ما مصير امن العراق فيما لو سقطت مدن سوريا ؟
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
1 ديسمبر، 2024
بغداد/المسلة: حيدر سلمان
مايحدث في سوريا سقوط متسارع للمدن وتراجع سريع للجيش السوري من مناطق انتشاره، وحلفائه يبدو لم يعد لديهم الرغبة بالوقوف معه، وهو مايعيد ذاكرة ماحدث للعراق في عام 2014 بسقوط كبرى مدنه والذي انتهى بمدن محتلة ولاحقا مهدمة، ومدن ممتلئة بصور شهداء وفقر مدقع ودفع تعويضات وصلت الى 52 مليار دولار.
الخطر مركب وكبير
من المعلوم، والثابت ان الفصائل المعارضة كلها دون استثناء، هي فصائل سلفية متطرفة واقترابها من بسط سيطرتها على اراضي واسعة يجعل خطرها كبير على العراق اكثر من غيره من الدول الاخرى مثل الاردن ودول الخليج، والجولاني مثالا حيث انتقل من كونه مساعد لابو مصعب الزرقاوي الى معتقل الى امير بالقاعدة ومن ثم قائد جبهة النصرة التي غيرت لاحقا اسمها دون توجهها الى هيئة تحرير الشام.
هنا يجب ان نضع باعتباراتنا ان اللاعبين الاساسيين في المستنقع السوري هي تركيا وحلفائها وايران وحلفائها والولايات المتحدة وحلفائها و روسيا وحلفائها، علما ان الشهية التركية احتلال والايرانية بالنفوذ، وتركيا وروسيا لديها ملفات اهم مثل اوكرانيا و تايوان.
بينما الدول الاكثر خطورة عليها مايحدث، ممنوع عليها وللان ان تتدخل وتحمي امنها، وبعض الجهات الداخلية ربما تستشعر ذلك الخطر وترسل فصائلها المسلحة وهي ليست رسمية وغير قادرة على حماية امن البلاد وشغلها الشاغل حماية المقدسات ضعيفة التسليح والتدريب وبدون غطاء سياسي او عسكري رسمي.
الواقع يفرض ان العراق كدولة ذات سيادة الاكثر عرضة لسقوط مدنه على غرار سيناريو 2014 وعليه تقع مسؤولية حماية امنه القومي، علما ان عملية تدعيم وحراسة الحدود نعم مهمة، لكن اي سقوط مماثل لاسامح الله سيكون داخلي وليس بقدوم عدو خارجي، بسبب الة التحريض الطائفية من جهة، و وجود خلاية كثيرة جدا نائمة ومدن ذات غالبية قد تكون جاذبة.
على كل ما تقدم، فأن بقاء الحال كما هو او كما كان، ينم عن تماهي وعدم التعامل بواقعية مع الامور، وعلى الدولة العراقية ان تتصرف بما يحمي امنها القومي و المبادرة لمهاجمة الفصائل المتطرفة في اول شعور انها تهدد العراق بالتها الرسمية العسكرية والمواثيق الدولية تضمن للعراق حق الدفاع عن النفس حسب المادة 51 من ميثاق الامم المتحدة.
يجب ان نضع نصب اعيننا امورا ليست بصالح العراق كما كان الحال في عام 20141:
1️⃣ قد لا تقف الولايات المتحدة مع العراق كما حدث سابقا لاستمرار استهدافها من الفصائل العراقية واختلاف مجتمعي على استمرار تواجدها.
2️⃣ قد لاتقف ايران مع العراق كما حدث سابقا فالحالة لايمكن القبول باستمرارها من دولة ذات سيادة وشعب بتعداد كبير وموارد هائلة ولتنتهي مكروهة بالداخل وهي تستقتل لتحسين صورتها.
3️⃣ قد لا تكون الفصائل مستعدة للذهاب للقتال في سوريا مع وجود جيشها الذي نراه ضعيفا وتعصف به الخيانات ناهيك عن انها ضاقت ذرعا بوصفها ذراع ايراني وعدم اعتراف العراق بهم هناك وكانهم ذاهبين للمحرقة رغم ما قدموه حماية لبلدهم اولا.
4️⃣ من يضمن انه ستكون هناك فتوى لتحشيد الشباب للدفاع عن الوطن مجددا فهي ليست كلمة وتكلق عند الحاجة حيث البلد له سيادة وعليه ان يضع نصب اعينه من حكومة وشعب كيفية صيانة اراضيه وسمائه ومائه.
5️⃣ حالة المنظومة العراقية الهشة وتسابق الاحزاب للمكاسب وتعدادها الذي انتج عدد كبير من القيادات كلها سببت تفرقا مجتمعيا غير مرئي ويظهر عند مناسبات كهذه كما حدث في ال 2014.
6️⃣ حالة المنظومة الشعبية التي اصابها الملل من هذا الملف المعلق منذ سنين طوال لينقسم الراي بين تدم الاكتراث او القبول بخيارات احلاها مر.
نضع هذه الحقائق بايدي السادة المسؤولين وخاصة الامنيين منهم من وزير دفاع وداخلية وامن وطني وجهاز مخابرات واستخبارات وحشد شعبي وقوى ساندة، راجين التعامل معها بحكمة ودراية مبكرة ليبقى زمام المبادرة بايديكم، ونعم الراي لو تسكلت حكومة امنية مصغرة من الاطراف المذكورة لمراقبة مايجري.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
الردع مقابل النفوذ.. ما مصير التوتر بين تركيا والاحتلال الإسرائيلي في سوريا؟
تشهد الساحة السورية مؤخرا تجاذبات حادة بين تركيا ودولة الاحتلال الإسرائيلي، وسط مؤشرات على تصاعد التوتر بين الطرفين بسبب نفوذ أنقرة وتقاربها مع الحكومة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع.
ففي وقت تواصل فيه أنقرة العمل على توسيع نفوذها العسكري في سوريا بالاتفاق مع الحكومة الجديدة، تبدي "تل أبيب" رفضا متزايدا لأي تمدد تركي في العمق السوري، وهو ما ينعكس في سلسلة الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مواقع عسكرية سورية، يُعتقد أن فرق استطلاع تركية زارت بعضها.
والأسبوع الماضي، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة من الغارات العنيفة على مناطق مختلفة من الأراضي السورية، مستهدفا العاصمة دمشق ومطار حماة العسكري ومطار "تي فور" العسكري في بادية حمص وسط البلاد.
كما نفذ الاحتلال توغلا بريا في ريف درعا الغربي جنوبي سوريا ما أسفر عن استشهاد 9 أشخاص من مدينة نوى وإصابة آخرين بجروح مختلفة، وهو ما أدانته وزارة الخارجية السورية بشدة وأوضحت أنه "يشكل محاولة متعمدة لزعزعة استقرار سوريا وإطالة معاناة شعبها".
وحذر وزير حرب الاحتلال الحكومة السورية من أنها "ستدفع ثمنا باهظا إذا سمحت لقوات معادية لإسرائيل بالدخول"، لافتا إلى أن الغارات الإسرائيلية على دمشق وحماة الليلة الماضية "رسالة واضحة وتحذير للمستقبل.. لن نسمح بأي ضرر يلحق بأمن دولة إسرائيل".
وأشارت تقارير إلى أن الهجمات الإسرائيلية جاءت بالتزامن مع دراسة أنقرة إمكانية إنشاء قاعدة عسكرية وسط سوريا، في حين لفتت وسائل إعلام عبرية إلى أن الهجمات الأخيرة على سوريا هدفت إلى توجيه رسالة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وفي هذا السياق، أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أن بلاده لا تسعى لمواجهة مع إسرائيل في سوريا. جاء ذلك بعد اتهامات وجهها وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي، جدعون ساعر، إلى تركيا بالضلوع في "دور سلبي" في سوريا ولبنان، مشددا على أن "إسرائيل قلقة من الدور السلبي الذي تلعبه تركيا في البلدين".
ويرى الكاتب والمحلل السياسي عبد الوهاب عاصي أن لا مؤشرات على وجود مواجهة مباشرة أو غير مباشرة بين إسرائيل وتركيا على الأراضي السورية، غير أن ما يجري عمليا هو سعي أنقرة لتوسيع نطاق نفوذها من الشمال إلى مناطق أعمق في سوريا، وهو ما ردت عليه تل أبيب باستهداف مطارات عسكرية في حماة وتدمر والتيفور.
ويوضح في حديثه مع "عربي21"، أن إسرائيل تسعى عبر هذه الرسائل العسكرية إلى ترسيم "نطاق ردع" واضح يمنع التمدد التركي في سوريا، بينما تواصل استهداف البنية العسكرية السورية كجزء من استراتيجيتها الأمنية، وهو ما قد يؤدي إلى تقويض استقرار البلاد، حتى من دون وقوع مواجهة تركية إسرائيلية.
من جهته، يرى المحلل السياسي التركي جاهد توز، أن دولة الاحتلال تتبنى مشروعا توسعيا يشمل سوريا، موكدا أن "إسرائيل" تستغل حالة عدم الاستقرار في المنطقة لتنفيذ هذه الأجندة.
وأشار توز في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن تركيا ترفض أي تحرك إسرائيلي في الداخل السوري، وتعتبر أن أمن سوريا هو امتداد لأمنها القومي، مضيفا أن أنقرة تدرك جيدا ما وصفه بـ"الأطماع الأيديولوجية الإسرائيلية"، التي يرى أنها تتجاوز الحدود السورية إلى الأناضول، على حد تعبيره.
والثلاثاء، شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أن بلاده "ستكون دائما إلى جانب إخواننا السوريين كلما اقتضت الحاجة، وسنفي بمسؤولياتنا بكل حزم من أجل إرساء الاستقرار في جارتنا سوريا".
قناة أردوغان - ترامب ودورها في التهدئة
شهد اللقاء الذي جمع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتياهو في البيت الأبيض الاثنين الماضي، حضورا للملف السوري ونفوذ تركيا.
وكشف اللقاء عن حجم الحضور التركي في نقاشات الجانبين، حيث أشار ترامب إلى علاقته "القوية" بأردوغان، ودعا نتنياهو إلى "التصرف بعقلانية" لحل الخلافات مع أنقرة.
وقال ترامب لنتنياهو خلال حديثه أمام الصحفيين في المكتب البيضاوي "إذا كانت لديك مشكلة مع تركيا، أعتقد أن بإمكاني حلها طالما كنت منطقيًا في طلباتك"، مضيفًا أنه هنأ أردوغان على "أخذه سوريا"، معتبرًا ذلك إنجازًا تاريخيًا.
في المقابل، أقر نتنياهو بوجود توتر متصاعد مع أنقرة بشأن سوريا، مؤكدا أنه لا يرغب في أي صدام مباشر مع تركيا، وأنه ناقش مع ترامب سبل تجنب هذا التصعيد.
ويرى مراقبون أن تصريحات ترامب تشي بدور محوري للعلاقة الشخصية بينه وبين أردوغان في تهدئة أي توتر متصاعد، خاصة أن واشنطن، وتحديدا إدارة ترامب، ما زالت تنظر إلى أنقرة كطرف محوري في إدارة الملف السوري.
وبحسب عاصي، فإن علاقة الرئيس الأمريكي بنظيره التركي قد تشكل قناة خلفية محتملة لإطلاق حوار دبلوماسي بين الطرفين حول "نطاق الردع" الإسرائيلي مقابل "نطاق النفوذ" التركي، وذلك في ظل تشابك الملف السوري مع التوازنات الإقليمية الأوسع.
قواعد تركية وسط سوريا؟
في ظل هذه التجاذبات، تبدو أنقرة ماضية بخطى هادئة نحو إنشاء قواعد عسكرية جديدة لها وسط سوريا، في مسعى لتوسيع نفوذها في الشمال إلى وسط البلاد عبر الاتفاق مع الحكومة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع.
وقبل الغارات الإسرائيلية الذي استهدفته الأسبوع الماضي، كان موقع "ميدل إيست أي" كشف أن تركيا بدأت جهودها للسيطرة على قاعدة "تي فور" الجوية العسكرية وسط سوريا، موضحا أن أنقرة تستعد لنشر أنظمة دفاع جوي هناك، وأن خطط بناء الموقع جارية.
وقال الموقع إن "أنقرة ودمشق تتفاوضان على اتفاقية دفاعية منذ كانون الأول/ ديسمبر عقب الإطاحة ببشار الأسد، وستضمن الاتفاقية أن توفر تركيا غطاءً جويًا وحماية عسكرية للحكومة السورية الجديدة، التي تفتقر حاليًا إلى جيش فعال".
وبحسب توز، فإن إقامة قواعد عسكرية تركية داخل سوريا ليست مستبعدا، بل قد يصبح خيارا مطروحا في حال وجود اتفاقات ثنائية مع دمشق، خاصة في ظل حاجة سوريا إلى حماية جوية وبرية وبحرية خلال مرحلة إعادة البناء.
وأشار المحلل التركي إلى أن تقاربا تركيا سوريا قد يعيد رسم خريطة التحالفات في سوريا، ويضع حدًا لطموحات إسرائيل في التوسع أو النفوذ داخل العمق السوري، مؤكدا أن تركيا تنظر إلى أي تصعيد إسرائيلي كتهديد مباشر لأمنها القومي.
الشرع في تركيا مجددا
وفي هذا السياق، تُعد زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع يوم الجمعة القادم إلى تركيا مؤشرا على التنسيق بين الطرفين في ما يتعلق بالتهديدات الإسرائيلية المتكررة على سوريا.
ومن المقرر أن يشارك الرئيس السوري ووزير خارجيته أسعد الشيباني في منتدى أنطاليا الدبلوماسي، بحسب المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي، عمر تشيليك.
وتعد زيارة الشرع إلى تركيا الثانية من نوعها خلال أشهر قليلة، حيث توجه الرئيس التركي في أول زيارة خارجية لدولة غير عربية إلى تركيا مطلع شباط /فبراير الماضي، والتقى بنظيره التركي رجب طيب أردوغان بالمجمع الرئاسي في العاصمة أنقرة.
ويتوقع مراقبون أن تشمل المشاورات بين أنقرة ودمشق مناقشة الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية لوضع حد للتصعيد الإسرائيلي المتواصل في سوريا. ويقول توز إن إسرائيل لا تملك القدرة على الدخول في مواجهة مباشرة مع تركيا، وتُدرك أن أي تصعيد قد لا يكون في صالحها، حسب تعبيره.
وأشار توز إلى أن زيارة نتنياهو الأخيرة إلى واشنطن لم تحقق نتائج إيجابية، فيما بدأت واشنطن تسحب تدريجيا دعمها لقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وتنقل عتادها العسكري من شمال سوريا إلى قواعدها في أربيل.
ويرى أن هذا التحول قد يُفضي إلى تراجع في التحركات الإسرائيلية داخل سوريا مع غياب الغطاء الأمريكي. وأشار إلى أنه في حال إنشاء قواعد عسكرية تركية وسط سوريا، فإن ذلك "سيدفع إسرائيل إلى التراجع، وقد رأينا سابقا أمثلة على تراجعها حين تشكلت مواقف قوية من أنقرة".