تواجه مصر تحديا كبيرا في استغلال مواردها الطبيعية بشكل فعال، حيث يتم تصدير العديد من المواد الخام دون الاستفادة القصوى منها، ولا بد من ضرورة توطين الصناعات التي تعتمد على هذه المواد الخام، مثل صناعة الزجاج والعصائر والمربى، بهدف زيادة القيمة المضافة لهذه المنتجات، مما يساهم في تحسين الاقتصاد الوطني وخلق فرص عمل جديدة.

مزايا انخفاض تكاليف الإنتاج  

ويقول الدكتور أحمد سعيد، خبير التشريعات الاقتصادية، إنني أرى أن مصر تواجه أزمة كبيرة ومشكلة عميقة تتعلق بتصدير المواد الخام دون الاستفادة الكافية منها  إذا كنت أرغب في توطين صناعة في مكان ما، يجب أن أركز على المزايا النسبية للإنتاج المتوفرة في هذا المكان، بمعنى آخر، يجب أن تكون تكاليف الإنتاج منخفضة بما يسمح للمنتج بأن يكون منافسا في الأسواق الدولية.

وأضاف سعيد- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه في مصر، لدينا العديد من المواد الخام غير المستغلة، مثل الرمال البيضاء في مدينة الطور بسيناء، التي نصدرها خاما، أين مصانع الزجاج؟ نحن بحاجة إلى تحويل هذه المواد الخام إلى منتجات نهائية، بدلا من تصدير الفواكه والخضروات خاما، يجب أن نعمل على صناعتها، مثل المربى والعصائر، وعلى سبيل المثال، إذا صدرت فراولة كمنتج خام، فإن قيمتها قد تكون عشرة آلاف دولار، لكن إذا حولتها إلى مربى، فإن قيمتها قد تصل إلى ثلاثين ألف دولار، أي ثلاثة أضعاف السعر.

وأشار سعيد، إلى أن نفس الأمر ينطبق على المانجو والصلصة والعصائر، التي يمكن تصديرها بأسعار أعلى بكثير من المنتج الخام، إذا قمنا بتحويل هذه المواد إلى منتجات مصنعة، سنكون قد أضفنا قيمة للاقتصاد الوطني وساهمنا في توفير فرص عمل وزيادة الإنتاجية.

وتابع: "كما أن هذا سيسهم في الاستفادة المثلى من الموارد المحدودة مثل المياه التي تُستخدم بشكل رئيسي في الزراعة، بدلا من أن تقتصر الفائدة على المزارعين فقط، يمكن أن تشمل العديد من القطاعات مثل الصناعة والنقل والشحن".

خطة قومية للاستفادة من الإمكانيات

وأردف: "لكن لماذا لا نصنع هذه المنتجات؟ السبب في ذلك هو غياب الخطوط الإنتاجية المناسبة، على الرغم من أن هذه الخطوط يمكن استيرادها، فإن تكلفة خط إنتاج بسيط للمربى أو الصلصة قد تكون معقولة للغاية مقارنة بتصدير المنتج الخام، ولدينا كليات هندسة في مصر تخريج طلاب قادرين على تصميم وصناعة هذه الخطوط، ولكن لا توجد خطة قومية للاستفادة من هذه الإمكانيات". 

وأكمل: "يجب أن يكون هناك توجه لتوجيه مشاريع التخرج في الجامعات نحو تطوير خطوط إنتاج تتناسب مع احتياجات السوق المحلي، مثل خط إنتاج المربى أو العصائر أو الطماطم، لو تم استثمار هذه الإمكانيات، يمكن أن تساهم هذه المشاريع في تحويل الإنتاج الزراعي المصري إلى صناعات ذات قيمة مضافة".

واختتم: "وهذا لا يشمل فقط زيادة الأرباح، بل أيضا تطوير تكنولوجيا محلية يمكن تصديرها للدول الأفريقية التي تملك أيضًا موارد خام غير مستغلة نفس المنطق ينطبق على صناعات أخرى مثل صناعة السفن الصغيرة والصيد البحري، بما أن مصر تمتلك سواحل طويلة على البحرين، يجب أن نستثمر في تطوير مراكب الصيد الصغيرة وصناعة السفن البحرية، التي يمكن أن تساهم في توفير فرص عمل وزيادة الصادرات، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يتحول السمك إلى منتجات معالجة مثل المعلبات، مما يضيف قيمة للموارد البحرية.

بالمجمل، يجب أن تكون هناك استراتيجية قومية واضحة لتوطين الصناعات التي تعتمد على المواد الخام المتوفرة في مصر، مثل صناعة الزجاج والمنتجات الزراعية وصناعة السفن".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الدولار الإنتاج الاقتصاد المواد الخام المزيد المزيد المواد الخام یمکن أن یجب أن

إقرأ أيضاً:

حكم دفع تكاليف الفرح للفقراء والمحتاجين

قالت دار الإفتاء المصرية إن الإسلام حث على الزواج ورغَّب فيه ودعا إليه، حتى جعله النبي صلى الله عليه وآله وسلم سُنَّة الإسلام؛ فعن أبي ذر رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ سُنَّتَنَا النِّكَاحُ» أخرجه أحمد في "مسنده".

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ» أخرجه الشيخان.

إعلان عقد الزواج والاحتفال به
سَنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم الاحتفال بعقد الزواج بإعلانه وإشهاره وإظهار الفرح والسرور فيه، فعن الزبير بن العوام رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أَعْلِنُوا النِّكَاحَ» أخرجه أحمد في "مسنده".

وفي حديث أمِّ المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أَعْلِنُوا النِّكَاحَ، وَاضْرِبُوا عَلَيْهِ بِالْغِرْبَالِ» أخرجه ابن ماجه في "سننه".

الترغيب في الصدقة والحث عليها
ورد النَّدبُ والحثُّ إلى الصدقة في كثيرٍ من نصوص الشرع الشريف؛ ومن ذلك قوله تعالى: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [البقرة: 245].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَن تَصَدَّقَ بعَدلِ تَمرة مِن كَسبٍ طَيِّبٍ، ولا يقبلُ الله إلَّا الطيِّب، وإنَّ الله يتقبلها بيمينه ثم يُرَبِّيها لصاحبه كما يُرَبّي أحدُكم فَلُوَّه حتى تكون مِثلَ الجَبَل» أخرجه الشيخان.

وحكم دفع مصاريف حفل الزفاف للفقراء والمحتاجين جاء كالتالي:

الأول: أنَّ أحبَّ النفقة إلى الله تعالى هو ما كان أنفع للناس وأجدى في صلاح أحوالهم؛ كما جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعًا: «أَحَبُّ النَّاسِ إلى اللَّهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكَشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا.. الحديث» أخرجه الطبراني في معاجمه: "الكبير" و"الأوسط" و"الصغير".

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سُئل عن أفضل الأعمال إلى الله تعالى؟ فقال: «مَنْ أَدْخَلَ عَلَى مُؤْمِنٍ سُرُورًا إِمَّا أَنْ أَطْعَمَهُ مِنْ جُوعٍ، وَإِمَّا قَضَى عَنْهُ دَيْنًا، وَإِمَّا يُنَفِّسُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا: نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرَبَ الْآخِرَةِ، وَمَنْ أَنْظَرَ مُوسِرًا أَوْ تَجَاوَزَ عَنْ مُعْسِرٍ ظَلَّهُ اللَّهُ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ.. الحديث» أخرجه الحاكم في "المستدرك".

الثاني: ما قرَّره الفقهاء مِن أنَّ العبادة المتعدِّية أفضل مِن القاصرة؛ قال الإمام السيوطي في "الأشباه والنظائر" (ص: 144): [المتعدي أفضل من القاصر، ومن ثَمَّ قال الأستاذ أبو إسحاق وإمام الحرمين وأبوه: للقائم بفرض الكفاية مزية على العين؛ لأنه أسقط الحرج عن الأمة.

الثالث: ما فيه من تقديم مصلحة المجموع على مصلحة الفرد، والمصلحة العامة والمتعدية على المصلحة الخاصة والقاصرة، وهو ما تشهد به نصوص الشرع الشريف وقواعده العامة.

الرابع: ما في ذلك من التعاضد والترابط والتآخي بين المجتمع، فقد شبَّه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما ينبغي أن يكون عليه حال المجتمع من ترابط وتوادٍّ وتراحم بالجسد الواحد الذي يتألم كله متى أصيب منه عضو، فعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ: مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» أخرجه الإمام مسلم.
الخامس: ما فيه من معنى الإيثار؛ فقد قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [الحشر: 9].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فبعث إلى نسائه فقلنَ: ما معنا إلا الماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ يَضُمُّ أَوْ يُضِيفُ هَذَا»، فقال رجل من الأنصار: أنا، فانطلق به إلى امرأته، فقال: أَكْرِمِي ضيفَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقالت: ما عندنا إلا قُوتُ صِبْيَانِي، فقال: هَيِّئِي طعامك، وَأَصْبِحِي سراجك، وَنَوِّمِي صبيانك إذا أرادوا عشاءً، فهيَّأتْ طعامها، وأصبحتْ سراجها، وَنَوَّمَتْ صبيانها، ثم قامتْ كأنها تُصلح سراجها فأطفأته، فجعلا يُرِيَانِهِ أنهما يأكلان، فباتا طاويين، فلما أصبح غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: «ضَحِكَ اللَّهُ اللَّيْلَةَ، أَوْ عَجِبَ مِنْ فَعَالِكُمَا» فأنزل الله: ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [الحشر: 9]. أخرجه البخاري.

مقالات مشابهة

  • حكم دفع تكاليف الفرح للفقراء والمحتاجين
  • آبل تخفض أسعار هواتف آيفون لمنافسة هواوي.. السعر الجديد
  • مخزونات النفط الخام الأمريكي تتراجع مقابل ارتفاع البنزين
  • خبير اقتصادي: إطلاق عدد من المبادرات التمويلية لدعم الشركات الصناعية والمتعثرة يعزز من النمو الاقتصادي ويزيد الاستثمارات المحلية
  • خبير: مبادرة تمويل الصناعة تستهدف زيادة الإنتاجية وتعزيز النمو الاقتصادي
  • موجة برد تضرب 4 ولايات اليوم
  • أسعار اللحوم في الأسواق اليوم الخميس 2-1-2025 |فيديو
  • تعرف على بطل زيادات الأسعار في تركيا لعام 2024
  • أهم أنواع الأسلحة الروسية التي لا يمكن التصدي لها في عام 2024
  • السوداني: حماية المنتج المحلي زاد نسبة الإنتاج إلى 50% بالعراق