4 مطارات في 5 أيام.. سيطرة استراتيجية لفصائل المعارضة السورية
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
أعلنت فصائل المعارضة المسلحة في شمال سوريا سيطرتها على مطار "منغ" العسكري في ريف حلب من الجهة الشمالية، ليكون رابع المطارات التي تقع تحت قبضتها في عمليتها العسكرية المستمرة منذ الأربعاء الماضي.
وسيطر تحالف "الجيش الوطني السوري"، المدعوم من تركيا، على هذا المطار، الأحد، بعد أقل من يوم واحد على دخوله الصراع تحت مسمّى "فجر الحرية" التي تستهدف وفق بياناته مواقع قوات النظام السوري و"وحدات حماية الشعب" الكردية.
ويقع "منغ" قرب مدينة اعزاز في ريف حلب الشمالي، وهو عسكري ومخصص للمروحيات ويضم مدرجين طول الواحد منهما 1.2 كيلومتر.
وسبق أن سيطرت عليه فصائل المعارضة بعد تحول الحراك السلمي إلى مسلح، وخسرته في فبراير 2016 لصالح قوات النظام و"الوحدات" الكردية.
وتأتي السيطرة على "منّغ" بعد ساعات من إعلان فصائل المعارضة سيطرتها على مطار كويرس العسكري، وقالت إنها سيطرت فيه على الكثير من الأسلحة والذخائر وقطعة من منظومة الدفاع الجوي الروسية (بانتسير).
ويقع كويرس إلى الشمال الشرقي من بلدة كويرس بريف حلب الشرقي، ويضم مدرجا أساسيا و10 حظائر للطائرات.
كما سيطرت الفصائل المسلحة، السبت، على مطار حلب الدولي، وهو أول مطار مدني يخضع لسيطرتها منذ عام 2011.
ويعتبر مطار حلب الدولي، الذي يقع في النيرب، على بعد 10كيلومترات من وسط مدينة حلب، ثاني أكبر المطارات في سوريا بعد مطار دمشق الدولي. وتتجاوز مساحة أرض المطار 3 كيلومترات مربعة.
وقبل السيطرة عليه كانت الفصائل المسلحة المنتشرة في إدلب، وعلى رأسها "هيئة تحرير الشام" أعلنت السيطرة على مطار أبو الضهور العسكري الواقع في ريف المحافظة.
ويعتبر أبو الضهور ثاني أكبر قاعدة جوية في شمال سوريا بعد مطار تفتناز، وسبق أن سيطرت عليها الفصائل المسلحة وخسرته في يناير 2018 بعد عمليات عسكرية واسعة شنتها قوات النظام السوري.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فصائل المعارضة قوات النظام على مطار فی ریف
إقرأ أيضاً:
نقطة تحول للدبلوماسية السورية.. دعوة المنشقين وإعادة هيكلة بعد سقوط الأسد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في خطوة تعكس تحوّلاً واضحاً في السياسة الخارجية السورية، أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين عن مبادرة غير مسبوقة تهدف إلى جمع وتحديث بيانات الدبلوماسيين المنشقين عن نظام الرئيس السابق بشار الأسد.
هذه الخطوة، التي وصفتها الوزارة بأنها تأتي في إطار "الحرص على حفظ التاريخ المشرف وتفعيله في بناء سوريا الجديدة"، تُقرأ كجزء من مشروع سياسي أوسع لإعادة بناء مؤسسات الدولة في أعقاب التغيير الجذري الذي شهده النظام الحاكم.
الدلالات السياسية للمبادرةتعكس الدعوة اعترافاً ضمنياً بدور هؤلاء الدبلوماسيين الذين سبق أن رفضوا الاستمرار في تمثيل النظام السابق، باعتبارهم جزءاً من النخبة الوطنية القادرة على الإسهام في عملية إعادة تشكيل الهوية السياسية لسوريا.
فهي لا تخلو من رمزية المصالحة ولمّ الشمل، خصوصاً أن البيان أشار إلى "المرحلة الدقيقة من مسيرة الوطن"، وهي عبارة توحي بمرحلة انتقالية حساسة تحاول الدولة خلالها إعادة ترميم مؤسساتها.
إلى جانب ذلك، فإن تأكيد الوزارة على "السرية التامة" للبيانات يعكس إدراكاً لحجم التحديات الأمنية والسياسية المرتبطة بتلك الخطوة، كما يعكس محاولة لبناء جسور الثقة مع من سبق أن انقطعوا عن العمل الرسمي.
أبعاد دولية وتحولات ميدانيةالخبر يتقاطع مع تقارير عن طلب السفير السوري لدى موسكو، بشار الجعفري، اللجوء إلى روسيا، في إشارة إلى تصدعات عميقة داخل السلك الدبلوماسي نفسه، حتى في صفوف أكثر المدافعين عن النظام السابق. الجعفري الذي ظل لسنوات طويلة يمثل الصوت السوري الرسمي في الأمم المتحدة، يُعد طلبه المحتمل للجوء، مؤشراً على نهاية مرحلة سياسية طويلة، كان فيها جزءاً محورياً من المشهد الدبلوماسي السوري.
ولا يمكن فصل هذه التحركات عن المشهد الدولي، حيث تسعى موسكو إلى الحفاظ على نفوذها الاستراتيجي في سوريا، من خلال استمرار سيطرتها على قاعدتي حميميم وطرطوس، وفي الوقت نفسه نسج علاقات جديدة مع القيادة السورية الجديدة، ما يشير إلى رغبة روسية في حماية مصالحها بغض النظر عن التغيرات السياسية.
إعادة الهيكلةفي هذا السياق، تأتي تصريحات وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، حول "إعادة هيكلة السفارات والبعثات الدبلوماسية" كجزء من عملية إعادة بناء الدولة، ليس فقط على مستوى السياسات الخارجية، بل أيضاً في اختيار الأشخاص القادرين على تمثيل سوريا وفقاً لرؤية جديدة يُفترض أنها تختلف جذرياً عن نهج المرحلة السابقة.
في النهاية تشير دعوة وزارة الخارجية للمنشقين إلى بداية ما يمكن اعتباره "انفتاحاً سياسياً حذراً"، ومحاولة لدمج الكفاءات الوطنية في مشروع إعادة البناء. في المقابل، تسلط التطورات المتزامنة، مثل تحركات الجعفري ومواقف موسكو، الضوء على حجم التغيرات العميقة التي تمر بها سوريا على المستويين الداخلي والدولي. تبدو البلاد مقبلة على مرحلة إعادة تعريف للهوية السياسية والدبلوماسية، حيث لا تزال الأسئلة مفتوحة حول مدى عمق هذا التغيير، واتجاهاته المستقبلية.