الجزيرة:
2025-04-10@06:10:14 GMT

شاهد.. قرية تركية مفقودة تظهر مجددا بعد غرقها في 2012

تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT

شاهد.. قرية تركية مفقودة تظهر مجددا بعد غرقها في 2012

عادت قرية "داريبوكو"، المعروفة بـ"القرية الغارقة" في ولاية إسبرطة التركية، إلى الظهور بعد أكثر من 10 سنوات من غمرها بمياه سد "قاسملار"، وقد أجلت السلطات سكان القرية عام 2012 إلى منازل جديدة خلال تشييد السد، الذي اكتمل بناؤه عام 2016.

ومع انخفاض منسوب المياه نتيجة قلة الأمطار وتراجع مستوى مياه النهر مؤخرا، ظهرت معالم القرية القديمة، بما في ذلك المنازل الحجرية، والمسجد، وخطوط الكهرباء، وبعض الشوارع في مشهد جذب اهتمام عشاق الطبيعة ورحلات السفاري وهواة التصوير الفوتوغرافية.

???? Isparta'da 'batık köy' adıyla bilinen Darıbükü'ndeki taş evler, su seviyesinin azalmasıyla gün yüzüne çıktı

???? https://t.co/5L2OA1zN2H pic.twitter.com/ziPIn9fqj7

— Demirören Haber Ajansı (@dhainternet) November 27, 2024

قرية في إسبانيا تعود للظهور

وليست داريبوكو التركية الأولى من نوعها، ففي منطقة غاليسيا الإسبانية، عادت قرية "أسيريدو" المنسية إلى السطح بعد انخفاض منسوب الحوض المائي الذي غمرها منذ عام 1992.

ورغم عقود من الغمر، لا تزال القرية تحتفظ ببعض الهياكل القائمة، مثل المنازل والجدران وحتى سيارات قديمة متهالكة. وهذه القرية أصبحت رمزا للتغيرات المناخية وتأثير الجفاف.

A ghost village that has emerged as drought has nearly emptied a dam on the Spanish-Portuguese border is drawing crowds of tourists with its eerie, gray ruins. Meteorologist Tom Sater has more https://t.co/yA3TSypQxf pic.twitter.com/sf2nGYStAk

— CNN (@CNN) February 15, 2022

وفي إيطاليا، تستعد قرية "فابريتش دي كاريجين" في مقاطعة لوكا للظهور مجددا، وكانت القرية قد غُمرت عام 1946 لبناء سد كهرومائي وبحيرة "فاجلي" الاصطناعية، وتظهر القرية عند تفريغ السد للصيانة، وتضم القرية المهجورة منازل حجرية، وجسرا، ومقبرة، وكنيسة "سان تيودورو"، التي ظلت سليمة تحت المياه طيلة عقود.

تجذب القرى الغارقة مثل "داريبوكو" و"أسيريدو" و"فابريتش دي كاريجين" اهتمام السياح والباحثين عن تجارب فريدة، حيث تسرد هذه المواقع قصصا تاريخية عن الحياة قبل غمرها، وتبرز تأثيرات التغير المناخي وتراجع منسوب المياه في إعادة تشكيل جغرافيا المنطقة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

السوجرة قرية من وحي الخيال

قررنا أن نقضي يومنا بطريقة مختلفة، فاخترنا أن يكون الإفطار في مكان لا يشبه غيره، "قرية السوجرة"، تجربة تشعرك وكأنك على وشك الدخول إلى فصل من كتاب قديم، تحمله أوراقه عبق التاريخ، وتروي سطوره حكايات من زمن بعيد، وصلنا إلى القرية التي تقع بين جبلين، تمامًا كأنها مخبأة بعناية في حضن الطبيعة، وكأن الجبال تحرسها من عبث الزمن، السكون كان سيد المكان، لا صوت سوى همسات الريح التي تمر بخفة بين البيوت الحجرية، وكأنها تهمس لنا بقصص من عاشوا هنا قبل عشرات السنين، قرية السوجرة ليست كبقية القرى؛ فهي تعود بأصولها إلى أكثر من 500 عام، عاش فيها جدّان شقيقان، وأسّسا معًا نواة لحياة بسيطة جمعت حولها ست عائلات فقط، ورغم قلة عدد السكان، إلا أن الترابط والانسجام كانا واضحين في كل ركن، في كل حجر من جدران البيوت، وفي كل شجرة زُرعت بيدٍ محبة، ما أثار دهشتنا أن الحكومة لم تُجبر الأهالي على إخلاء القرية كما يحدث في بعض المناطق النائية، بل احترمت ارتباطهم بالمكان، وجلبت إليهم الخدمات الأساسية، حتى في الحالات الطارئة، لم يكن مستحيلًا الوصول إليهم، فكانت طائرات "الهليكوبتر" تُرسل عند الحاجة، وكأن السماء نفسها كانت مفتوحة لهم عند الضرورة.

تخيّل أن تعيش في قرية منعزلة عن العالم، وتضطر أن تمشي لأيام فقط لتصل إلى السوق الأقرب! هذا ما كان يفعله أهل السوجرة، كانوا يحملون معهم ما زرعته أيديهم من ثمار، ويتوجهون إلى سوق نزوى، في رحلة تستغرق ثلاثة أيام كاملة، يومًا ونصف اليوم ذهابًا، ويومًا ونصف اليوم عودة، يبيعون ثمارهم هناك، ويشترون ما يحتاجونه من طعام وبهارات وأساسيات حياتهم البسيطة، تخيّل كل تلك المسافة، كل ذاك الجهد، فقط لتأمين لقمة العيش، لكنه كان جزءًا من نمط حياة لا يعرف التذمر، بل تحكمه القناعة والرضا، أوقاتهم كانت تسير على إيقاع الطبيعة والعبادة، يصحون مع أذان الفجر، ويبدؤون يومهم مع شروق الشمس، ويخلدون إلى النوم بعد صلاة العشاء، حين يغمر الظلام القرية ويعود السكون ليحتضنها من جديد، لا ضوضاء، لا أضواء اصطناعية، فقط سكون يعلّق الزمن بين الجبلين.

البيوت هناك تُشبه القصص، صغيرة، حجرية، لكنها تحوي دفئًا لا يمكن أن تراه، بل تشعر به، ربما لأن كل جدار فيها شهد ضحكة، وكل زاوية فيها تحمل ذكرى، وكل ممر بين بيوتها ضم خطوات لأجيال مضت، السوجرة ليست مجرد قرية، بل فصل محفوظ من كتاب الهوية العُمانية، هي نموذج لحياة اتسمت بالبساطة، لكنها مشبعة بالقيمة، حياة لا تعرف الإسراف، ولا تلهث خلف التكنولوجيا، بل تسير على إيقاع الشمس والظل، الماء والتربة، الدعاء والكد، وأثناء جلوسنا هناك، وتناول الإفطار وسط هذا الهدوء الساحر، أحسسنا أننا لسنا مجرد زائرين، بل ضيوف على قصة أزلية، قصة لا تزال تُروى رغم أن معظم شخوصها قد غادروها وانتقلوا إلى مساحة مجاورة.

كان أكثر ما لفت انتباهنا في قرية السوجرة هو الانسجام العجيب بين الإنسان والمكان، كل شيء هناك يشعرك وكأن الطبيعة والناس اتفقوا على نوع من التعايش السلمي، لا اعتداء فيه ولا صخب، الأشجار تنمو بهدوء، والمياه تنساب في مجاريها القديمة، والبيوت لا تحاول أن تتجاوز حدود الأرض، بل تتماهى معها، بلون الحجر نفسه وروحه، بينما كنا نتجول في أزقة القرية، مررنا بآثار الدروب الترابية، ربما لأطفال عاشوا هنا قبل عشرات السنين، وربما لحمار يحمل على ظهره الحطب، أو لامرأة كانت عائدة من الحقول، كل شيء له ذاكرة، وله حكاية، حتى الجدران المتصدعة لم تكن مجرد حجارة متهالكة، بل صفحات صامتة من تاريخ عائلات عاشت، وفرحت، وبكت هنا.

سمعنا من أصحاب المكان الذين بقوا في المنطقة والذين كانوا يشرفون على النزل، أن الحياة في السوجرة لم تكن سهلة، لكنها كانت كريمة، كانوا يزرعون ما يأكلون، ويقتسمون ما يجنونه، فلا جوع يستفرد ببيت، ولا حاجة تُترك دون سند، القوة لم تكن في كثرة المال أو البنيان، بل في الترابط، في شعور كل فرد بأن القرية بأكملها تقف خلفه إن احتاج، حدثنا أحد المشرفين القائمين على النزل عن الشتاء هناك، حيث يلبس الضباب القرية بأكملها رداءً من الغموض، ويغلق الجبلان على قريتهما الصغيرة كما لو كانا يحميانها من العالم الخارجي، وفي الصيف، تتزين الحقول بالخضرة.

ما يجعل السوجرة مميزة ليس فقط قدمها أو مكانها، بل استمرارها، قرى كثيرة هُجرت، وبيوت كثيرة تُركت، لكن السوجرة لا تزال تحتفظ ببعض من نبضها، لا تزال تنبض بالقصة، وبالذكرى، وبالأمل، حيث قام أحفاد أولئك الأجداد بإعادة الحياة لها من جديد عبر ترميم المنازل القديمة وتحويلها إلى نُزل تراثية عن طريق شركاتهم العائلية التي تبنّت هذا الدور، لكونهم أحرص الناس على تراثهم، رحلتنا هذه لم تكن مجرد نزهة، بل كانت دعوة للتأمل، وتذكيرًا بأن البساطة ليست نقصًا، بل جمال من نوع مختلف، وفي زمن تتسارع فيه الحياة، وتتشابك فيه الشاشات والتطبيقات، هناك مكان ما بين جبلين، لا يزال يحتفظ بإيقاع الزمن الجميل، وغادرنا السوجرة، لكن بقيت أرواحنا هناك، تسرح بين جدرانها العتيقة، وتتنفس من سكونها الطاهر، وكأن القرية اختارت أن تُقيم فينا، لا أن نُقيم فيها، والذي لا شك فيه أنها الزيارة الأولى، ولكنها حتمًا ليست الأخيرة.

مقالات مشابهة

  • القرية العراقية تحت النار.. إصابات واعتقالات بعد قرار استثماري
  • بالنكان.. قرية كوردية تتألق عالميا (صور)
  • بتفاصيل غير مسبوقة.. توأم رقمي لـ”تايتانيك” يكشف أسرار الساعات الأخيرة قبل الغرق
  • تعرف على سبب انخفاض ضخ منسوب مياه الشرب في بورسعيد
  • نبيلة مفقودة.. هل تعرفون شيئًا عنها؟
  • السوجرة قرية من وحي الخيال
  • الأهلي كلمة السر.. لماذا تصدر اللاعب ماركو فيراتي الترند| القصة الكاملة
  • انقطاع المياه عن قرية ميت نما بشبرا الخيمة لهذا السبب
  • افتتاح القرية المصاحبة لـ"مهرجان كأس جلالة السُّلطان المعظم للهجن"
  • العكاري: سيرتفع دينارنا ويهبط سعر الدولار يوم يرتفع منسوب الوطنية في بلادنا