في ذكرى وفاتها اليوم.. كيف تحدثت عائشة عبد الرحمن عن زوجها أمين الخولي؟
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
واحدة من العلاقات المميزة التي شهدها الوسط الثقافي المصري عبر تاريخه المديد، فقد كانت الزوجة التي تحل ذكرى وفاتها اليوم، إحدى أهم الشخصيات النسائية في مصر، وشغلت مناصل سياسية واجتماعية مهمة، أما الزوج فقد كان أحد العلماء والمفكرين البارزين وله إسهامات فكرية وثقافية واسعة، وأحد الأساتذة الكبار الذين قادوا عصر التنوير وتركوا بصمات قوية في تشكيل فكر ووجدان المجتمع.
العلاقة بين الدكتورة عائشة عبد الرحمن وزوجها أمين الخولي قامت على الاحترام المتبادل والتفاهم العميق، وتركا بمواقفهما الفكرية والأدبية بصمة كبيرة في الأدب والفكر وقضايا المرأة، وكان بينهما ألفة وتجاوبا نفسيا وعقليا وروحيا وهذا فوق الحساب وأنجبت منه ابنة في عام 1944.
وفي لقاء نادر مع فاروق شوشة، عبر التلفزيون المصري، حكت «عبد الرحمن» ذكرى اللقاء الأول بأستاذها في كلية الأداب الذي أصبح فيما بعد زوجها ورفيق دربها الذي ترك أثرا لا يمحى في صياغة صياغة فكرها ووجدانها.
أول لقاء في كلية الأدابففي كلية الأداب، كان الطلاب يدرسون في كل الأقسام بالسنة الدراسية الأولى، قبل بداية التخصص في السنة الثانية، وكانت بنت الشاطئ تسمع عن الخولي في كلية الآداب ما يرهب، أما هي فقد سبق لها تحصيل العلوم قبل الالتحاق بالجامعة، لذا فقد شعرت ببعض الطمأنينة، وفي هذا تقول: «كنت أحضر بعض الدروس وأسمع عنه وأحس بجاذبية شديدة جدا لكنني كنت أهابه، وكان ما بيننا بعيدا كل البعد، وفي السنة الدراسية الثانية التحقت بالامتياز بسبب تفوقي وبدأت أتشامخ وأتعاظم بمعرفتي، ووعرض أمين الخولي المنهج على تلاميذه ليختار الطالب ما يشاء من دروس لمناقشته في الموعد الذي يراه مناسبا».
عرض مادة في علوم القرآن وسأل عن الطالب الذي سيكون الأول بين زملائه في المناقشة، موضحةً: «بكل الغرور والتعالي بما حصلت عليه من العلم، قلت الأسبوع الآتي، وطلب مني الحصول على فرصة 3 أسابيع للمذاكرة، فقلت إن لديّ كتاب علوم البرهان في علوم القرآن للزركشي والإتقان في علوم القرآن للسيوطي والمادة متوفرة، فنظر لي كما ينظر لطالبة أمية».
تعثر في أول مناقشةوفي الموعد المحدد، صعدت إلى المنصة لمناقشته، وبدأت بكلمة «أرى»، فرفض هذه الكلمة لأن علوم القرآن لا مجال فيها للرأي، فاهتزت، وأجابته بأنها تقول ذلك «كمدخل»، لكنه طلب منها الدخول في صلب الموضوع دون مقدمات.
قالت إنها أخذت برأي الكثرة، فرفض إجابتها، معللا ذلك بأن الكثرة لا يشترط بالضرورة أن تكون على صواب: «ما من كلمة قلتها إلا وناقشني فيها فبكيت كما لم أبكِ من قبل، فوجدت أني في حاجة إلى إعادة تكويني العقلي، حيث كان يخشى أن تكون الصحافة جارت عليه، ففي السنة الأولى من الدراسة كانت تكتب في الصفحة الأولى من الأهرام».
لماذا كان يقسو عليها؟ولما رأته يشتد عليها كما لم يشتد على أي زميل آخر، سألته عن ذلك، قال لها «لأنك تخدعين جيلا يظن أن في استطاعته أن يصل إلى مرتبة العلماء، ولابد أن تؤخذي بأكثر شدة»، فقد كان مذهب الخولي يتلخص في عبارة «تخريج طالب قوي خير من تخريج ألف من الطلاب الضعفاء»، وأن الطالب إضافة إلى أستاذه وليس امتدادا أو تكرارا له.
واستمرت في الدراسة والتعلم على يديه، وصحبته على طول الطريق وهو يعيد تكوينها العقلي لتستكمل ما نقصها، وكان عندها العلم رواية، وحاول أن يعطيها العلم دراية، وصحح منهجها فقد أخذت العلم رواية وجاءته بها، فقلبه ونظمه ونسقه.
ولما بدأت الدراسات العليا، تعجلت الدراسة في التخصص بالدراسة القرآنية، فرفض وقال «حتى تصح عربيتك»، وفي سنة الامتياز كانت تدرس مع طالبين أخرين، وكان السؤال «هل تعرف كيف تقرأ؟»، ورغم أنها كانت في السنة الثالثة امتياز قسم اللغة العربية، ورغم ذلك سُئلت مثل هذا السؤال، ما جعلها تقول في حوارها إلى اليوم «أتعلم كيف أقرأ؟».
وعن تأثيره العلمي العميق عليها، قالت: «كلما خانني الجد والدقة المنهجية في أي كلمة تكتب أو تعلم وجدها أمامي كأنه يلوم ويشتد ويقسو في هذا، وعمل على إعادة تركيب عقلها وفقا للمنهج العلمي».
حوار مع التلفزيون الأردنيوفي حوار مع الإعلامية راوية راشد، عبر التلفزيون الأردني، وصفت تتلمذها على يده، بأنه كان لقاءً عقليا لدرجة لا تتصور وكان يقسو عليها: «في مرة أداني صفر»، ورغم ذلك فإنها أدركت منذ الأسابيع الأولى أنها لا تستغني لحظة عن كلمة مما يقول، فجعلها تحب الجامعة وأقبلت على جميع الأساتذة وانتفعت بهم مثل مصطفى عبد الرازق وطه حسين، ورغم ذلك فإنها لم تتخلَ عن قديمها ودراستها الإسلامية القديمة.
أحست حين التقته أنها كانت في الطريق إليه: «فمن الصعب أن نجد في هذه الجامعة شخصية بهذه الأصالة فقد احتفظ بزيه ولم يتنكر له وكان يجيد الألمانية كأهلها ويجيد الإيطالية أحسن من أهلها ولم يتشدق بها».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: عائشة عبد الرحمن التلفزيون المصري أمين الخولي الثقافة الفكر الأدب علوم القرآن علوم القرآن فی السنة فی کلیة
إقرأ أيضاً:
«وكان» وجهة سياحية متميزة تستقطب 19 ألف زائر خلال الربع الأول من العام الجاري
العُمانية: بلغ عدد زوار قرية «وكان» بوادي مستل في ولاية نخل بمحافظة جنوب الباطنة منذ بداية يناير حتى أبريل من العام الجاري 19 ألفًا و270 زائرًا من داخل سلطنة عُمان وخارجها، وذلك حسب الإحصائيات الصادرة من مكتب الإرشاد السياحي في القرية التابعة لوزارة التراث والسياحة.
وتشهد القرية خلال هذه الفترة إقبالًا كبيرًا من الزوار، حيث توضح الإحصائيات أن شهر فبراير من كل عام هو أكثر الشهور استقطابًا للحركة السياحية في القرية، حيث زارها 7888 زائرًا مقارنة بشهر فبراير من عام 2024م والذي بلغ 6499 زائرًا، وكان عدد الزوار في فبراير من عام 2023م بلغ 4974 زائرًا.
وأكدت إدارة التراث والسياحة بمحافظة جنوب الباطنة أن قرية وكان تعد إحدى مناطق الجذب السياحي في محافظة جنوب الباطنة لاعتدال جوها خلال فصل الصيف، حيث إن طقسها يتشابه مع غيرها من المناطق المرتفعة في سلسلة جبال الحجر الغربي مما يساعد الأهالي على استثمار ظروف الطقس في الزراعة حيث تتنوع محاصيلها الزراعية على مدار العام وعلى وجه الخصوص المحاصيل الزراعية التي تجود ثمارها في المناطق ذات الطقس المعتدل صيفًا كأشجار المشمش والرمان والخوخ والجوز والعنب وغيرها من المحاصيل الأخرى.
وقال الدكتور المعتصم بن ناصر الهلالي مدير إدارة التراث والسياحة بمحافظة جنوب الباطنة: إن قرية وكان بولاية نخل اكتسبت مكانة سياحية توفر لزوارها تجارب سياحية مختلفة كتجربة الإقامة في علوها الجبلي الشاهق وهذه التجربة يوفرها نزل الضيافة الموجود فيها وتجربة المشي على المسار الزراعي والمسارات الجبلية القديمة التي أصبحت اليوم مقصدًا للمغامرين من مختلف دول العالم.
وأوضح أن تعدد عناصر الجذب السياحي في قرية وكان ساهمت في جعلها وجهة مستدامة في استقطاب الحركة السياحية ففي فصل الشتاء تنشط إليها السياحة القادمة من خارج سلطنة عُمان بما في ذلك الزوار القادمون من دول مجلس التعاون الخليجي بينما يتركز نشاط السياحة المحلية في فصل الصيف الذي يشهد اعتدالًا في درجات الحرارة ويكون كذلك جاذبًا للحركة السياحية لارتباطه بموسم حصاد مجموعة من الثمار التي تشتهر بها القرية كثمار أشجار المشمس التي يتزامن حصادها في أبريل من كل عام وحصاد ثمار أشجار الخوخ في يونيو وثمار أشجار الرمان والعنب في الفترة الممتدة ما بين يونيو وسبتمبر من كل عام.
وأضاف: إن المسار الزراعي بقرية وكان يعد أجمل التجارب السياحية للزوار، حيث يوفر لهم روح المغامرة والاكتشاف والاستمتاع بالبيئة الجبلية للقرية ويتطلب من الزائر صعود ما يزيد عن 600 درجة للوصول إلى أعلى نقطة فيها، كما تضم القرية معالم واضحة تدل على دورها ومعمارها القديم، منها مسجد أثري ومعالم الحارة القديمة والمدرجات الزراعية التي يمتد تاريخها لفترة بناء القرية قبل مئات السنين.
جدير بالذكر أن المزارعين في قرية وكان يبدأون خلال هذه الفترة بجني ثمار المشمش ويتراوح سعر الكيلوجرام الواحد بين ريالين وثلاثة ريالات عُمانية وذلك حسب نوعية وجودة المنتج من الثمار، ويعد محصول أشجار المشمش في القرية من أهم مصادر دخل المزارعين.