دُمتم مولانا السلطان
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
د. خالد بن حمد الغيلاني
khalid.algailni@gmail.com
@khaledalgailani
خمس من السنوات توشك أن تنقضي من عُمر نهضتنا المُتجددة، التي يقود مسيرتها الظافرة، ويحمل رايتها الخفاقة، ويسير بها سير الواثق، ويصعد بها صعود المستمسك بعروتها الوثقى، والراسم لدرب عزتها الكبرى، والمُحقق لآمالها المتتالية، والمرتقي بها سماك النجوم العالية، يمضي بها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- فمنذ توليه مقاليد الحكم الرشيد المبارك، واعتلائه صهوة المجد السامق، ومن خلال خطابه الأول، حدد حرصًا لا يُضاهى، ورغبة لا تحدها الحدود، وغاية سامية عظيمة لبناء مستقبل هذا الوطن، وتجديد نهضته.
أدرك مولانا السلطان المُعظم تحديات الوضع الاقتصادي، وارتفاع معدلات الدين، وثقل الفائدة المترتبة، ثقلٌ لا مناص من التصدي له؛ نظرًا للنتائج والتحديات الكبيرة التي تترتب عن الوضع الاقتصادي، وشدة الإجراءات التي يلزم العمل بها، ومما زاد الأمر عناءً وشدة؛ انخفاض أسعار النفط، وجائحة كورونا التي عانى منها الكثير من دول العالم.
والحمد لله على واسع فضله؛ فقد تحققت العديد من الإنجازات في هذا الشأن الاقتصادي، تشير إلى حكمة القيادة الرشيدة، وبعد النظر لمولانا السلطان المعظم، وواقعية الإجراءات، وحتمية القرارات المتخذة في هذا الشأن، ومما تحقق يمكن أن نذكر ما يلي؛ فمن جوانب التحسن في الأداء الاقتصادي والمالي، بلغت الإيرادات العامة للدولة نحو 8.1 مليار ريال عماني بنهاية أغسطس 2024، محققين فائضا قدره 447 مليون ريال عماني حتى أغسطس 2024، أدى إلى خفض الدين العام إلى 14.4 مليار ريال عماني بنهاية الربع الثالث من هذا العام.
هذا الإنجاز الكبير والمستمر؛ أسهم في رفع الاستثمارات الأجنبية المباشرة لتتجاوز 25 مليار ريال عماني، كما إنه أدى إلى تحسن في التصنيف الائتماني وبلوغ الجدارة الاستثمارية، وارتفاع أصول جهاز الاستثمار العماني، كما تجاوزت مدائن حجم الاستثمار فيها حاجز 7 مليارات ريال عماني.
وحققت سلطنة عمان بفضل هذه التوجيهات السديدة لمولانا السلطان المعظم تقدمًا متواصلًا في المؤشرات الدولية؛ ففي مؤشر الحرية الاقتصادية حققت السلطنة المرتبة 56 عالميًا مرتفعة 39 مرتبة خلال العام 2024، والمركز 11 عالميًا في مؤشر ريادة الأعمال متقدمة 27 درجة، والمركز 50 في مؤشر الأداء البيئي، بعد أن كانت السلطنة في المركز 149.
إضافةً إلى تقدم ملحوظ في مؤشرات الإعلام، وتصنيف جامعة السلطان قابوس، والمرتبة الثانية في الإنفاق الحكومي لكل طالب على مستوى العالم، والقفز 93 مرتبة في معدل نمو الإنتاجية في العمل، والمرتبة الـ19 عالميًا في ممارسة الأعمال.
كما إن الزيارات المستمرة لمولانا جلالة السلطان المعظم للعديد من الدول خليجيًا وعربيًا وإقليميًا وعالميًا؛ والعدد الكبير من الاتفاقيات الثنائية الموقعة بين السلطنة وهذه الدول، وحجم التبادل التجاري، والمشاريع المشتركة، والاستثمارات المتبادلة؛ وحجم المبالغ المستثمرة في هذا الجانب والأرقام المليارية المُعلنة، كل ذلك يصب في إطار تعزيز الاقتصاد العماني، ورفع معدلات قوته، ومؤشرات ارتفاع حجمه، مما ينعكس إيجابًا في سبيل حلحلة الركود الاقتصادي، وحفظ معدلات الدين، وتقوية التصنيف الائتماني للبلاد.
ولعله من يُمن الطالع أن نلحظ بشكل كبير تسارُع التنمية داخل البلاد، والمشاريع الكبيرة في تعزيز البنى التحتية، وتنمية وتطوير المحافظات، وتعزيز قطاعي النقل والاتصالات، والاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي، والابتكار العلمي، وتطوير القطاعات المختلفة، خاصة الصناعية، والتعدينية، الزراعية والسمكية، ومساعدة القطاع السياحي للقيام بدوره التنوي والاقتصادي، من خلال تسهيل الكثير من الإجراءات، ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة باعتبارها محور ومرتكز الاقتصاد القائم على قوة المشاريع، وتمكين هذه المؤسسات، وتوسيع قاعدة عملها ونطاق مشاريعها.
وبطبيعة الحال، فإنَّ هذا الحراك المبشر بالخير نأمل أن ينعكس إيجابًا على الحد من التحديات التي يواجهها حاليًا الكثير من أبناء هذا الوطن الغالي، من خلال علاج ملفات الباحثين عن عمل والمُسرَّحين من وظائفهم، وتعزيز دور الحماية الاجتماعية، وتوسيع قاعدة المستفيدين من هذه المنظومة الوطنية، ذلك أن سرعة العمل على علاج هذه القضايا- والتي بلا شك في منزلتها المستحقة ضمن اهتمامات مولانا السلطان- سيكون أثرها إيجابيًا وبشكل كبير جدًا على تعزيز الاقتصاد وزيادة الاستثمار، وكذلك تقوية العلاقات الاجتماعية، وتعزيز تماسك المجتمع، وتطوير قدرات أبنائه.
دُمتم يا مولانا السلطان المعظم، ومرحى لوعد قطعتموه فأوفيتم، ولوطن أحببتموه فأخلصتم، ولشعب كريم أنتم ملاذه وسنده، ومرحى لبذلكم الدؤوب، وعملكم المشهود، ووصلكم النهار بالليل لتكون عُمان في مقامها الأول، وبرجها العالي، ومنزلتها العظيمة، وعهدًا وولاءً لهذا الوطن بالذود عنه، وسمعًا وطاعة لسلطانه المعظم.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
تواصل منافسات مهرجان كأس جلالة السلطان للهجن
تتواصل لليوم الثالث على التوالي منافسات مهرجان كأس جلالة السلطان للهجن، والذي ينظمه شؤون البلاط السلطاني ممثلاً بالهجانة السلطانية، وذلك بمضمار الفليج بولاية بركاء، وسط حضور جماهيري كبير من مختلف ولايات سلطنة عُمان، حيث تشهد منافسات اليوم الثالث إقامة تسعة أشواط لفئة الجداع لمسافة 6 كيلومترات، بالإضافة إلى ثلاثة أشواط للراكب البشري لفئة الثنايا والحول لمسافة كيلومترين، فيما شهدت منافسات اليوم إقامة عشرين شوطا لفئة اللقايا لمسافة 5 كيلومترات، منها أربعة عشر شوطًا للفترة الصباحية، وستة أشواط للفترة المسائية. جاءت نتائج الفترة الصباحية على النحو الآتي:
في الشوط الأول، حققت المركز الأول "جبارة" لمالكها حميد بن سليم السيفي، وظفرت بالمركز الثاني "ريفال" لمالكها سعد بن حمد الجنيبي، وجاءت في المركز الثالث "وصفة" لمالكها خالد بن سالم العمري.
بينما في الشوط الثاني، جاء في المركز الأول "الطاير" لمالكه عامر بن صقر الوهيبي، وفي المركز الثاني "السريع" لمالكه محمد بن علي الوهيبي، وحقق المركز الثالث "نجد" لمالكه سالم بن عبدالله القليبي.
وفي الشوط الثالث، توجت بالمركز الأول "فخر" لمالكها مطر بن سالم الحبسي، وفي المركز الثاني "راهية" لمالكها سيف بن سليمان القنوبي، وجاءت في المركز الثالث "هملولة" لمالكها عبدالله بن بخيت العويسي.
بينما في الشوط الرابع، ظفر بالمركز الأول "الشامخ" لمالكه علي بن محمد الوهيبي، وفاز بالمركز الثاني "شاهين" لمالكه ناصر بن عبدالله المحاربي، وجاء في المركز الثالث "شاهين" لمالكه أحمد بن حمود الوهيبي.
وفي الشوط الخامس، توجت بالمركز الأول "دولة" لمالكها أحمد بن سعيد الراشدي، وفي المركز الثاني "هوايل" لمالكها ناصر بن محمد الربيعي، وجاءت في المركز الثالث "سلابه" لمالكها إبراهيم علي الوهيبي.
أما في الشوط السادس، فجاء في المركز الأول "هداد" لمالكه إبراهيم بن علي الوهيبي، وفي المركز الثاني "الشامي" لمالكه سعود بن علي الحبسي، وفي المركز الثالث "ملهم" لمالكه حمود بن حمد الوهيبي.
وفي الشوط السابع، جاءت في المركز الأول "النود" لمالكها حمد بن سعيد الحبسي، وفي المركز الثاني "شوده" لمالكها خميس بن حمد الهاشمي، ونالت المركز الثالث "هدو" لمالكها جاسم بن سالم الغيلاني.
وفي الشوط الثامن، فازت بالمركز الأول "إنذار" لمالكها حمد بن علي الوهيبي، وجاءت في المركز الثاني "نشايب" لمالكها حمد بن سعيد الحبسي، وحققت المركز الثالث "رغد" لمالكها حمد بن سالم الدرعي.
وفي الشوط التاسع، توج بالمركز الأول "جلمود" لمالكه الحمدي بن سالم الدرعي، وفي المركز الثاني "شامان" لمالكه حاتم بن سالم الجنيبي، تلاه في المركز الثالث "الشميمي" لمالكه مانع بن حمد الجحافي.
وفي الشوط العاشر، جاءت في المركز الأول "الجذابة" لمالكها عبدالله بن العبدان المالكي، وفي المركز الثاني "جبارة" لمالكها محمد بن حمد المشايخي، وفي المركز الثالث "آمال" لمالكها سلطان بن محمد الجحافي.
وفي الشوط الحادي عشر، حققت المركز الأول "معشوقة" لمالكها ناصر بن علي الزرعي، وفي المركز الثاني "العزرة" لمالكها سعيد بن مبارك الوهيبي، وفي المركز الثالث "الظبي" لمالكها علي بن عامر البطيني.
أما في الشوط الثاني عشر، فجاء في المركز الأول "الوضيحي" لمالكه صالح بن علي الوهيبي، وفي المركز الثاني "سهم" لمالكه جابر بن علي الجابري، تلاه ثالثًا "النشمي" لمالكه غريب بن مسلم الجنيبي.
وفي الشوط الثالث عشر، حققت المركز الأول "ثمينة" لمالكها عايض بن سيف الحبسي، وفي المركز الثاني "شوده" لمالكها محمد بن سعيد المشايخي، وفي المركز الثالث "دوامة" لمالكها عبدالله بن عامر الجحافي.
وفي الشوط الرابع عشر، حققت المركز الأول "غاية" لمالكها عثمان بن عيد القنوبي، وفي المركز الثاني "شواهين" لمالكها حمد بن مبارك الحرسوسي، وجاءت ثالثًا "الهبيبة" لمالكها العبد بن علي الزرعي.
افتتاح القرية التراثية
من جانب آخر، افتتح شؤونُ البلاط السلطاني مُمثلاً بالهجانة السلطانية مساء الأول القريةَ المصاحبة للمهرجان، وذلك برعاية سعادة المهندس هلال بن محمد الوائلي، رئيس شؤون الخيل والهجن والمزارع والحدائق السلطانية.
وتشتمل القرية المصاحبة على العديد من الأركان والفعاليات والمسابقات، وتضم القرية ملعبَ القرية، وساحةَ القرية، ومسرحَ القرية، إضافةً إلى الخيمة البدوية. كما تضم القرية ركنا لوحدات شؤون البلاط السلطاني، تُستعرض من خلاله إنجازات الهجانة السلطانية والخيالة السلطانية، وجهود الحدائق والمزارع السلطانية ومنتجاتها، إضافةً إلى المديرية العامة للخدمات البيطرية التي أبرزت جهودها البيطرية والمختبرية، كما تشارك إلى جانبها الضيافةُ السلطانية والمرصدُ الفلكي.
وتُقام في ملعب القرية منافساتُ مسابقة كرة اليد على ظهور الإبل، فيما تُقدَّم في ساحة القرية عددٌ من الفعاليات المتنوعة منها تجسيد القافلة البدوية، وتقديم فنون تراثية مُغنّاة مثل فن الحماسية، وعددٍ من المسابقات للحضور.
فيما يستضيف مسرحُ القرية أمسياتٍ فنيةً، وعروضًا موسيقية تقدمها الهجانة السلطانية، وتضم الخيمةُ البدوية فعاليات وفنونا متنوعة مثل فن الونة، وفن الطارق، والتغرود، والهمبل.
وسعيًا لإتاحة الفرصة لعرض وتسويق منتجاتهم على الزوار، أتاحت الهجانة السلطانية مشاركة عددٍ من المشاريع للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والأسر المنتجة في قرية المهرجان، إضافةً إلى معرضٍ للتمور والأدوات الزراعية، حيث تشارك في القرية 24 مؤسسة صغيرة ومتوسطة، و12 مشروعا للأسر المنتجة، و6 مؤسسات زراعية، إضافة إلى جمعية المرأة العمانية بولاية بركاء.