الجزيرة:
2025-04-29@13:04:45 GMT

أسرار خطة وتوقيت المعركة في سوريا

تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT

أسرار خطة وتوقيت المعركة في سوريا

لأكثر من شهرين تناقل الناشطون في سوريا أنباء الحشود العسكرية للمعارضة السورية المسلحة في إدلب، وذاع الخبر أن التجهيزات العسكرية هي لتحرير مدينة حلب في الوقت الذي تنشغل فيه القوات الحليفة للنظام في محافظة حلب وشرق إدلب من الحرس الثوري الإيراني وقوات حزب الله اللبناني بالمعارك التي بدأتها إسرائيل في لبنان.

بينما غلب النفي والتشكيك من ناشطين ومحللين آخرين في أن يصل الأمر إلى مدينة حلب أو أن يطالها، مرجحين أن يسمح لفصائل المعارضة أن تفتح معارك محدودة للرد على الهجمات والانتهاكات التي تتعرض لها مناطقها، أو ربما أن الحشود العسكرية هي لمجرد تحسين الظروف التفاوضية.

لم تكن المفاجأة أن فصائل "غرفة عمليات الفتح المبين" التابعة للمعارضة السورية أعلنت بدء المعركة صباح 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، وأطلقت عليها اسم "عملية ردع العدوان" بل كانت المفاجأة بحجم المعركة الذي تجاوز سريعًا تحرير مدينة حلب، أمام انهيار متسارع لقوات النظام وحلفائه.

مجريات المعركة وحدودها

بدأت الفصائل إعلان أخبار المعركة وبياناتها عبر ما أسمته: "القيادة العامة لإدارة العمليات العسكرية"، وبدأت تنتشر أخبار التقدم وتحرير المدن والبلدات في ريف حلب الغربي، لينطلق محور ثانٍ للمعارك في ريف إدلب الشرقي، بالتزامن مع توسع دائرة المشتركين من الفصائل في هذه المعارك، خاصة مع التقدم السريع الذي بدأت تحرزه الفصائل في اليوم الثاني للمعركة، ثم النتائج المفاجِئة في اليوم الثالث بسيطرة الفصائل بشكل كامل على مدينة حلب.

كانت السيطرة السهلة والسريعة على مدينة حلب بعد ريفها الغربي دافعًا رئيسيًا للاستمرار في المعارك بعد ارتفاع هائل في معنويات المعارضة السورية، إلى جانب ما وفره انهيار دفاعات النظام والقوات الإيرانية من أسلحة وذخائر استخدمتها الفصائل مباشرة في تقدمها، حيث حصلت الفصائل في الأيام الثلاثة للمعركة فقط على أكثر من 65 مدرعة بينها عدد كبير من الدبابات، ومستودعات من الصواريخ والطائرات المسيرة، ويقدر حجم السلاح والعتاد والذخيرة التي حصلت عليه الفصائل بأكثر من ضعف ما كانت جهزته لدخول هذه المعركة.

قبيل الفجر من اليوم الرابع للمعركة كانت فصائل الجيش الوطني – التي يتم ربطها بتركيا- شمال حلب قد بدأت باستهداف مناطق النظام في بلدة تادف، وأعلنت العمل تحت اسم "غرفة عمليات فجر الحرية" لتدخل المعارك يومها الرابع ويكون حافلًا بتقدم كبير وواسع في بلدات نبل والزهراء وتل رفعت في شمال حلب، وباقي المواقع العسكرية في مدينة حلب ومحيطها، واستكمال التحرير الذي بدأ في إدلب من سراقب ليصل إلى معرة النعمان وخان شيخون ومورك، ويتم الإعلان رسميًا عن بدء معركة تحرير حماة.

دوافع المعركة وأسبابها

أكدت الفصائل في بياناتها عن المعركة أن أسبابها تتلخص في اسم المعركة الذي تم اختياره وهو "ردع العدوان"، حيث بدأت قوات النظام السوري والمجموعات الإيرانية ومجموعات حزب الله التصعيد ضد مناطق المعارضة، وخصوصًا ريف حلب الغربي وريف إدلب الشرقي منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

فعليًا فإن الاستياء من تجاوزات النظام وانتهاكاته لم ينحصر في المعارضة فقط، بل كان هذا واضحًا على الجانب التركي الذي أوصل رسالة صريحة للروس في جولة أستانا 22 أنها لن تمنع الفصائل من مواجهة النظام، وأعاد المسؤولون الأتراك ما كان يرددونه في كل جولة من ضرورة رجوع النظام عن المناطق التي اقتحمها بعد اتفاق 2019.

إلى جانب الاستياء من انتهاكاته وتجاوزاته، فإن استمرار النظام في دعم "قوات سوريا الديمقراطية (قسد)" ورفضه التطبيع مع تركيا ربما كان ذلك دافعًا إضافيًا يمكن أن يدفع أنقرة لدعم الفصائل والسماح لها بخوض المعركة، خاصة أن المستجدات الإقليمية والدولية قلبت موازين القوة بين الفاعلين المحليين في سوريا، على الأقل باتت المعارضة أكثر تماسكًا وحاجة إلى خوض المعركة، وبات النظام أكثر ضعفًا وتفككًا.

بعيدًا عن الأسباب والدوافع المباشرة، فإن الموازين في المنطقة قد تغيرت بالفعل، وشكل المنطقة لا بد أن يتغير مع تغير الموازين، سيربح من زادت موازينه، وستكون أمامه فرص أكبر على حساب أطراف أخرى تراجع نفوذها ودورها الإقليمي والدولي.

وإن صحت التوقعات، فقد شعرت تركيا أن قدرتها على التحرك في سوريا قد ارتفعت منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا، وحالة الاستنزاف التي تعانيها موسكو هناك، ثم تعززت بعد تراجع الدور الإيراني في المنطقة عمومًا إثر الضربات التي تلقتها من إسرائيل، وبعد الضعف الكبير الذي أصاب القوات الإيرانية وحزب الله اللبناني.

مواقف الفاعلين الإقليميين والدوليين

لم تزد تركيا أن أعلنت أن المعركة التي انطلقت من إدلب هي معركة الفصائل، ضمن حقهم في استعادة المناطق التي سيطر عليها النظام بعد إبرام اتفاقيات خفض التصعيد ووقف إطلاق النار بين موسكو وأنقرة عام 2019. والشائع أن الفصائل المشاركة في المعركة أو جزء منها تحظى بدعم أنقرة، ما يرجح أن تكون تركيا داعمة للمعركة بشكل كامل بقدر استفادتها منها.

والظن أن تركيا لم تدعم هذه المعارك بالتوافق والتنسيق مع روسيا، بل على العكس تمامًا فإن المعارك كانت نتيجة للفشل في الوصول إلى تفاهمات بين أنقرة وموسكو في نقاشات امتدت لأشهر، ثم وصلت إلى طريق مسدود في جولة أستانا 22، لكن في الوقت نفسه كانت تركيا تعلم أن روسيا مضطرة للتعامل مع الواقع الجديد دون أن تستطيع مساعدة النظام.

فهي من جانب، مستنزفة في حروبها مع أوكرانيا. ومن جانب آخر، فإنها دوليًا لن تضع نفسها في مكان المدافع عن إيران وحزب الله في سوريا قبيل مجيء ترامب للسلطة.

روسيا لا يسرّها المشهد الجديد، وفي نفس الوقت لا تمتلك رفاهية مواجهته، فقوّاتها في سوريا غير كافية لتحقيق تغطية جوية، وهي ترى أن التكلف بنقل عتاد وسلاح إلى سوريا يكاد يكون غير مجدٍ مع عدم وجود قوات على الأرض قادرة على الاستفادة من هذه التغطية، خاصة بعد مشهد الانهيار الذي حصل خلال الأيام الأولى للمعركة.

ومع ذلك فقد ترسل موسكو دعمًا عسكريًا، كما وعدت النظام، لحماية مصالحها، وإيقاف الانهيارات عند حد ما للانتقال للتفاوض، لكن قبل ذلك تنتظر موسكو أن يأتيها من يمول هذا الدعم ويدفع فاتورته، مع صعوبة ذلك في ظل الأحداث على مستوى المنطقة منذ عام حتى الآن.

ويستبعد أن يكون هناك أي دور للولايات المتحدة والغرب عمومًا أو إسرائيل في المعركة، غير أن ما يحصل لا بد أنه خصم من أرصدة إيران في المنطقة، لذلك ستنظر له الولايات المتحدة والغرب بإيجابية، فيما لن تنظر له إسرائيل بإيجابية في ضوء توتر علاقاتها مع تركيا بعد معركة طوفان الأقصى، لكنها سوف تستثمره وتستفيد منه ضمن حربها على المحور الإيراني في المنطقة.

آثار المعركة وتداعياتها

ستترك المعارك الجارية آثارها وتداعياتها على المشهد السياسي في سوريا تمامًا، كما تركت أثرها في تغيّر خريطة النفوذ والسيطرة بهذا الحجم الكبير نسبيًا، خاصة مع عدم قدرة النظام وحلفائه على تغيير الواقع الميداني واضطرارهم للتعامل معه.

ربما يكون مبكرًا أو حتى مستبعدًا القول: إن المعركة قد أنهت جميع التفاهمات والاتفاقيات الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها تلك التي وثقتها جولات أستانا، أو التي جرت بشكل ثنائي بين أنقرة وموسكو.

لكن المؤكد أن نتائج هذه المعارك ستكون في صالح تركيا على طاولة المباحثات السياسية، سواء مع روسيا في الملفات المشتركة بين البلدين، أو مع الولايات المتحدة وباقي الدول الغربية بعد عودة ترامب للبيت الأبيض وشروعه في تنفيذ سياسات بلاده الخارجية في الشرق الأوسط.

ربما لا تصل المعارك إلى حد تهديد النظام السوري وجوديًا وإسقاطه، لكنها ستعيد الحسابات في طريقة النظر إلى هذا النظام والنظر إلى جدوى التطبيع أو التعامل معه، كما أنها ستدعم المعارضة السورية، وتساعدها لاحقًا في استعادة التأثير في العملية السياسية المتوقفة.

الخطر الأكبر على النظام يتمثل في أن تستطيع المعارضة السورية وبدعم من تركيا إعمار حلب وباقي المناطق الخارجة عن سيطرته، وأن تديرها بشكل جيد فتتحول إلى مكان آمن لعودة اللاجئين من خارج سوريا، وهروب من تبقى في مناطق النظام إليها، الأمر الذي سيساهم في زيادة تفكك النظام وضعفه تمهيدًا لسقوطه.

أسرار توقيت المعركة

اختيار التوقيت كان شديد الدقة، فما كان لتركيا أن تتغاضى عن تحرك الفصائل في سوريا ضد النظام (وبالتالي ضد إيران وحزب الله)، بينما تستمر المعارك في لبنان ضد إسرائيل، حيث تقف أنقرة ضد تل أبيب منذ بدء حربها على غزة بما تضمنته من مجازر وانتهاكات.

ولذلك كان تحرك الفصائل بعد إعلان وقف إطلاق النار في لبنان لحظة مناسبة، فلا تتهم تركيا أو المعارضة بطعن ما يسمى محور المقاومة في الخاصرة لصالح إسرائيل.

وفي نفس الوقت كان تأخير خيار العمل العسكري محاولة لتسوية الأمر عبر التفاوض مع روسيا، بناء على تقديرات بضعف القدرة الروسية والإيرانية في سوريا. وتتراجع قوات النظام بناء على هذه التسوية عن المناطق التي سيطرت عليها بعد اتفاق عام 2019، وتلتزم بها روسيا بتعهدها بإخراج "قسد" من تل رفعت ومنبج.

أعطت أنقرة المفاوضات الفرصة الكافية، وكانت الجولة الأخيرة من مفاوضات أستانا التي عقدت في 11 و12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، فرصة أخيرة أمام روسيا للاستجابة لمطالب أنقرة، فلا تضطر للتحرك لحماية أمنها القومي، أو تسكت عن تحركات فصائل المعارضة لاستعادة المناطق بالقوة والحرب.

جاء توقيت المعركة في وقت يعاني فيه النظام من خلل بنيوي في مؤسسته الأمنية والعسكرية، فضلًا عن تعب واستنزاف حلفائه روسيا وإيران ما يشغلهما عن تقديم دعم له، فضلًا عن الإنهاك والاضطراب الكامل الذي يعانيه حزب الله اللبناني بعد الضربات القاصمة التي تعرض لها في حربه مع إسرائيل.

المعركة أيضًا جاءت ضمن الفترة الانتقالية للإدارة الأميركية، وهي إن كانت تستهدف النظام وإيران وحزب الله بشكل رئيسي إلا أنها ستطال قوات "قسد" المدعومة أميركيًا في غرب الفرات، ووضع مثل هذا يفضل أن يحدث لتثبيت أمر واقع قبل أن تتولى الإدارة الأميركية الجديدة.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الفصائل فی فی المنطقة وحزب الله مدینة حلب فی سوریا ما کان

إقرأ أيضاً:

بن مبارك يتعهد بمواصلة محاربة الفساد ويؤكد أن تأجيل المعركة ضد الفساد ليس مقبولا

تعهد رئيس مجلس الوزراء اليمني أحمد بن مبارك، بمحاربة الفساد في مختلف مؤسسات الدولة بمناطق سيطرة الحكومة الشرعية، مؤكدا أن تأجيل المعركة ضد الفساد بذريعة الظروف الراهنة لم يعد مقبولا.

 

جاء ذلك خلال حضور بن مبارك ورشة عمل بعنوان "جهود تعزيز إنفاذ القانون في مكافحة الفساد” في العاصمة المؤقتة عدن.

 

وقال بن مبارك: مكافحة الفساد ليست خيارا بل أمر حتمي وواجب وطني، مشيرا إلى أنه جدد العهد على أن لا تهاون مع الفساد أيا كان شكله، وفقا لوكالة سبأ الحكومية.

 

وأكد أن المعركة ضد الفساد مستمرة لحماية مؤسسات الدولة واستعادة ثقة المواطن، متطلعا للخروج برؤية وطنية شاملة تتكامل فيها الجهود الحكومية والرقابية والقضائية لتعزيز الشفافية وسيادة القانون.

 

وأشار إلى أن الحكومة وهي تتبنى رؤية واضحة وشاملة لإخراج اليمن من وضعه الراهن، تدرك تمامًا أن مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية وتفعيل المساءلة ليست فقط مطالب أخلاقية، بل شروطاً أساسية لتحقيق الاستقرار السياسي والتعافي الاقتصادي، واستعادة ثقة المواطن في مؤسسات الدولة، موضحاً أن هذه الأولويات تشكّل محورًا أساسيًا في المسارات الخمسة التي أطلقها منذ تحمله المسؤولية وتشمل استعادة الدولة وتعزيز مركزها القانوني، وتعزيز الشفافية ومكافحة الفساد، والإصلاحات المالية والإدارية، إضافة إلى تنمية الموارد الاقتصادية، والاستخدام الأمثل للمساعدات والمنح الخارجية.

 

وأكد بن مبارك أن "هذه الورشة التي تأتي ضمن مبادرات المسار الثاني، لتكون إحدى الأدوات الفعلية لتجسيد تلك الرؤية على أرض الواقع، ليست مجرد فعالية بروتوكولية أو نقاشاً أكاديمياً، بل منبرا وطنيا جامعا، نهدف من خلاله إلى فتح حوار مؤسسي وتشاركي بين كل الفاعلين في منظومة إنفاذ القانون، من قضاة ووكلاء نيابة وأجهزة رقابية، ومؤسسات تنفيذية بالتكامل مع المجتمع المدني، والإعلام، والقطاع الخاص، وبالشراكة مع الشركاء الدوليين، لافتا إلى أن الفساد لا يتسبب فقط في هدر الموارد العامة، بل يؤدي أيضًا إلى تعطيل التنمية، وتفكيك النسيج المؤسسي، وانهيار الخدمات وخلق فجوة بين المواطن والدولة".

 

وقال "ما نعانيه اليوم من تردٍّ للخدمات في شتى المجالات إلا إحدى النتائج المباشر للفساد وضعف الشفافية، ولهذا فإن أي جهود للتعافي وإعادة البناء لا يمكن أن تُكتب لها الاستدامة ما لم تكن مدعومة بمؤسسات قادرة، ونزيهة، وشفافة، وقائمة على المساءلة".

 

وشدد رئيس الوزراء أن نظرية تأجيل مكافحة الفساد نظرا للظروف الراهنة، لا يمكن القبول بها وتجارب الشعوب أثبتت ذلك، بل إن مكافحة الفساد في الظروف غير العادية أشد أهمية. وقال "تخيلوا أننا نصرف سنويا 600 مليون دولار على شراء الكهرباء وليست منتظمة، وتم التعاقد بأكثر من 180 مليون دولار لتشغيل مصافي عدن ولم تشتغل وهذا كله مخالف للقانون".

 

وأضاف "يجب أن نواجه أنفسنا ونكون صادقين، ونعترف بأن هناك إشكالية حقيقية، هذه مسؤولية مجتمعية، أمانة دينية وأخلاقية، ومن المعيب علينا أن نبقى في مواقعنا، ونحن نرى هذا الأمر والفساد غير المقبول، وعلينا أن نكون صادقين لتغيير الواقع ونتحمل هذه الأمانة، وعدم الانشغال بالقضايا الصغيرة".

 

ولفت إلى أن مكافحة الفساد لم تعد خيارا بل أمرا حتميا، وما نعيشه من معاناة في العاصمة عدن وفي غيرها من المدن وفي القرى، بينما هناك ملايين الدولارات ومليارات الريالات تصرف في غير محلها ونحن في أشد الحاجة لها في قضايا رئيسية. وقال "يجب أن نكون مؤمنين بهذا الأمر، ونعمل على أساسه، ومن موقعي كرئيس وزراء ومسؤول تنفيذي في هذه المسألة، سأكون معكم إلى آخر المدى في قضية مكافحة الفساد، مهما كانت التضحية في هذا الأمر، وهي مهمتنا جميعا وليست قضية روتينية".

 

وأكد الدكتور أحمد عوض بن مبارك، على ضرورة التعاطي مع مكافحة الفساد بمسؤولية عالية، ومغادرة أي تصنيفات وأي شيء، فالجميع شركاء في هذه المسؤولية، وإذا تعاملنا بجدية فشركاؤنا الدوليين وفي المقدمة الأشقاء بالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة سيكونون عونا لنا، لكن علينا أن نؤمن بهذه القضية وأنها مسؤوليتنا ولن يقوم بها أحد غيرنا.

 

وقال "مكافحة الفساد ليست مجرد عملية لكشف الجرائم أو تقييد المخالفين، بل هي استراتيجية لحراسة القيم وردع التجاوز، وترسيخ فضيلة النزاهة، كما أن نقل قضايا الفساد إلى حياة الناس عبر الإعلام والمجالس العامة، والمنصات، يشكل ضغطًا شعبيًا ضروريًا لمحاصرة الفاسدين، وتعزيز الرقابة".

 

ولفت رئيس الوزراء إلى حرص الحكومة على أن لا تكون جهود مكافحة الفساد ردود أفعال ظرفية، بل سياسة عامة متكاملة، ومسارا ونهجا قائما على قواعد واضحة ومعايير دولية، على رأسها اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، التي كان اليمن من أوائل الموقعين عليها منذ عام 2003، بالإضافة إلى الالتزامات في إطار اتفاقية مكة المكرمة لمنظمة التعاون الإسلامي، وسائر المعايير الدولية المعتمدة دوليًا وإقليميًا.

 

وقال "منذ اليوم الأول، وضعنا نصب أعيننا تفعيل المؤسسات المعنية بمكافحة الفساد وتعزيز النزاهة. فقد وجهنا الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة بمراجعة أداء العديد من المؤسسات الحكومية الحيوية، وقد رفعت التقارير المتعلقة بذلك إلينا وإلى مجلس القيادة الرئاسي، مما أسفر عن إحالة العديد من الملفات إلى القضاء سواء من قبلنا أو من قبل فخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي".

 

وخلال الأشهر والسنوات الماضية، تعاظمت عملية الفساد داخل مؤسسات الدولة بصورة غير مسبوقة ضمن استغلال بشع للحرب التي تشهدها البلاد منذ أكثر من عشر سنوات، وفقا لتقارير حكومية عدة أبرزها تقارير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة والتي نشرتها وكالة سبأ الحكومية قبل أشهر، ضمن صراع بين المجلس الرئاسي ورئيس الحكومة اليمنية.


مقالات مشابهة

  • "يديعوت" تكشف تفاصيل "المعركة الأصعب" منذ استئناف القتال في غزة
  • إعلام إسرائيلي: تركيا تسمح لحماس والجهاد بالتدريب في سوريا
  • مصدر أمني:تعيين (20) ألف مسلح جديد في ميليشيا حكومة الإطار الحشد الشعبي
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
  • مفاجآت من دمشق.. ستاتزمان يكشف أسرار لقاءه مع الشرع وفرص التحول في سوريا
  • بن مبارك يتعهد بمواصلة محاربة الفساد ويؤكد أن تأجيل المعركة ضد الفساد ليس مقبولا
  • بمهام جديدة.. دمج 20 ألف عنصر من الفصائل في الحشد والقوات العراقية
  • معاريف: جيش الاحتلال منهك وعاجز عن حسم المعركة مع حماس
  • الرابطة تحدد ملاعب وتوقيت اللقاءات المتأخرة
  • طبيب سوري مغترب: رفع العقوبات ضروري لبناء النظام الصحي السوري الذي ‏دمره النظام البائد