وقفتنا هذا الأسبوع، نستكمل فيها وقفة الأسبوع الماضي لمن يتابعني من حضراتكم عن مجموعة نصائح لبناتنا وسيداتنا الفضليات، نتاج خبرات من الحياة.
فلنبدأ من حيث انتهينا الأسبوع الماضى ونقول: فلا يجب أن تتركن أي منافذ للشيطان ليتمكن منكن أبدا فالدنيا هي دار امتحان مثلها مثل امتحان المدارس والجامعات، بل أشد بكثير، لأن النجاح في امتحان الدنيا يترتب عليه الدخول لجنات الله العلا، والرسوب - لاقدر الله! - سيدفعكن لا محالة إلى نار الآخرة.
وسنتذكر ذلك الندم ونحن نمر على الصراط المستقيم يوم القيامة، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، فلن يزيدك إخراج خصلات من شعرك جمالا، ولن يقلل عدم إخراج الشعر من الحجاب من جمالك، بل اتركى ذلك لله سبحانه وتعالى يبث نور وجهك لمن قسمه الله لك يتزوجك ويبث نور وجهك لزوجك فيرى بك جمالا لايعطيه الله إلا للسيدات الفضليات ليكرمهن فى الدنيا والآخرة.
والتى تتحرج من عدم مد يدها لرجل غريب مد يده ليسلم عليها فى مناسبة أوغيرمناسبة، فيمكنها لعدم إحراجه أن تسلم بيدها على الهواء دون لمس الأيدى فيدرك الرجل مدى احترام المراة لنفسها ويسحب يده دون إتمام السلام بمصافحة الأيدى. والأقرباء فقط الذين لاغبار عليهم من المصافحة هم الأجداد والآباء والإخوة والابناء والأحفاد والأزواج بالطبع والأعمام والأخوال وأتمنى ألا أكون نسيت فئة من الأقرباء، وأتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يوصل نصائحي هذه إلى كل بنت وكل سيدة مصرية وعربية مسلمة وغير مسلمة، لعل الله يقبلها، علما ينتفع به.
إلى هنا انتهت وقفتنا، أدعو الله أن أكون بها من المقبولين. وإلى وقفة أخرى إن شاء الله، الأسبوع المقبل إذا أحيانا الله وأحياكم.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: وقفة
إقرأ أيضاً:
«ياسمين»: «لم أفقد الأمل» وأتمنى عدم عودة الهجمات على قطاع غزة
المعاناة التى تعيشها امرأة غزاوية تكاد الكلمات تعجز عن وصفها، مع إصابتها بمرض السرطان وسط حرب لا تنتهى وواقع قاسٍ يفرض عليها مواجهة تحديات يومية لا تُعد ولا تُحصى، ففي خضمّ النزوح والظروف المعيشية الصعبة، تجد نفسها مسئولة عن تربية ثلاث بنات بمفردها، دون أن يكون لها من ملاذ سوى إرادتها الصلبة، تعيش تحت وطأة القصف والجوع والتشرد والخيام، لكنها لا تستسلم.
تخوض معركة مستمرة مع المرض الذى يلازمها، ولا تملك سوى قوتها الداخلية لتقاوم، هذه المرأة تُدعى ياسمين غالب محمد حشيش، تستمر فى تحدى كل الصعاب رغم كل ما تعيشه من ألم، تحلم فقط بأن تضمن لبناتها حياة وسط هذا التحدى المستمر.
«الشىء الوحيد الذى يصبّرنى ويقوينى هو إيمانى بأننى قوية، وأن هناك بصيص أمل، والأمل من عند الله دائماً، ففى ظل الظروف الصعبة التى أعيشها، ومع دخول وقف إطلاق النار الآن فالعلاج بات موجوداً بشكل ما، ولكن منذ بداية الحرب وحتى الآن، تدهورت صحتى كثيراً، بسبب نقص العلاج وقلة الطعام والحصار الذى كان يشدده الاحتلال باستمرار إلا أنه تم كسره بالهدنة الحالية، ففضلاً عن الظروف النفسية القاسية التى عشتها، كان كل يوم يمثل تحدياً جديداً، والجوع والمشاعر السلبية كانت تزيد من معاناتى، ورغم كل تلك الصعاب، أحاول التظاهر بالتماسك أمام بناتى حتى لا يشعرن بمعاناة كبرى، أحاول بكل ما أملك من قوة أن أهوّن عليهن تلك الأيام الصعبة» بحسب حديث ياسمين حشيش لـ«الوطن».
وتتحدث «ياسمين» عن اللحظات الصعبة التى عاشتها بجانب المرض والحصار الخانق قائلة: «مع انتشار الأمراض والتلوث، ومع ظروف العيش فى المخيمات، أُصبنا بأمراض جلدية ومناعية صعبة، وكان علاجها أكثر صعوبة من المرض نفسه، ولكن الأكثر مرارة من ذلك كان فقدان أعز الناس فى وقت واحد، فقدت والدى وأسرة زوجى فى أقل من ثلاثة أيام، شعرت كأن العالم قد انهار من حولى، وبعدها فقدت أختى وابنها، وكانت تلك الأيام مليئة بالخوف والقلق».
وتتابع بتأثر كبير: «كنت أعيش فى حالة من التوتر الدائم، فالحياة فى فصل الصيف بالخيام عبارة عن انتشار هائل للحشرات والفئران والتى كانت ترعبنا كل يوم، ولكن مع دخول فصل الشتاء وموجات البرد القارس والصقيع، كنت أخشى أن أفقد واحدة من بناتى بسبب البرد القاتل، كل يوم كان اختباراً جديداً لقوة تحملنا، ولكننى، رغم كل ما مررت به، لم أفقد الأمل تماماً، وأصررت على أن أكون قوية من أجل بناتى».
«كنا بنتنقل من مكان لمكان فى نزوح مستمر بحثاً عن بعض الأدوية القليلة، حتى لو مسكنات، الحصار والقصف لا يرحمان أحداً لا شيخاً ولا شاباً ولا طفلاً ولا نساء، والأدوية شبه معدومة»، بحسب وصف «ياسمين»، قائلة: «فى فترة دخول المساعدات السابقة، كانت الأدوية تصل، ولكن فى كثير من الأحيان كانت تصل كميات قليلة جداً، وأحياناً لا نحصل على الكمية الكافية، كان الوضع مؤلماً جداً، لأننى أعلم أننى بحاجة إلى علاج كامل، لكن الكمية التى أُعطيت لنا كانت نصف ما نحتاجه، كنت أعيش فى خوف دائم من أن العلاج لن يكون كافياً للتخفيف من آلامى، ومع ذلك كنت أتمسك بالأمل، وفى الوقت الحالى بالهدنة الحالية يستمر تدفق المساعدات والأدوية إلى القطاع، ونأمل أن يستمر دائماً، وأثق دائماً بأن القادم سيكون أفضل».
وأشارت إلى أن تلك اللحظات كانت من أصعب ما مرت به، وبالأخص عند وصول المساعدات والتى لا تكفى لتلبية الاحتياجات بالكامل، ولكنها كانت تتمسك بالأمل فى كل لحظة، وتأمل بعدم عودة الهجمات على قطاع غزة مرة أخرى وأن تستمر الهدنة ووقف إطلاق النار.
يذكر، طبقاً لوزارة الصحة الفلسطينية، أن هناك نحو 10 آلاف مريض سرطان يواجهون خطر الموت فى غزة، بسبب خروج مستشفيات كثيرة فى القطاع عن الخدمة، خلال العدوان الإسرائيلى الذى استمر على مدار 15 شهراً، وتوقف بفعل جهود التوصل لوقف إطلاق النار.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية ذكرت، فى بيان سابق، أن الوضع الصحى فى مستشفيات جنوب قطاع غزة كارثى ولا يمكن وصفه، وذلك بسبب الاكتظاظ الكبير فى المستشفيات، سواء من الجرحى أو عشرات الآلاف من النازحين.