أحمد الأشعل يكتب: عيد الاتحاد الإماراتي.. علاقة تاريخية وأبدية مع مصر لا تنكسر
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
يعد الثاني من ديسمبر من كل عام مناسبة استثنائية لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تحتفل بذكرى اتحاد الإمارات السبع تحت راية واحدة، في حدث تاريخي جليل لا يزال يرسخ في ذاكرة الإماراتيين والعرب جميعًا. في هذا اليوم، يستذكر الإماراتيون بكل فخر وإعزاز بداية مسيرتهم التي انطلقت على يد القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي كانت رؤيته الحكيمة وحكمته الثاقبة أساسًا لبناء دولة اتحادية قوية ونهضة حديثة، قادرة على التنافس على مستوى العالم في شتى المجالات.
لكن الاحتفال بعيد الاتحاد لا يتوقف عند هذه اللحظة التاريخية فحسب، بل هو احتفاء أيضًا بالقيم والمبادئ التي زرعها الشيخ زايد في شعبه وفي علاقاته مع العالم، وبخاصة مع مصر، تلك العلاقة الاستثنائية التي أسس لها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وعززها من بعده أبناء الإمارات المخلصين، وعلى رأسهم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي لا يكتفي بالحفاظ على إرث والده المؤسس بل يعمل على تطويره وتعزيزه، مما جعل العلاقة بين مصر والإمارات واحدة من أعمق وأقوى العلاقات بين بلدين في المنطقة.
لطالما كانت مصر بالنسبة للشيخ زايد ليست فقط شريكًا سياسيًا واقتصاديًا، بل كانت تمثل جزءًا أساسيًا من روحه وفكره. فقد كان يؤمن بأن مصر هي قلب الأمة العربية وروحها النابضة، وأن استقرارها هو استقرار للعالم العربي بأسره. هذه النظرة العميقة كانت تترجم إلى مواقف عديدة تثبت عمق العلاقة بين البلدين. ولعل أبرز هذه المواقف كان في عام 1973، حينما اندلعت حرب أكتوبر، حيث كان الشيخ زايد في مقدمة المساندين لمصر. لم يكن الدعم الإماراتي لمصر مقتصرًا على الكلمات، بل كان يتجسد في أفعال ملموسة؛ فحين قرر الشيخ زايد قطع النفط عن الدول التي تدعم إسرائيل، كان ذلك رسالة قوية من الشيخ زايد لكل العالم بأن النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي.
لم يكن الدعم الذي قدمه الشيخ زايد لمصر خلال حرب أكتوبر فقط، بل امتد إلى العديد من المجالات الأخرى. فقد كان حريصًا على تعزيز التعاون الاقتصادي مع مصر، واستثمار الأموال الإماراتية في مشروعات تنموية ضخمة كان لها أثر كبير على استقرار الاقتصاد المصري. وكان يرى أن استقرار مصر يعني استقرار الأمة العربية بأسرها، ولذلك سعى دائمًا لدعم مصر في جميع الأوقات الصعبة.
وعندما نذكر الشيخ زايد لا يمكن أن نغفل عن وصيته لأبنائه وشعبه بحب مصر ودعمها المستمر. كانت هذه الوصية إرثًا يحملها أبناء الإمارات من بعده، حيث استمرت هذه المبادئ في نهج الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي تولى القيادة بعده. وقد تمكن الشيخ محمد بن زايد من تعزيز هذه العلاقة بشكل أكبر، حيث لم يقتصر دعم الإمارات لمصر على الجانب الاقتصادي فحسب، بل امتد ليشمل الدعم السياسي والعسكري.
الشيخ محمد بن زايد، الذي يحمل على عاتقه إرث والده المؤسس، لم يقتصر على تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والإمارات فقط، بل عمل على جعلها علاقة استراتيجية عميقة تستند إلى الشراكة والتعاون في مختلف المجالات. لقد أثبت الشيخ محمد بن زايد أن العلاقات بين مصر والإمارات ليست مجرد علاقات سياسية أو اقتصادية، بل هي علاقة أخوية حقيقية قائمة على أسس من المحبة والاحترام المتبادل. من خلال دعمه الثابت لمصر، كان الشيخ محمد بن زايد يبعث برسالة قوية مفادها أن الإمارات ستظل دائمًا إلى جانب مصر في جميع الأوقات، سواء كانت الأوقات عادية أو صعبة.
اليوم، ومع حلول عيد الاتحاد الإماراتي، نجد أنفسنا ونحن نحتفل ليس فقط بإنجازات دولة الإمارات التي تحققت بفضل رؤية قيادتها الحكيمة ولكن أيضًا بعلاقة تاريخية وأبدية مع مصر. نحن في مصر نعتبر الإمارات ليس فقط دولة شقيقة بل هي رمز للأخوة والصداقة الحقيقية. ومن خلال هذا الاحتفال العظيم، نتذكر أن مصر والإمارات قد واجهتا تحديات كبيرة معًا وأن هذه التحديات لم تزد إلا من قوة العلاقة بيننا.
وفي هذا اليوم العظيم، يوم عيد الاتحاد الإماراتي، نتذكر بكل فخر واعتزاز الإرث الذي خلفه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في علاقات الإمارات مع مصر، والذي استمر وبُني عليه من خلال القيادة الحكيمة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان. العلاقة بين مصر والإمارات ليست مجرد علاقة بين دولتين، بل هي علاقة أخوية راسخة، أُسست على مبادئ من الحب والتقدير والاحترام المتبادل. ونحن في مصر، نفخر بهذه الروابط التاريخية التي تعززها مواقف الدعم والتعاون المستمر، ونعلم أن هذه العلاقة هي جزء أساسي من استقرار وازدهار الأمة العربية. اليوم، ونحن نحتفل بعيد الاتحاد، نجدد العهد بأن تبقى مصر والإمارات يدًا واحدة، تبنيان معًا مستقبلاً أفضل لشعوبنا وللعالم العربي. وكل عام والإمارات تزداد قوة وعطاء، ودمتم لنا خير شقيق وخير صديق، منبعًا للأمل والتضامن.
كل عام والإمارات بخير، وكل عام ومصر والإمارات يدًا واحدة نحو مزيد من التقدم والازدهار.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الشيخ زايد الإمارات أحمد الأشعل المزيد المزيد الشیخ محمد بن زاید بین مصر والإمارات العلاقة بین الشیخ زاید علاقة بین آل نهیان مع مصر
إقرأ أيضاً:
بطولة خالد بن محمد بن زايد للجوجيتسو.. تجربة فريدة في صالة النصر
أبوظبي (الاتحاد)
تنطلق يومي السبت والأحد المقبلين، الجولة الثانية من بطولة خالد بن محمد بن زايد للجوجيتسو المخصّصة لمنافسات «من دون البدلة»، في نادي النصر بمشاركة واسعة من اللاعبين من مختلف أندية وأكاديميات الدولة.
وتشهد الجولة منافسة قوية تجمع فئات الأشبال والناشئين والكبار والأساتذة، بدءاً من عمر 10 سنوات فما فوق، في أجواء فريدة تعكس قوة البطولة وقدرتها على استقطاب المواهب وأصحاب الخبرة على حدٍ سواء وتقديم تجربة احترافية مميزة.
ويؤكد محمد سالم الظاهري، نائب رئيس اتحاد الجوجيتسو أن البطولة في نسختها الثانية تشكّل نموذجاً رائداً في تطوير المواهب على المستويات الفنية والبدنية والذهنية وصناعة الأبطال للمستقبل، مشيراً إلى أن منافسات «من دون البدلة» تتيح للاعبين تجربة خططٍ وأساليب مبتكرة، ما يعزّز من إمكاناتهم على التكيّف مع تحديات النزال المختلفة.
ويقول الظاهري: «يعكس الإقبال الكبير على المشاركة في منافسات» من دون البدلة «التطور المستدام للرياضة، والاهتمام المتزايد بها على مختلف المستويات. ولفت إلى أنّ مشاركة الفئات العمرية الصغيرة، أصبحت تمثّل إحدى ركائز البطولة، ما يعكس نجاح استراتيجية الاتحاد في الكشف عن أجيال جديدة من المواهب والأبطال».
ويضيف: «تستقطب البطولة اللاعبين وعائلاتهم في أجواء مثالية مميزة تعزّز التلاحم المجتمعي، وتعكس القيم النبيلة التي تقوم عليها رياضة الجوجيتسو، مثل الاحترام والولاء والعمل الجماعي. كما تسهم في نشر الوعي بأهمية الرياضة كنمط حياة صحي ما يرسّخ مكانتها كأحد أبرز الفعاليات الرياضية والاجتماعية في الدولة».
وتُعد بطولة خالد بن محمد بن زايد للجوجيتسو واحدة من أهم البطولات المحلية، حيث تعتمد نظام تصنيف متكامل يعزّز روح التنافسية بين الأندية والأكاديميات المشاركة، ويسهم في رفع مستوى الأداء العام للرياضيين.