1 ديسمبر، 2024

بغداد/المسلة: في شوارع بغداد ومدن العراق الأخرى، تتكرر ذات المشاهد مع انقطاع التيار الكهربائي المتواصل. مواطنون غاضبون، وتظاهرات تجوب الأزقة بين الحين والآخر، وصوت مولدات الكهرباء الخاصة يكاد يغطي على كل شيء.

“هل سنعيش على المولدات إلى الأبد؟” كتب مواطن يُدعى أبو علي في تعليق على منشور فيسبوك.

يبدو أن هذا السؤال يعكس شعورًا عامًا بالإحباط بين العراقيين.

تحركات حكومية جديدة تحمل وعودًا بمعالجة جذور الأزمة.

وفق مصادر رسمية، تُطرح الآن خطط شاملة لتطوير منظومة إنتاج الطاقة وشبكات النقل والتوزيع.

وفي بيان صدر مؤخرًا، أكدت وزارة الكهرباء أن “التعاون مع شركات دولية لإدخال تقنيات حديثة أصبح جزءًا من استراتيجيات المرحلة المقبلة”. لكن رغم هذه التصريحات، يشكك العديد من المواطنين في جدية التنفيذ. “سمعنا هذه الوعود منذ 2003”، كتب مغرد باسم حيدر العراقي على منصة إكس، متسائلًا: “أين النتائج؟”

مصدر سياسي قريب من ملف الطاقة أشار إلى أن “التحديات الأساسية تكمن في سوء الإدارة والفساد ونهب الأموال المخصصة لتطوير القطاع”.

وأوضح أن ضعف البنية التحتية واستمرار الهدر في الشبكات الكهربائية يعمقان من حجم المشكلة. وأضاف المصدر: “إذا لم تتم معالجة هذه الملفات، فإن الحلول ستكون سطحية وقصيرة الأمد”.

وفي ظل هذه التحديات، تبرز مبادرات مثل جولات التراخيص الخامسة التي تهدف إلى استثمار الغاز المصاحب لعمليات استخراج النفط لتزويد محطات الطاقة الكهربائية بوقود الغاز.

وأكد خبير الطاقة علي سلام أن “الخطوات الاستراتيجية الجادة لمعالجة الخلل في قطاع الطاقة تبدأ من إنهاء الاعتماد على الوقود المستورد وتطوير القدرات الوطنية”.

لكن الأصوات الشعبية تطالب بأكثر من الخطط والوعود.

ففي إحدى التغريدات، قال مواطن يُدعى قاسم من البصرة: “نحتاج إلى حلول جذرية تضمن الكهرباء على مدار الساعة. التعبير عن الغضب لا يكفي؛ يجب أن يتحرك الشارع لدفع الحكومة إلى العمل”.

مواطنة أخرى، من بغداد، عبرت على فيسبوك عن مخاوفها من تزايد اعتماد العراقيين على المولدات الأهلية: “هذه المولدات أصبحت عبئًا ماليًا جديدًا، والأسعار في تصاعد مستمر”.

في هذا السياق، تحدث الباحث الاجتماعي محمد الراوي عن تأثيرات الأزمة على الحياة اليومية للعراقيين، مشيرًا إلى أن “استمرار الانقطاع الكهربائي لا يعطل فقط الأعمال التجارية والصناعية، بل يؤثر أيضًا على التعليم والصحة ورفاهية الأفراد”. وأضاف أن “تزايد الإحباط الشعبي قد يؤدي إلى تصاعد الاحتجاجات، ما لم تُقدم حلول ملموسة قريبًا”.

وفي محاولة لتهدئة التوتر، أعلن عضو لجنة النفط النيابية كاظم الطوكي عن استعداد شركات عالمية لتطوير قطاع الطاقة الكهربائية. وقال الطوكي: “الفرصة الآن سانحة لاستثمار الخبرات الدولية، لكن الأمر يتطلب إرادة سياسية قوية ومتابعة صارمة لضمان التنفيذ الفعلي”.

مع استمرار الأزمة، تظل الأنظار متجهة نحو الحكومة وخطواتها المقبلة. وإذا ما تمكنت من تحويل الوعود إلى واقع ملموس، فقد يفتح ذلك صفحة جديدة في ملف طالما كان عنوانًا للأزمات والتحديات. أما إذا أخفقت، فإن الاحتقان الشعبي قد يتحول إلى موجة غضب لا يمكن احتواؤها بسهولة.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

بغداد تتحصن أمام تداعيات سقوط حلب والفصائل العراقية تحذر المعارضة السورية 

1 ديسمبر، 2024

بغداد/المسلة: تشهد الحدود الغربية للعراق مع سوريا حالة ترقب حذرة، بعد سيطرة فصائل المعارضة السورية على مدينة حلب ورفع شعارات تحمل إشارات عدائية لبعض المكونات العراقية. في هذا السياق، استبعد مسؤولون عسكريون عراقيون تكرار الانهيار الأمني الذي وقع في عام 2014، مؤكدين أن الأوضاع تحت السيطرة وأن القوات المسلحة عززت وجودها على طول الحدود.

وفي خطوة استباقية، عمدت القوات العراقية إلى نصب كاميرات مراقبة وتحليق طائرات مسيرة، مع تأمين خط عمق يتراوح بين 7 إلى 10 كيلومترات خلف الحدود. وأكدت مصادر أمنية أن هذا التحرك جاء استعداداً لمواجهة أي تداعيات قد تنتج عن تصعيد الأحداث في شمال غرب سوريا، خصوصاً في ظل رصد بعض التحركات الداعمة للمعارضة السورية في محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين.

وعلى منصات التواصل الاجتماعي، أثيرت نقاشات واسعة حول انعكاسات التطورات السورية على العراق.

مغرد يُدعى “علي العراقي” كتب على منصة “إكس”: “الحدود الغربية للعراق اليوم هي خط الدفاع الأول، يجب أن نكون مستعدين لكل السيناريوهات”.

بينما اعتبرت مواطنة تدعى “سارة الأنصاري” في تدوينة لها على “فيسبوك” أن “ما يحدث في سوريا يعيد إلى الأذهان مخاوف الانقسام والتدخلات الخارجية، ويجب أن نتحلى بالوعي لتفادي الفتن”.

التوتر الحالي أثار قلقاً من احتمالات تقسيم سوريا وانعكاسات ذلك على الواقع العراقي.

وقال تحليل إن “تقسيم سوريا قد يفتح الباب أمام صراعات جديدة تمتد تأثيراتها إلى العراق، خاصة في ظل وجود مكونات متداخلة بين البلدين”. وأضاف أن هناك خشية من استغلال تنظيمات مسلحة ومنها داعش، الوضع لإثارة قلاقل على الجانب العراقي.

من جهة أخرى، أطلق فصيل “النجباء” وكتائب أخرى تصريحات تحذيرية ضد المعارضة السورية. ونشر أمين “كتائب سيد الشهداء”، أبو آلاء الولائي، تغريدة على منصة “إكس” قال فيها: “ما يحصل في حلب ليس مجرد معركة، بل مخطط لاستنزاف محور المقاومة بأكمله”. وأثارت هذه التغريدة جدلاً واسعاً بين مؤيدين يرون في الأمر دفاعاً مشروعاً، ومعارضين يعتبرونه تصعيداً غير ضروري.

في هذا المشهد المتشابك، تحدث باحث اجتماعي من الموصل قائلاً إن “الأحداث في حلب تذكّر العراقيين بمرارة سقوط الموصل عام 2014. الجرح ما زال مفتوحاً، وأي توتر جديد قد يعيدنا إلى دائرة الخوف والاضطرابات”. وأضاف أن “الخطاب الإعلامي والشعارات الطائفية تزيد من تعقيد المشهد، وتؤجج مشاعر الاحتقان بين مختلف المكونات”.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • عقود النفط بين أربيل وبغداد: سرية الإقليم تثير جدلًا حول الشفافية والمصالح
  • انطلاق المنتدي الخامس لتطوير الصناعات النووية بالقاهرة
  • وكيل الوزارة يترأس الاجتماع القيادي للعمليات، لمناقشة انسيابية تجهيز الوقود لمحطات الطاقة الكهربائية وللمواطنين
  • انتقادات تطال قرار فصل المطارات عن شركة الملاحة الجوية
  • مليار يورو لتطوير الصناعة العراقية (فيديو)
  • بغداد تتحصن أمام تداعيات سقوط حلب والفصائل العراقية تحذر المعارضة السورية 
  • “الوطنية للنفط” تُنظم ورشة عمل مع شركة GTG الألمانية لتطوير مشاريع الطاقة المتجددة
  • ارتفاع بأسعار الدولار أمام الدينار في البورصات العراقية
  • “الوطنية للنفط” تُنظم ورشة عمل لتطوير مشاريع الطاقة المتجددة في الحقول النفطية