ماما.. وحشتيني

ماما حبيبتي، إزيك؟ عاملة إيه في الجنة بإذن الله تعالى؟ عارفة إنك مرتاحة وفرحانة، لا وجع ولا هم ولا قلق ولا حزن ولا ألم لكنك وحشتيني قوي يا أمي.

أنت معايا رغم الغياب، شايفاكي، وبأحكي لك كل حاجة كالمعتاد، بأقولك عملت إيه أنا وأخواتي خلال اليوم، وكل اللي عدى عليا من أحداث ومواقف، مغامراتي في الشارع بكل اللى فيه من سخافات المارة، وغلاسة السواقين، وتكدس العربيات، والزحام، والمطر، وبأشكي لك من ضغوط الشغل، ومناوشات الزملاء، وخطط الأشرار، ومكائد الأفاعي البشرية، لكن مش ناسية أقولك على جدعنة الناس الحلوة اللطيفة المؤدبة المتربية على الأصول، وكمان بأقولك عن أصحابي، وخروجاتي، ومشترياتي، وحياتي بعد الجواز، وإزاي بأتكيف مع طباع وعادات وقناعات وطلبات مختلفة، ونوادري في المطبخ، وابتكاراتي الخطيرة في تجهيز الأكل اللى بالتأكيد مش عاجبة بابا، وطبعا أغلب كلامي دلوقتي عن الموضوع الأكبر في حياتي- مناقشة الدكتوراه- وتجهيزات اليوم المهم ده.

لم تَغبِي رغم غياب جسدك يا أمي، بأحاول أتغلب على الحزن والألم والوحدة- رغم كثرة المحيطين- بأخبي الوجع وأتظاهر بالثبات، وأبتسم عشان أكون قوية زي ما عودتيني.

لكني تعبت قوي يا ماما، واللى عارفني كويس هيفهم أن ابتسامتي باهتة مصطنعة، وأن ثباتي كاذب مهتز، وأني أذهب في آخر اليوم إلى ركن منزوٍ أجتر فيه ذكرياتي معك يا حبيبتي.

رضى الله عنك يا أمي، وجعلك آمنة مطمئنة فى دار الحق، أبلغي غادة وكل الأحباء السلام، لك منا كل الحب حتى نلتقي.

المصدر: الأسبوع