دراسة بحثية تحدد أولويات الاستدامة في قطاع الرعاية الصحية
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
حدّدت دراسة بحثية بجامعة السلطان قابوس أولويات الاستدامة في قطاع الرعاية الصحية، وركّزت في توصياتها على تعزيز رضا المرضى، وإعطاء الأولوية للاستثمارات التي تركز على الاستدامة، وتعزيز الممارسات الدائرية في القطاع الصحي من خلال تبنّي ممارسات تقلّل من النفايات وتُعيد تدويرها.
وقالت الدكتورة طيبة بنت عبدالله الكندية، المشرفة على برنامج الباحث الناشئ بمركز البحوث الإنسانية ومدرّسة مقرر المهارات الحياتية والدراسية بجامعة السلطان قابوس: إن مفهوم الرعاية الصحية يشمل مجموعة من الخدمات والإجراءات التي تهدف إلى تعزيز الصحة، والوقاية من الأمراض، وتشخيصها، ومعالجتها، وتحسين نوعية حياة الأفراد والمجتمع ككل.
وأشارت إلى أن المشروع البحثي تضمن مجموعة من المراحل، بدءًا من تحديد المشكلة والأهداف، إذ تم التعرف على التحديات الرئيسية المرتبطة بالاستدامة في الرعاية الصحية، مثل: التأثير البيئي، والاستدامة الاجتماعية، والاعتبارات الاقتصادية. كما شملت المراحل مراجعة الأدبيات من خلال دراسة الأبحاث السابقة المتعلقة بالاستدامة لتحديد الأدوات والمعايير المناسبة، ورصد الثغرات في الدراسات الحالية.
وأضافت: إن تصميم منهجية البحث شمل اختيار أسلوب مناسب مثل عملية التحليل الهرمي (AHP) لتقييم العوامل البيئية والاجتماعية والاقتصادية. وقد تم جمع آراء الخبراء من القطاع الصحي من خلال استبيانات ركزت على عناصر الاستدامة المختلفة، وتحليل البيانات باستخدام أدوات التحليل المناسبة مثل مصفوفة المقارنة الزوجية لتحديد الأهمية النسبية لكل عنصر من عناصر الاستدامة. بعد ذلك، تم تفسير النتائج لتحديد الأولويات بين العوامل البيئية والاجتماعية والاقتصادية، وبيان تأثيرها على استدامة النظام الصحي، ووضع توصيات محددة لصنّاع القرار لتحسين الاستدامة، ومشاركة النتائج مع المجتمع العلمي.
وأكدت الدكتورة الكندية أن المشروع يعزز قطاع الرعاية الصحية من خلال توجيه استراتيجيات الاستدامة، حيث يساعد في تحديد الأولويات من خلال تحليل العوامل البيئية، الاجتماعية، والاقتصادية. ويعزز هذا الفهم التركيز على الاستراتيجيات الأكثر تأثيرًا والتي تدعم تقديم خدمات رعاية صحية مستدامة. كما يسهم المشروع في تحسين كفاءة الموارد من خلال دراسة آليات مثل: إعادة التدوير، والتقليل من النفايات، والشراء المستدام، مما يسهم في تقليل التكاليف التشغيلية وإعادة توزيع الموارد بشكل أفضل، ويخفف العبء على النظام الصحي.
وأوضحت أن المشروع البحثي يركّز أيضًا على تحسين رضا المرضى من خلال فهم العوامل المؤثرة على تجربتهم، مما يسهم في تحسين جودة الرعاية الصحية. وأضافت: إن تعزيز صحة المجتمع يكون من خلال توجيه الأبحاث نحو الوقاية من الأمراض وتشجيع أنماط الحياة الصحية، مما يؤدي إلى نظام صحي أكثر استدامة ومرونة.
وأشارت إلى أن توفير بيانات دقيقة وإحصاءات يُمكّن صنّاع القرار من اتخاذ خطوات مدروسة نحو سياسات صحية مستدامة تتماشى مع رؤية عُمان 2040، كما يشجع المشروع على تبني حلول جديدة وتقنيات متقدمة لتحقيق الاستدامة، مما يؤدي إلى تحسينات مبتكرة في تصميم المرافق وتقنيات الرعاية الصحية.
واختتمت بقولها: إن الدراسة البحثية أظهرت، باستخدام تحليل AHP، أن العوامل البيئية والاجتماعية تحمل وزنًا أكبر مقارنة بالعوامل الاقتصادية. وقد تبيّن أن الممارسات الدائرية تمثل أولوية ضمن جانب الاستدامة البيئية، بينما يتصدر رضا المرضى أولويات الاستدامة الاجتماعية، في حين أن العوامل الاقتصادية جاءت في مرتبة أقل.
وأكدت أن الدراسة خرجت بمجموعة من التوصيات، أهمها إعطاء الأولوية للاستثمارات والتدخلات التي تركز على الاستدامة، وتكثيف البحوث المتعلقة بعناصر الاستدامة المختلفة. كما دعت إلى تعزيز الممارسات الدائرية في القطاع الصحي، وتبنّي سياسات تدعم الاستدامة الاجتماعية والبيئية، مع التركيز على رضا المرضى. وشددت على أهمية الاستثمار في البحث والابتكار لتطوير تقنيات تدعم الاستدامة، وتوجيه الموارد بشكل استراتيجي لتحقيق التوازن بين الجوانب البيئية والاجتماعية والاقتصادية.
واختتمت الكندية بقولها: "إن البحث يُعتبر من الدراسات الحديثة في سلطنة عمان، خاصة مع وجود دراسات محدودة في هذا المجال. وجاءت الدراسة بالتزامن مع تبعات أزمة كورونا التي أبرزت الحاجة إلى تحديد أولويات واضحة في القطاع الصحي. ويقدم البحث حلولًا تهدف إلى تقليل التكاليف من خلال إدارة الموارد بكفاءة، وتقليل الهدر، واقتراح سياسات صحية مستدامة تدعم التطوير المتكامل للقطاع الصحي، وتضمن استدامته على المدى الطويل، مع تعزيز الاستعداد لمواجهة الأزمات المستقبلية".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: البیئیة والاجتماعیة العوامل البیئیة الرعایة الصحیة القطاع الصحی من خلال
إقرأ أيضاً:
انطلاق قافلة «روتابلاست» لجراحات تجميل الأطفال بالأقصر بالتعاون بين هيئة الرعاية الصحية وروتاري مصر
نجحت الهيئة العامة للرعاية الصحية في تنفيذ قافلة جراحات تجميل الأطفال "روتابلاست"، خلال شهر أبريل الجاري، بمستشفياتها بمحافظة الأقصر، بالتعاون مع روتاري مصر.
وأوضح الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، أن القافلة قامت بمناظرة 170 حالة من الأطفال الذين يعانون من الشفة الأرنبية، وسقف الحلق المشقوق، وتشوهات ما بعد الحروق، بالإضافة إلى إجراء 60 عملية جراحية دقيقة بمستشفى الأطفال التخصصي التابعة للهيئة بالأقصر.
وأشار الدكتور السبكي إلى مشاركة نخبة من أساتذة واستشاريي جراحة الأطفال من كلية طب القصر العيني، إلى جانب 21 خبيرًا دوليًا من الولايات المتحدة الأمريكية، مضيفًا أن مناظرة الحالات تمت بمجمع الأقصر الطبي الدولي، بينما أُجريت العمليات الجراحية بمستشفى الأطفال التخصصي.
وأكد السبكي أن القافلة لم تقتصر على إجراء العمليات الجراحية فقط، بل شملت تنظيم ورش عمل وتدريبات عملية متخصصة للأطباء والممرضين العاملين بالهيئة، بهدف تعزيز مهاراتهم في الجراحات التجميلية الحديثة وعلاج التشوهات، مع استعراض أحدث البروتوكولات العلاجية والابتكارات الطبية، بما يسهم في تحسين جودة حياة المرضى.
وشدد السبكي على حرص الهيئة على توفير أعلى معايير الجودة في الرعاية الصحية، ومواصلة تطوير مهارات الفرق الطبية بالتعاون مع الخبراء المحليين والدوليين، ما ينعكس على تحسين تجربة المرضى وتقديم رعاية صحية متقدمة وفقًا للمعايير العالمية.
كما أعرب عن تقديره لجهود الفريقين المصري والأمريكي، مشيدًا بدور روتاري مصر في دعم القوافل الطبية وخدمة المجتمع، معتبرًا هذا التعاون نموذجًا ناجحًا للشراكات في تحسين الرعاية الصحية للأطفال.
وتولت تنسيق القافلة من جانب الهيئة العامة للرعاية الصحية، الدكتورة هبة عويضة، مدير عام الإدارة العامة للبحوث والتطوير، ومن جانب روتاري مصر، الدكتورة إيمان سلام، مسؤولة القوافل الطبية بنادي روتاري "جنوب القاهرة".