قالت صحيفتان بريطانيتان إن نظام بشار الأسد يواجه تحديات غير مسبوقة بعد التقدم الكبير والسريع لقوات المعارضة بعدة مناطق، وعجز حلفائه عن تقديم الدعم المطلوب له كما في السابق.

وذكرت مجلة إيكونوميست البريطانية أن نظام الأسد -الذي وصفته بالدكتاتور- احتاج إلى 4 سنوات لاستعادة حلب بعد سقوط جزء منها بيد المعارضة عام 2012، في حين سيطرت عليها المعارضة الآن في أقل من 4 أيام.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2موندويس: هل تضم إسرائيل الضفة الغربية عام 2025؟list 2 of 2لوموند.. القانون الدولي وانتهازية فرنسا تجاه اعتقال نتنياهوend of list

وأوضحت في تقرير أن توقيت التطورات الحالية لم يأت مصادفة، فبعد أن استعاد الأسد حلب عام 2016 كان في حاجة إلى كثير من المساعدة من حلفائه، فوصله الدعم الروسي الجوي، وآلاف العناصر من حزب الله اللبناني، إلى جانب مجموعات أخرى مدعومة من إيران.

لكن الآن -تتابع الصحيفة- لا يستطيع الأسد الاعتماد على حلفائه بشكل كامل، إذ تعرض حزب الله لضربات قوية من إسرائيل، بينما اضطرت روسيا لسحب الآلاف من قواتها التي كانت موجودة بسوريا بعد اندلاع الحرب على أوكرانيا عام 2022، كما أنها تشعر بالإحباط لرفض الأسد التصالح مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

تحديات غير مسبوقة

لكن المجلة تؤكد -من جانب آخر- أنه من غير المرجح أن يتخلى حلفاء الأسد عنه تماما، إذ لا تزال موسكو تحتفظ بطائرات حربية في قاعدة حميميم القريبة من ساحل البحر الأبيض المتوسط، وإن كانت لا تستطيع تقديم المساعدة نفسها التي قدمتها في السابق.

بدورها، أكدت غارديان البريطانية أن التحديات التي تواجه نظام بشار الأسد وحلفاءه في إيران وروسيا هي تحديات "غير مسبوقة"، فموسكو غارقة في الحرب على أوكرانيا، بينما تكافح طهران هجمات إسرائيلية لا هوادة فيها استهدفت خلالها شبكاتها العسكرية وأضعفت قوتها في سوريا.

وأضافت الصحيفة البريطانية أن نظام الأسد يواجه وضعا قاتما خلال هذه الحرب، ليس فقط لأن حلفاءه التقليديين يعانون في مناطقهم من التحديات الخاصة التي تواجههم، لكن أيضا لأن سنوات الحرب أصابت الاقتصاد السوري بانهيار كبير، فضلا عن أن الوضع الداخلي مشتت.

نظام مشتت

لكن في مقابل ذلك -تتابع غارديان- تبدو مجموعات المعارضة أكثر انضباطا وتوحدا من ذي قبل، بقيادة هيئة تحرير الشام.

وتوضح غارديان أنه من غير المرجح أن تدعم روسيا التي تعاني في ملف أوكرانيا نظام الأسد كما في السابق، ويرجح أن تعمل على حماية قواعدها البحرية على طول البحر الأبيض المتوسط، وتأمين المناطق الإستراتيجية بالنسبة للنظام، وذلك يعني أنها تحمي مصالحها هي، وليس مصالح الأسد.

كما أن إيران -التي كانت شريان الحياة لنظام الأسد- تتعرض هي الأخرى لضغوط شديدة، إذ أدت الهجمات الإسرائيلية المتلاحقة إلى تدمير بنيتها التحتية العسكرية، مما أدى إلى تعقيد قدرتها على التدخل بشكل واسع، توضح غارديان.

وتضيف أن إيران هي الأخرى يرجح ألا تتخلى كلية عن نظام الأسد، وقد يتحول دورها إلى تحصين الممرات الرئيسية، مثل الممر الذي يربط دمشق بالساحل، والجسر البري الذي يربطها بالعراق ولبنان.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات نظام الأسد

إقرأ أيضاً:

الشرع: أحداث الساحل السوري "ضمن التحديات المتوقعة وتحت السيطرة"

أكد الرئيس السوري أحمد الشرع، الأحد، أن الأحداث الأمنية التي جرت في الساحل السوري هي "ضمن التحديات المتوقعة وتحت السيطرة".

 

كلام الشرع جاء لدى أدائه صلاة الفجر في أحد مساجد حي المزة بالعاصمة دمشق، وفق مقطع فيديو متداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي نقلته وسائل إعلام عربية ودولية.

 

وفي كلمته، أكد الشرع الأزمة الحالية "عدّت على خير".

 

وقال إن "ما يحصل في البلاد تحديات متوقعة.. يجب أن نحافظ على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي بين السوريين".

 

وأردف: "نحن قادرون على أن نعيش سوية في هذا البلد بالقدر المستطاع".

 

وخلال الأيام الأخيرة، شهدت محافظتا اللاذقية وطرطوس الساحليتان توترا أمنيا على وقع هجمات منسقة لفلول نظام الأسد، هي الأعنف منذ سقوطه، ضد دوريات وحواجز أمنية، ومستشفيات، ما أوقع قتلى وجرحى.

 

وإثر ذلك، استنفرت قوى الأمن والجيش ونفذت عمليات تمشيط ومطاردة للفلول، تخللتها اشتباكات عنيفة، وسط تأكيدات حكومية بأن الأوضاع تتجه نحو الاستقرار الكامل.

 

وبعد إسقاط نظام الأسد في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، أطلقت السلطات السورية الجديدة مبادرة لتسوية أوضاع عناصر النظام السابق، من الجيش والأجهزة الأمنية، شريطة تسليم أسلحتهم وعدم تلطخ أيديهم بالدم.

 

واستجاب الآلاف لهذه المبادرة، بينما رفضتها بعض المجموعات المسلحة من فلول النظام، لا سيما في الساحل السوري، حيث كان يتمركز كبار ضباط نظام الأسد.

 

ومع مرور الوقت، اختارت هذه المجموعات الفرار إلى المناطق الجبلية، وبدأت بإثارة التوترات وزعزعة الاستقرار وشن هجمات متفرقة ضد القوات الحكومية خلال الأسابيع الماضية.


مقالات مشابهة

  • الكوني: العمل بنظام المحافظات من شأنه أن يخفف العبء عن العاصمة التي أصبحت ساحة للصراعات السياسية
  • المتحدث باسم وزارة الدفاع: ‏بعد استعادة الأمن والاستقرار في مدن الساحل.. البدء في المرحلة الثانية التي تهدف إلى ملاحقة فلول وضباط نظام الأسد البائد في الأرياف والجبال
  • الشرع: أحداث الساحل السوري "ضمن التحديات المتوقعة وتحت السيطرة"
  • حزب الله ينفي ضلوعه في أحداث الساحل السوري
  • كيف تعمل شبكة الإنترنت؟ رحلة إلى قلب الشبكة التي تربط العالم
  • قوات الدفاع السورية تبسط الأمن في جبلة وتقضي على كمائن فلول نظام الأسد
  • قطر تدين الجرائم التي ترتكبها مجموعات "خارجة عن القانون" في سوريا
  • كبار المسؤولين في نظام الأسد المتهمون بارتكاب جرائم حرب
  • مدير أمن محافظة اللاذقية لـ سانا: المجموعات المسلحة التي تشتبك معها قواتنا الأمنية في ريف اللاذقية كانت تتبع لمجرم الحرب “سهيل الحسن” الذي ارتكب أبشع المجازر بحق الشعب السوري
  • الشيباني: نمضي قدما لمحاسبة المجرمين وتحقيق العدالة للسوريين