رضا علوان تاريخ ثقافة وليس مقهى
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
بقلم : هادي جلو مرعي ..
كانت الشوارع للتو توقفت عنها صفعات المطر الذي كان ينزل بقوة، وكنت وصديق أبحث عن مقهى ( الجماهير) الذي يرتاده الشعراء والكتاب والصحفيون والمهتمون بشؤون الثقافة، يشربون الشاي، ويتناولون أحاديثهم العالية في الشعر والمناكفات، وتكون أصواتهم خافتة حين يتحدثون في السياسة، وحين عرفت الطريق الى المقهى، ووصلته لم يعجبني الشارع ولا المكان فقد كان باهتا، وقررت الإنسحاب والتوجه الى شارع الرشيد حيث مقهى ( حسن عجمي) وإنتظار الشاي من يد المرحوم (أبي داود) الذي رحل عن عالمنا بعد الغزو الأمريكي ، وكنا منبهرين حينها بالشعراء الفقراء، وبالصحفيين الذين يعملون في صحف بغداد، وكانت المقاه الأخرى عامرة في شارع الرشيد ومنها ( أم كلثوم وتونس والزهاوي) وسواها، عدا عن مقاهي الأحياء الشعبية، وبعضها قريب من الأسواق، وكان روادها العمال وكبار السن والباعة الذين يبتغون الشاي بعد فترة الغداء.
لاتموت الثقافة، ولكنها تشهد تحولات صعبة بسبب الحروب والحصارات والسياسة، وربما يتغير المنتج الثقافي تبعا لتلك الظروف، وبرغم التعقيدات والمصاعب نكتشف إبداعا متزايدا يثير الإعجاب، ويمثل شاهدا على مراحل تاريخية مرت بها البلاد، وكانت أشهر مقاهي بغداد تتوزع على جانبي شارع الرشيد الذي يعد أشهر وأطول شوارع العاصمة وأقدمها، ولعله يثير الحزن والشفقة في هذه الفترة الممتدة من العام 2003 حيث تراجع الحضور فيه بإستثناء بعض النشاط التجاري المحدود، ووجود محال ماتزال تعرض بضاعتها، بين الأعمدة القديمة التي تستند إليها مبان تتكون من طابقين، أو ثلاثة بنيت من عقود بعيدة، وكانت السيارات الفارهة في العهد الملكي تمر به، وفي العهد الجمهوري الى أن تحول إهتمام الناس الى شوارع أخرى أصبحت مقصد العامة للتبضع والنزهة ولقاء الأصدقاء، وتحولت معها المقاه الجديدة، لتكون ملتقى الكتاب والشعراء والصحفيين والساسة، والمهتمين الباحثين عن المعرفة، أو عن صورة، او إقتناص شيء عابر، أو لقاء شخصية عامة، وإلتقاط صورة معها.
من أشهر المقاهي، أو لعله الأشهر من بينها مقهى رضا علون الذي لم يعد ممكنا تجاهل زيارته من قبل الوافدين الأجانب، بينما يتطلع المغتربون العراقيون والمهاجرون والذين يقيمون في بلاد أخرى لزيارته، والجلوس فيه وطلب قهوته المميزة والفاخرة، وقراءة الكتب، والروايات، ولقاء الأصدقاء وخوض نقاشات حادة وباهتة أحيانا، والتطلع في جوانبه للبحث عن شيء ما تصنعه مخيلة تائهة، بينما يمر أبو حسن المصور الجميل ليلتقط صورا لاتكاد تحصى منذ الظهيرة، وحتى منتصف الليل ليوثقها على الفيس بوك، ملاحقا الوجوه المتحركة بكاميرته التي تقتنص الحركات والإيماءات، وتنتهي القصة بومضة سريعة، ويكون الهدف قد سكن ذاكرة الكاميرا ليتحول الى صورة بهية، ثم يتطلع إليها في اليوم التالي على الفيس بوك.
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
إيهود أولمرت : غزة فلسطينية وليس لدينا ما نفعله هناك.. وترامب قد يصنع التاريخ
#سواليف
في مقابلة خصّ بها صحيفة لوفيغارو الفرنسية، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود #أولمرت إلى #الإنهاء_الفوري للحرب في قطاع #غزة وإطلاق سراح جميع #الرهائن الآن، والاعتراف بالدولة الفلسطينية، مشددًا على أن ذلك هو الحل الوحيد الذي سينهي الصراع.
واعتبر إيهود أولمرت أنه لم يعد هناك أي مبرر عسكري لبقاء #إسرائيل في قطاع غزة، لأن استئناف #القتال يعني أن القوات الإسرائيلية ستقتل المزيد من المدنيين الأبرياء، وحتى المزيد من مقاتلي “ #حماس ” الذين سيتم استبدالهم على الفور. وفي نهاية المطاف ستفقد إسرائيل جميع الرهائن، وسيُقتل جنود إسرائيليون آخرون. وعلى النقيض مما وعد به #نتنياهو، فإنه لن يكون هناك “نصر كامل” في قطاع غزة، يقول رئيس الوزراء الأسبق.
أولمرت: ما يفعله بعض المستوطنين بالفلسطينيين في الضفة الغربية، من عنف وهجمات واغتيالات، غير شرعي على الإطلاقوشدد إيهود أولمرت قائلًا: “غزة فلسطينية، وليس لدينا ما نفعله هناك. لقد فكرت في هذا بالفعل في عامي 2004 و2005، عندما كنت مهندس الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، بصفتي نائب رئيس الوزراء في عهد أرييل شارون”.
مقالات ذات صلة قيل إنها من إسرائيل.. ناشطون سوريون يتناقلون صورا لرسائل نصية غامضة المصدر (صور) 2025/03/05وأضاف أولمرت: “إذن، فلنوقف الحرب، ولنعد الرهائن، ولندعم السلطة الفلسطينية باعتبارها السلطة الشرعية الوحيدة في قطاع غزة في مواجهة إسرائيل. ولنقبل بأنها تعين حاكمًا لإدارة غزة، من دون “حماس”، مع قوة أمنية مكونة من فلسطينيين ومصريين وأردنيين، تكون مسؤولة بشكل نهائي عن منع إمكانية وقوع هجوم جديد ضد إسرائيل”.
وأوضح إيهود أولمرت أيضًا أن هناك نقاشًا سياسيًا مشروعًا في إسرائيل حول مستقبل الضفة الغربية، قائلًا إن موقفه كان، لسنوات عديدة، حتى قبل أن يُصبح رئيسًا للوزراء، هو أن تنسحب إسرائيل من جزء من الأراضي المحتلة، وتُساعد في إنشاء دولة فلسطينية، مؤكدًا أن هذا هو المشروع الذي يُدافع عنه حاليًا مع ناصر القدوة، وزير الخارجية الأسبق في عهد ياسر عرفات، ومُشيرًا إلى أن هناك موقفًا آخر يقضي ببقاء إسرائيل في الضفة الغربية إلى الأبد، وأنه يعارض ذلك، لأنه يبدو له أنه وصفة لكارثة بالنسبة لإسرائيل، ولكنه موقف مشروع.
ومن ناحية أخرى، اعتبر إيهود أولمرت أن ما يفعله بعض المستوطنين بالفلسطينيين في الضفة الغربية، من عنف وهجمات واغتيالات، غير شرعي على الإطلاق، قائلًا: “أعتقد أن ما يحدث في قطاع غزة أمر فظيع. ولكنني لا أعتقد أن الحكومة الإسرائيلية ارتكبت أي جرائم حرب هناك”.
وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق القول: “في الضفة الغربية، تُرتكب هذه الأعمال العنيفة أمام أعين الشرطة والجيش، دون أن يفعلوا شيئًا.. ربما لأنهم يعتقدون أن هذا في ذهن الحكومة.. ولهذا أقول إنه في ما يتعلق بالضفة الغربية فإننا سنحاكم أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، ولن نتمكن من الدفاع عن أنفسنا”.
وعن تأثير الصراع مع فلسطين على مكانة إسرائيل بين الأمم، اعتبر إيهود أولمرت أن المشكلة المركزية، والمشكلة الأكثر أهمية، والخطر الأعظم على مستقبل الدولة الإسرائيلية، هو القضية الفلسطينية، مشددًا على أنه إذا لم تحل إسرائيل هذا الصراع فإنها ستظل منبوذة، ومقاطعة من المجتمع الدولي، قائلًا: “نحن بالفعل قريبون جدًا مما كانت عليه جنوب إفريقيا خلال حقبة الفصل العنصري وذلك بسبب احتلال الضفة الغربية”.
وتابع إيهود أولمرت القول إن المجتمع الدولي بأسره، وكل الأطراف الدولية الفاعلة، يدركون أن هذا هو الحل الوحيد الممكن، موضّحًا أنه التقى هو وناصر القدوة بمعظم وزراء خارجية أوروبا، وأنهم جميعهم يُدركون أن الحل الوحيد هو حل الدولتين، ويعتقدون (الأوروبيون) أنه ما لم تتحرك الولايات المتحدة في هذا الاتجاه فلن يتمكن أحد من إجبار إسرائيل.
أولمرت: نحن بالفعل قريبون جدًا مما كانت عليه جنوب إفريقيا خلال حقبة الفصل العنصري وذلك بسبب احتلال الضفة الغربيةويوضّح إيهود أولمرت قائلًا: “أنا أحاول أن أقول لهم: أعيدوا هذه القضية إلى مركز النقاش السياسي الدولي، وادفعوا الحكومة الأمريكية إلى التحرك في الاتجاه الصحيح. ومن الممكن أن يصل ترامب إلى نتيجة مفادها أن هذا هو الحل الحتمي”.
وردًا على سؤال حول مدى اعتقاده أن دونالد ترامب قد يكون مؤيدًا لإقامة الدولة الفلسطينية؟، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إنّه متفائل بهذا الشأن: “منذ انتخابه الأول، كان #ترامب يستعد لحملة رئاسية ثانية. ولم يكن بوسعه أن يتحمل خسارة الدعم المتبقي من أنصار إسرائيل. ولكنه لن يواجه إعادة انتخابه بعد الآن، وبعد مرور عام ونصف، بعد الانتخابات النصفية، سيركز على شيء واحد فقط: إرثه. إنه في نفس عمري تقريبًا، كما ترى. بحلول نهاية ولايته، سيكون عمره أكثر من 80 عامًا… وإذا نجح في المنطقة الأكثر تقلبًا وخطورة في العالم، فسيصنع التاريخ”، يقول إيهود أولمرت.
وتابع أولمرت القول إن نتنياهو يعتمد بشكل كامل على ترامب، الذي يعد داعمه المهم الوحيد على الساحة الدولية. وبالتالي، لا يمكنه بأي حال من الأحوال أن يعارض ما يقرره ترامب.