من تاجر مخدرات صغير إلى أحد أغنى المجرمين وأكثرهم إثارة للجدل في العالم.. بابلو إسكوبار، الاسم الذي يثير الرعب والدهشة حتى اليوم. في ذكرى ميلاده ووفاته، تتجدد الحكايات عن إمبراطورية «كارتل ميديلين»، ومليارات الدولارات المفقودة، جرائم لا حصر لها، وأسرار حديقة حيوانات مليئة بأفراس النهر.. فكيف استطاع رجل واحد أن يتحكم في عالم المخدرات، ويُعيد تشكيل ملامح كولومبيا؟ وفي ذكرى ميلاده اليوم، وذكرى رحيله غدا، نستعرض رحلة أسطورة الجريمة التي لا تزال تخفي الكثير من الأسرار.

حقائق مثيرة عن بابلو إسكوبار

بدأ بابلو إسكوبار، ابن المزارع والمعلم، حياته الإجرامية في سن المراهقة، ووفقًا لبعض التقارير، كانت أولى مخططاته غير القانونية بيع الشهادات المزورة، ثم توسع في تزوير بطاقات التقارير قبل تهريب أجهزة الاستريو وسرقة شواهد القبور من أجل إعادة بيعها، كما سرق إسكوبار السيارات، وكانت هذه الجريمة هي التي أدت إلى اعتقاله لأول مرة في عام 1974.

وبعد تلك الواقعة بفترة وجيزة أصبح مهربًا للمخدرات، وبحلول منتصف السبعينيات ساعد في تأسيس منظمة الجريمة التي تطورت إلى كارتل ميديلين. 

وبحسب الموسوعة البريطانية، فإنّ «كارتل ميديلين» هيمنت على تجارة الكوكايين، وحققت مكاسب بلغت نحو 420 مليون دولار في الأسبوع، وجعلت زعيمها واحدًا من أغنى الناس في العالم، ومع ثروة تقدر بنحو 25 مليار دولار، كان لدى «إسكوبار» الكثير من المال لإنفاقه، إذ تضمن أسلوب حياته الباذخ طائرات خاصة ومنازل فاخرة وحفلات مبالغ فيها. 

وفي أواخر الثمانينيات، ورد أنه عرض سداد ديون بلاده البالغة 10 مليارات دولار إذا أعفي من أي معاهدة تسليم، وبينما كانت عائلته هاربة في عامي 1992 و1993، ورد أنّ «إسكوبار» أحرق مليوني دولار من أجل تدفئة ابنته، ومع ذلك على الرغم من بذل قصارى جهده، لم يتمكن إسكوبار من إنفاق كل هذه الأموال، وتم تخزين الكثير منها في المستودعات والحقول، ووفقًا لشقيقه؛ كان «إسكوبار» يخسر 10% من ثروته سنويًا بسبب الفئران.

ممتلكات بابلو إسكوبار

كان «إسكوبار» يمتلك عددًا من المنازل الفخمة، لكن أبرز ممتلكاته كانت العقار الذي تبلغ مساحته 7000 فدان والمعروف باسم هاسيندا نابولي، ويقال إن تكلفته بلغت 63 مليون دولار، وكان يشمل ملعبًا لكرة القدم وتماثيل وبحيرات اصطناعية وحلبة لمصارعة الثيران وبقايا متفحمة لمجموعة من السيارات الكلاسيكية دمرتها عصابة منافسة، ومهبط طائرات وملعب تنس وحديقة حيوانات، وقد نهب السكان المحليون العقار الذي تعلوه الطائرة التي استخدمها في أول رحلة مخدرات له إلى الولايات المتحدة لاحقًا، وهو الآن من مناطق الجذب السياحي الشهيرة. 

كانت حديقة الحيوان الخاصة بـ إسكوبار موطنًا لنحو 200 حيوان، بما في ذلك الفيلة والنعام والحمار الوحشي والجمال والزرافات، وجرى تهريب العديد منهم إلى البلد على متن طائرات «إسكوبار» التي تحمل المخدرات، وبعد وفاته في عام 1993، تم نقل معظم الحيوانات إلى حدائق الحيوان، لكن تُرك 4 أفراس نهر خلفه، وسرعان ما تكاثرت وبحلول عام 2016، عاش أكثر من 40 منها في المنطقة.

أعمال بابلو إسكوبار الخيرية

ولعل «إسكوبار» كان يأمل في كسب تأييد الكولومبيين العاديين، فاشتهر بأعماله الخيرية، التي أدت إلى حصوله على لقب «روبن هود»، فقد بنى المستشفيات والملاعب والمساكن للفقراء، بل إنه رعى فرق كرة القدم المحلية، وقد تجلت شعبيته بين العديد من الكولومبيين عندما انتُخب لمقعد بديل في الكونجرس في البلاد عام 1982، لكنه اضطر بعد عامين إلى الاستقالة بعد حملة لكشف أنشطته الإجرامية، كما اغتيل وزير العدل الذي قاد هذه الجهود. 

اكتسب بابلو إسكوبار سمعة سيئة خاصة بعدما قتل نحو 4000 شخص بما في ذلك العديد من ضباط الشرطة والمسؤولين الحكوميين، وفي عام 1989، ألقي «إسكوبار» اللوم على الكارتل لتفجير قنبلة على متن طائرة كانت تقل مخبراً مزعومًا، وحينها لقي نحو 100 شخص حتفهم.

هروب ومطاردات

وفي عام 1991 عرض «إسكوبار» تسليم نفسه للسلطات، وسُمح له ببناء سجنه الخاص من قِبل المسؤولين، فبنى سجنًا فاخرًا يضم ملهى ليلي وساونا وشلال وملعب لكرة القدم، إضافة إلى هواتف وأجهزة كمبيوتر وأجهزة فاكس، لكن بعد أن عذب وقتل اثنين من أعضاء الكارتل في سجن الكاتدرائية، قرر المسؤولون نقله إلى سجن أقل تسهيلا، ولكن قبل أن يتسنى نقله، هرب إسكوبار في يوليو 1992.

وبعد هروبه، أطلقت الحكومة الكولومبية بمساعدة مسؤولين أمريكيين وتجار مخدرات منافسين عملية مطاردة ضخمة، وفي ديسمبر 1993، احتفل إسكوبار بعيد ميلاده الـ44، حيث زُعم أنه كان يستمتع بالكعك والنبيذ والماريجوانا، وفي اليوم التالي، تم اكتشاف مخبئه في ميديلين، واقتحمت القوات الكولومبية المبنى، لكن إسكوبار وحارسه الشخصي تمكنا من الوصول إلى السطح، وتبع ذلك مطاردة وتبادل لإطلاق النار، وقُتل إسكوبار برصاصة قاتلة، ومع ذلك، تكّهن البعض بأنّه انتحر.

وكان تاجر المخدرات، الذي كان يواجه احتمال تسليمه إلى الولايات المتحدة إذا ألقي القبض عليه، قد قال ذات مرة: «إنّه يفضل أن يكون لب قبر في كولومبيا على أن أكون في زنزانة سجن في الولايات المتحدة».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: بابلو إسكوبار بابلو إسکوبار فی عام

إقرأ أيضاً:

الساعة الأكثر دقة في العالم مقابل 3,3 مليون دولار

طرحت اليابان، اليوم الأربعاء، الساعة الأكثر دقة في العالم للبيع مقابل 3,3 مليون دولار، وهي قطعة تشبه ثلاجة عريضة قصيرة.
وقالت شركة «شيمادزو كورب» المصنعة للساعة ومقرها مدينة «كيوتو» اليابانية، إن «ساعة إيثر كلوك او سي 020» دقيقة للغاية، لدرجة أن انحرافها بمقدار ثانية واحدة قد يستغرق عشرة مليارات سنة.
وأشارت الشركة المنتجة للمعدات الدقيقة في بيان إلى أن هذه الساعة المعروفة باسم «ساعة شبكة السترونتيوم البصرية»، أكثر دقة بمقدار 100 مرة من ساعات السيزيوم الذرية، وهي المعيار الحالي لتحديد الثواني.
وتُعتبر هذه الآلة البالغ طولها حوالي متر، صغيرة بالنسبة لنوعها، إذ يتجاوز حجمها 250 لتراً. ويمكن استخدامها أيضاً في العمل الميداني البحثي.
وتهدف شركة «شيمادزو» إلى بيع 10 من ساعاتها على مدى السنوات الثلاث المقبلة، وتأمل أن يستخدمها عملاؤها لتطوير البحث العلمي في مجالات مثل مراقبة النشاط التكتوني.
وقد رُكبت ساعات شبكية بصرية في برج «سكاي تري» الشهير في العاصمة اليابانية «طوكيو» لاختبار نظرية النسبية العامة التي تنص على أن «الوقت يتدفق بشكل أبطأ في الأماكن ذات الجاذبية القوية».

أخبار ذات صلة جهود إطفاء مكثفة ونزوح الآلاف في اليابان بسبب حرائق غابات قياسية رعاية المسنين بممرضين AI في اليابان

مقالات مشابهة

  • خرافات وحقائق عن الأكل الصحي.. ندوة بكلية الألسن جامعة عين شمس
  • مدير أمن محافظة اللاذقية لـ سانا: المجموعات المسلحة التي تشتبك معها قواتنا الأمنية في ريف اللاذقية كانت تتبع لمجرم الحرب “سهيل الحسن” الذي ارتكب أبشع المجازر بحق الشعب السوري
  • بالأرقام.. العرب أكبر منتجي التمر في العالم
  • كانت تخطط لعملية احتيال كبرى .. الأمن يفكك عصابة إلكترونية في الأنبار
  • اليورو عند ذروة 4 أشهر والدولار يتراجع
  • مليار دولار جوائز كأس العالم للأندية
  • في حادثة مثيرة.. لص يسرق ويبتلع أقراطا بقيمة 770 ألف دولار
  • الساعة الأكثر دقة في العالم مقابل 3,3 مليون دولار
  • إيكونوميست: القوات المسلحة في عهد ترامب لن تكون مثلما كانت أيام بايدن
  • جولد بيليون: تراجع مؤشر الدولار لأدنى مستوى منذ أكثر من ثلاثة أشهر