أدت حروب الاحتلال الإسرائيلي السابقة في قطاع غزة، إلى الإطاحة بالكثير من المسؤولين والقادة في الجيش والحكومة، بسبب إخفاقاتهم الأمنية وفشلهم في تحقيق الأهداف التي يتم الإعلان عنها مع بداية كل عدوان إسرائيلي.

ولم يختلف الأمر كثيرا في حرب الإبادة الحالية والمستمرة في قطاع غزة، والتي أطاحت بمسؤولين إسرائيليين، وأبرزهم وزير الجيش يوآف غالانت، بعد إقالته من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي ربما يواجه المصير ذاته، بحسب تحليلات إسرائيلية.



تحقيقات متزامنة مع تواصل الحرب
ولكن ما يميز العدوان الإسرائيلي الحالي، هو فتح جيش الاحتلال لتحقيقات داخلية بشأن الفشل الذريع في هجوم السابع من أكتوبر، تزامنا مع تواصل الحرب الدائرة في غزة، وهو أمر غير معتاد في الحروب السابقة، بحسب رئيس هيئة الأركان العامة الإسرائيلية.

فقد كان يشكل الاحتلال الإسرائيلي لجان تحقيق بعد انتهاء الحروب، وتؤدي إلى قرارات إقالة واستقالة في صفوف الجيش والأجهزة الأمنية والحكومة.

ولوّح رئيس هيئة الأركان العامة لجيش الاحتلال الجنرال هيرتسي هاليفي، بالاستقالة من منصبه في ختام التحقيقات الجارية بشأن هجوم السابع من أكتوبر، الذي نفذته كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس.



وأدى الهجوم الذي نفذته كتائب القسام على قواعد عسكرية ومستوطنات محاذية لقطاع غزة، إلى مقتل وإصابة وأسر مئات الإسرائيليين، فيما وصفه مسؤولون بأنه "فشل استخباراتي وأمني وعسكري".

تجدر الإشارة إلى أن الجيش الإسرائيلي عادة ما يفتح تحقيقات بإخفاقاته، بعد أن تضع الحروب أوزارها، وليس في أثناء اندلاعها. وفي آذار/ مارس الماضي، أعلن هاليفي فتح الجيش الإسرائيلي تحقيقا في إخفاقات التصدي لهجوم 7 أكتوبر.

وكان العديد من القادة العسكريين والأمنيين والسياسيين الإسرائيليين، أعلنوا في الأشهر الماضية أنهم يتحملون مسؤولية شخصية عن إخفاق 7 أكتوبر.

وحتى الآن، يرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحمل أي مسؤولية شخصية عن هذا الإخفاق.

وتعود "عربي21" إلى سنوات مضت، لاستعراض ظروف الإطاحة بثلاثة مسؤولين إسرائيليين كبار في الحروب السابقة، وهم رئيس وزراء، ووزيرين للجيش الإسرائيلي.

إيهود أولمرت
استقال من رئاسة الحكومة عام 2009، وذلك بعد انتخاب تسيفي ليفني رئيسة لحزب "كاديما"، وقد تدنت شعبيته كثيرا بعد الإخفاق في حرب لبنان 2006، وحرب غزة نهاية عام 2008 وبداية عام 2009، وأيضا بدأ التحقيق معه بقضايا فساد أثناء عمله السياسي.

وجاء تعيين أولمرت في رئاسة الحكومة الإسرائيلية بالوكالة بتاريخ 4 كانون الثاني/ يناير لعام 2006، وذلك بعد إصابة أرئيل شارون بجلطة دماغية، وخلال فترة رئاسته للحكومة شهدت بعض الاضطرابات والحروب.

وحينما شنت حكومة الاحتلال حربها على غزة في 27 كانون الأول/ ديسمبر 2008، أعلنت أن العملية قد تستغرق وقتا، ولن تتوقف حتى تحقق أهدافها بإنهاء إطلاق الصواريخ من غزة على مستوطنة الغلاف.



ولكن أولمرت أعلن بتاريخ 18 كانون الأول/ يناير 2009، عن إيقاف إطلاق النار من جانب واحد دون الانسحاب من غزة، تلاه في اليوم التالي إعلان الفصائل الفلسطينية هدنة لمدة أسبوع، كمهلة لانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، ولم يكن هناك أي إطلاق للنار من الجانبين حتى 27 يناير.

وانتهت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ولم تتوقف صواريخ المقاومة في حينه، بل لجأ الاحتلال إلى تشديد الحصار المفروض على القطاع.

إيهود باراك
عقب الحرب الإسرائيلية التي شنها الاحتلال في قطاع غزة نهاية عام 2012 واستمرت ثمانية أيام فقط، قرر باراك التنحي بشكل مفاجئ عن وزارة الجيش في بداية عام 2013.

وقال باراك في حينها: "قررت أن أترك الحياة السياسية وألا أخوض انتخابات الكنيست القادمة.. سأنهي عملي كوزير للدفاع فور تشكيل الحكومة القادمة.. في غضون نحو ثلاثة أشهر".

وتضمنت الحرب الإسرائيلية التي بدأت بتاريخ 14 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012، استهداف كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس تل أبيب لأول مرة، برشقات صاروخية، ردا على اغتيال قائدها أحمد الجعبري.

واستشهد في هذا العدوان نحو 180 فلسطينيا، بينهم 42 طفلا و11 امرأة، وجرح نحو 1300 آخرين، في حين قتل 20 إسرائيليًا وأصيب 625 آخرون، معظمهم بـ"الهلع"، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.



وفي 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012 تم وقف إطلاق النار وإعلان اتفاق تهدئة، عقب إطلاق أكثر من 1500 صاروخ، بعضها تجاوز مداه 80 كيلومترا، وبعضها وصل لأول مرة إلى تل أبيب والقدس المحتلة.

موشيه يعلون
جرى تعيين يعلون في 17 مارس 2013 وزيرا للحرب، ضمن تركيب الحكومة الإسرائيلية عقب انتخابات الكنيست، خلفا للوزير ورئيس هيئة الأركان العامة السابق، إيهود باراك، وفي 20 مايو 2016 قدمَ يعلون استقالته من منصب وزير الجيش الإسرائيلي.

وقال يعلون إنه "فقد الثقة في رئيس الوزراء، وإنه يريد أن يأخذ إجازة من الحياة السياسية"، وذلك بعد تقارير تحدثت عن خلافات بينه وبين رئيس الحكومة آنذاك بنيامين نتنياهو.

وجاءت الاستقالة بعد عامين من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2014، والتي استمرت 51 يوما، ونفذت خلالها المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها كتائب القسام عمليات تسلل داخل مستوطنات ومواقع الاحتلال في غلاف غزة عبر الأنفاق المحفورة تحت الأرض، والاقتحام من جهة البحر.

وهزت هذه العمليات غير المسبوقة أركان الاحتلال، ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى تشكيل 12 لجنة تحقيق رسمية داخلية، كل منها متخصصة في قطاع من أجل استخلاص العبر من إخفاقات الحرب على غزة، إضافة إلى لجان أخرى فرعية.

وطالبت رئاسة أركان الاحتلال طواقم التحقيق بإنهاء عملهم في غضون ثلاثة أشهر فقط، وعرض استنتاجاتهم، وتم تعيين رئيس لكل لجنة برتبة لواء.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية حروب الاحتلال غزة الفشل غزة فشل الاحتلال حروب طوفان الاقصي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحرب الإسرائیلیة الجیش الإسرائیلی قطاع غزة فی قطاع

إقرأ أيضاً:

طولكرم - الجيش الإسرائيلي يستقدم مدرعات

 استقدمت قوات الجيش الإسرائيلي، مساء اليوم الأربعاء، 5 مارس 2025 ، مدرعات من حواجزها العسكرية المقامة على مداخل مدينة طولكرم.

وأفادت وكالة الأنباء الرسمية أن مدرعتين من نوع "ايتان"، اقتحمتا بلدة عنبتا قبيل موعد الافطار، من حاجز عناب العسكري شرق المحافظة، وتجولتا على طول شارعها الرئيسي، وسط اعتراض حركة المركبات والمواطنين وتعريض حياتهم للخطر.

وأضافت أن مدرعتين أخريين اقتحمتا المدينة من حاجز جبارة العسكري جنوبا، وسارتا باتجاه مفرق الشوبكي عند مدخل المدينة الجنوبي، وتوجهتا باتجاه قرية شوفة.

جاء ذلك تزامنا مع دفع الاحتلال بتعزيزات عسكرية من الآليات وفرق المشاة باتجاه مدينة طولكرم ومخيميها، طولكرم ونور شمس، في ظل العدوان المتواصل لليوم الـ38 تواليا، وسط دمار شامل للبنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة من منازل ومنشآت ومحال تجارية.

وأفاد شهود عيان أن دوريات الاحتلال الراجلة انتشرت في أحياء مخيم طولكرم وتمركزت في حارة المطار، حيث داهمت عددا من المنازل، وأبلغت ثلاث عائلات على إخلاء منازلهم بذريعة أنها مقابلة للثكنة العسكرية التي تتخذها في الحي المذكور، وأمهلتهم حتى الساعة 10 ليلا للمغادرة.

كما هدمت جرافات الاحتلال اليوم منازل في حارة الحمام في المخيم، وسوتها بالأرض.

وكانت قوات الاحتلال أخطرت اليوم بهدم 17 منزلا اضافيا في حارة المنشية في مخيم نور شمس، بذريعة شق طريق جديد، استكمالا لمخطط هدم 11 منزلا الذي نفذته قبل أيام في المخيم، يمتد من حارة ساحة المخيم وحتى حارة المنشية.

وحملت فصائل العمل الوطني واللجان الشعبية في المخيمات المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان ووكالة الغوث الدولية المسؤولية القانونية والأخلاقية والإنسانية، من ارتكاب قوات الاحتلال الاسرائيلي مجازر وجرائم وهدم وتفجير وحرق البيوت، وتدمير البنية التحتية، والتهجير الممنهج واستمرار حالة النزوح الاجباري وإفراغ المخيمات، وطرد واقتلاع شعبنا من أرضه ومواصلة العدوان الاسرائيلي وتنفيذ مخططاته بالعمل على تغيير معالم المخيم وإعادة الهيكلية الهندسية والجغرافية والديمغرافية.

وطالبت الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، ووكالة الغوث الدولية، كونها المظلة القانونية والإنسانية للاجئين، أن تباشر بتوفير الحماية الدولية لشعبنا والعمل الفوري على وقف العدوان والاجتياحات المتكررة، والمتواصلة على مخيمات اللاجئين والتحرك الفوري لعودة سكان المخيمات إلى بيوتهم، مع إعادة الإعمار والإيواء والإغاثة العاجلة وصولا إلى تطبيق القرار الأممي 194 وعودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها إبان النكبة ، وإقامة الدولة وعاصمتها القدس .

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الأحمد : نرفض مشاريع التهجير أحدث إحصائية لأعداد شهداء غزة حزب الشعب: قرارات القمة العربية ضرورية لمواجهة مخطط التهجير الأكثر قراءة محدث: تسليم 4 جثامين أسرى إسرائيليين والإفراج عن أسرى فلسطينيين قوات من الجيش الإسرائيلي توغلت أمس برا جنوبي سوريا مصر ترفض مقترحات إدارة غزة البرغوثي يعلق على فيديو ترامب بشأن غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • الجيش اللبناني: الاحتلال الإسرائيلي يواصل اعتداءاته على سيادة لبنان برا وبحرا وجوا
  • رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يعلن الاستعداد لاستئناف العدوان على غزة
  • رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد: نستعد للعودة إلى الحرب في غزة
  • إعلام إسرائيلي عن رئيس الأركان الجديد: 2025 عام الحرب
  • رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد يقرر إنشاء لواء دبابات وآخر مشاة
  • طولكرم - الجيش الإسرائيلي يستقدم مدرعات
  • تساؤل إسرائيلي: كيف ضربنا رأس الأفعى بطهران وفشلنا مع حماس في غزة؟
  • رئيس أركان الاحتلال الإسرائيلي الجديد يتسلم مهامه.. ويهدد حماس
  • كاتب إسرائيلي يحذر من العودة إلى جنوب لبنان خشية استنزاف الجيش وقتل جنوده
  • عاجل | القناة 12 الإسرائيلية: القيادة الجنوبية في الجيش أصدرت تعليمات للجنود بالاستعداد لاحتمال استئناف الحرب