ماذا أفعل بزوج لا يريد من عثرات ماضيّ شيء؟

 أريد أن أحيا بعيدا عن العذاب النفسي.

ماذا أفعل بزوج لا يريد من عثرات ماضيّ شيء؟

سيدتي أحييك بالقدر الذي يليق بهذا المقام الطيب، حيث أنني من أشدّ المعجبات بركن أدم وحواء ولكم تقت أن يكون لي نصيب. وأن أحظى بفرصة أحكي فيها ما يساورني من همّ أثقل قلبي. فأنا والله أحتاج إلى رأي سديد أخرج به من غرقي في الألام.

والأشجان كما لا أخفيك سيدتي أنني أريد أن أتذوق طعم السكينة ولو مرة.

سعادتي سيدتي  مرهونة بتضحية جسيمة تتمثل في فلذة كبدي.فهناك من لا يريد من الأنثى سوى أن تكون له ورقة بيضاء. يكتب فيها ما يشاء من دون أن يكون لماضيها ظلال تلوح في سماء حياته وإن كان هو ذو ماض. و هذا هو فحوى قصتي.

تزوّجت في سن مبكر جدا، وحضيت بأن أكون أمّا في سنّ كنت فيه بأمس الحاجة للنّصح والإرشاد. ومنيت بالطلاق أيضا وأنا في مرحلة حرجة من العمر، تحطمت وتأذيت من كلام الناس ونظرة لا ترحم. لكنني عقدت العزم أن أدير ظهري لما مضى وألتفت لمستقبلي بحول الله.

أحمد الله أنني تجاوزت أزمتي، ونضجت وكان عزائي في حياتي ابنتي التي كنت أرى الأمل من خلال عينيها. لم أكن أتوقع بأن الحب سيطرق بابي ومن أنني سأعرف للسعادة طعما بعد أن تجرعت المآسي. ما تجرعت في الماضي، حيث تعرفت على رجل ذو أخلاق ودين، عرض عليّ الحلال. لكنه اشترط عليّ أن أترك ابنتي لأنه لا يريد لماضي أن يكون له أثر في حياته.

أنا في أمس الحاجة لأكون على بينة إن كنت حقا سأجد للسعادة طريقا ومن وهبتها الحياة بعيدة عني. هل أترك غريزة الأمومة حتى أنعم بزوج ينتشلني من ألم كبير؟

أختكم س.لبني من الغرب الجزائري.

 

الرد:

تقع حواء في غالب الأحيان في مواقف تفرض عليها خيارات صعبة جدا، ولعل أصعب خيار هو أن تخيّر بين نفسها وفلذة من كبدها. فأنتِ حقا لا تحسدين على الموقف الذي أنت فيه،  لكن عليك أن تتأكدي قبلا إن كان هذا الشخص الذي إنسقت وراءه أهلا لأن تتركي إبنتك التي ليس لها حول ولا قوة من بعدك. فتاة تحتاج إليك بعد أن تخلى والدها عليها، أنت المسؤولة الوحيدة والمعيلة لها. الله أعلم كيف سيكون حالها بعد أن تتنصلي لها أنت أيضا.

أدرك حاجتك الماسة للحب والمشاعر والإستقرار، لكن على حسّ الأمومة أن يكون أقوى لديك من أي شيء أخر. ثمّ دعيني أسألك: هل سيبقى من تتمنينه زوجا على نفس الود والحب لما يجدك قد إنصعت لأوامره. وتخلّيت عمن وهبتها الحياة لمجرد أنه أمطرك بعذب الكلام؟هل سيبقى محبا حنونا. أم أنه سرعان ما سيجعل من الروتين يدخل علاقتكما في رتابة تجدين نفسك بعدها قاب قوسين أو أدنى من السعادة التي تظنين نفسك حرمت منها.

أنت في إمتحان صعب، ولعلّ الأصعب أختاه أن تخرجي من هذه المحنة وأنت في قمة التماسك وأن لا تكون الندامة حليفك. لذا عليك أن تختاري جيدا وأن يكون قرارك على القدر الذي يجعلك تمضين في حياتك وأنت مرتاحة البال والخاطر.

ردت: س.بوزيدي.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

المصدر: النهار أونلاين