- هيئة تحرير الشام خليط من داعش والقاعدة.. وسوريا هي البداية
- لماذا انطلقوا بعد مقولة «نتنياهو»: «بشار يلعب بالنار»؟
- المخطط: إسقاط الدولة.. وتقسيمها إلى أربع دويلات طائفية وعراقية
- لماذا أعلنت مصر دعمها لوحدة وأمن واستقرار سوريا؟!
قبل أن تصدر حكمك، تأمل معي، كلمات أطلقها رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو، قالها بشكل واضح: «بشار الأسد يلعب بالنار» ساعات قليلة وانطلقت الحشود الإرهابية، حشود جاءت من كل حدب وصوب، مسلحة بعتاد ومعدات لم تكن في الحسبان، دبابات، مدرعات، مسيرات، وتدريب متقدم للغاية.
منذ فترة من الوقت ترددت معلومات عن هؤلاء الأوكران الذين قدموا باتفاق من قوى دولية وإقليمية، جاءوا إلى منطقة الشمال السوري، وعقدوا العديد من اللقاءات، وضعوا الخطط والتكتيكات العسكرية، انتظروا طويلًا، راقبوا الأحداث جيدًا، ومع بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، ثم لبنان كان كل شيء قد اكتمل، وأصبحوا في انتظار إشارة البدء..
تساءل المراقبون عن التزامن ما بين وقف إطلاق النار في لبنان، وانطلاق الحجافل الإرهابية باتجاه حلب.. حلب «الفيحاء» التي تم تحريرها في عام 2016، بعد معارك عديدة كلفت البلاد الكثير، ها هي العاصمة الثانية تسقط سريعًا..
هنا أتوقف، أتساءل: لماذا انسحب الجيش السوري سريعًا؟ لماذا لم يقاتل وترك أسلحته؟ لماذا أصدرت التعليمات للضباط وأسرهم: غادروا على الفور؟ ولماذا تكرر السيناريو في إدلب وغيرها؟ ولماذا تتوالى الأخبار المؤلمة؟ ما هذا الذي يحدث؟ وأي تفسير يمكن أن يقنع هذه الجماهير العريضة داخل سوريا وخارجها والتي تدرك أبعاد المخطط وأهدافه؟!
الشائعات أصبحت تسيطر، والادعاءات باتت مقنعة، والإعلام المزيف روج وأعاد إنتاج الأحداث حتى قبل أن تقع.
نعم لقد سعى العديد من وسائل الإعلام العربية والأجنبية إلى تصوير الأحداث التي تشهدها سوريا على أنها هجوم من المعارضة على قوات النظام. والحقيقة أن هذا الكلام غير صحيح، هذه ليست معارضة، بل هي مجموعة فصائل تنتمي إلى تيار «الإسلام السياسي المتطرف» بقيادة جبهة النصرة، هذه الجبهة التي انشقت على تنظيم داعش، ثم بايع قائدها أبو محمد الجولاني زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في أبريل 2014، ثم سرعان ما أعلن فك الارتباط مع القاعدة وتغيير الاسم إلى «جبهة فتح الشام»!!
في هذا الوقت تدخلت بعض القوى الإقليمية والدولية ووحدت الفصائل الإرهابية تحت قيادة أبو محمد الجولاني، فجرى تشكيل «هيئة تحرير الشام» من «جبهة فتح الشام» النصره سابقًا، وجبهة أنصار الدين وجيش السنة ولواء الحق وحركة نور الدين زنكي، وبدأت عمليات التدريب والتخطيط المشترك منذ هذا الوقت..
وبالرغم من أن هذا التنظيم صنف من قبل مجلس الأمن والولايات المتحدة باعتباره «تنظيمًا إرهابيًا» فإن البعض يتجاوز الحقيقة ويصنف الإرهاب والإرهابيين باعتبارهم «معارضة» مشروعة.
لقد أطلقوا شعار «ردع العدوان» على حملتهم وحاولوا تصوير ما يجري وكأنها معركة ضد الوجود الإيراني بالأساس، وهو شعار استهدفوا من خلاله دغدغة مشاعر السوريين، ودفع العديد من القوى الأخرى للوقوف إلى جوارهم وتصوير الأمر على غير حقيقته.
ومنذ البداية كانت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية على الخط، لقد قدمت تقريرًا إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي أشارت فيه إلى أن الوقت بات مناسبًا لإطلاق عملية الهجوم على الأراضي السورية، وإرباك الرئيس بشار ونظام حكمه، وهنا يصبح أمامه أحد خيارين:
- إما الاستسلام للواقع الجديد والقبول برئاسة دويلة محدودة في ظل تقسيم جديد سيجري لسوريا إلى أربع دول عرقية وطائفية، ومن ثم يتم إملاء الشروط الإسرائيلية عليه للقبول بها.
- وإما إسقاطه من خلال سيناريو الهجوم حتى آخر مدى.
لقد كانت لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قناعة بأن العناصر الإرهابية باتت أكثر استعدادًا لتحقيق انتصارات من خلال الدعم المقدم، وكانت فقط تنتظر إشارة البدء.
لقد عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي أكثر من اجتماع غير معلن بحضور عناصر من أجهزة استخباراتية أمريكية، ثم كان اللقاء المعلن الذي عقده في مكتبه مساء الجمعة الماضي، حيث تناول إجراء تقييم شامل لرؤية أجهزة المخابرات الإسرائيلية للوضع في سوريا بعد الهجوم الواسع للإرهابيين.
القناة (12) الإسرائيلية قالت في تقرير لها: إن مسؤولي المخابرات الإسرائيلية يعتقدون أن الضربة الموجهة إلى ما تسميه بـ «المحور الإيراني» قد تزيد من فرص الحفاظ على السلام في منطقة الحدود الشمالية وتوسيع حرية العمل الإسرائيلي.
إذن نحن أمام سيناريوهات تم الاتفاق عليها من قبل، وهي سيناريوهات معلنة منذ عام 2006، فيما يسمى «خارطة الدم» التي تقضي بتقسيم البلدان العربية إلى كانتونات طائفية وعرقية، عبر إشعال الحروب الأهلية.
القاهرة من ناحيتها أبدت قلقها مع الإعلان عن تنفيذ المخطط، ولذلك بادر وزير الخارجية المصري د.بدر عبد العاطي بالاتصال بوزير الخارجية السوري، حيث أبلغه دعم مصر للدولة السورية ومؤسساتها وشدد على أهمية دورها في تحقيق الاستقرار ومكافحة الإهارب..
اتصالات جرت بين الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد، وأيضًا مع رئيس الوزراء العراقي، كما أن وزير الخارجية الإيراني قام بزيارة إلى دمشق ومنها إلى تركيا..
الموقف جد خطير، والتقدم السريع للتنظيمات الإرهابية يطرح العديد من التساؤلات.. صحيح أن الطيران السوري والروسي بدأ في شن غارات على مناطق وجود الإرهابيين، ولكن ذلك قد يحدث خسائر، لكنه لن يغير من الأمر شيئًا، إلا إذا دخلت الجيوش إلى الأرض وطردت هذه العناصر منها..
ثمة تساؤل يطرح نفسه عن حالة الصمت العربي التي لا تزال حتى كتابة هذا المقال: أين الجامعة العربية؟ وأين هؤلاء الذين كثيرا ما حذروا من خطورة الإرهاب الذي يستغل الدين لتحقيق أجندات ومآرب بعضها داخلي وبعضها خارجي؟ حالة الصمت تطرح أيضًا مزيدًا من التساؤلات.
إذا استمر الحال هكذا، فنحن أمام تقسيم على الأرض، سيتم تقطيع أوصال الوطن السوري إلى أربع دويلات، تندلع بينها الحروب الأهلية التي لن تبقى ولن تذر!!
الأمر لن يتوقف عند هذا الحد، إذا ما استولت هذه العناصر التي تنتمي أساسًا إلى داعش والقاعدة. لن يقتصر خطرها على سوريا، ستنتقل إلى العراق والأردن ودول الخليج وستمثل خطرًا كبيرًا على مصر.
هل يدرك هؤلاء الصامتون، وهؤلاء الذين يهللون كراهية في الرئيس الأسد خطورة المخطط؟ هل يعرفون أن هؤلاء القتلة لن يتركوهم وحال سبيلهم، وسيأتون بالإرهابيين من كل حدب وصوب، ليطلقوهم على كافة بلداننا وأهلينا؟
لقد جاءتهم الفرصة، حلفاؤهم هم كل المعادين للأمة، وسلاحهم هو العتاد القادم من بلدان لديها مخططاتها، فاحذروا.. احذروا.. .احذروا.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: سوريا مصطفى بكري بكري بشار الأسد بنيامين نتنياهو مصر وسوريا الكاتب الصحفي مصطفى بكري بدر عبد العاطي الوضع في سوريا العدید من
إقرأ أيضاً:
تنديد أممي بالضربات الإسرائيلية غير المقبولة في سوريا
جنيف (وكالات)
أخبار ذات صلةندد مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسن، أمس، بالتصعيد العسكري الإسرائيلي، بما في ذلك الضربات الجوية التي استهدفت البلاد.
وأعلن الإعلام الرسمي السوري أمس الأول، تعرض محيط طرطوس بغرب البلاد لضربات إسرائيلية، بعدما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن انفجار قرب مرفأ المدينة، بينما أكد الجيش الإسرائيلي استهداف موقع عسكري شماله.
وشنّت إسرائيل مئات الغارات الجوية على مواقع عسكرية سورية منذ الثامن من ديسمبر الماضي، مؤكدة أنها تهدف إلى الحؤول دون سيطرة أطراف معادية لها على قدرات استراتيجية. وقال بيدرسن في بيان «هذه الأعمال غير مقبولة وتهدد بزعزعة استقرار الوضع الهش أصلاً، وتفاقم التوترات الإقليمية، وتقوض الجهود الرامية إلى وقف التصعيد، وانتقال سياسي مستدام».
وأتت الضربات بعد أيام من مطالبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بجعل جنوب سوريا منزوع السلاح بالكامل، مؤكداً أن إسرائيل لن تسمح لقوات الإدارة الجديدة بالانتشار جنوب العاصمة دمشق.
وإضافة إلى الضربات الجوية، سارعت القوات الإسرائيلية يوم سقوط النظام السابق لإعلان تقدم قواتها إلى المنطقة العازلة في هضبة الجولان السورية التي تحتلها، في خطوة لقيت تنديداً دولياً.
واحتلت إسرائيل جزءاً من الهضبة السورية عام 1967، وأعلنت ضمّه في 1981، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي باستثناء الولايات المتحدة.
ودعا بيان بيدرسن إسرائيل إلى وقف الانتهاكات، والوفاء بالتزاماتها الدولية، والامتناع عن الإجراءات الأحادية التي تؤدي إلى تفاقم الصراع. وحضّ جميع الأطراف على احترام سيادة سوريا ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها، مضيفاً أن الحوار البناء والالتزام الصارم بالاتفاقات الدولية والقانون الدولي ضروريان للأمن في سوريا والمنطقة برمّتها.
بدوره، حثّ الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، أمس، المجتمع الدولي على الضغط على إسرائيل للانسحاب الفوري من جنوب سوريا، معتبراً أن توغلها الميداني يشكل تهديداً مباشراً للأمن في المنطقة.
وفي كلمة ألقاها خلال القمة العربية الطارئة بشأن غزة في القاهرة، قال الرئيس السوري الانتقالي «نحث المجتمع الدولي على الوفاء بالتزاماته القانونية والأخلاقية في دعم حقوق سوريا في الضغط على إسرائيل للانسحاب الفوري من الجنوب السوري»، معتبراً أن هذا التوسع العدواني ليس فقط انتهاكاً للسيادة السورية بل تهديد مباشر للأمن والسلام في المنطقة بأسرها.