"ليس أجهل من مجتمع يتحكم به الغوغاء" .. حكمة عمرها يتخطى آلاف السنين، إلا أنها لاتزال التعبير الأمثل عن وقائع تحدث في العصر الحالي، وما زيد من كارثة هذا الواقع، هو أن يكون هؤلاء الغوغاء يتحركون بإسم عقيدة، وأفعالهم على النقيض من دعوة عقيدتهم، ومن أحدث تلك الكوارث، هو ما حدث في أفغانستان اليوم الأربعاء في باكستان، وذلك مع كارثة حرق 4 كنائس وعشرات المنازل، مع انتشار شائعة تدنيس مصحف من قبل أحد الأشخاص المسيحيين بباكستان.

وتكشف الصور الواردة من تلك الدولة الواقعة في شرق أسيا، والتي قدمها مكتب شرطة المنطقة، حجم تلك المآسي من جرائم الحرق التي قام بها الغوغاء، حيث كانت الواقعة بحي مسيحي في جارانوالا، بالقرب من فيصل أباد، بباكستان، وقالت الشرطة ومسيحيون محليون إن حشدا أحرقوا كنيسة وألحقوا أضرارا بأربعة آخرين على الأقل، كما هدم الغوغاء منزل رجل بعد اتهامه بتدنيس كتاب الإسلام المقدس، وهاجموا منازل مسيحية أخرى.

 

الواقعة بشرق باكستان

 

ووفقا لما نشرته صحيفة npr الأمريكية، فقد قالت الشرطة الباكستانية، وكذلك شهادات لمسيحيين محليين، إن المسلمين الغاضبين اندلعت أعمالهم اليوم الأربعاء، حيث هاجموا منطقة مسيحية في شرق باكستان وأحرقوا كنيسة وألحقوا أضرارًا بأربعة آخرين على الأقل، كما هدم الغوغاء منزل رجل بعد أن اتهموه بتدنيس الكتاب المقدس للإسلام وهاجموا عدة منازل مسيحية أخرى، وقد اندلعت الهجمات في جارانوالا، في منطقة فيصل أباد في ولاية البنجاب، وذلك بعد أن ادعى بعض المسلمين الذين يعيشون في المنطقة أن مسيحيًا محليًا، رجا أمير، وصديقه مزقوا صفحات من القرآن، وألقوا بها على الأرض وكتبوا إهانة، وكذلك ملاحظات على الآخرين.

وقال قائد الشرطة رضوان خان إن هذا أثار غضب المسلمين المحليين، حيث تجمع حشد من الناس وبدأوا في مهاجمة العديد من الكنائس والعديد من المنازل المسيحية، وحرق الأثاث والأدوات المنزلية الأخرى، وعلى إثر ذلك فر بعض أفراد الطائفة المسيحية من منازلهم هربا من الغوغاء، وتدخلت الشرطة في نهاية المطاف، وأطلقت النار في الهواء وأطلقت الهراوات قبل تفريق المهاجمين بمساعدة رجال دين وشيوخ مسلمين، وقالت السلطات أيضا إنها بدأت في شن مداهمات في محاولة للعثور على جميع الجناة.

 

مقاطع فيديو تثير الغضب .. ومظاهرات منددة 

 

وعلى إثر ما حدث، انتشرت مقاطع الفيديو والصور المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، و تُظهر حشودًا غاضبة تنزل على كنيسة، ويلقون قطعًا من الطوب ويحرقونها، وفي مقطع فيديو آخر، تعرضت كنيستان أخريان للهجوم وتحطمت نوافذهما بينما قام المهاجمون بإلقاء الأثاث وإشعال النار فيهما، وشوهد عدد من رجال الشرطة في مقاطع الفيديو وهم يشاهدون الموقف دون تدخل لوقف التخريب.

وفي أعقاب انتشار تلك الأحداث تظاهر أعضاء الجماعات المسيحية وغيرهم في كراتشي للتنديد بالهجوم على منطقة مسيحية من قبل حشد من المسلمين في شرق باكستان، فيما قال خالد مختار، وهو قس محلي ، إن معظم المسيحيين الذين يعيشون في المنطقة فروا إلى أماكن أكثر أمانًا، وأضاف "حتى منزلي احترق"، وذكر مختار أن هناك 17 كنيسة في جارانوالا، وعلى حد قوله، تم الاعتداء على معظمهم.

 

لا ضحايا في الأحداث مع وعود بمحاكمة المتهم

 

ويبدوا أن الأحداث كانت لها إرهاصات فرع لى إثرها مسيحيوا المنطقة، حيث لم ترد تقارير فورية عن وقوع اصابات، فيما اعتقلت الشرطة العشرات من مثيري الشغب، وقال خان إن قوات شرطة إضافية نُشرت في وقت لاحق في المنطقة ، وأن التحقيق جار، وأضاف أن جميع المتورطين في الهجوم سيحاكمون، حيث كانت أولويتنا هي إنقاذ أرواح جميع المسيحيين، وفي وقت لاحق من المساء، بدأت القوات في الوصول إلى جارانوالا لمساعدة الشرطة، وتم حث المسلمين الغاضبين على العودة إلى ديارهم ، بزعم الوعود بأن الرجل الذي دنس القرآن سيتم اعتقاله قريبًا، كما وصل وفد من رجال الدين المسلمين إلى جارانوالا قادمين من مدينة لاهور للتعبير عن تضامنهم مع المسيحيين.

ووفقا للصحيفة الأمريكية، فإن اتهامات بالتجديف تعد جريمة شائعة في باكستان، وذلك بموجب قوانين التجديف في البلاد، حيث يمكن أن يُحكم بالإعدام على أي شخص يُدان بإهانة الإسلام أو الشخصيات الدينية الإسلامية، في حين أن السلطات لم تنفذ بعد حكم الإعدام بتهمة التجديف، فغالبا ما يؤدي مجرد الاتهام إلى أعمال شغب وتحريض الجماهير على العنف والقتل العشوائي والقتل.

 

تاريخ دموي .. وتلك ردود الفعل الرسمية

 

وفي واحدة من أسوأ الهجمات على المسيحيين ، أحرق غوغاء في عام 2009 ما يقدر بنحو 60 منزلاً وقتل ستة مسيحيين في منطقة Gojra في البنجاب ، بعد اتهامهم بإهانة الإسلام، وقد أثار هجوم الأربعاء إدانة على مستوى البلاد من كبار القادة والأحزاب السياسية الرئيسية، وقال رئيس وزراء تصريف الأعمال أنوار الحق كاكار إن الصور القادمة من فيصل أباد "محطمة"، وكتب على منصة التواصل الاجتماعي X ، المعروفة سابقًا باسم Twitter: "سيتم اتخاذ إجراءات صارمة ضد أولئك الذين ينتهكون القانون ويستهدفون الأقليات، وقد طُلب من جميع جهات إنفاذ القانون القبض على الجناة وتقديمهم إلى العدالة".

فيما ناشد زعيم مسيحي بارز ، الأسقف آزاد مارشال ، المساعدة على وسائل التواصل الاجتماعي وقال إنه "يتألم بشدة ويأسى"، وكتب على موقع X: "إننا ننادي من أجل العدالة والعمل من قبل أجهزة إنفاذ القانون ومن ينظم العدالة وسلامة جميع المواطنين للتدخل الفوري ويؤكد لنا أن حياتنا قيمة في وطننا الذي احتفل للتو بالاستقلال والحرية"، كما ندد رئيس الوزراء السابق شهباز شريف بالهجوم. "لا مكان للعنف في أي دين".

وفي مدينة كراتشي الساحلية الجنوبية ، عاصمة إقليم السند الجنوبي ، احتشد عشرات المسيحيين للتنديد بالهجمات في جارانوالا، وتقول جماعات حقوق الإنسان المحلية والدولية إن مزاعم التجديف كثيرا ما تستخدم لترهيب الأقليات الدينية في باكستان وتصفية حسابات شخصية.

 

وفي ديسمبر 2021 ، نزلت حشد من المسلمين إلى مصنع للمعدات الرياضية في منطقة سيالكوت الباكستانية ، فقتلوا رجلاً سريلانكيًا وأحرقوا جسده علنًا بسبب مزاعم بالتجديف.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

ولاية في الهند تمنع المسلمين من حقهم الانتخابي

قبيل الانتخابات التشريعية في ولاية ماهاراشترا، وفي ثالث أكبر ولايات الهند، المقرر إجراؤها في نوفمبر/تشرين الثاني، أصدرت إحدى القرى في منطقة كولهابور في ولاية ماهاراشترا قرارا غير دستوري يمنع المجتمع المسلم من التسجيل في قائمة الناخبين، حسبما ذكرت التقارير.

العودة إلى سيرتها الأولى.. انطلاقة جديدة لمجلة "منبر الإسلام" منتج فيلم "الملحد" يهاجم المنتقدين .. إحنا ناس مسلمين وموحدين بالله (فيديو)

 

 يمنع المجتمع المسلم من التسجيل في قائمة الناخبين

ونقلاً موقع "the new indian express" الهندي، قد تم إقرار القرار في 28 أغسطس، وتم الإعلان عنه رسميًا في 5 سبتمبر، وقد تم التوقيع عليه من قبل ساربانش راسيكا باتيل وينص على أن القرار تم اتخاذه بعد "مناقشة مفصلة"، وفقًا لـ The Wire.

ونص القرار على أنه لا ينبغي إدراج أسماء المسلمين الذين "وصلوا مؤخرًا إلى القرية" في قائمة الناخبين، كما أعلنت البانشيات أنها ستزيل أي أسماء من هذا القبيل إذا تم العثور عليها أثناء نشر قائمة الناخبين.

وقد أثار القرار غضبًا بين المنظمات الإسلامية المحلية التي قدمت شكوى رسمية إلى قاضي المنطقة تطالب بتقديم بلاغ ضد الساربانش وأعضاء البانشيات المعنيين. وقالت شركة كلاريون إنديا إن جمعية التعليم الإسلامي (MES) قدمت شكواها يوم الأحد تدين القرار باعتباره تمييزيًا وغير دستوري.

ردود فعل عنيفة

وردًا على ردود الفعل العنيفة، أصدرت رئيسة بلدية شانجانابور راسيكا باتيل بيانًا مصورًا، زعمت فيه أن القرار قد أسيء فهمه، وأوضحت: "قبل بضعة أسابيع، وصلت امرأتان مسلمتان "بنغلاديشيتان" إلى القرية ببطاقات "أدهار"، ويبدو أنهما تعيشان كمواطنتين هنديتين، وقد أثيرت القضية في مجلس القرية، وكان الهدف من هذا القرار معالجة هذا الوضع المحدد. ومع ذلك، يتم تصويره الآن بطريقة تهدد السلام والنظام في المجتمع".

كراهية الإسلام وإمكانية الخلاف الاجتماعي

على الرغم من التوضيح، تظل المنظمات الإسلامية مصرة على أن القرار غير دستوري وطالبت باتخاذ إجراءات قانونية فورية. أثار الحادث مخاوف بشأن الاتجاه المتزايد لكراهية الإسلام وإمكانية الخلاف الاجتماعي.

ومع استمرار القضية في التكشف، لم تتخذ السلطات بعد إجراءات رسمية ضد أعضاء البانشيات. كما أعرب القادة السياسيون والمجتمعيون المحليون عن قلقهم بشأن الوضع، وحثوا البانشيات على دعم الحقوق الدستورية لجميع المواطنين.

مقالات مشابهة

  • وزير الأوقاف: لن ندخر جهدًا في دعم الإصدار الثاني لمصحف مصر
  • وزير الأوقاف: تربينا على مصحف الشمرلي جيلًا من بعد جيل
  • انتقام أم استباق..إسرائيل تفجر أجهزة اتصال حزب الله وتخلف مئات الجرحى
  • الصين تطلق سراح قس أمريكي بعد 15 عام في السجن بتهمة جمع الأموال لصالح كنيسة
  • تأجيل محاكمة المتهمين بالتعدي على سائق تاكسي في الإسكندرية
  • «محدش يغني ده غيرها».. لميس الحديدي تهنئ شيرين عبد الوهاب على أغنيتها الجديدة
  • المتهم بالتعدي جنسيا على 4 أطفال بدار أيتام: "عندي خلل في شخصيتي"
  • ولاية في الهند تمنع المسلمين من حقهم الانتخابي
  • الشرطة الأمريكية تكشف تفاصيل إطلاق النار قرب ترامب
  • تفاصيل اصابة كريستيانو رونالدو مع النصر السعودي