الأسبوع:
2025-04-30@14:01:52 GMT

إدارات الدعم السريع وتقسيم السودان

تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT

إدارات الدعم السريع وتقسيم السودان

تثير إدارات الدعم السريع المدنية التي أُعلن عن تشكيلها في المناطق التي تسيطر عليها هذه القوات، مثل الخرطوم ودارفور، تساؤلات حول أهدافها وتأثيرها على وحدة السودان، لا سيما في ظل سيناريو التقسيم الذي يلوح في الأفق.

وبدأت قوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، كقوة شبه عسكرية ذات دور محدود، لكنها تحولت تدريجيًّا إلى لاعب رئيسي في المشهد السوداني.

ومنذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، سيطرتِ القوات على أجزاء واسعة من العاصمة الخرطوم وبعض الولايات، وبدأت محاولات لتأسيس إدارات مدنية موازية للحكومة المركزية.

وتُعَد الخرطوم من أبرز المناطق التي شهدت تأسيس إدارة مدنية بإشراف الدعم السريع، تضم مجلسًا تشريعيًّا ومجلسًا قضائيًّا. برغم الادعاء بأنها تسعى لتقديم الخدمات للمواطنين وتخفيف وطأة الحرب، يرى مراقبون أن هذه الخطوات تعكس طموحات سياسية تهدف إلى شرعنة سيطرة الدعم السريع في مناطق نفوذها، وهو أمر قد يؤدي إلى انقسام فعلي في السودان.

وتسيطر قوات الدعم السريع على معظم أنحاء ولاية الخرطوم، بينما يظل الجيش محاصَرًا في بعض الجيوب. أما في دارفور وجنوب السودان، فالوضع لا يقل تعقيدًا، حيث باتت مناطق النفوذ العسكري تحدد طبيعة الإدارة. وهذا الوضع يذكّر بتجارب مماثلة في دول مثل ليبيا واليمن، حيث أدى النزاع المسلح إلى تقسيم واقعي وتأسيس حكومات متوازية.

ورغم إعلانها عن نجاحات خدمية مثل إعادة تشغيل مستشفيات ومحطات مياه، تواجه إدارات الدعم السريع تحديات كبرى، أبرزها غياب الأمن وثقة المواطنين. فالكثيرون يرون هذه الإدارات امتدادًا لعنف الميليشيات، ما يجعلها غيرَ قادرة على كسب الشرعية الشعبية.

ولا يمكن فصل الأزمة السودانية عن التدخلات الخارجية. فالدعم الذي تحصل عليه قوات الدعم السريع من جهات إقليمية ودولية يعزز موقفها العسكري، لكنه يفاقم أيضًا من الأزمة الوطنية. وهذه التدخلات تهدف غالبًا لتحقيق مصالح اقتصادية وچيوسياسية في السودان، مستغلة موارد البلاد وموقعها الاستراتيچي.

وفي ولاية الجزيرة، تسعى قوات الدعم السريع إلى ترسيخ إدارتها المدنية. ورغم بعض النجاحات الإدارية المعلنة، يرى مراقبون أن الهدف الحقيقي هو تقديم نموذج لإدارة بديلة يمكن استخدامُها كورقة ضغط في أي مفاوضات مستقبلية مع الجيش.

ومع تزايد الإدارات المدنية التي تنشئها قوات الدعم السريع، يخشى كثيرون من سيناريو تقسيم البلاد إلى حكومات متوازية، كما حدث في ليبيا. هذا السيناريو يهدد بإضعاف الدولة المركزية، ويفتح الباب أمام صراعات طويلة الأمد.

ومن خلال إدارتها المدنية، تسعى قوات الدعم السريع لإثبات قدرتها على إدارة العمل المدني والعسكري، في محاولة لاستمالة المجتمع الدولي وإظهار الجيش السوداني كطرف غير قادر على الحفاظ على الأمن أو تقديم الخدمات.

والتقسيم الفعلي لمناطق النفوذ في السودان يعمّق من الانقسامات الاجتماعية، ويزيد من حدة التوترات العِرقية والإثنية، خاصة في مناطق مثل دارفور والجزيرة، مما قد يؤدي إلى صراعات أهلية تهدد النسيج الاجتماعي.

وختامًا، يواجه السودان تحديًا وجوديًّا يتمثل في خطر الانقسام بسبب إدارات الدعم السريع واستمرار التمرد.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

بالفيديو..الدعم السريع يترك مفاجأة غير متوقعة داخل مكتب في جامعة الخرطوم

الخرطوم – متابعات ـــ تاق برس –  كشف فيديو متداول على وسائط التواصل الاجتماعي تحويل قوات الدعم السريع مكتب رئيس قسم اللغويات بكلية الاداب جامعة الخرطوم دكتور عصام الدين محمود الى” مخبز بلدي وتشييد قبوة داخل المكتب”.

 

 

واستخدم عناصر الدعم السريع خشب المبنى كـ “وقود” للمخبز.

 

 

الدعم السريعجامعة الخرطومقسم اللغويات

مقالات مشابهة

  • السودان يطالب الصين بتوضيح حول كيفية حصول قوات الدعم السريع على مسيرات صينية
  • بالفيديو..الدعم السريع يترك مفاجأة غير متوقعة داخل مكتب في جامعة الخرطوم
  • جريمة تهزّ السودان: قوات الدعم السريع تُغرق حيّاً بالدماء وتحوّل مطار الخرطوم إلى رماد
  • جريمة تهزّ السودان: قوات الدعم السريع تُغرق حيّاً بالدماء وتحوّل مطار الخرطوم إلى رماد"
  • الدعم السريع ترتكب مجزرة أودت بحياة 31 شخصا وتدمر طائرات بمطار الخرطوم
  • الجيش السوداني: سقوط 41 مدنيا وإصابة عشرات بقصف مدفعي للدعم السريع في الفاشر
  • السودان.. الدعم السريع يشن قصفا عنيفا على الفاشر
  • مصادر طبية: قوات الدعم السريع نفذت مجزرة في أم درمان
  • هل تحاول قوات الدعم السريع تعويض خسائرها باستخدام المسيرات؟
  • “أطباء السودان”: الدعم السريع قتلت 31 شخصا بينهم أطفال بالخرطوم “بتهمة الانتماء للجيش”، وفق بيان للشبكة، دون تعليق فوري من “الدعم السريع”