تحليل: أمريكا تخسر نفوذ الشرق الأوسط لصالح الصين
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
سلط الكاتب العراقي الأمريكي، فيصل سعيد المطر، الضوء على التنافس المتنامي بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية على النفوذ ببلدان الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تخسر الآن على جبهات متعددة، مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
وذكر المطر، في مقال نشره بصحيفة "تليجراف" البريطانية وترجمه "الخليج الجديد"، أن عودة العلاقات مع إيران، وهي الدولة التي جعلت "الموت لأمريكا!" شعارا غير رسمي لها، يؤشر إلى أن الولايات المتحدة تخسر العلاقة مع دول الخليج، مشيرا إلى أن ما وصفه بـ "الانسحاب الكارثي" من أفغانستان أشار إلى أن أمريكا "لن تقف إلى جانب حلفائها".
وأضاف أن أكثر من ثلثي الشباب العربي في الشرق الأوسط يرون تركيا والصين كحليف قوي بالمنطقة، بينما تراجعت الولايات المتحدة إلى المركز السابع بعد ألمانيا وفرنسا والهند.
وأشار إلى أن عدم الاستقرار في المنطقة هو القاعدة وليس الاستثناء، فمنذ سقوط الإمبراطورية العثمانية اعتمد الشرق الأوسط في كثير من الأحيان على لاعبين من القوى الأجنبية الرئيسية للمساعدة في الاستقرار المحلي، سواء كان ذلك من قبل الأتراك قبل الحرب العالمية الأولى أو تحالف منتصف القرن مع الولايات المتحدة، فيما تقدم الصين نفسها الآن كحليف آخر لتحقيق الاستقرار.
وتابع المطر: "لقد وصلنا إلى نقطة لا يعرف فيها أحد من سيكون بالقمة في النهاية: الصين أم الولايات المتحدة؟ إذا كانت جميع العوامل الأخرى متساوية، فمن الطبيعي أن تكون الأولوية للاتساق والاستقرار، وهذا شيء يمكن أن تقدمه الصين غير الديمقراطية. سواء أعجبك ذلك أم لا، فالديكتاتوريات تقدم اتساقًا لا يتزعزع، وإن كان غير أخلاقي".
وأوضح أن الأنظمة الاستبدادية تهتم بشيء واحد هو ترسيخ قوتها وتأثيرها، وأن الصين لم تدّع أبدًا أنها تحتل مكانة أخلاقية عالية، لكنها مهتمة بالتحالفات الاستراتيجية التي تفيدها.
واستطرد: "إن التشدق بالكلمات حول مفاهيم مثل حقوق الإنسان والديمقراطية تزامنا مع تقويض فرص المواطن الشرق-أوسطي العادي في عيش حياة آمنة ومزدهرة سيجعل عامة الناس في المنطقة لا يثقون بأمريكا".
اقرأ أيضاً
الشرق الأوسط والصين.. الفجوة بين أمريكا وحلفائها تتسع وتحليل يرصد خطوات الحل
وحذر المطر من الوصول غير المقيد لروسيا والصين إلى الثروة والموارد في أغنى منطقة نفطية في العالم، مشيرا إلى أن هذه المنطقة موطن لأكثر من 300 مليون شخص على استعداد للتطرف بسهولة ضد الغرب ومصالحه.
وشدد الكاتب على أن تحالف الولايات المتحدة مع دول الخليج "يستحق الحفاظ عليه"، مضيفا: "لا يمكننا أن نخدع أنفسنا بأن فك الارتباط عن العلاقات التي لا تزال في مصلحة الغرب فكرة جيدة. قد لا يكون النظام العالمي للولايات المتحدة مثاليًا، لكنه مرغوب فيه أكثر من النظام الصيني".
وتابع: "إن النظام الذي يتسامح مع الملايين من مسلمي الإيجور المحتجزين في المعسكرات أو المراقبة المستمرة عبر تكنولوجيا المراقبة، ليس ما يجب أن يقبله 300 مليون شخص في الشرق الأوسط. وبغض النظر عن الطريقة التي يختار بها قادة دول الخليج اصطفاف أنفسهم، لا تزال نسبة كبيرة من مواطنيهم تحتفظ بمنظور إيجابي تجاه العالم الغربي".
وأكد المطر أن مواطني دول مثل العراق يستحقون فرصة لإحداث تغيير إيجابي لأنفسهم، و"ستختفي هذه الفرصة تقريبًا مع قيام الطغاة بتشكيل روابط أقوى مع حكوماتهم" حسب تعبيره، مضيفا: "عندما تسحب الولايات المتحدة دعمها من مكان ما، فليس الحال على الإطلاق أن يظل الفراغ شاغراً، لا سيما عندما يتربص الممثلون الشائنون الذين كانوا ينتظرون بصبر فرصة الضرب".
وشدد الكاتب على ضرورة أن ترتقي الولايات المتحدة إلى مستوى التحدي وتستعيد مكانتها كقائدة للعالم الحر، خاصة أن المنافسين يقومون بملء الفجوات مع استمرارها في التنازل عن الأرض لخصومها، ما يمثل تحولًا ينذر بالتوجه نحو الأسوأ في البلدان النامية.
اقرأ أيضاً
أمريكا تحظر على شركاتها الاستثمار بالتكنولوجيا المتقدمة في الصين.. وبكين تحذر
المصدر | فيصل سعيد المطر/تليجراف - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الصين الولايات المتحدة السعودية الإمارات إيران الولایات المتحدة الشرق الأوسط إلى أن
إقرأ أيضاً:
جامعة دار الكلمة تنظم "المؤتمر الدولي حول فهم الصهيونية المسيحية "
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نظمت جامعة دار الكلمة في بيت لحم، ومؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي في عمان ، "المؤتمر الدولي حول فهم الصهيونية المسيحية وآثارها على المسيحيين في الشرق الأوسط"، تحت رعاية الأمير غازي بن محمد، المستشار الرئيسي لملك الأردن للشؤون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصي، في موقع المعمودية .
شارك في المؤتمر مجموعة من الخبراء الأكاديميين والقادة الدينيين العالميين من 17 دولة متخصصين في اللاهوت والتاريخ والآثار والأنثروبولوجيا المتعلقة بالصهيونية المسيحية. بالإضافة إلى ذلك، يشارك في هذا المؤتمر رؤساء الكنائس من القدس والأردن.
افتتح الأمير غازي بن محمد المؤتمر باستضافة المشاركين في جولة في مسار الحج في المعمودية. وسلطت الجولة الضوء على أهمية الموقع بالنسبة للمسيحية ودور جلالة الملك عبد الله الثاني في حماية المواقع المسيحية والمجتمع في الأرض المقدسة.
في الجلسة الافتتاحية، أوضح البطريرك ثيوفيلوس أن شرعنة الصهيونية المسيحية للإبادة الجماعية وتأييدها للاحتلال والعنف ليس جزءًا من المسيحية الحقيقية: فالمسيح لم يدع أبدًا إلى العنف.
ركزت مناقشات الأيام الأربعة للمؤتمر على المواضيع التالية:
1. فهم الصهيونية المسيحية تاريخيًا
2. الصهيونية المسيحية والاستعمار والإبادة الجماعية
3. الصهيونية المسيحية وعلم الآثار الاستيطاني والتهديد للقدس
4. الصهيونية المسيحية العالمية في الولايات المتحدة ومنطقة الشمال الأوروبي وأوروبا
5. الصهيونية المسيحية العالمية في كندا والهند واليابان
6. الدراسات الناشئة حول الصهيونية المسيحية
7. استراتيجيات وتكتيكات لمواجهة الصهيونية المسيحية
تتميز هذه المشاورة لعدة أسباب:
أولاً، تجمع لأول مرة معظم العلماء البارزين الذين ساهموا بشكل كبير في هذا الموضوع في إطار دولي شامل.
ثانيًا: تركز على موضوع غير مدروس: تأثيرات الصهيونية المسيحية على المسيحيين في الشرق الأوسط.
ثالثًا، يتم تنظيم هذا التجمع تحت رعاية الكنائس المحلية، مما يؤكد على أهمية الاستماع إلى المسيحيين في الشرق الأوسط بدلاً من مجرد مناقشتهم.
رابعًا، بالإضافة إلى العلماء وقادة الكنيسة، ينضم إلى المؤتمر مؤثرون في وسائل التواصل الاجتماعي والصحافة في مجال الدين لتوسيع الوعي بهذه القضية الحيوية.
خامسًا، يتبنى هذا التشاور نهجًا مناهضًا للاستعمار. ويسلط الضوء على كيف توفر الصهيونية المسيحية الإطار الأيديولوجي، أي البرمجيات، التي تسهل استعمار الأراضي الفلسطينية من قبل المستوطنين، في حين يوفر الدعم العسكري الغربي الأجهزة، مما يتيح التطهير العرقي والإبادة الجماعية.
إن الإسلاموفوبيا والعنصرية ضد العرب جزء لا يتجزأ من الصهيونية المسيحية، التي غالبًا ما تعامل محنة المسيحيين في الشرق الأوسط على أنها أضرار جانبية.
سادسًا، يهدف المؤتمر إلى تجميع ونشر مختارات عالمية غير مسبوقة عن الصهيونية المسيحية.
سابعًا، تتمتع هذه المشاورة بأهمية لأنها تجري في الأردن، في موقع معمودية السيد المسيح، حيث بشر يوحنا المعمدان إيذانًا ببداية الخدمة العامة للمسيح.
وأخيرًا، فإن توقيت هذه المشاورة مؤثر بشكل خاص. عندما تم التخطيط للمؤتمر قبل عامين، لم يكن أحد يتوقع أن يشكل الرئيس ترامب أكثر حكومة مسيحية صهيونية في تاريخ أمريكا أو أن اليمين السياسي بآرائه الاستشراقية والمسيحية الوطنية سيكتسب زخمًا في أوروبا.
واختتم المؤتمر بوضع توصيات ملموسة للاستراتيجيات والإجراءات المستقبلية.
تضمنت اللجنة التوجيهية للتشاور كلا من الدكتور متري الراهب، رئيس جامعة دار الكلمة في بيت لحم، الدكتور طارق الجوهري، المدير العام لمعهد آل البيت للفكر الإسلامي، الدكتور وصفي كيلاني، مدير الصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة، الأسقف الدكتور منيب يونان، الأسقف السابق للكنيسة اللوثرية في القدس والأردن، الدكتور روبرت سميث، أستاذ التاريخ ووزير مكرس في الكنيسة الإنجيلية الأمريكية
IMG_1389 IMG_1388 IMG_1387 IMG_1386