القاتل الذي نقصده هنا ليس قاتل مسرحية "القاتل خارج السجن" للكاتب الروائي محمد سلماوي، بل هو القاتل والمجرم الذي تعرفه كل شعوب العالم، إنه بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل، هذا القاتل الذي تولى منصب رئيس وزراء إسرائيل منذ عام ١٩٩٦ خمس مرات وصل فيها إلى الحكم من خلال دمويته ووحشيته وفكره العنصري المتطرف، وجرائمه التي طالت آلاف الفلسطينيين عبر عقود من الزمن.
وكانت محكمة الجنايات الدولية وبعدها محكمة العدل الدولية قد أصدرت مؤخرا مذكرتيْ اعتقال بحق بينيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف جالانت، فمع عملية "طوفان الأقصى" التي قامت بها حركة المقاومة الفلسطينية حماس في السابع من أكتوبر الماضي ٢٠٢٣، أمر نتنياهو قواته بشن إبادة جماعية على قطاع غزة، أسفرت حتى الآن عن قتل أكثر من أربعة وأربعين ألفا من أبناء غزة غالبيتهم من الأطفال والشيوخ والنساء، وتسبب في إصابة أكثر من مائة وعشرين ألف فلسطيني، ناهيك عن قتل قواته الإجرامية للصحفيين، الأطباء، الممرضين، رجال الإطفاء، وموظفي الأونروا، إضافة إلي استهداف المباني والمنشآت والبنى التحتية في غزة بالقنابل المحظورة، والتسبب في إحداث خراب شامل في القطاع، ومنع نتنياهو وقادته المجرمين دخول المساعدات الإنسانية الدولية، ورفضه مرارا وتكرارا لكل المفاوضات التي أجريت معه لوقف الحرب، ورفضه لإرادة وقرارات المجتمع الدولي، وبخاصة تلك التي دعت منذ أكثر من عام عبر المؤسسات الأممية لوقف الحرب، ولكن نتنياهو بدلاً من الانصياع إلى المجتمع الدولي، امتدت حرب قواته الإجرامية إلى جنوب لبنان، وما سببه هذا العدوان من قتل، تهجير، دمار في الكثير من المدن اللبنانية.
ومع تلك الجرائم التي ارتكبها نتنياهو ومن قبله قادته المجرمون الذين قتلوا وأبادوا الكثير من أبناء الدول العربية، وبخاصة دول الصراع المباشر مع دولة إسرائيل المحتلة، تبقى كل تلك الجرائم الوحشية ومرتكبوها دون عقاب، ولهذا فإن محكمة الجنايات الدولية قد أصدرت بعد انتقادات إسرائيل وأمريكا لها مؤخراً قراراً باعتقال نتنياهو ووزير دفاعه، واعتبرت المحكمة أن جرائم الحرب والإبادة الموجهة لكل من نتنياهو وجالانت تشمل استخدامهما لسلاح التهجير والتجويع واستهداف العزل، وجرائم الاعتقالات والاضطهاد وجرائم المستوطنين، وغيرها من الأفعال غير الإنسانية. ورغم تلك القرارات الدولية، فإن نتنياهو يواصل مع قواته المجرمة ومتطرفيه جرائمه الوحشية ضد أبناء غزة، معلناً في تبجح رفضه وعدم مبالاته بقرارات المحكمة مع مواصلة جرائم الإبادة، قائلا: " لن يمنعنا أي قرار شنيع ضد إسرائيل، ولن يتوقف عن الدفاع عن بلاده بكل الطرق، ومتعهدا بعدم الاستسلام لأي ضغوطات دولية، ومتهما قرارت المحكمة الموجهة إليه بالأكاذيب السخيفة والكاذبة" ليبقى هذا القاتل وقادته خارج السجن بلا عقاب، تحت حماية ووصاية من أمريكا وقادتها.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
صحف عالمية: تكتيكات حماس تزعج إسرائيل وبايدن يدعم نتنياهو حتى النهاية
تناولت صحف عالمية مشاهد متعددة من تطورات الحرب على قطاع غزة مسلطة الضوء على تكتيكات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) القتالية، وأزمة الإنقاذ الإنساني، ومواقف الإدارة الأميركية تجاه إسرائيل، إلى جانب قضايا إقليمية ودولية مرتبطة بالصراع.
وأشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى معاناة فرق الإنقاذ في غزة، حيث يواجه رجال الإنقاذ ظروفًا خطيرة دون معدات أو مركبات أو وقود كافٍ، مما يدفعهم إلى العمل بأيديهم وأدوات بدائية لاستخراج الناجين من تحت الأنقاض.
ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة أن المستجيبين الأوائل يعانون من مستويات لا توصف من القلق والإحباط، ووصفوا شعورهم بالعجز تجاه الضحايا الذين لم يتمكنوا من إنقاذهم، إلى جانب الألم الناتج عن فقدان زملائهم خلال العمليات.
من جهتها، نقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن قيادات في الجيش الإسرائيلي تحذيرات بشأن التكتيكات القتالية الجديدة التي تستخدمها حركة حماس شمال غزة، ومن ذلك ما قاله ضابط في لواء كفير من أن هذه التكتيكات تشكل تحديا كبيرا للقوات الإسرائيلية.
وأوضحت الصحيفة نقلا عن تلك القيادات أن حماس باتت تنصب الفخاخ في معظم المباني، حيث يقوم مقاتلوها بخلع زيهم العسكري للتنقل كمدنيين، مستفيدين من الأسلحة المخفية في مواقع مختلفة لتنفيذ هجمات ضد الجيش الإسرائيلي.
إعلان حتى اللحظات الأخيرةأما صحيفة فايننشال تايمز، فقد سلطت الضوء على موافقة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن المبدئية على صفقة أسلحة جديدة بقيمة 8 مليارات دولار لإسرائيل.
واعتبرت الصحيفة أن هذه الخطوة تعكس دعم بايدن لحليفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حتى أيامه الأخيرة في منصبه، بعد أكثر من عام من الحرب على غزة.
وفي سياق متصل، أفادت صحيفة معاريف بأن الجيش الإسرائيلي يعمل حاليًا على تنفيذ عملية واسعة النطاق على الحدود مع لبنان، تشمل إزالة الغطاء النباتي في المزارع والبساتين والغابات التي يستخدمها حزب الله كمخابئ لأنشطته.
وذكرت الصحيفة أن رؤساء سلطات المستوطنات الحدودية يطالبون بتمديد بقاء الجيش الإسرائيلي في المنطقة للتصدي لأي تهديدات مستقبلية.
وفي الشأن السوري، نشرت صحيفة لوتون السويسرية افتتاحية علقت فيها على زيارة وزيري خارجية فرنسا وألمانيا لدمشق، ووصفتها بأنها خطوة ضمن سلسلة أحداث غير متوقعة تشهدها سوريا بعد هروب بشار الأسد قبل 3 أسابيع.
وأكدت الصحيفة أنه إذا أرادت أوروبا أن تلعب دورا مفيدا في سوريا، فعليها أن تعترف بنصيبها من المسؤولية عن المأساة التي عاشها الشعب السوري، وأن تتحلى بمزيد من التواضع في تعاملها مع الأزمة.