"نعم، أنا ارتكبت المعاصى، وقد تخّيلت بكتابات كل ما يمكن تخيّله فى هذا المجال، لكننى بالتأكيد لم أفعل كل ما تخيّلته ولن أفعل أبدًا. أنا فاجر، لكننى لست مجرمًا أو قاتلًا".. هذه واحدة من رسائل مفجر "السادية" في الغرب، الكاتب الفرنسي "دوناتا ألفونس فرانسوا دى ساد"، المعروف باسم بــ"ماركيز دى ساد"، والذي تحل في الثاني من ديسمبر الجاري الذكرى الـ(210) لرحيله عام 1418م.
تم ربط مصطلح "السادية" (التلذذ بتعذيب الآخرين) بـ"ماركيز دي ساد" نظرًا لما في حياته الشخصية وفي رواياته من تحرر كامل من كافة القيم الإنسانية والأخلاقية، واستكشاف موضوعات، وتخيلات بشرية دفينة مثيرة للاستهجان أقرب إلى "البهيمية".
ولد "دي ساد" عام 1740م، في باريس، ونشأ أرستقراطيًا، إذ كان والده دبلوماسيًا في بلاط الملك لويس الخامس عشر، فيما كانت والدته وصيفة للأميرة "دى كوند"، وقد عاش في ظل نعيم، ولهو كاملين بين الخدم الذين كانوا يدللونه ويحققون رغباته مهما كانت، علمًا بأن والده قد انفصل عن والدته في طفولته، فالتحقت بالدير عازفة عن الدنيا.
وقد اشتهر "دي ساد" بالفجور والمجون، حيث امتلأت حياته بالعلاقات المحرمة مع العاهرات، كما دخل في علاقة غير شرعية مع شقيقة زوجته، والتي عاشت معه فى قلعته بـ"لاكوست" بالجنوب الفرنسي، كما نظر القضاء الفرنسي في فضيحة قيامه بجلد فتاة شابة تدعى "روس كيلر"، والإساءة إليها بدنيًا وجنسيًا.
وبسبب نمط حياته الماجن والغريب، قضى "دي ساد" نحو (32) عامًا من حياته داخل السجون على فترات متقطعة، منها (10) سنوات في سجن "الباستيل" الشهير، وقد كتب معظم رواياته، وكتبه بالسجون، علمًا بأنه قضى عدة سنوات في مصحة "شارنتون" حيث وضعه وزير الداخلية فى غرفة منعزلة، ومنع تزويده بالحبر والورق.
وبسبب أسلوب حياته ورواياته التي روعت معاصريه، تم اتهامه بالإلحاد، كما ظلت كتاباته ممنوعة في فرنسا حتى ستينيات القرن العشرين باعتبار كتاباته تمثل الشر المطلق الداعي إلى إطلاق الغرائز حتى وإن وصلت لمرحلة ارتكاب الجريمة!!.
ولـ"ماركيز دي ساد" مجموعة من الكتب والروايات أبرزها "أيام سدوم المائة والعشرون"، وله أيضًا: ألين وفالكور- جرائم الحب- تعاسة الفضيلة- خطاب مواطن باريسي إلى ملك الفرنسيين- الفلسفة في المخدع- الطبيعة المعراة، علمًا بأنه قد توفي داخل مصحة "سانت موريس".
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
أزمة مالية تقوده لإنهاء حياته.. التصريح بدفن جثة شاب في بولاق
صرحت جهات التحقيق بدفن جثة شاب لقي مصرعه إثر سقوطه من أعلى عقار بمنطقة بولاق الدكرور التابعة لمحافظة الجيزة، وذلك عقب الانتهاء من إعداد تقرير مفصل عن سبب الوفاة.
تلقت غرفة عمليات النجدة بالجيزة بلاغا يفيد بالعثور على جثة شاب ملقاة في ظروف غامضة بأحد شوارع منطقة بولاق الدكرور.
وعلى الفور انتقل رجال المباحث إلى مكان البلاغ، وبالفحص تبين وجود جثة لشاب مصاب بكدمات وكسور بمناطق متفرقة بالجسد، وتحفظت الجهات المعنية عليه تحت تصرف النيابة العامة.
ومن خلال التحريات الأولية وجمع المعلومات، تبين أن الشاب أقدم على إنهاء حياته قفزًا من أعلى عقار، لمروره بأزمة مالية وتعثره في سداد «الديون»، ويكثف رجال المباحث من جهودهم لكشف ملابسات الواقعة.
واتخذت الجهات المختصة الإجراءات القانونية اللازمة.
اقرأ أيضاًخلاف على أولوية تحميل الركاب.. قرار قضائي ضد المتهم بقتل سائق في أوسيم
«أسرة واحدة».. التصريح بدفن جثة 3 ضحايا في حلوان