تُحيي هيئة كبار العلماء ذكرى الشيخ أبو شوشة، ففي مثلِ هذا اليوم الأول من ديسمبر سنة 1878م، الموافق للسادس من ذي الحجة سنة 1295هـ، وُلد العالم الجليل الشيخ محمد السيد أبو شوشة في قرية "زاوية مبارك" التابعة لمركز كوم حمادة في محافظة البحيرة. 

وعلى الرغم من نشأته البسيطة في ريف مصر، إلا أن الشيخ أبو شوشة استطاع أن يصبح من أعلام الأزهر الشريف، ويُخلّد اسمه في تاريخ الفقه المالكي والتعليم الديني في مصر.

لقد كانت رحلة علمية حافلة بالعطاء، إذ وهب حياته للعلم والتعليم، تاركًا بصمات واضحة في مجال الفقه والشريعة.

التحصيل العلمي والتدريس في الأزهر


منذ نعومة أظفاره، بدأ الشيخ محمد السيد أبو شوشة رحلة العلم بحفظ القرآن الكريم، لينطلق بعدها في تحصيل العلوم الشرعية في الأزهر الشريف، أكبر صرح علمي في العالم الإسلامي. حصل على شهادة "العالمية" من الدرجة الثالثة في سنة 1326هـ/1908م، ليبدأ مسيرته التدريسية في الأزهر الشريف بعد عامٍ من حصوله على الشهادة.

تدرج الشيخ في العمل الأكاديمي حتى انتقل إلى معهد طنطا في عام 1922م، ثم إلى معهد الإسكندرية بعدها. لم يمض وقت طويل حتى كان له دور بارز في تطوير التعليم الأزهرى، حيث صدرت قرارات بنقله إلى القسم العالي بالأزهر الشريف في عام 1923م، ليواصل مسيرته التعليمية على أعلى المستويات.

تعيينه في المناصب العلمية الرفيعة


في عام 1931م، وقع الاختيار على الشيخ محمد السيد أبو شوشة للتدريس بكلية الشريعة، وهو منصب علمي رفيع يعكس ثقة العلماء في مكانته العلمية. وفي سنة 1939م، تم تعيينه عضوًا في هيئة كبار العلماء بالأمر الملكي رقم (16)، وهو ما يعدّ تكريمًا كبيرًا له ولإسهاماته العلمية. كما أُسند إليه في سنة 1944م منصب عضو في مجلس الأزهر الأعلى بموجب الأمر الملكي رقم (35)، وهو ما يعكس الدور البارز الذي لعبه في التأثير على التعليم الديني في مصر.

أثره العلمي وتلاميذه


كان الشيخ محمد السيد أبو شوشة من العلماء الذين أفنوا حياتهم في تدريس العلم ونشره. فقد تتلمذ على يديه العديد من العلماء الكبار، وكان من أبرز تلامذته العلَّامة الأصولي الشيخ محمد أبو النور زهير، الذي أصبح له شأن كبير في مجال الأصول والفروع.

كما ترك الشيخ أبو شوشة العديد من المؤلفات القيمة التي كان لها أثر في تطوير الفكر الفقهي المالكي في مصر. من أبرز أعماله "رسالة في الإجماع" التي تعكس إلمامه العميق بأصول الفقه وقواعده، وتعبر عن فقهه الدقيق في موضوعات الإجماع، وهو مجال من أهم مجالات الفقه الذي يبرز دور الاجتهاد الجماعي في إقرار الأحكام الشرعية.

توفي الشيخ محمد السيد أبو شوشة


بعد حياة حافلة بالعطاء العلمي والإداري في الأزهر الشريف، توفي الشيخ محمد السيد أبو شوشة في العاشر من شهر صفر سنة 1374هـ، الموافق السابع من أكتوبر سنة 1954م. رحل عن عالمنا الجليل وهو في أوج عطائه العلمي والتعليمي، تاركًا خلفه إرثًا من العلم والمعرفة لا يُقدّر بثمن.


إن حياة الشيخ محمد السيد أبو شوشة تمثل نموذجًا رائعًا للعلماء الذين كرسوا حياتهم لخدمة العلم والتعليم، ولعبوا دورًا محوريًا في نشر الوعي الديني والفكري في مجتمعاتهم. كانت سنواته في الأزهر الشريف شاهدًا على تفانيه في خدمة العلم، حيث نذر نفسه للتدريس والفتوى في مجالات الفقه المالكي، ليصبح واحدًا من أعلام الفكر الإسلامي في عصره.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أبو شوشة الشيخ الأزهر الأزهر الشريف فی الأزهر الشریف

إقرأ أيضاً:

السوداني: الأمن الوطني القى القبض على قتلة السيد محمد باقر الصدر

بغداد اليوم -  


مقالات مشابهة

  • المستشار محمد شيرين فهمي: "أصول الفقه" لصوفي أبو طالب لا يزال مرجعا يهتدى إليه الجميع
  • أزهر الشرقية: تنمية وصقل مهارات المعلمين لإعداد جيد لمعلمي الأزهر الشريف
  • عبر بوابة الأزهر الشريف.. رابط نتيجة الشهادة الإعدادية 2025 الترم الأول برقم الجلوس
  • رئيس البرلمان العربي: الذكاء الاصطناعي بات خياراً حتمياً وأحد أهم أدوات التغيير
  • المالكي يشكر الأمن الوطني لاعتقالهم قتلة السيد محمد باقر الصدر
  • عبر بوابة الأزهر الشريف.. لينك نتيجة الشهادة الإعدادية الأزهرية برقم الجلوس
  • تحرك برلماني عاجل بشأن تعريب العلوم الطبية في الأزهر الشريف -تفاصيل
  • «الشيخ محمد المراغي في مرآة صحيفة الأهرام» ندوة بمعرض الكتاب
  • السوداني: الأمن الوطني القى القبض على قتلة السيد محمد باقر الصدر
  • سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ونائباه سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة يبعثون برقية تهنئة إلى رئيس الجمهورية العر