عبيدلي العبيدلي **

 

 

التقاطعات

أهداف الأتمتة يهدف كلاهما إلى أتمتة المهام لزيادة الكفاءة وتقليل الأخطاء وتوفير الوقت. مثال: يمكن الذكاء الاصطناعي اكتشاف الاحتيال، بينما يمكن للخوارزميات التقليدية أتمتة التقارير بناء على الحالات الشاذة المكتشفة. تكامل غالبا ما تعتمد نماذج الذكاء الاصطناعي على الخوارزميات التقليدية للمعالجة المسبقة للبيانات واستخراج الميزات والتكامل في أنظمة أكبر.

مثال: قد تقوم خوارزمية تقليدية بمعالجة بيانات المستشعر مسبقا قبل إدخالها في نظام صيانة تنبؤية قائم على الذكاء الاصطناعي. تحسين سير العمل كلاهما يستخدم في أتمتة سير العمل، ولكنهما يكملان بعضهما البعض. يتعامل الذكاء الاصطناعي مع المهام التي تتطلب تفسيرا، بينما تتعامل الخوارزميات التقليدية مع الأجزاء المستندة إلى القواعد أو المتكررة. مثال: في روبوت محادثة خدمة العملاء، يعالج الذكاء الاصطناعي اللغة الطبيعية، وتتعامل الخوارزميات التقليدية مع استعلامات تتبع الجلسة أو توجيهها. الأنظمة الهجينة تجمع العديد من الأنظمة الحديثة بين خوارزميات تكنولوجيا المعلومات التقليدية ونظيراتها المستخدمة في الذكاء الاصطناعي، للاستفادة من نقاط القوة في كليهما. مثال: يستخدم تطبيق مصرفي خوارزميات تقليدية لإدارة الحساب، ولكنه يتضمن الذكاء الاصطناعي للتوصيات المخصصة واكتشاف الاحتيال.

 

الاعتماد على البيانات كلاهما يعتمد على البيانات المنظمة أو غير المهيكلة، وإن كان بدرجات متفاوتة. يستخدم الذكاء الاصطناعي البيانات للتعلم، بينما تستخدمها الخوارزميات التقليدية كمدخلات لتنفيذ المنطق.

خلاصة

تعد الأتمتة القائمة على الذكاء الاصطناعي تحويلية في السيناريوهات التي تتطلب الذكاء، والقدرة على التكيف، والتعامل مع البيانات غير المهيكلة، بينما تظل خوارزميات تكنولوجيا المعلومات التقليدية لا غنٍ عنها لتحقيق الكفاءة في العمليات الحتمية القائمة على القواعد. يعمل تكاملها على تشكيل مستقبل حلول تكنولوجيا المعلومات، حيث يجمع بين قدرة الذكاء الاصطناعي على التكيف مع موثوقية الخوارزميات التقليدية.

الذكاء الاصطناعي وأتمتة الصناعة

تختلف الأتمتة القائمة على خوارزميات الذكاء الاصطناعي مثيلاتها من خوارزميات برمجيات تقنيات المعلومات الأخرى. هنا تمثل الأتمتة القائمة على الذكاء الاصطناعي تقاطعًا مهمًا، حيث تحدث ثورة في الصناعات من خلال تحويل عمليات الإنتاج، وخفض التكاليف، وتعزيز الكفاءة في القطاعات التالية     :

التصنيع: تتعامل الروبوتات التي تعمل بالطاقة الذكاء الاصطناعي مع المهام المتكررة والخطيرة، مما يزيد من كفاءة الإنتاج. كما تعمل أنظمة الصيانة التنبؤية على تقليل وقت تعطل المعدات من خلال تحديد الأعطال المحتملة مسبقا. الزراعة: تعمل التقنيات التي تدعم الذكاء الاصطناعي مثل الزراعة الدقيقة على تحسين استخدام الموارد (المياه والأسمدة والمبيدات الحشرية) والتنبؤ بغلة المحاصيل باستخدام التعلم الآلي وأجهزة استشعار إنترنت الأشياء. الخدمات اللوجستية وسلسلة التوريد: تعمل خوارزميات الذكاء الاصطناعي على تحسين مسارات سلسلة التوريد وإدارة المخزون والتخزين وتقليل التأخير وتعزيز رضا العملاء.

الذكاء الاصطناعي وتطور القوى العاملة:

يؤثر الذكاء الاصطناعي على أسواق العمل، ويخلق فرصا للتنمية الاقتصادية مع إعادة تشكيل ديناميكيات القوى العاملة:

إزاحة الوظائف وخلقها: تحل الأتمتة محل الوظائف المتكررة منخفضة المهارات، ولكنها تولد الطلب على أدوار عالية المهارة في تطوير الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات والأمن السيبراني وصيانة الذكاء الاصطناعي. مبادرات إعادة تشكيل المهارات: تستثمر الدول في برامج التدريب لتزويد قوتها العاملة بمهارات مثل الترميز وإدارة نظام الذكاء الاصطناعي والتفكير النقدي، مما يضمن استمرار النمو الاقتصادي. تحول اقتصاد العربة: تربط المنصات التي تعمل بنظام الذكاء الاصطناعي مثل Uber و Upwork العاملين لحسابهم الخاص بالفرص العالمية، مما يخلق سوق عمل مرن يتجاوز التوظيف التقليدي.

السياسات الاقتصادية الذكاء الاصطناعي والقائمة على البيانات

تحدث قدرة الذكاء الاصطناعي على تحليل مجموعات البيانات الضخمة ثورة في كيفية تطوير الحكومات والمنظمات لسياسات لتحفيز النمو:

التخطيط الاقتصادي: تساعد التحليلات التنبؤية القائمة على الذكاء الاصطناعي الحكومات على التنبؤ بالاتجاهات الاقتصادية وتقييم نتائج السياسات وتحسين تخصيص الموارد. الضرائب والإيرادات: تكتشف الأنظمة الذكاء الاصطناعي التهرب الضريبي وتحسن أنظمة التحصيل، مما يحسن الإيرادات الحكومية. الرعاية الاجتماعية: يعزز التحليل القائم على الذكاء الاصطناعي استهداف برامج الرعاية الاجتماعية وتقديمها، مما يضمن تخصيص الموارد بكفاءة للسكان المحرومين.

الذكاء الاصطناعي في الخدمات المالية وديناميكيات السوق

الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل الأسواق والخدمات المالية، ويخلق فرصا جديدة للنمو:

ابتكارات FinTech: تقود الذكاء الاصطناعي ابتكارات مثل المستشارين الآليين واكتشاف الاحتيال وتسجيل الائتمان والتداول الخوارزمي. الخدمات المصرفية الشاملة: تعمل روبوتات الدردشة وأنظمة التعرف على الصوت التي تعمل بنظام الذكاء الاصطناعي على توسيع نطاق الخدمات المصرفية للسكان المحرومين، مما يعزز الشمول المالي. رؤى السوق: تحلل نماذج التعلم الآلي البيانات المالية في الوقت الفعلي، وتقدم رؤى قابلة للتنفيذ للمستثمرين وصانعي السياسات.

الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية والأثر الاقتصادي

تساهم ابتكارات الرعاية الصحية المدعومة من الذكاء الاصطناعي في التنمية الاقتصادية من خلال تحسين صحة السكان وخفض التكاليف:

التشخيص والعلاج: الذكاء الاصطناعي يعزز دقة التشخيص (على سبيل المثال، الكشف المبكر عن السرطان) وتخصيص خطط العلاج. الكفاءة التشغيلية: تستخدم المستشفيات الذكاء الاصطناعي لتخصيص الموظفين وإدارة المرضى وتحسين سلسلة التوريد، مما يقلل من النفقات التشغيلية العامة. الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا الصحية: يؤدي انتشار الشركات الناشئة الصحية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي إلى خلق فرص عمل وجذب الاستثمار وتعزيز نظام بيئي ديناميكي.

** خبير إعلامي

 

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

كيف أصبحت غزة ساحة لتطوير الاحتلال قدرات الذكاء الاصطناعي وتجريبه؟

كشف تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، عن مدى توغل التكنولوجيا المتقدمة، وخاصة الذكاء الاصطناعي، في العمليات العسكرية الإسرائيلية خلال حربها المستمرة على قطاع غزة.

وأوضح التقرير الذي ترجمته "عربي21"، أن الاحتلال الإسرائيلي اعتمد بشكل متزايد على أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي لتحقيق تفوق نوعي في ميدان المعركة، وهو ما أدى في بعض الأحيان إلى نتائج قاتلة طالت المدنيين.

وأشار التقرير إلى أن أبرز مثال على هذا الاستخدام جاء في أواخر عام 2023، عندما حاولت القوات الإسرائيلية اغتيال إبراهيم البياري، أحد القادة البارزين في حركة حماس. ونظراً لصعوبة تحديد مكانه الفعلي، نظراً لاحتمال اختبائه في شبكة الأنفاق المنتشرة تحت غزة، لجأ جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى تقنية تحليل صوتي مدعومة بالذكاء الاصطناعي، كانت قد طُورت قبل نحو عقد من الزمن لكنها لم تُستخدم في ساحات القتال من قبل.

وبحسب مصادر أمريكية وإسرائيلية مطلعة تحدثت للصحيفة، فقد تولى مهندسون في الوحدة 8200، المكافئة الإسرائيلية لوكالة الأمن القومي الأمريكية، تطوير الأداة ودمجها بتقنيات ذكاء اصطناعي متقدمة.

وتم تحليل مكالمات البياري، واعتمادا على تلك البيانات الصوتية، قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بشن غارة جوية في 31 تشرين الأول/أكتوبر 2023 استهدفت الموقع المشتبه به. غير أن الغارة، التي فشلت في قتل البياري، أسفرت عن استشهاد 125 مدنيا، بحسب منظمة "إيروورز" المعنية بتوثيق ضحايا الحروب.

ويمثل هذا الهجوم، وفق التقرير، نموذجاً مصغراً لطريقة استخدام إسرائيل لتقنيات الذكاء الاصطناعي في حربها ضد غزة، حيث دمجت هذه التقنيات بمجالات متعددة تشمل التعرف على الوجوه، وتحليل البيانات النصية، وتحديد الأهداف العسكرية المحتملة. وقد أشارت مصادر الصحيفة إلى أن عمليات تطوير هذه الأدوات جرت عبر تعاون وثيق بين ضباط الوحدة 8200 وعدد من جنود الاحتياط العاملين في شركات تكنولوجية كبرى مثل غوغل، مايكروسوفت، وميتا.


وتحدث التقرير عن إنشاء ما يعرف بـ"الاستوديو"، وهو مركز ابتكار تابع للوحدة 8200، يهدف إلى تسريع إنتاج وتطبيق أدوات الذكاء الاصطناعي في العمليات العسكرية. وبيّن أن نشر هذه الترسانة التكنولوجية أدى أحياناً إلى نتائج كارثية، منها أخطاء في تحديد الهوية، واعتقالات عشوائية، بل ووقوع ضحايا مدنيين، وهو ما أثار تساؤلات أخلاقية لدى مسؤولين عسكريين إسرائيليين وأمريكيين على حد سواء.

وفي هذا السياق، قالت هاداس لوربر، المديرة السابقة لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي ورئيسة معهد الأبحاث التطبيقية في الذكاء الاصطناعي، إن "وتيرة الابتكار تسارعت تحت وطأة الحاجة الملحة للرد على التهديدات"، مشيرة إلى أن هذه الابتكارات التقنية منحت الجيش الإسرائيلي "مزايا استراتيجية"، لكنها "أثارت أيضاً قضايا أخلاقية جوهرية تتطلب وجود ضوابط صارمة".

ورغم امتناع جيش الاحتلال الإسرائيلي عن التعليق المباشر على هذه التقنيات لأسباب تتعلق بالسرية، إلا أن مصادر التقرير كشفت أن الجيش أطلق تحقيقاً داخلياً في الغارة التي استهدفت البياري. أما شركات التكنولوجيا التي ذُكر أن موظفيها شاركوا في هذه الجهود ضمن صفوف جنود الاحتياط، فقد رفض معظمها التعليق، بينما قالت شركة غوغل إن مشاركة موظفيها "لا علاقة لها بمهامهم داخل الشركة".

ويذكر التقرير أن الاحتلال الإسرائيلي دأب على استغلال الحروب، خاصة في غزة ولبنان، كمنصات لاختبار وتطوير قدراتها التكنولوجية، مثل الطائرات بدون طيار، وأدوات اختراق الهواتف، ونظام الدفاع الصاروخي "القبة الحديدية". 

ومنذ  7 تشرين الأول/ أكتوبر، فتح الاحتلال المجال أمام استخدام واسع النطاق لتقنيات الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع الوحدات العسكرية المختصة.


كما طوّر جيش الاحتلال الإسرائيلي نموذجاً لغوياً كبيراً باللغة العربية، أنشئ لتشغيل روبوت محادثة قادر على تحليل الرسائل النصية، ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي، وغير ذلك من البيانات. وتم تغذيته بكم هائل من البيانات التي جمعت خلال سنوات من المراقبة الإلكترونية، مما مكنه من تمييز اللهجات المختلفة وتحليل ردود الفعل العامة، كما حدث بعد اغتيال حسن نصر الله في أيلول/سبتمبر الماضي، وفق ما أفاد به ضباط إسرائيليون للصحيفة.

إلا أن النموذج لم يكن خالياً من العيوب، إذ فشل أحياناً في تفسير بعض المصطلحات العامية، أو أخطأ في فهم المحتوى البصري، ما تطلب تدخل ضباط مخضرمين لتصحيح هذه الأخطاء. وعلى الأرض، زودت إسرائيل نقاط التفتيش المؤقتة في غزة بكاميرات مدعومة بتقنيات التعرف على الوجه، لكنها أخفقت أحياناً في التعرف على الأشخاص بدقة، ما تسبب في اعتقال مدنيين عن طريق الخطأ.

ومن بين الأدوات التي أثارت جدلاً أيضاً، خوارزمية "لافندر"، وهي أداة تعلم آلي صممت لتحديد المقاتلين منخفضي الرتب في حماس، لكنها كانت غير دقيقة، ومع ذلك استخدمت لتحديد أهداف في بداية الحرب.

ويخلص التقرير إلى أن هذه التجارب التقنية، رغم ما توفره من قدرات عسكرية متقدمة، قد تؤدي إلى تسريع وتيرة العنف وسقوط ضحايا من المدنيين، في وقت لم تُحسم فيه بعد الأسئلة الأخلاقية الكبرى المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي في ميادين الحروب.

مقالات مشابهة

  • "إكسترا نيوز" تبرز مخاطر الذكاء الاصطناعي على الأطفال
  • الرئيس الصيني: الذكاء الاصطناعي سيغير أسلوب الحياة البشرية بشكل جذري
  • كيف أصبحت غزة ساحة لتطوير الاحتلال قدرات الذكاء الاصطناعي وتجريبه؟
  • حمدان بن محمد: أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي سيصبح محطة سنوية تستضيف صناع مستقبل التكنولوجيا من حول العالم
  • حمدان بن محمد: أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي سيصبح محطة سنوية تستضيف صناع مستقبل التكنولوجيا من حول العالم بدبي
  • لطافتك تكلف الذكاء الاصطناعي الملايين!
  • جهاز ذكي يساعد المكفوفين على التنقل باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • كيف تعمل من المنزل باستخدام الذكاء الاصطناعي؟
  • يساعدك في اتخاذ القرار.. كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي صورة الإنسان عن نفسه؟
  • بتشويه «فوضى الذكاء الاصطناعي» للواقع يمضي العالم إلى كارثة