صلاة الوتر.. عدد ركعاتها.. وهل تاركها آثم؟
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
صلاة الوتر من أحب الصلوات إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكان يحافظ عليها حتى اذا كان مسافرا، وجمهور العلماء أجمع على انها سنة مؤكدة ولكن لا ترقى لمستوى الصلاة المفروضة كالظهر مثلا أو العشاء، وهناك رأى آخر قال في صلاة الوتر إنها أفضل من سنة الظهر والمغرب والعشاء ومن تطوعات النهار وصلاة الضحى، فصلاة الوتر من أحب الصلوات الى النبي صلى الله عليه وسلم فكان يحافظ عليها حتى اذا كان مسافرا.
وصية رسول الله عن صلاة الوتر
حضَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين على ختم صلاة اليوم والليلة بصلاة الوتر، فقد روى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم بِثَلاَثٍ: «صِيَامِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيِ الضُّحَى، وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ».
وروى الترمذي -وقال الألباني: صحيح- عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ، فَأَوْتِرُوا يَا أَهْلَ القُرْآنِ»، وكان من سُنَّته صلى الله عليه وسلم أن يدعو بدعاء خاص في هذه الصلاة، وهو الدعاء المعروف بقنوت الوتر.
وروى أبو داود -وقال الألباني: صحيح- عن الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي الْوِتْرِ -قَالَ ابْنُ جَوَّاسٍ، وهو أحد رواة الحديث: فِي قُنُوتِ الْوِتْرِ-: «اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، إِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ، وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، وَلَا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ».
قال رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلّم: ” مَن خافَ أن لا يقومَ آخر الليل، فليوتر أوّله، وَمَن طَمِعَ أن يقومَ آخرهُ فليوتر آخرَ الليل، فإنّ صلاة آخر الليل مشهودة، وذلِكَ أفضَل”.
يخلو فيها العبد مع خالقه وهي من أفضل العبادات لأن هذه الصلاة تكون فيما بين الله وعبده لأنها تصلى في الخفاء ولا يرى العبد أحد غير الله دون نفاق أو كذب وما أعظم صلاة الوتر والجميع في غفلة ونوم حيث يقف العبد بين يدي ربه يدعوه ويرجوه بكل خشوع ورجاء.
سر صلاة الوتر في إجابة الدعواتفضل صلاة الوتر في استجابة الدعاء أنها من أفضل الأوقات التي يستحب الدعاء لأنها تصلى في وقت الليل الذي لا توجد به صلوات مفروضة وبالتالي ثوابها عظيم لأن العبد يصلي الوتر ويدعو ربه ويستغفره ويتضرع إليه بالخشوع والتوسل والمناجاة وكل هذا يؤجر العبد عليه ويرفع منزلته عند الله وملائكته ويبارك له في رزقه وحياته.
وصلاة الوتر تعد من أجمل الصلوات التي سنها رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام للأمة الإسلامية وأنها من أعظم العبادات التي يستطيع العبد التقرب بها إلى خالقه وهي عبادة تزيد وتضيف على كل مسلم حياة مطمئنة وأجر عظيم لأنها تكون في آخر الليل وهناك ساعة استجابة في الليل ولا يرد الله دعاء كل مسلم محتاج إليه.
السُنة الإيتار بواحدة، أو ثلاث، أو خمس، أو سبع، أو تسع أو إحدى عشرة، أو ثلاث عشرة، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم-، يوتر في الغالب على إحدى عشرة ركعة - عليه الصلاة والسلام-، وربما أوتر بثلاث عشرة، وربما أوتر بتسع، أو سبع، أو بأقل من ذلك، لكن كان غالب إيتاره - صلى الله عليه وسلم - يوتر بإحدى عشرة يسلم من كل اثنتين، ثم يوتر بواحدة - عليه الصلاة والسلام - هذا هو الأفضل، وإذا أوتر الإنسان بثلاث، أو بخمس، أو بسبع، أو بتسع، فكله طيب.
كيف تصلى صلاة الشفع والوتر؟يجوز للشخص أن يُصلي ركعات الشفع والوتر متصلة كهيئة صلاة المغرب، أي بأداء ركعتين ثم تشهد أوسط ثم ركعة وبعدها التشهد الأخير ثم التسليم، ويمكن أداء صلاة الشفع والوتر بثلاث ركعات متصلة دون تشهد أوسط ، وتكون صلاته صحيحة، والأفضل أن يؤدي المُصلي ركعتين ويسلم، ثم يُصلي ركعة مفردة، لكن الثلاث هيئات لصلاة الشفع والوتر صحيحة شرعًا.
فضل صلاة الوترمن فضل صلاة الوتر أنها تكون من الأسباب التي يحظى بها العبد على محبة الله وملائكته.
أداء صلاة الوتر تعتبر تثبيتا وجبرا لكل فريضة من الفرائض.
المداومة على صلاة الوتر أفضل استحقاق دخول الجنة.
يقال إن صلاة الوتر هي فخر وشرف للمؤمن.
إن فضل صلاة الوتر لكل من يؤديها ويحافظ عليها أن له عظيم الأجر والثواب عند الله.
من أفضل العبادات هي الصلاة ليلا ومنها صلاة الوتر التي يلجأ فيها العبد ليناجي ربه بالدعاء والاستغفار والتي توثق وتقوي علاقة العبد بربه.
إن الله يحب أن يسمع صوت عباده الحامدين و فضل صلاة الوتر أنها وسيلة يعبر بها العبد عن شكره وحمده لنعم الله عليه ويقول تعالى في كتابه الكريم : {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ۩ * تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ}.
حكم صلاة الوتر
الوِتر لغةً تعني العدد الفرديّ، كالواحد أو الثلاثة أو الخمسة...، أمّا اصطلاحاً فتعني الصلاة التي تؤدّى بين صلاة العشاء والفجر، وسمّيت بذلك لأنّها تصلّى وتراً؛ أي ركعة مفردة كركعة واحدة أو ثلاث ركعات أو أكثر.
صلاة الوتر سنّة مؤكدة لما ذهب إليه جمهور الفقهاء؛ فقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلّم أنّ الصلوات المفروضة علينا هنّ خمس صلوات فقط، وما زاد عليهنّ كان تطوّعاً؛ وهي سنّة مؤكدة لأنّه صلّى الله عليه وسلم أخبرنا بأنّ الله سبحانه يحبّها، وأمرنا بصلاتها، والقول بأنّها سنّة مؤكدة دون الوجوب لا يعني التقليل من شأنها؛ فعلى المسلم الحرص على تأديتها وعدم تركها عمداً
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: صلى الله علیه وسلم ى الله علیه وسلم ة مؤکدة
إقرأ أيضاً:
هل يجوز قراءة القرآن من المصحف في صلاة التراويح؟ الإفتاء تجيب
هل يجوز قراءة القرآن من المصحف في صلاة التراويح؟ سؤال أجابت عنه دار الإفتاء المصرية.
وقالت دار الإفتاء المصرية فى إجابتها عن السؤال عبر صفحتها الرسمية على “فيس بوك”، إن قراءة القرآن من المصحف في صلاة التراويح جائزة.
واستدلت بأنه ثبت أن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها كان يَؤُمها غلام لها صغير يقرأ من المصحف.
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن قراءةَ بعض آيات القرآن بعد الفاتحة سُنَّة في الركعتين الأُولَيَيْن من الصلاة، وذلك للإمام، قال الله تعالىٰ: {... فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ... } [المزمل:20]، ولو تُرِكَتِ القراءة بعد سورة الفاتحة فالصلاة صحيحة.
وأضاف أن الأصل في الصَّلاةِ أن تكون قراءةُ القرآن فيها عن ظَهْرِ قَلبٍ وليست من المصحف؛ لذا جعل النَّبِيُّ ﷺ معيار التفضيل في الإمامة الحفظ والإتقان للقرآن؛ لظاهر قوله ﷺ: «لِيَؤُمّكُمْ أَكْثَركُمْ قُرْآنًا» رواه البخاري.
أما قراءةُ المُصَلِّي من المصحف، فقد اختلف الفقهاء فيها؛ فذهب الشافعية، والحنابلة - في المعتمد- إلىٰ جواز القراءة من المصحف في الصلاة سواء كانت الصلاة فرضًا أم نفلًا.
وقد استدلُّوا بما ورد أن أم المؤمنين السيدة عَائِشَةَ رضي الله عنها: «كان يَؤُمُّهَا عَبْدُهَا ذَكْوَانُ مِن المُصْحَفِ» رواه البخاريُّ مُعَلَّقًا بصيغة الجَزم.
وتابع: “فرَّق المالكية بين الفرض والنفل، فَرَأَوا كراهةَ قراءة المصلِّي في المصحف في صلاة الفرض مطلقًا، وكذلك يكره في النافلة إذا بدأ في أثنائها؛ لاشتغاله غالبًا، ويجوز ذلك في النافلة إذا ابتدأ القراءة من المصحف من غير كراهةٍ؛ لأنه يُغتفَرُ فيها ما لا يُغتفَرُ في الفرض”.
بينما يرى الحنفية أنَّ القراءةَ من المصحف في الصلاة تفسدها، وهو مذهب ابن حزم من الظاهرية؛ لأنَّ حمل المصحف، والنظر فيه، وتقليب الأوراق، عملٌ كثير.
وقال المركز إنه بناءً على ما سبق فإنَّ الأفضلَ والأَولَىٰ للمصلِّي أن يقرأ القرآن من حفظه؛ فقد امتدح الله ﷻ المؤمنين بحفظهم لكتابه الكريم، فقال تعالى: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ... } [العنكبوت:49]، ولأن السُّنة المحفوظة عن النبي ﷺ وأصحابه القراءة عن ظهر قلب.
فإن عجز عن ذلك، وكانت القراءةُ طويلة كما في صلاة القيام؛ فعندئذٍ يجوز له القراءةُ من المصحف، ولا حرج عليه في ذلك.
حكم القراءة من المصحف في صلاة الفرض
قالت دار الإفتاء، إن القراءة من المصحف في صلاة الفرض جائزة، ولا مانع للمصلي من القراءة من المصحف سواء يصلي الفرض أو السنة.