من هو كاش باتل مرشح ترامب لمكتب التحقيقات الفيدرالية؟
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
في تطور سياسي لافت، أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، ترشيح كاش باتيل، المسؤول الأمني السابق في إدارة ترامب، لتولي منصب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي «FBI»، ويعكس الترشيح تحولًا مثيرًا في إدارة ترامب، وقد يفتح الباب أمام صراع محتدم في الكونجرس على التعيينات في الحكومة الفيدرالية.
تهديد بإقالة كريستوفر رايويشير إعلان ترامب بشأن ترشيح «باتيل» إلى توجهه نحو إقالة كريستوفر راي من منصب مدير الـFBI، الذي تم تعيينه خلال ولايته الأولي عام 2017، حيث واجه توترات مع ترامب بسبب ما اعتبره «غير متعاون» في قضايا التحقيقات المتعلقة بحملته الانتخابية، فضلا عن قضايا أخرى تتعلق بالأمن القومي، وفقًا لشبكة «CNN» الأمريكية.
وفي هذا السياق، يبدو أن ترشيح «باتيل» ليس مجرد اختيار لتولي منصب رفيع، بل رسالة سياسية قوية من ترامب تجاه تلك المؤسسات التي يراها جزءًا من «الدولة العميقة» التي تعمل ضد مصالحه.
من هو باتيل؟كان «باتيل» يتولى منصب نائب مساعد الرئيس للأمن القومي، ويعرف بدعمه للسياسات المثيرة للجدل، منها محاولات الحد من سلطة أجهزة الاستخبارات الفيدرالية وتطوير استراتيجية متشددة ضد ما يسميه «الدولة العميقة» و«الأعداء السياسيين»، لذلك يشير ترشيحه إلى التغيير في كيفية إدارة القضايا الأمنية والتحقيقات الفيدرالية، بما يتماشى مع رؤية ترامب السياسية.
لا يمتلك باتيل الخلفية التقليدية التي يتطلبها هذا المنصب الرفيع، بدأ مسيرته المهنية كمدعي عام في ولاية فلوريدا، حيث قال زملاؤه عنه في تلك الفترة بأنه كان يؤدي بأداء متوسط مع عدم القدرة على اتخاذ قرارات صعبة، وفقًا لصحيفة «نيويورك تايمز».
عمل لاحقًا في وزارة العدل الأمريكية، حيث أسهم في التحقيقات المتعلقة بالإرهاب، منها ملف الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي عام 2012، ومع ذلك كان دوره في تلك القضية هامشيًا.
ومع تعيينه في مجلس الأمن القومي في إدارة ترامب السابقة، أصبح «باتيل» شخصية بارزة في الدائرة الداخلية للرئيس، خصوصًا في الدفاع عن مواقف ترامب ضد الوكالات الفيدرالية، وأصبح معروفًا بتقديمه دعمًا لسياسات مثيرة للجدل وانتقاده الشديد لمؤسسات مثل الـFBI، حيث دعا في أكثر من مناسبة إلى تطهير المكتب من العناصر التي لا تدعم أجندة ترامب.
التحديات والانتقاداتيواجه «باتيل» العديد من الانتقادات رغم دعم ترامب الكبير له، خاصةً من داخل الحزب الجمهوري، حيث يعتبر بعض المراقبين السياسيين أنّه لا يمتلك المؤهلات اللازمة لتولي المنصب، وفقًا لتجربته المحدودة في مجال إنفاذ القانون والأمن القومي.
ورغم أنّ ترامب وصفه بأنه «محامي ومحقق لامع»، إلا أن سجله المهني لا يتناسب مع المعايير التقليدية، لذلك من المؤكد أن «باتيل» سيواجه صعوبة في الحصول على تأكيد الكونجرس لهذا المنصب، حيث يتسم بتحديات كبيرة نظرًا لسمعته المثيرة للجدل ورفضه المعلن للعديد من الأسس القانونية والمؤسساتية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: ترامب كاش باتيل مكتب التحقيقات الفيدرالي الكونجرس
إقرأ أيضاً:
إدارة ترامب وقضايا المنطقة
مع دخول العام الجديد اليوم ٢٠٢٥ ومع المتغيرات السياسية التي شهدتها المنطقة العربية خلال العام المنصرم، يترقب العالم العشرين من يناير الحالي، حيث يدخل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب البيت الأبيض مجددا بعد فوزه الكاسح في الانتخابات الأمريكية خلال شهر نوفمبر الماضي ضد المرشحة الديمقراطية كاملا هاريس والتي تشغل منصب نائب الرئيس الحالي جو بايدن.
الفترة القادمة للرئيس الأمريكي المنتخب ترامب سوف تكون حاسمة في ظل تلك المتغيرات التي تمت الإشارة إليها حيث إن المنطقة العربية والعالم شهد اندلاع حرب عدوانية شنها الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وعموم فلسطين وأيضا على لبنان واليمن، ودخلت المنطقة أجواء التوتر وعدم الاستقرار، كما شهدت سوريا زلزالا سياسيا في الثامن من ديسمبر الماضي، انتهى بسقوط دراماتيكي لنظام بشار الأسد ودخول قوات المعارضة إلى العاصمة دمشق. كما أن الأوضاع في البحر الأحمر متوترة من خلال المواجهات العسكرية الجوية والبحرية بين جماعة أنصار الله في اليمن والكيان الإسرائيلي وأيضا ضد البحرية الأمريكية، وأصبحت الملاحة في البحر الأحمر صعبة ومعقدة وارتفعت أسعار الشحن إلى أرقام قياسية. وعلى ضوء ذلك يأتي الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب إلى المشهد السياسي والمنطقة ملتهبة علاوة على تواصل الحرب الروسية الأوكرانية كما أن التوتر بين إيران والكيان الإسرائيلي متواصل بعد الضربات الصاروخية المتبادلة. ومن هنا فإن ترقب العالم لسياسة ترامب سوف تكون مهمة من خلال السياسة الخارجية الأمريكية الجديدة، وتحديدا فيما يخص القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وهي قضية العرب المركزية، وفي ظل العدوان الصهيوني الغاشم المتواصل ضد الشعب الفلسطيني والذي يدخل عامه الثاني، حيث اعتبرت محكمة الجنايات الدولية ذلك العدوان الإسرائيلي الغاشم بمثابة إبادة جماعية ترتكب يوميا بحق المدنيين وتم إصدار مذكرة اعتقال بحق احد اكبر مجرمي العصر الحديث نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق، ولا شك أن الإجراء القانوني لمحكمة الجنايات الدولية يعد وصمة عار على الكيان الصهيوني وقادته في التاريخ.
الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب الذي يستعد للدخول إلى البيت الأبيض مجددا لفترة أربع سنوات أمامه فرصة تاريخية لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة والعالم وتنفيذ برنامجه الانتخابي الذي يتحدث عن وقف الحروب والصراعات في الشرق الأوسط وأيضا على صعيد الحرب الروسية الأوكرانية والتركيز على الاقتصاد العالمي وتبادل المصالح المشتركة بين الدول والشعوب. كما أن الولايات المتحدة الأمريكية تشهد متغيرات اجتماعية وسلوكية خاصة بين طلاب الجامعات الأمريكية، والذين أدانوا السلوك العدواني الهمجي الإسرائيلي ضد المدنيين في قطاع غزة، حيث لعب الإعلام الرقمي وشبكات التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية دورا محوريا في فضح العدوان الإسرائيلي الغاشم في العالم وأصبح الكيان الإسرائيلي منبوذا في كل المحافل الإقليمية والدولية حتى في الغرب، وتمت إدانة همجية الكيان المحتل من قبل منظمات حقوق الإنسان العالمية، وتم توثيق جريمة الكيان الصهيوني بشكل موثق، ومن هنا جاءت الإدانة الواضحة من قبل أهم محاكم العالم وهي محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية.
الإدارة الأمريكية الجديدة أمامها مسؤولية أخلاقية وقانونية ومسار سياسي مهم بعد الإخفاق الكبير لإدارة بايدن التي كانت جزءا من المشكلة وانحازت بشكل سافر إلى الكيان الإسرائيلي، وهي شريك أصيل في العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني من خلال الكم الكبير من الأسلحة والقنابل المدمرة التي استخدمها الكيان الإسرائيلي ضد الأطفال والنساء وتدمير البنية الأساسية في قطاع غزة. كما أن سياسة بايدن كانت سلبية وتماشت مع حكومة نتنياهو المتطرفة، وفقدت الولايات المتحدة الأمريكية مصداقيتها أمام المجتمع الدولي وحتى أمام مواطنيها، حيث شهد عدد من الولايات الأمريكية مظاهرات حاشدة خاصة بين طلاب الجامعات الأمريكية.
إن المشهد السياسي خلال العام الجديد ٢٠٢٥ سوف يكون حاسما من خلال الرؤية السياسية للإدارة الأمريكية الجديدة التي يستعد الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب القيام بها، ليس فقط على صعيد المنطقة العربية ولكن على صعيد العالم، حيث تنتظر ترامب تحديات داخلية وخارجية، حيث قضايا الهجرة والاقتصاد الأمريكي وصعود الأقليات يعد من القضايا الأساسية كما أن القضايا الخارجية سوف تكون المواجهة الاستراتيجية مع عملاق آسيا الصين، وهي من أهم المواجهات على الصعيد التجاري والاستراتيجي، حيث التوتر في بحر الصين الجنوبي. كما أن موضوع كوريا الشمالية وموضوع الحرب الروسية الأوكرانية والعلاقات مع دول أمريكا اللاتينية تعد على جانب كبير من الأهمية، كما أن قضايا التسلح والصواريخ النووية مع روسيا الاتحادية سوف تكون من أبرز القضايا والملفات أمام الرئيس الأمريكي الجديد.
العالم يترقب مع أول أيام العام الميلادي الجديد أن يسود السلام والاستقرار العالم وان تنتهي الحروب والصراعات التي أنهكت شعوب العالم وأحدثت تدميرا لمقدرات الشعوب وأحلام الأجيال، ومن هنا تأتي الفرصة الذهبية للرئيس المنتخب ترامب لإيجاد آليات جديدة تنتهي بحلول سياسية تتماشى ووعوده الانتخابية خاصة وأن الأربع سنوات القادمة ستكون حاسمة أمام إدارة ترامب الجديدة.
إن لب الصراع المزمن في المنطقة هو وجود الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، وبدون إيجاد دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية وانسحاب الكيان الإسرائيلي من الجولان السوري المحتل ومن الأراضي اللبنانية المحتلة يصعب الحديث عن السلام والاستقرار في المنطقة العربية، في ظل السياسة العدوانية للكيان الإسرائيلي الغاصب وعدوانه المتواصل على الشعب الفلسطيني على مدى ٧٥ عاما. كما أن الكيان الإسرائيلي لن ينعم بالسلام والاستقرار وحتى التطبيع مع بعض دول المنطقة لن يجعله آمنا بل إن أجيال المقاومة الفلسطينية سوف تتواصل ولن يتوقف النضال والكفاح لتحرير الأرض وليس أمام الاحتلال الإسرائيلي إلا الإذعان لقرارات الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة والمبادرة العربية للسلام، وبدون ذلك فإن الكيان الإسرائيلي سوف يتعرض لمزيد من المقاومة خلال هذا الجيل والأجيال القادمة، حيث إن مقاومة المحتل الإسرائيلي هي مسألة مشروعة تقرها القوانين الدولية.
إن الأمل كبير في أن يشهد العام الجديد مسارا إيجابيا لتحقيق السلام والاستقرار وإيجاد التعاون المشترك والبعد عن الحروب والصراعات التي كان لها تأثير سلبي علي العلاقات الدولية ولعل القاسم الأساسي في اندلاع تلك الحروب هو سياسة الفصل العنصري والتطرف الصهيوني الذي شاهده العالم من خلال حكومة نتنياهو المتطرفة التي أدخلت العالم إلى مشارف حرب عالمية محتملة خاصة بعد المواجهة العسكرية بين إيران والكيان الصهيوني. وعلى ضوء ذلك هناك فرصة كبيرة لإدارة ترامب القادمة في معالجة تلك الصراعات من خلال الدبلوماسية والحوار بعيدا عن القوة والتوتر.