علوم العاطلين عن العمل
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
لا توجد مقررات ولا مناهج ولا معاهد لدراسة علوم العاطلين عن العمل، لكن رواسب هذه (العلوم) مترسخة ومنتشرة ولها جذور تاريخيّة ضاربة في اعماق مجتمعاتنا، وربما توارثتها الاجيال. جيل بعد جيل حتى صارت من موروثنا الشعبي. .
مثال على ذلك قولهم: أن الحكة في اليد اليمنى تبشر بقدوم رزق، والحكة في اليد اليسرى تشير إلى فقدان المال.
وقولهم: أن رفة العين اليسرى فأل سيئ، ورفة العين اليمنى فأل حسن، وان الغصة في الأكل أو أثناء شرب الماء تأتي بهدية من قريب. وان اندلاق القهوة على الأرض فيها إشارة لخير قادم، أما إذا انسكبت على الثياب فهي علامة تنذر بخطر داهم، وان غسل الثياب يوم الجمعة يذهب بالرزق ويجلب الهم والغم. وان مشي الطفل على يديه ورجليه من الدلائل على قدوم الضيوف. . معظمهم يتشائمون من القطة السوداء، ومن نعيق الغربان. . وقولهم: ان طنين الأذن اليمنى يعني أن هناك أشخاص يذكرونك بالخير، وإذا كان الطنين بالأذن اليسرى، فهناك من يذكرنك بسوء. .
حتى جاء اليوم الذي اختلطت فيه التوجهات السياسية بالخرافات الموروثة، وجاءنا من يحبب الينا تناول البطيخ الأحمر بدعوى ان تناوله بعد غروب الشمس يخصم لنا 70 الف ذنبا من ذنوبنا المتراكمة. .
ثم طرح علينا دهاقنة العملية السياسية (المعاقة) فكرة: المجرب لا يُجرب، بدعوى ان المُجرب لا يصلح للعمل بوظيفة حارس في كراج فندق فلسطين مريديان، حتى لو كان هذا (المُجرب) هو الخوارزمي، أو نعوم تشومسكي، أو نيقولا تسلا، أو حتى لو كان فيثاغورس بشحمه ولحمه. .
واستكمالا لما تقدم قام العاطلون عن العمل بتشكيل جيوش من الذياب الإلكتروني لدعم أوهام العظمة لدى النخبة السياسية التي دمرت العراق، وأنهكت الشعب في الأعوام الماضية، وبات من المؤكد ان المستقبل سوف يكون أدهى وأمر إذا لم يرتفع صوت العقل والحكمة. فعلى الرغم من أن الغالبية الساحقة تنبذ المحاصصة، وتبغض الفساد، وتتطلع نحو عراق أجمل، ولكن هنالك فئات متنفذة ظلت متمسكة حتى الآن بالخرافات وتسميم عقول الناس بأوهام الطائفية والمناطقية والفئوية. . د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
أستاذ علوم سياسية: الاحتلال الإسرائيلي يواصل المماطلة في تنفيذ اتفاقات وقف إطلاق النار
يواصل الاحتلال التهرب من الالتزام بتنفيذ اتفاقات وقف إطلاق النار، حيث أن الاحتلال لم يلتزم بالانسحاب من محور فيلادلفيا، وهو ما يعكس استمرار المماطلة في تنفيذ التفاهمات المتعلقة بالهدنة والإعمار وتبادل الأسرى.
وفي هذا الصدد، يقول أستاذ العلوم السياسية الدولية بجامعة القدس، أيمن الرقب، أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل التهرب من الالتزام بإتمام اتفاقات وقف إطلاق النار، حيث انتهت المرحلو الأولى السبت الماضي، وهو الاحتلال من محور فيلادلفيا.
وأضاف الرقب- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن أما عن المرحلة الثانية كان الاتفاق على الانسحاب من كل قطاع غزة، والبدء في ترتيبات الإعمار وصفقات تبادل الأسرى.
وتابع الرقب، أنه تم الطلب من الاحتلال التهدئة خلال شهر رمضان وعيد الفطر، وزيادة حجم المساعدات ولكن الاحتلال حينها أعلن عن تقليص حجم المساعدات الإنسانية.
وأشار الرقب، إلى أن وزير الحرب الإسرائيلي كاتس صرح بعدم نية الاحتلال الانسحاب من محور فيلادلفيا، وهو ما يعكس استمرارية المماطلة.
ومن ناحية أخرى، كشفت وكالة رويترز عن قيادي بحماس أن الحركة لن توافق على تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
وتابعت رويترز عن قيادي بحماس أن إطلاق سراح المحتجزين لن يتم إلا بموجب الاتفاق المرحلي المتفق عليه.
والجدير بالذكر، أن الطرف الإسرائيلي لديه القدرة على التحجج لإفساد أي اتفاق، كما أن إسرائيل لا تريد الانسحاب الكامل من قطاع غزة، وأيضا لا تريد وقف إطلاق النار.
و السياسة الخارجية المصرية، وكل هيئات الدولة المصرية التي كانت تعمل على خط الأزمة من أول لحظة تبذل جهدا كبيرا لعدم خرق الاتفاق وإفساده، والعمل على تثبيته.
مصر ستظل تعمل في هذا الاتجاه، لأنها طرف في التوصل للاتفاق، وطرف في تثبيته خلال الفترة الماضية، ولكن الموقف الأمريكي أصبح طرف مشجع على المزيد من الخرق ومخالفة الاتفاق.