تسبب قرار محكمة الجنايات المصرية قبل أسبوع باستبعاد 716 شخصا من قوائم الكيانات الإرهابية والإرهابيين، وعدم صدور تفسير رسمي له، في تعدد التفسيرات للقرار من جانب شرائح المجتمع المصري، بين من قالوا إنه يمهد لمصالحة بين النظام المصري والإخوان المسلمين، وبين قائل بوجود ضغوط غربية على النظام المصري لتحسين صورته الخاصة بحقوق الإنسان، وهناك من ادعى أنه قرار قضائي محض بعد ثبوت توقف أنشطتهم غير المشروعة ضد الدولة ومؤسساتها كما قالت النيابة العامة.



لكن المشهد الحقوقي المصري لا يشي بشيء من التفسيرات السابقة، فرئيس هيئة الاستعلامات المنوط بها تحسين وجه النظام الحاكم داخليا وخارجيا، قال إنه لا توجد جماعة للإخوان حاليا حتى يمكن التصالح معها، وهو ما رافقه هجوم عدد من الإعلاميين في الفضائيات على القرار، ويعرف الجميع أن هؤلاء لا يتكلمون إلا وفقا لما يتم إرساله إليهم من مواد إعلامية من قبل الجهات الرسمية، كما رافق ذلك توجيه عدد من كُتاب المقالات الدورية في الصحف الحكومية، بتكثيف الهجوم على الإخوان وإلصاق كافة التهم بهم.

الجهات الغربية مسرورة من النظام المصري لدوره في حصار غزة، وقمعه للمتظاهرين المتعاطفين معها، ومستعدة للتغاضي عن أية تجاوزات منه بملف حقوق الإنسان، كما أنها غير مستعدة للإفراج عن رموز تيار سياسي ساهم في صمود سكان غزة ويدعو للتمسك بخيار المقاومة
كذلك فإن الجهات الغربية مسرورة من النظام المصري لدوره في حصار غزة، وقمعه للمتظاهرين المتعاطفين معها، ومستعدة للتغاضي عن أية تجاوزات منه بملف حقوق الإنسان، كما أنها غير مستعدة للإفراج عن رموز تيار سياسي ساهم في صمود سكان غزة ويدعو للتمسك بخيار المقاومة، بدليل الإفراج عن المعونات الأمريكية لمصر والتي تم حجبها بمبرر أوضاع حقوق الإنسان مسبقا، والمنح والقروض التي أعلن الاتحاد الأوروبي عنها مؤخرا.

أما عن استقلال القضاء وإصداره قرارا باستبعاد هؤلاء من قوائم الإرهابيين، فأمر يحتاج الى براهين في ظل تماهي القضاء مع ممارسات السلطة تجاه خصومها، بعد عزل العديد من القضاة الذين رأى النظام أنهم ليسوا على وفاق معه.

ويبقى السبب المرجّح لدينا هو قرب موعد الإستعراض الدورى الشامل لملف حقوق الإنسان في الثامن والعشرين من كانون الثاني/ يناير المقبل، حيث يقوم مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بمراجعة شاملة لملف حقوق الإنسان في الدول الأعضاء في الأمم المتحدة كل أربع سنوات ونصف.

موت مدني للإدراج بقوائم الإرهابيين

وكانت المراجعة الأولى لملف حقوق الإنسان في مصر قد تمت عام 2010، والمراجعة الثانية عام 2014، والمراجعة الثالثة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، وها هي تستعد للمراجعة الرابعة المقررة في الأسبوع الأخير من الشهر القادم، والتي يتم التجهيز لها منذ عدة شهور من قبل جهات حكومية ومنظمات حقوقية متماهية مع النظام، وهي الجهات التي سيسافر أفرادها مع الوفد الرسمي الحكومي الذي سيعرض الملف في مقر الأمم المتحدة بجنيف، للقيام بترويج وجهة النظر الحكومية بين الوفود المشاركة.

ولهذا كان قرار رفع أسماء 716 شخصا من قوائم الإرهابيين، وهي أحد أوجه الانتقادات التي تلقتها مصر، حيث يُعد الإدراج بمثابة موت مدني للشخص الذي يتم إدراج اسمه، فيتم تجميد أمواله وممتلكاته، وعزله من الوظائف العامة، ومنعه من السفر أو التنقل بحرية داخل وخارج البلاد، والخضوع للرقابة المشددة من قبل الجهات الأمنية، كما وصل الأمر الى عدم تعامل الجهات الحكومية معه مثل إدارات المرور والسجل المدني وغيرها، بحيث لا يستطيع تجديد ترخيص سيارته أو استخراج شهادة ميلاد لأحد أبنائه، أو استخراج جوار سفر بديل لجواز السفر الذي يتم سحبه منه بعد الإدراج.

يُتوقع صدور بعض القرارات المتصلة بملف حقوق الإنسان خلال الفترة المتبقية على موعد الاستعراض الدوري لملف مصر، كالإفراج عن دفعة جديدة من المعتقلين، أو حذف دفعة أخرى من قائمة الإرهابيين، والسماح لنقابة الصحفيين بعقد المؤتمر السادس للصحفيين في الرابع عشر من الشهر الحالي، وربما قرارات بزيادات في الأجور والمعاشات لاستخدامه فيما يخص ارتفاع معدلات الفقر وانخفاض مستوى المعيشة، كما يجهز البرلمان لإصدار قانون جديد للإجراءات الجنائية
ويجرى العمل في مجلس حقوق الإنسان في شكل إصدار توصيات للدولة التي يتم استعراض ملفها كي تقوم بالرد عليها، ولقد تلقت مصر في الاستعراض الأخير في عام 2019 نحو 372 توصية، في مختلف فروع محاور حقوق الإنسان الخمسة؛ من حقوق مدنية وحقوق سياسية وحقوق اقتصادية وحقوق اجتماعية وحقوق ثقافية.

ولهذا قامت مؤخرا ببعض الإجراءات التي ستستند إليها في ردودها على تلك التوصيات عند عرض ملفها، ومنها قانون جديد يخص لجوء الأجانب بها من خلال إنشاء لجنة حكومية لشؤن اللاجئين تتبع رئيس الوزراء، وذلك بعد الانتقادات التي وُجهت إليها بشأن معاملتها غير الجيدة مع اللاجئين السودانيين الفارين من الحرب الأهلية هناك وإجبار بعضهم للعودة للسودان، كذلك القيام بتغييرات في مجالس الهيئات الإعلامية الثلاث: المجلس الأعلى للإعلام والهيئة الوطنية للصحافة والهيئة الوطنية للإعلام، بزيادة نصيب العلمانيين وغيرهم فيها، بما يمكنها من الرد على بعض الملاحظات الخاصة بحرية الإعلام.

قانون جديد للإجراءات الجنائية

كما يُتوقع صدور بعض القرارات المتصلة بملف حقوق الإنسان خلال الفترة المتبقية على موعد الاستعراض الدوري لملف مصر، كالإفراج عن دفعة جديدة من المعتقلين، أو حذف دفعة أخرى من قائمة الإرهابيين، والسماح لنقابة الصحفيين بعقد المؤتمر السادس للصحفيين في الرابع عشر من الشهر الحالي، وربما قرارات بزيادات في الأجور والمعاشات لاستخدامه فيما يخص ارتفاع معدلات الفقر وانخفاض مستوى المعيشة، كما يجهز البرلمان لإصدار قانون جديد للإجراءات الجنائية بديلا عن القانون الصادر قبل 74 عاما، يخفف من أوضاع الحبس الاحتياطي، الذي طالت مدته لأكثر من عامين وهي تعد الحد الأقصى القانوني، كما يتم عمل قضايا جديدة لهؤلاء غير المفرج عنهم لتبرير استمرار حبسهم.

ولهذا ذهب وزير الخارجية إلى البرلمان أوائل الشهر الماضي مستحثا إصدار القانون، ليكون ضمن ملف مصر بالاستعراض الرابع لملف حقوق الإنسان، إلى جانب تعزيز موقف مصر التي ستترشح لعضوية مجلس حقوق الإنسان في تلك الدورة. وشارك وزير العدل في الذهاب للبرلمان لنفس الغرض إلى جانب وزير الشؤن النيابية والقانونية، مع الأخذ في الاعتبار ما حدث في أعقاب الاستعراض السابق في عام 2019 والذي رأس خلاله وزير شؤن مجلس النواب عمر مروان وفد مصر لعرض الملف المصري، وتم منحه وزارة العدل في الشهر التالي مكافأة له على جهده في تبييض صفحة النظام الحاكم بملف حقوق الإنسان رغم ما فيه من مآخذ مؤلمة!

يظل السؤال لدى الكثيرين عن إمكانية انتقاد مجلس حقوق الإنسان في جنيف الشهر المقبل لأوضاع حقوق الإنسان التي ازدادت تدهورا منذ الاستعراض السابق في 2019، ويجيب عن ذلك أكثر من عامل؛ أولها طبيعة عضوية مجلس حقوق الإنسان فهو مكون من غالبية الحكومات الأعضاء في الأمم المتحدة
ويظل السؤال لدى الكثيرين عن إمكانية انتقاد مجلس حقوق الإنسان في جنيف الشهر المقبل لأوضاع حقوق الإنسان التي ازدادت تدهورا منذ الاستعراض السابق في 2019، ويجيب عن ذلك أكثر من عامل؛ أولها طبيعة عضوية مجلس حقوق الإنسان فهو مكون من غالبية الحكومات الأعضاء في الأمم المتحدة، وهي 123 دولة من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة، ويتم اختيار أعضاء مجلس حقوق الإنسان من بينها بواقع 47 عضوا.

ولأن غالبية تلك الدول مليئة بانتهاكات حقوق الإنسان فإنها تتبادل المنافع مع الدول الأخرى، لتقوم كل منها بالإشادة بإنجازات الدولة الأخرى في بعض الفروع الهامشية، أو تكتفي ببعض المطالب مثل إتاحة المزيد من الإسكان الاجتماعي أو الخدمات للمعاقين، إلا أنه تظل هناك أصوات لدول غربية تركز على انتهاكات حقوق الإنسان في مجالات التعذيب والإخفاء القسري وطول فترات الحبس الاحتياطي، ومنع المواقع الإلكترونية والمراقبة الشرطية واعتقال المعارضين والتضييق على جمعيات حقوق الإنسان التي لا تتماهي مع النظام.

ورغم إصدار منظمة العفو الدولية تقريرا شاملا ومفصلات عن الانتهاكات المصرية لحقوق الإنسان، مثلما فعلت في الاستعراض السابق والحالي، وإصدار عشر منظمات حقوقية مصرية مؤخرا بيانا يؤكد تراجع أوضاع حقوق الإنسان عما كانت عليه عام 2019، إلا أن الوفود الحكومية الحاضرة لمجلس حقوق الإنسان لن تلتفت لتقرير منظمة العفو الدولية أو تلك المنظمات الحقوقية المصرية، ولكنها ستعتمد على محتويات الملف المصري من ردود على التوصيات، رغم إدراكها أنها لا تعبر عن الواقع الحقيقي، كما ستستمع الى المنظمات الحقوقية التي ستصاحب الوفد الرسمي لتبيض وجه النظام في ملف حقوق الإنسان، رغم معرفتها بأنها منظمات مُستأجرة ولا تعبر بالمرة عن الواقع الأليم لحقوق الإنسان الذي تعرف حقيقته سفارات بلادها بالقاهرة.

x.com/mamdouh_alwaly

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المصرية قوائم الإرهابية حقوق الإنسان الأمم المتحدة انتهاكات مصر الأمم المتحدة حقوق الإنسان الإرهاب انتهاكات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مجلس حقوق الإنسان فی بملف حقوق الإنسان لملف حقوق الإنسان قوائم الإرهابیین فی الأمم المتحدة النظام المصری قانون جدید من قوائم

إقرأ أيضاً:

الملخص الصحفي عن اعمال اللجنة الوطنية للتحقيق للعام 2024

شمسان بوست / عـدن

شهد العام 2024 استمرار حوادث انتهاكات حقوق الإنسان في عدد من المحافظات اليمنية، وتوثيق سقوط الضحايا المدنيين بسبب عدم الالتزام بالهدنة غير المعلنة، وارتكاب أنماط من الانتهاكات التي تصل لدرجة المنهجية، وفي مقدمتها أعمال القصف العشوائي والعنف المرتبط بالعمليات العسكرية وزراعة الألغام المضادة للأفراد، والإضرار بفئات الأطفال والنساء والنازحين/ات، وتعريض المدنيين للاعتقالات التعسفية وتضييق الفضاء المدني والحريات الإعلامية.

ومن خلال التحقيقات الميدانية التي أجرتها اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة من كافة أطراف النزاع، في عموم محافظات الجمهورية خلال العام المنصرم، فإن اللجنة الوطنية تواصل إطلاع الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي بمستجدات حقوق الإنسان في اليمن والأعمال التي انتهت منها.

وتشير اللجنة الوطنية في ملخصها الصحفي أنها تمكنت خلال العام 2024 من الرصد والتحقيق في (2167) واقعة انتهاك حدثت في مختلف المحافظات بأوقات سابقة، تضرر بسببها (12895) ضحية من الجنسين وبكافة الأعمار، من بينها (564) واقعة استهداف مدنيين سقط فيها (657) ضحية بين قتيل وجريح، بينهم (214) قتيلا منهم (27) طفلاً و(6) نساء، وسقوط (433) جريحا بينهم (74) طفلاً و(52) امرأة.

وأثناء الفترة ذاتها أنهت اللجنة تحقيقاتها في منهجية زراعة الألغام المضادة للأفراد والعبوات الناسفة التي أدى انفجارها إلى سقوط (196) ضحية بين قتيل وجريح، بينهم (40) طفلاً و(11) امرأة، واعتقال تعسفي وإخفاء قسري لـ (624) ضحية، إضافة إلى التحقيق في (19) واقعة استهداف لأعيان ثقافية وتاريخية ودينية والإضرار بها، وواقعتي اعتداء على طواقم ومنشآت طبية، وكذا التحقيق في (506) وقائع اعتداء وتدمير لممتلكات عامة وخاصة، و (16) واقعة اعتداء على المدارس والمعاهد التعليمية والعاملين فيها، إضافة إلى (186) ضحية تجنيد أطفال دون سن 15 عاماً.

كما استكملت اللجنة خلال هذا العام التحقيق في تفجير (14) منزلاً، وتوثيق (10140) ضحية تعرضوا للتهجير القسري في (128) واقعة حدثت خلال فترات مختلفة، إضافة إلى توثيق سقوط (81) ضحية في وقائع قتل خارج نطاق القانون، وتوثيق سقوط (24) ضحية من المدنيين في واقعة قصف لطائرات أمريكية بدون طيار. وتمكنت اللجنة خلال عملية التحقيق في كل تلك الوقائع من الاستماع لأكثر من (6169) مبلغ/ة وشاهد/ة وفحص أكثر من (5766) وثيقة مختلفة.

واستكمالا لأعمال التحقيق المباشر نفذ رئيس وأعضاء اللجنة (15) نزولاً ميدانياً إلى محافظات مأرب وتعز والضالع ولحج وأبين وشبوة للتحقيق الميداني المباشر في وقائع زراعة وانفجار ألغام مضادة للأفراد واستهداف لأحياء وتجمعات سكانية وتدمير مدارس ومرافق صحية ومعاينة مناطق التماس والوضع الإنساني للمدنيين فيها، كما نفذوا زيارات ميدانية إلى محافظات المهرة وحضرموت وعدن للاطلاع على أوضاع حقوق الإنسان ومعاينة السجون ومراكز الاحتجاز والاطلاع على أوضاع النزلاء.

وخلال عملية النزول قامت اللجنة بتقييم أوضاع (3000) سجين ومحتجز في (18) سجن ومركز احتجاز، منها أقسام النساء في السجون الرسمية، ومحتجزين على ذمة الحرب، كما استمعت اللجنة لعشرات الضحايا وذويهم وشهود العيان على ذمة العديد من الانتهاكات.

كما تم خلال الفترة المذكورة في هذا السياق تنفيذ عشرات الزيارات الميدانية من قبل الباحثين الميدانيين للجنة، إلى عديد المديريات النائية والجبلية في محافظات الحديدة والبيضاء وإب وصعدة وذمار وصنعاء وأمانة العاصمة وعمران والمحويت وحجة، ونفذوا خلال تلك الزيارات مقابلات مباشرة مع ضحايا الانتهاكات المختلفة التي تم توثيقها.

وفي إطار التعاون والتنسيق مع الجهات الحكومية وقيادات السلطات المحلية، عقد رئيس وأعضاء اللجنة لقاءات متفرقة مع وزيري الدفاع والداخلية ووزير الدولة محافظ العاصمة المؤقتة عدن، ومحافظي تعز وحضرموت والمهرة، ورئيس جهاز مكافحة الإرهاب، وقائد المنطقة العسكرية الثانية، ومدراء الشرط والاستخبارات العسكرية والأمن السياسي والسجون والألوية والمحاور العسكرية في مختلف المحافظات، تم فيها مناقشة تسهيل أعمال اللجنة والاتفاق على آليات تقديم الردود الموجهة إليهم واتخاذ الإجراءات بحق مرتكبي الانتهاكات المنتسبين إليهم.

وعلى صعيد فعالياتها، نفذت اللجنة خلال العام 2024م، (14) جلسة استماع جماعية، بهدف التحقق من آثار بعض الانتهاكات الجسيمة على الضحايا المباشرين وغير المباشرين جراء انفجار الألغام وقمع حرية الرأي والتعبير والتهجير القسري، والانتهاكات القائمة على النوع الاجتماعي. كما عقدت جلسات استماع مخصصة للنساء والأطفال في عدد من المناطق.
وفي سياق تعاونها المشترك مع المجتمع المدني، نفذت اللجنة (9) ورش عمل وحلقات نقاش وندوات ولقاءات موسعة مع (154) منظمة مجتمع مدني عاملة في مجال حماية حقوق الإنسان من عموم محافظات الجمهورية، ونفذتها في محافظات المهرة وحضرموت وعدن وتعز وشبوة.

وفي إطار التعاون والتنسيق مع الآليات الدولية والبعثات والسفارات المهتمة بملف اليمن، عقدت اللجنة خلال العام 2024م لقاءات موسعة مع مسؤولين في وزارة الخارجية الهولندية وبعثاتها الدبلوماسية لدى اليمن وجنيف، وكذا سفراء وبعثات دبلوماسية عن سفارات فرنسا وأمريكا والنرويج والاتحاد الأوروبي لدى بلادنا، إضافة إلى سفراء وممثلي المجموعة العربية والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي في جنيف.

وتطرقت جميع تلك اللقاءات لفرص المساءلة وإنصاف الضحايا، ودور توثيق انتهاكات حقوق الإنسان في بناء سلام عادل وفاعل وشامل قائم على مشاركة الضحايا. كما التقت اللجنة الوطنية خلال العام ذاته في مكتبها بالعاصمة المؤقتة عدن، فريق لجنة العقوبات الدولية التابع لمجلس الأمن الخاص باليمن، وفريق تقييم الحوادث المشترك.

وفي سياق متصل تؤكد اللجنة الوطنية حرصها على التعاون المستمر مع السلطة القضائية حيث عقدت خلال العام 2024 لقاءً مع رئيس مجلس القضاء الأعلى ورئيس المحكمة العليا تناول أوجه التعاون في مجال تفعيل القضاء والحد من الانتهاكات، إضافة إلى لقاءات جانبية عقدتها مع ممثلي السلطة القضائية من رؤساء وأعضاء المحاكم و النيابات في محافظات عدن وتعز ومأرب وشبوة وحضرموت والمهرة.

واهتماماً من اللجنة باستمرار التأهيل والتنشيط ورفع الخبرات والمعارف لطاقمها، نفذت (3) ورش عمل مختلفة حول تكييف الانتهاكات وخصوصية المحاكمات في ظل خيارات العدالة الانتقالية، ومراجعة وتقييم مستوى الإنجاز كمًا ونوعا لقياس التقدم المحرز في تنفيذ خطة الرصد والتوثيق في ضوء الاستراتيجية العامة للجنة الوطنية للتحقيق.

ومن منطلق توضيح أعمالها في التحقيق أصدرت اللجنة تقريرها الدوري الثاني عشر الذي يغطي نتائج أعمالها في التحقيق للفترة من 1 أغسطس 2023 وحتى 31 يوليو 2024، إضافة إلى إصدار (6) بيانات وبلاغات صحفية، حول آليات عملها وأهم الانتهاكات الموثقة، وأبرز ما صدر عنها في الفعاليات والأنشطة المختلفة.

وفي أكتوبر المنصرم اعتمد مجلس حقوق الإنسان بالإجماع في دورته الـ(57) مشروع القرار رقم (A/HRC/57/L.32) بشأن استمرار دعم اللجنة الوطنية للتحقيق دعماً يعادل مستواه ما يقدم إلى أي لجنة تحقيق دولية مشابهة، لتمكينها من القيام بعملها في التحقيق بالانتهاكات، وحث كافة الأطراف على تسهيل مهامها ووصولها لكافة المناطق للوفاء بالتزاماتها.

إن اللجنة الوطنية للتحقيق تدعو كافة الأطراف إلى التجاوب مع فرص بناء السلام باليمن، وتجدد التأكيد على أن أي سلام لن يُكتب له النجاح والاستمرار وصناعة مجتمع مسالم خالي من التهميش إن لم يكن قائماً على إنصاف الضحايا وكشف الحقيقة، من خلال إشراك الجميع وبشكل مبكر في كافة إجراءات عملية بناء السلام.

وتشير اللجنة الوطنية للتحقيق في هذا الملخص السنوي إلى أنها تتابع المتغيرات الأخيرة المتعلقة بالأعمال العسكرية في صنعاء والحديدة ومحيط البحر الأحمر، وتأثيرها على حياة وسلامة المواطنين والمواطنات، إضافة إلى القرارات الصادرة مؤخراً عن وزارة الخزانة الأمريكية بإدراج قيادات تابعة لجماعة الحوثي في قائمة العقوبات، والتي شملت قيادات منسوب إليها انتهاكات تمس الحق في الحرية والسلامة الجسدية والنفسية، منهم عبدالقادر المرتضى رئيس ما يسمى بلجنة شؤون الأسرى.

كما تنتهز اللجنة هذا الفرصة لتدعو جميع الأطراف في اليمن إلى الالتزام بمبادئ القانون الدولي الإنساني والتوقف عن القصف العشوائي للأحياء السكانية والاعتقالات التعسفية والتعذيب وكافة أشكال الإضرار بالضحايا، إضافة لممارسات التمييز والإقصاء وتضييق الفضاء المدني والحريات الإعلامية.

ويأتي هذا الملخص السنوي وفاءً لالتزامات اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان وحرصها على إطلاع الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي والمهتمين بمستجدات أوضاع حقوق الإنسان في اليمن، والأعمال التي انتهت منها في مجالات الرصد والتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان.

صـــــادر عــن: اللجنة الوطنية للتحقيق
في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسـان
عــــــــدن | الأربـعـــاء 01 ينــايـر 2025م

مقالات مشابهة

  • ماذا أفعل قبل رمضان؟.. 4 أمور يجب الاستعداد بها قبل الشهر الفضيل
  • فن ونضال.. سوريات تحولن لرموز في مقارعة نظام الأسد
  • كاتب صحفي: لابد من تبسيط مفهوم حقوق الإنسان خاصة الأساسية
  • حقوق الإنسان: نتلقى 6 آلاف شكوى سنويا.. ولدينا 20 بروتوكول تعاون مع الوزارات
  • أسامة السعيد: مصطلح حقوق الإنسان من صناعة الغرب..والإعلام يتعامل معه بشفافية
  • أحمد الجمال: مصر تشهد طفرة في حقوق الإنسان اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا
  • خبير: مصر حققت طفرة غير مسبوقة في ملف حقوق الإنسان
  • الملخص الصحفي عن اعمال اللجنة الوطنية للتحقيق للعام 2024
  • برلمانية: قانون الإجراءات الجنائية الجديد يحقق التوازن بين حقوق الأفراد وواجب الدولة
  • في عام 2024.. تشريعات برلمانية ضمنت حقوق الإنسان أبرزها رعاية المسنين