جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-03@18:51:20 GMT

دُمتم مولانا السلطان

تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT

دُمتم مولانا السلطان

 

د. خالد بن حمد الغيلاني

khalid.algailni@gmail.com

@khaledalgailani

 

خمس من السنوات توشك أن تنقضي من عُمر نهضتنا المُتجددة، التي يقود مسيرتها الظافرة، ويحمل رايتها الخفاقة، ويسير بها سير الواثق، ويصعد بها صعود المستمسك بعروتها الوثقى، والراسم لدرب عزتها الكبرى، والمُحقق لآمالها المتتالية، والمرتقي بها سماك النجوم العالية، يمضي بها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- فمنذ توليه مقاليد الحكم الرشيد المبارك، واعتلائه صهوة المجد السامق، ومن خلال خطابه الأول، حدد حرصًا لا يُضاهى، ورغبة لا تحدها الحدود، وغاية سامية عظيمة لبناء مستقبل هذا الوطن، وتجديد نهضته.

أدرك مولانا السلطان المُعظم تحديات الوضع الاقتصادي، وارتفاع معدلات الدين، وثقل الفائدة المترتبة، ثقلٌ لا مناص من التصدي له؛ نظرًا للنتائج والتحديات الكبيرة التي تترتب عن الوضع الاقتصادي، وشدة الإجراءات التي يلزم العمل بها، ومما زاد الأمر عناءً وشدة؛ انخفاض أسعار النفط، وجائحة كورونا التي عانى منها الكثير من دول العالم.

والحمد لله على واسع فضله؛ فقد تحققت العديد من الإنجازات في هذا الشأن الاقتصادي، تشير إلى حكمة القيادة الرشيدة، وبعد النظر لمولانا السلطان المعظم، وواقعية الإجراءات، وحتمية القرارات المتخذة في هذا الشأن، ومما تحقق يمكن أن نذكر ما يلي؛ فمن جوانب التحسن في الأداء الاقتصادي والمالي، بلغت الإيرادات العامة للدولة نحو 8.1 مليار ريال عماني بنهاية أغسطس 2024، محققين فائضا قدره 447 مليون ريال عماني حتى أغسطس 2024، أدى إلى خفض الدين العام إلى 14.4 مليار ريال عماني بنهاية الربع الثالث من هذا العام.

هذا الإنجاز الكبير والمستمر؛ أسهم في رفع الاستثمارات الأجنبية المباشرة لتتجاوز 25 مليار ريال عماني، كما إنه أدى إلى تحسن في التصنيف الائتماني وبلوغ الجدارة الاستثمارية، وارتفاع أصول جهاز الاستثمار العماني، كما تجاوزت مدائن حجم الاستثمار فيها حاجز 7 مليارات ريال عماني.

وحققت سلطنة عمان بفضل هذه التوجيهات السديدة لمولانا السلطان المعظم تقدمًا متواصلًا في المؤشرات الدولية؛ ففي مؤشر الحرية الاقتصادية حققت السلطنة المرتبة 56 عالميًا مرتفعة 39 مرتبة خلال العام 2024، والمركز 11 عالميًا في مؤشر ريادة الأعمال متقدمة 27 درجة، والمركز 50 في مؤشر الأداء البيئي، بعد أن كانت السلطنة في المركز 149.

إضافةً إلى تقدم ملحوظ في مؤشرات الإعلام، وتصنيف جامعة السلطان قابوس، والمرتبة الثانية في الإنفاق الحكومي لكل طالب على مستوى العالم، والقفز 93 مرتبة في معدل نمو الإنتاجية في العمل، والمرتبة الـ19 عالميًا في ممارسة الأعمال.

كما إن الزيارات المستمرة لمولانا جلالة السلطان المعظم للعديد من الدول خليجيًا وعربيًا وإقليميًا وعالميًا؛ والعدد الكبير من الاتفاقيات الثنائية الموقعة بين السلطنة وهذه الدول، وحجم التبادل التجاري، والمشاريع المشتركة، والاستثمارات المتبادلة؛ وحجم المبالغ المستثمرة في هذا الجانب والأرقام المليارية المُعلنة، كل ذلك يصب في إطار تعزيز الاقتصاد العماني، ورفع معدلات قوته، ومؤشرات ارتفاع حجمه، مما ينعكس إيجابًا في سبيل حلحلة الركود الاقتصادي، وحفظ معدلات الدين، وتقوية التصنيف الائتماني للبلاد.

ولعله من يُمن الطالع أن نلحظ بشكل كبير تسارُع التنمية داخل البلاد، والمشاريع الكبيرة في تعزيز البنى التحتية، وتنمية وتطوير المحافظات، وتعزيز قطاعي النقل والاتصالات، والاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي، والابتكار العلمي، وتطوير القطاعات المختلفة، خاصة الصناعية، والتعدينية، الزراعية والسمكية، ومساعدة القطاع السياحي للقيام بدوره التنوي والاقتصادي، من خلال تسهيل الكثير من الإجراءات، ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة باعتبارها محور ومرتكز الاقتصاد القائم على قوة المشاريع، وتمكين هذه المؤسسات، وتوسيع قاعدة عملها ونطاق مشاريعها.

وبطبيعة الحال، فإنَّ هذا الحراك المبشر بالخير نأمل أن ينعكس إيجابًا على الحد من التحديات التي يواجهها حاليًا الكثير من أبناء هذا الوطن الغالي، من خلال علاج ملفات الباحثين عن عمل والمُسرَّحين من وظائفهم، وتعزيز دور الحماية الاجتماعية، وتوسيع قاعدة المستفيدين من هذه المنظومة الوطنية، ذلك أن سرعة العمل على علاج هذه القضايا- والتي بلا شك في منزلتها المستحقة ضمن اهتمامات مولانا السلطان- سيكون أثرها إيجابيًا وبشكل كبير جدًا على تعزيز الاقتصاد وزيادة الاستثمار، وكذلك تقوية العلاقات الاجتماعية، وتعزيز تماسك المجتمع، وتطوير قدرات أبنائه.

دُمتم يا مولانا السلطان المعظم، ومرحى لوعد قطعتموه فأوفيتم، ولوطن أحببتموه فأخلصتم، ولشعب كريم أنتم ملاذه وسنده، ومرحى لبذلكم الدؤوب، وعملكم المشهود، ووصلكم النهار بالليل لتكون عُمان في مقامها الأول، وبرجها العالي، ومنزلتها العظيمة، وعهدًا وولاءً لهذا الوطن بالذود عنه، وسمعًا وطاعة لسلطانه المعظم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

عام جديد مع طموحات وتطلعات شعبية جديدة

خليفة بن عبيد المشايخي
khalifaalmashayiki@gmail.com

انتهى العام 2024، ليبدأ عام جديد.. انطوى عام حمل الكثير من المآسي والأحداث المحزنة والسارة، ونحن في عُمان سنحتفل خلال أيام- وتحديدًا يوم الحادي عشر من يناير- بالذكرى الخامسة لتولي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في البلاد.
لقد ولَّى العام الماضي بحلوه ومُره، وشهد العالم برمته العديد من الأحداث المأساوية التي هزت الضمير الإنساني الحي، وزادت من وتيرة معاناة المستضعفين في الأرض، وعدم حصول الكثيرين على حقوقهم الكاملة وأدنى مقومات العيش الكريم.
نعم يأتي العام الجديد وهناك الكثير من المشاريع والطموحات والآمال لم تتحقق لشعوب المنطقة ولعدد من مواطني هذه الأرض، منها الحصول على وظيفة وعمل، وحل الكثير من قضايا المُسرَّحين من العمل وتواجد أعداد هائلة من أصحاب المطالبات المالية في السجون، الأمر الذي يتطلب بذل جهد أكبر من الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني ورجال الأعمال والميسورين، في حل تلك الملفات وإغلاقها نهائياً بما يعجل بعودة المسجونين إلى أسرهم وذويهم في أقرب فرصة ممكنة.
الجهود والمساعي الحثيثة التي تبذلها الحكومة الرشيدة من أجل تحقيق تنمية مستدامة ورفاهية حقيقية لأبناء الوطن الأوفياء، لا شك أنها محل اهتمام كبير ومتابعة من جلالة عاهل البلاد المُفدّى، والعمل الجاد من أجل تصحيح أوضاع المعسرين وانتشالهم من حالات العوز والفاقة، ونرى ذلك من خلال التوجيهات السامية وانتهاج سياسات وسبل وطرق حديثة، منها توجيه المسؤولين في البلد لخدمة الناس والمجتمع، وأن يكونوا في الميدان.
ولا شك أن تفاني المسؤول في عمله، إنما هو تكليف وليس تشريفاً، وهبة المسؤول في خدمة المواطنين حتى في غير أيام الدوام الرسمي، كأن يكون العمل من بيته وموقعه، لإعادة التيار الكهربائي أو خدمة الماء، إلى الأسر الفقيرة التي قطعت عنها هذه الخدمات بسبب تراكم مستحقات مالية، ليس بمقدورها دفعها، فتلك الأسر بالكاد تجد ما تسد به رمقها وجوعها، في ظل غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار.
كذلك من الأمور التي نأمل أن تأخذ بعين الاعتبار والعمل بها في هذا العام الجديد، تقديم منفعة مالية لربات البيوت، أسوة بتلك الفئة التي تجاوزت الستين عاما، واستحقت منفعة شهرية قدرها 115 ريالًا، بصرف النظر عما إذا كان من وصل إلى هذا السن ثريًا أم ميسور الحال أو فقيرًا.
إننا ونحن نبدأ عامًا ميلاديًا جديدًا، نتطلع إلى مزيد من التطور والاهتمام ومراعاة أحوال العامة من حيث توفير العيش الكريم لهم، والنظر إلى رفع معدلات الرفاه الاجتماعي والسعادة الاجتماعية للمواطنين، في هذه المرحلة المهمة من النهضة المتجددة بالقيادة الحكيمة لجلالة السلطان المعظم- أيده الله.
ونأمل كذلك في هذا العام أن تتواصل مشاريع التنمية المحلية، خصوصََا مشاريع الطرق والجسور، ورفع كفاءة الطرق القائمة التي مر عليها عقود دون صيانة أو تطوير أو توسعة، خاصة في محافظتي جنوب وشمال الباطنة.
وفق الله عُمان وأهلها إلى ما يحبه ويرضاه، ونسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يُهيئ ويُسخِّر لجلالة السلطان المعظم البطانة الصالحة لتعينه على حمل الأمانة والمسؤولية.
 

مقالات مشابهة

  • طريقة عمل سمك السلطان ابراهيم المقلي
  • نصائح مهمة احرص عليها قبل الصيام المتقطع في شهر رجب المعظم
  • جلالة السلطان يهنئ رئيسة الاتحاد السويسري
  • اجتماع يرسم ملامح العام الجديد ويحدد أولوياته
  • جلالة السلطان يترأس اجتماع مجلس الوزراء ويوجه بالتركيز على العوامل الإيجابية المحفزة للنمو الاقتصادي
  • عام جديد مع طموحات وتطلعات شعبية جديدة
  • توجيهات سامية بإجراء الدراسات اللازمة لمواجهة تحديات التركيبة السكانية
  • برئاسة جلالة السلطان.. قرارات وتوجيهات جديدة من مجلس الوزراء
  • بالصور.. جلالة السلطان يترأس اجتماع مجلس الوزراء
  • جلالة السلطان يصدر 7 مراسيم سلطانية