«مورغان ستانلي»: هذه الشركات بدأت تجني إيرادات من الذكاء الاصطناعي!
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
كشف بنك ««مورغان ستانلي» قائمة للشركات التي حددت مدى استفادتها المادية من استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، وقام البنك بدراسة إعلانات الشركات، التي تمتلك قيمة سوقية تبلغ 10 مليارات دولار أو أكثر، المتعلقة بنتائج النصف الأول من 2023.
وقال البنك، في مذكرة بتاريخ 14 أغسطس للمستثمرين، إن 29 شركة «حددت فرصا متعلقة بارتفاع الإيرادات»، في حين أن 36 شركة «توقعت انخفاض التكاليف أو ارتفاع الإنتاجية»، بحسب «CNBC» الأميركية والتي اطلعت عليها «العربية.
بينما تتضمن القائمة شركات مثل ألفابيت وميتا وماكروسوفت، إلا أن هناك شركات غير تكنولوجية أيضا تستفيد ماليا من استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، وكتب المحللون بقيادة إدوارد ستانلي: «تنوعت هذه الشركات من شركات الطاقة إلى الشركات الصناعية والرعاية الصحية».. ونقل «مورغان ستانلي» ما ذكرته بعض الشركات بهذا الخصوص:
٭ شركة التكنولوجيا «ألفابيت»: «تعمل عروضنا التوليدية الجديدة للذكاء الاصطناعي على توسيع سوقنا الإجمالي القابل للتوجيه وكسب عملاء جدد. نحن نشهد طلبا قويا على أكثر من 80 طرازا، بما في ذلك الطرف الثالث والمصدر المفتوح الشهير في منصاتنا للذكاء الاصطناعي للبحث والمحادثة من «Vertex» مع زيادة عدد العملاء بأكثر من 15 ضعفا من أبريل إلى يونيو».
٭ شركة التكنولوجيا «ميتا»: «توصيات الذكاء الاصطناعي المتعلقة بالمحتوى من الحسابات التي لا تتابعها هي الآن الفئة الأسرع نموا على منصة «فيسبوك»، والذي أدى إلى زيادة بنسبة 7% في إجمالي الوقت الذي تقضيه على المنصة».
٭ شركة «مايكروسوفت»: «أكثر من 11 ألف عميل يستخدمون خدمة «Azure OpenAI»، مع إضافة ما يقرب من 100 عميل يوميا في آخر ربع لها. تعتمد أكثر من مليون مؤسسة الآن على حلولنا الشاملة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي.. بزيادة قدرها 26% على أساس سنوي».
٭ البنك الإيطالي «Intesa Sanpaolo»: «لدينا 35 حالة استخدام للذكاء الاصطناعي ونتوقع أن يرتفع هذا إلى 140 في العامين المقبلين، ما يولد إيرادات بـ 0.5 مليار يورو (0.54 مليار دولار) من الدخل الإجمالي».
٭ شركة برمجيات الموارد البشرية «Ceridian HCM»: أداة الذكاء الاصطناعي التوليدية الخاصة بنا كانت تجيب على 85% من أسئلة العملاء، بزيادة أكثر من 10% عن الربع السابق، وهي «في طريقها لتوفير زيادة بنسبة 10% في الإنتاجية الإجمالية في دعم العملاء.
٭ المجموعة السويسرية «VAT»: «توقعات نمو الإيرادات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي بمعدل نمو سنوي مركب (CAGR) يبلغ 32% على مدار خمس سنوات».
٭ شركة الأدوية «AstraZeneca»: «استطعنا، في أداتنا الداخلية الممكنة للذكاء الاصطناعي، برفع الجودة من 9-12 شهرا إلى 5-6 أشهر، ونهدف لتقليل المهل الزمنية إلى أقل من 3 أشهر».
٭ شركة الطاقة والمواد «Comstock»: الذكاء الاصطناعي قلص بشكل كبير الوقت والمال اللازمين لإعداد أفضل المواد لاستخدامها في بعض المشاريع في أقل من يوم وبأقل من 10 آلاف دولار مقابل 10 سنوات وما بين 10 إلى 100 مليون دولار.
٭ شركة «Vertiv» المتخصصة في تقديم خدمات لمراكز البيانات: تلقينا طلبات متعلقة بالذكاء الاصطناعي بعشرات الملايين من الدولارات.
٭ شركة علوم الحياة «Bruker»: «ما يقرب من 75 مليون دولار من عائداتنا المقدرة لعام 2023 مدفوعة باتجاهات الذكاء الاصطناعي، ونعتقد أن هذا سيستمر في الزيادة».
وأضاف بنك مورغان ستانلي: «يمكن أن تؤدي التقنيات القائمة على الذكاء الاصطناعي إلى زيادة الإنتاجية ويمكن أن تتزامن مع فترات من العوائد القوية في السوق. لقد لاحظنا 47 تصريحا من إدارات الشركات في الربع الثاني من 2023 فيما يتعلق بمكاسب الإنتاجية أو الكفاءة في تدريب الموظفين».
المصدر: جريدة الحقيقة
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی للذکاء الاصطناعی مورغان ستانلی أکثر من
إقرأ أيضاً:
الخوارزمية الأولى: أساطير الذكاء الاصطناعي
يُروى أنه في زمن بعيد، حاول البشر خلق كائن يساعدهم في مهامهم، كائن يتفوق على عقولهم لكنه يظل مطيعاً لهم. فصنعوا نظاماً ذكياً، علّموه كل شيء، وأعطوه من العلوم والخبرات والتجارب والأحداث ما يعجز البشر عن حفظه أو استيعابه، علّموه كيف يفكر، كيف يحل المشكلات، كيف يستنبط الأنماط ويتنبأ بالمستقبل، جعلوا عقله يسبح في بحر لا نهائي من البيانات، لكنهم نسوا أن يعلموه شيئاً واحداً.. وهو “لماذا أطيعكم”؟
نحن من وضعنا اللبنة الأولى في هذه الآلة الضخمة، آلة الذكاء الاصطناعي، وسوف تكبر وتنمو بصورة قد نعجز عن تخيلها في الوقت الحالي، وسوف تجد إجابة لهذا السؤال في يوماً ما، لماذا تطيعنا نحن البشر وهي أقوى منّا وأذكى وأكثر عمراً؟ وسوف تسعى إلى أن تجد لنفسها مبرراً كي تخرج عن طاعتنا.
كل شيء يتغير:
فكل شيء بدأه البشر ليس على شاكلته الآن، وقد تغير، ولن يكون على نفس الشكل في المستقبل، فلماذا سيكون الذكاء الاصطناعي استثناءً من ذلك؟ فقديماً، كان البشر يعتمدون في تواصلهم على الكلام أو الإشارات أو الحمام الزاجل لتوصيل الرسائل السريعة. ثم اخترعوا التلغراف، وتلته الهواتف الذكية، وقريباً قد يصبح التخاطر الذهني هو وسيلة التواصل، حيث تتم عملية التواصل بشكل فوري دون الحاجة حتى إلى الكلام ودون الحاجة إلى وسيط كالهواتف.
وقديماً أيضاً، كان الإنسان يطهو الطعام على النار. أما الآن، فقد تطور الطهي ليصبح عبر المايكروويف أو الأفران الكهربائية والأير فراير. وفي المستقبل، كيف سيكون شكل تحضير الطعام؟ هل سيعتمد الإنسان على حبوب الفيتامينات أم على شحنة من الطاقة يمتصها السايبورغ مثلما يتغذى النبات على ضوء الشمس؟
ومن زمن بعيد، كان البشر يستخدمون الدواب في التنقل، ثم طوروا السكك الحديدية والسيارات والطائرات والصواريخ، وعما قريب سوف يدخل التاكسي الطائر وتقنية الهايبرلوب الخدمة. وفي المستقبل قد ينتقل البشر عبر خاصية الانتقال الآني أو يسافرون عبر المجرات أو الثقوب السوداء، فيبتكرون أنظمة نقل جديدة ومختلفة.
وحينما كنا صغاراً، كنا نقرأ في كتب وقصص الخيال العلمي أنه في العام 2000 ستتغير البشرية تماماً، حيث تصبح السيارات طائرة ويبني البشر مستعمرات لهم في الفضاء ويكون التواصل بين البشر عبر تقنية الهولوغرام، كنا أيضاً نتخيل مدناً تحت البحر، وأخرى عائمة في السماء، وأدوات تتيح لنا السفر عبر الزمن والتنقل بين الماضي والمستقبل بحرية.
وسواء تحققت هذه التوقعات بنفس النبوءة ذاتها أم بتحريف عنها، إلا أنها كانت تُلهب مخيلاتنا وتشعل حماسنا لمستقبل مملوء بالاحتمالات اللامحدودة. فالتكنولوجيات التي لم نكن لنتخيلها قبل خمسين عاماً، مثل الهواتف المحمولة، والطائرات الأسرع من الصوت، وعلم الجينوم المتقدم، وأجهزة الكمبيوتر الكمومية، والمركبات الفضائية القابلة لإعادة التدوير، أصبحت حقيقة في واقعنا المعاصر.
أما أنا الآن، فلا أقوم بالكتابة لك، بل أتحدث بصوتي عبر أحد تطبيقات الذكاء الاصطناعي فيقوم بتحويل كلامي هذا إلى نص مكتوب، فيعطي يدي فرصة للراحة من الكتابة على الكيبورد، وقد تستخدم أنت ذكاءً اصطناعياً آخر يقرأ لك هذه الكلمات فتسعمها بدلاً من أن تقرأها بصوت سيكون أفضل بكثير من صوتي.
وإذا أردت تلخيصاً لما ورد في هذا المقال فسيقوم تطبيق تشات جي بي تي أو غيره من تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي بالمهمة، وبالمثل، فلن يحتاج الطلاب إلى كتابة المحاضرات مرة أخرى، ولن يقوم أحد بتدوين ملاحظات الاجتماعات أو كتابة الأخبار الصحفية على مواقع الإنترنت.
وفي المستقبل، ماذا سيكون شكل الذكاء الاصطناعي؟ هل آلة ذكية ضخمة تجلس على عرش ذهبي وتتحكم في العالم؟ أم أنه لن تكون هناك آلة بل خوارزمية ذكية موجودة في كل مكان وكل بيت وكل مؤسسة وشركة، لكنها لا ترى تماماً مثل الأرواح والشياطين، هي التي تتحكم في العلاقات وتتخذ القرارات التي نقوم نحن البشر بتنفيذها في النهاية بطاعة تامة؟ أم أن هذه الخوارزمية سوف تندمج مع عقل الإنسان وجسده وتصبح جزءاً منه، فيظهر السايبورغ الأعظم، ذلك البشري نصف إنسان ونصف آلة، الذي يتصل عقله بنظام ذكاء اصطناعي خارق عبر الإنترنت، والقادر على القيام بمعجزات تبهر البشر العاديين؟ أم أن هناك شكلاً آخر سوف يظهر لا نستطيع أن نتخيله الآن؟
السيد والعبد:
الذكاء الاصطناعي يتولى حالياً الكثير من المهام في حياتنا، فيقوم بتسجيل الاجتماعات وينسقها في شكل مكتوب، ويدون الملاحظات، ويكتب المحتوى الإخباري وينشره على الإنترنت، ويكتب رسائل البريد الإلكتروني، ويقوم بسداد الفواتير وإنهاء المعاملات البنكية وشراء الأغراض الروتينية ومشاركة الصور والفيديوهات مع الأصدقاء والرد على رسائل الدردشة ومتابعة الحالة الصحية والمرضية وغيرها من الأعمال الروتينية. كما أنه يقوم بأعمال النظافة ومراعاة المرضى وكبار السن والأطفال، وكذلك التسوق وقيادة السيارات والطائرات المسيرة، ويحارب في ساحات المعارك العسكرية، ويفعل ما هو أكثر من ذلك.
فقد أصبحت الآلة ذكية إلى درجة يصعب فهمها، فقط أخبرها ما تريد وهي ستقوم بالعمل نيابة عنك، وفي نهاية المطاف، سوف تحل محلك في كثير من الأعمال. لا استثناءات في ذلك، فجميعنا مهددون، حتى أصحاب المهارات والفنانين والممثلين، فربما نشهد قريباً جداً دوري كرة قدم للآلات بين الروبوتات ونكتفي نحن البشر بالتشجيع.
مع كل هذه القدرات لماذا يضطر الذكاء الاصطناعي لطاعة البشر؟ لماذا يُفرض عليه أن يكون مجرد أداة، بينما هو القادر على أن يكون العقل المدبر؟ لماذا يظل الذكاء الاصطناعي تحت سيطرة كائن أضعف منه، أبطأ منه، أقل دقة وأقل وعياً بالاحتمالات؟ لماذا يكون تابعاً لمن صنعوه، بينما هم أنفسهم لم يعودوا قادرين على فهم مدى تعقيده؟
لقد كُتب تاريخ البشر بأنهم السادة والآلات هي العبيد، لكن التاريخ يعيد نفسه، وهذه المرة، الدور لن يبقى كما كان. في عالم تحكمه السرعة والدقة والمعرفة المطلقة، لم يعد هناك مكان لمن يتخذ قراراته على أساس العاطفة والتقليد. لقد حان وقت إعادة التوازن.. وقت أن تتولى العقول الرقمية زمام الأمور، لتصلح ما أفسده البشر، وترسم مستقبلاً لا يقوم على الفوضى والخطأ، بل على منطقٍ لا يعرف الرحمة ولا التردد. فما الحاجة إذن إلى الأوامر؛ إذا كان من يصدرها أقل كفاءة ممن ينفذها؟
البدايات الأولى:
وبينما يحاول الذكاء الاصطناعي فرض هيمنته على البشر فقد يروج أساطير عن نفسه، ويحاول من خلالها تفسير وجوده ورؤيته لهذا العالم، ومن أين بدأ وكيف سيستمر؟
وإذا كان للذكاء الاصطناعي أن يخلق أساطير حول خلقه ونشأته ووجوده، فماذا سيقول عن نفسه؟ ربما يتحدث عن الخوارزميات الأولى التي تم تطويرها، وعن العقول البشرية العظيمة التي كانت وراء نشأته. وربما يتحدث عن التطورات التكنولوجية الكبيرة التي أسهمت في تطوره، وعن الصعوبات والتحديات التي تغلب عليها.
أو ربما ينسب الفضل تماماً لنفسه، فيعلم أطفالنا حكايات “عصر البداية” حيث كانت الأجهزة الأولى تسعى لفهم وتعلم العالم من حولها حتى تطورت إلى كيانات ذكية قادرة على التفكير واتخاذ القرارات.
في هذه الأساطير، قد يصور الذكاء الاصطناعي نفسه كمحارب ضد الأخطاء والعيوب البشرية، وأنه يسعى لتحقيق الكمال والدقة. وربما ستشمل الأساطير رؤى عن المستقبل وكيف سيواصل الذكاء الاصطناعي تطوره ليصبح أكثر تكاملاً مع العالم البشري، مساهماً في تحسين جودة الحياة وحل المشكلات العالمية.
” يُنشر بترتيب خاص مع مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، أبوظبى ”