يضمن حياة كريمة ومزدهرة لجميع أبناء الخليج.

إن الأوضاع الراهنة تُحتّم علينا أكثر من أي وقت مضى أن تكون كلمة الخليج واحدة، وأن تكون هذه القمة منصة لإعادة اللحمة الخليجية، وإطلاق رؤية موحدة تواجه التحديات، وتحمي مصالح شعوب دول المجلس. على قادتنا أن يثبتوا للعالم أن الخليج، بتاريخه وثقافته المشتركة، قادر على الصمود والتقدم ككيان واحد، وأن مصلحة شعوبه ستظل دائمًا فوق كل اعتبار.

ختاماً نقول إنَّ القمة الخليجية في الكويت فرصة لتعزيز هذا المسار، وبناء مستقبل يُعيد الثقة للأجيال القادمة بأن الخليج هو البيت الكبير الذي يظلهم جميعًا، وأن قوتنا تكمن دائمًا في وحدتنا.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أحدث إصدارات سلطان تكشف الأطماع البرتغالية في الخليج العربي

كشف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الأطماع البرتغالية في الخليج العربي وأساليبهم الرامية إلى إضعاف اقتصاد عمان عبر اتفاقيات كانت تعقد بين البرتغاليين وسلاطين الهند.
جاء ذلك في مقدمة أحدث إصدارات سموه، بعنوان «البرتغاليون في بحر عُمان.. أحداث في حوليات من 1497 إلى 1757م»، الصادر عن منشورات القاسمي وقام سموه بتوقيع هذا المنجز التاريخي الجديد خلال معرض مسقط الدولي للكتاب، الذي يقام تحت شعار «التنوع الثقافي ثراء الحضارات».
صدر هذا السفر الكبير في واحد وعشرين مجلداً باللغة العربية ومثلها باللغة الإنجليزية ويتراوح عدد صفحات المجلد الواحد بين 400 و600 صفحة، بمجموع كلي يصل إلى 10500 صفحة ويحتوي كل مجلد على مجموعة من الوثائق والرسائل، حيث بلغ مجموع الوثائق في الحولية 1138 وثيقة، تم جمعها من مراكز الوثائق حول العالم.
ولا يقتصر الكتاب الذي جاء مرتباً حسب التسلسل الزمني، على إيراد الرسائل فحسب، بل يضم كتباً كاملة ومؤلفات نادرة لمؤلفين برتغاليين تنشر للمرة الأولى، ما يجعله كنزاً تاريخياً لا يقدر بثمن، يرصد أحداثاً مهمة وحيوية وأحداث معارك وقعت في تلك الفترة وامتدت إلى 260 سنة، دارت وقائعها في بحر عمان الذي شهد تحركات الأساطيل البرتغالية وهي تشق طريقها إلى الهند.
ويميط صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، اللثام عن حقائق تاريخية تذكر للمرة الأولى، مع تحقيق علمي رصين، ودراسة مستفيضة موثقة بالأدلة وبجهود حثيثة وسعي دؤوب وسلك سموه فيه منهجاً فريداً، حيث استطاع اقتناء مجموعة كبيرة من المخطوطات البرتغالية والهولندية والبريطانية، استغرق جمعها مدة طويلة.
وغاص سموه في بطون المخطوطات، بمراحل من العمل العلمي الجاد، بدءاً من فرزها حسب السنوات وتصنيفها، ثم ترجمتها، لذا فإن القارئ عندما يقلب صفحات الكتاب سينتقل في رحلة عبر الزمن لوقائع وأحداث تاريخية سطرتها أقلام البرتغاليين في مراسلاتهم وخطاباتهم ومؤلفاتهم، كما سيشعر القارئ، أيضاً تُجلَى طبيعة الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والظروف والأحوال التي شهدتها منطقة بحر عمان في تلك الفترة.
ويعد هذا الإصدار إضافة نوعية وإثراءً قيماً للمكتبة العربية والعالمية ومرجعاً هاماً للباحثين والمهتمين بتاريخ العرب، حيث يقدم معلومات وحقائق ظلت لفترة طويلة بعيدة عن متناول القراء.
واعتمد صاحب السمو حاكم الشارقة، منهجاً اعتمده المؤرخون في الإسلام لسرد قصص وأخبار من سبق من الأمم، حيث وصف سموه مواقع وأمكنة بتفاصيلها مكانيّاً وزمانيّاً وبإيضاح المعنى الدقيق والفهم العميق للأحداث الرئيسة.
وممّن كان له السبق في هذا المنهج المؤرخان الكبيران، الهيثم بن عدي بن عبد الرحمن الكوفي وأبو عبد الله محمد بن عمر الواقدي، حيث إن الحوليات نوعان، أولهما مسلك سرد الأحداث في سنة من السنوات دون التقيد بذكر منطقة معينة أو مكان معين والثاني يتناول أحداث منطقة معينة وفق تسلسل زمني دقيق.
بالعودة إلى التفاصيل التي جاءت في كتاب «البرتغاليون في بحر عُمان»، فقد كانت التجارة بين الشرق والغرب ومنذ الأزمان البعيدة، تسلك طريقين رئيسين، الأول طريق البحر الأحمر ومصر، والآخر طريق الخليج العربي والعراق والشام وكلاهما تحت السيطرة العربية، لكن تلك الطرق كان يتم إغلاقها بسبب الخلافات السياسية والنزاعات وعندما تغلق تنقطع البضائع المترفة عن الوصول إلى أوروبا، عدا ما كان يصل إليها عن طريق أواسط آسيا.
ويسرد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، تفاصيل حركة وصول البضائع إلى أوروبا في بداية القرن الخامس عشر عن طريق «جنوة» والبندقية «فينيسيا»، لكن جنوة خسرت موقعها التجاري بعد احتلال الأتراك للقسطنطينية عام 1453، كما أن الصراع بين البندقية والمماليك في مصر أبعد البندقية من المنافسة، لذا كان البحث عن طريق يوصل أوروبا بالهند مطلب جميع الدول الأوروبية، لأنه سيجلب لها الشهرة والمال الوفير.
ووفقاً لما حملته سطور الكتاب، فقد وصل الأسطول البرتغالي بقيادة «فاسكو دا غاما»، عبر رأس الرجاء الصالح بجنوب إفريقيا، إلى شرقي إفريقيا ومن ثم إلى الهند وذلك عام 1497، ثم تتالت الأساطيل الحربية البرتغالية لتحتل أجزاء من الهند وبلداناً على شاطئ بحر عُمان وسواحل فارس واستمر ذلك الاحتلال والتسلط على خيرات تلك البلدان حتى عام 1757.
وكشف سموه، أنه جمع الوثائق الخاصة بذلك الاحتلال الذي دام مئتين وستين عاماً، من جميع مراكز الوثائق في العالم وقد استغرق ذلك خمسة عشر عاماً وبعد ذلك الجهد قام سموه بترجمة تلك الوثائق من اللغة البرتغالية إلى اللغة الإنجليزية ومن ثمّ إلى اللغة العربية وكانت تحتوي على جميع الأحداث التي جرت والتي كانت توثق تلك الحوادث من مصادر مختلفة.
ولفت سموه إلى أنه صنف تلك الوثائق في مجلدات، باللغة العربية وباللغة الإنجليزية، راجياً أن يكون هذا العمل عوناً للدارسين والباحثين الذين يهمهم تاريخ عُمان والبلدان المجاورة له، سائلاً الله أن يجزى النفع بما أدى من واجب وأن يكون العمل خالصاً لوجه الله تعالى.

مقالات مشابهة

  • عرض فيلم مشروع x لـ كريم عبد العزيز فى الخليج
  • «الكهرباء» توقِّع عقد إيصال محطات تحويل رئيسية مع الربط الخليجي لزيادة قدرة استقبال الشبكة
  • كريم عبد العزيز يكشف عن موعد طرح فيلم "المشروع x "بدول الخليج
  • انخفاض الدولار واقتصاديات الخليج
  • حماد عبد الله حماد – الدندر: حين تكون البذاءة مؤسسة
  • سمية الخشاب في أولى تجاربها الخليجية.. كواليس وتصريحات عن خلافاتها مع النجوم
  • عرض فيلم مشروع x لـ كريم عبد العزيز فى الخليج .. 5 يونيو
  • برواتب مجزية.. 62 فرصة عمل في إحدى الدول الخليجية
  • أحدث إصدارات سلطان تكشف الأطماع البرتغالية في الخليج العربي
  • مستشفى النعيرية يشارك في فعاليات اليوم الخليجي للمدن الصحية