شارع يافا معقل التجارة والتاريخ والمقاومة في القدس
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
شارع يافا أحد الشوارع الرئيسية في القدس، ومن أكثرها حيوية وأهمية. وهو يمتد من باب الخليل قرب البلدة القديمة باتجاه الغرب، ويصل إلى المناطق الحديثة من هذه المدينة الفلسطينية المقدسة.
كما يشتهر بتاريخه العريق، ويضم هذا الشارع عددا من المعالم الهامة والمباني التاريخية.
التاريخفتحت مدينة القدس منتصف القرن الـ19 على أوروبا وأصبحت مزارا للسياح عن طريق ميناء حيفا، وخاصة بعد شق طريق من ميناء يافا إلى القدس تسلكه الخيول والعربات لنقل الناس.
وقد افتتح شارع يافا عام 1869 وتم تعبيده قبل زيارة للقدس قام بها الإمبراطور النمساوي فرانس جوزيف.
ومع افتتاح طريق شارع يافا، نقلت بلدية القدس على عهد الدولة العثمانية من داخل البلدة القديمة إلى بداية هذا الشارع بالقرب من باب الخليل.
وبعد قدوم الإنجليز نقلوا مبنى البلدية إلى خلف مبنى البلدية العثمانية، وبالضبط على بعد 100متر منها بجانب الحديقة العثمانية، بدعم من بنك باركليز اليهودي. ومع قيام إسرائيل أصبحت مقرا لبلدية الاحتلال.
وأقيمت الحديقة العثمانية عام 1891، وكانت أول حديقة عامة في مدينة القدس، كما كانت مقرا لتدريب الجيش العثماني، وكانت تعرف برأس الميدان.
وتأسس شارع يافا أواخر القرن الـ19 مع بداية توسع القدس خارج أسوار البلدة القديمة، ويبدأ من طرفها الشمالي الغربي، من منطقة الميدان والحديقة العثمانية ويستمر تقريبا إلى بداية قرية لفتا.
شارع يافا يعد أحد أطول وأقدم الشوارع الرئيسية في المدينة المقدسة (شترستوك)وفي العهد العثماني والانتداب البريطاني كان شارع يافا مركزا تجاريا رئيسيا وارتبط بالنقل والحياة الاقتصادية. وبعد الاحتلال الإسرائيلي، استمر الشارع في كونه واحدا من المحاور الرئيسية للتجارة والنقل في القدس.
وكان شارع يافا في الفترة العثمانية ذا صفّين، الأيمن فيه المقاهي والصيدليات ومتاجر الأقمشة، والأيسر به مطاعم ومطابع وبنوك، ثم منطقة مأمن الله (سوق طريق ماملا) الكبير الذي يسير باتّجاه مقبرة مأمن الله ثم ساحة الميدان التي تعجّ بالفنادق والمحلات.
وفي الفترة الإنجليزية ازدهر شارع يافا بكثير من الأعمال، وكان فيه البريد الرئيسي لحكومة الانتداب البريطانية، وتحول إلى بنك إسرائيلي بعد احتلال القدس.
عمليات المقاومةفي النكبة عام 1948، التي انتهت باحتلال إسرائيل القدس الشرقية، تحول شارع يافا إلى أحد الشوارع الرئيسية في المدينة المقدسة، واستمر محورا مهما للحركة التجارية.
وشهد الشارع الكثير من الأحداث نظرا لموقعه الإستراتيجي وأهميته الاقتصادية والثقافية، ففي عام 1968 تم تفجير أحد أسواقه "محانيه يهودا" إذ زرعت فيه قوات خاصة تابعة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) 150 كيلوغراما من الديناميت داخل شاحنة، مما أدى لمقتل 5 إسرائيليين وإصابة 190 آخرين.
وعام 1997 فجر 3 استشهاديين من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنفسهم عند مدخل أكبر مجمع تجاري في شارع يافا، وقتلوا 17 إسرائيليا وأصابوا أكثر من 160 آخرين.
وفي 9 أغسطس/آب 2001 حدثت "عملية مطعم سبارو" التي قَتَل فيها عز الدين المصري -الاستشهادي من كتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحماس)- 15 إسرائيليا وأصاب العشرات.
أهم المعالم التاريخية بشارع يافا مبنى الجنرال: تاريخي وتجاري، يقع في القدس الغربية. وقد صممه مارسيلو بياسينتشي كبير مهندسي النظام الفاشي الإيطالي، وكان بمثابة فرع القدس لشركة التأمين "اسيكورازيوني جنرالي" من عام 1935 إلى 1946.وعام 1946 أممت حكومة الانتداب البريطاني المبنى وأغلقته مع العديد من المباني الأخرى في الطرف الشرقي من شارع يافا بمنطقة أمنية محصنة. ومع نهاية الانتداب عام 1948، احتلت المبنى منظمة أرغون الصهيونية.
ومنذ إعلان قيام إسرائيل ضم مبنى الجنرال مكاتب إدارة منطقة القدس والوكالات الحكومية الأخرى. وجعلت العمارة الكلاسيكية والحديثة من المبنى معلما بارزا وسط مدينة القدس. ميدان سفرا: سمي بهذا الاسم نسبة إلى يعقوب سفرا وابنه إدموند سفرا، اللذين تبرعا للإسرائيليين للبناء في تسعينيات القرن الـ20. وهو مركز إداري هام للمدينة، تم تأسيسه عام 1993، وكان مجمعا حكوميا يضم بلدية القدس.
ويشمل هذا الميدان مباني تاريخية من العهد العثماني والبريطاني، ويحتوي على نوافير وأشجار نخيل، مما جعله مكانا للاحتفالات العامة. بالعهد العثماني والانتداب البريطاني كان شارع يافا مركزا تجاريا رئيسيا وارتبط بالنقل والحياة الاقتصادية (شترستوك) عمارة صنصور: وهي أحد معالم شارع يافا، ويعود إلى عهد الاحتلال البريطاني. وقد بناها الفلسطيني ميخائيل صنصور من مدينة بيت لحم عام 1929 على قطعة أرض اشتراها عام 1927.
وقد شيدت على طراز كلاسيكي مع بعض التحديث، وهي عبارة عن بناء مثلث الشكل تتوسطه ساحة، وذات تصميم فخم يمزج بين خطوط حديثة وزخارف. وخصصت الطوابق العليا للمكاتب، أما السفلى فكانت متاجر تطل على 3 شوارع هي: شارع يافا، بن يهودا، الملك جورج.
واحتضنت عمارة صنصور إدارة الإذاعة الفلسطينية (هنا القدس) زمن الاحتلال البريطاني، وبعد الاحتلال الإسرائيلي ما زالت واجهتها تحمل اسم عائلة صنصور وكذلك عام البناء بالأرقام الرومانية (1929). سوق لفتا (محانيه يهودا): رغم أنه سوق تقليدي، إلا أنه يمثل جزءا مهما من تاريخ القدس وثقافتها. ويقع بالقرب من شارع يافا، وكان وجهة تجارية هامة للعديد من السكان والزوار على مر العقود.
وكانت البداية مع نهاية الحكم العثماني بالقدس أواخر القرن الـ19. وخدم هذا السوق سكان المناطق المحيطة، وكذلك سكان القرى المجاورة لمنطقة غرب القدس. وأثناء الانتداب البريطاني على الأراضي المقدسة، حظي السوق باهتمام ودعم كبير من السلطات البريطانية التي وفرت الكهرباء ومنظومة لتصريف مياه أحيطت بسور وأصبحت مركزا. الكنيس الإيطالي (بيت شالوم): وهو واحد من أقدم المعابد اليهودية بالقدس الحديثة، ويقع في شارع هليل المتفرع من شارع يافا.
ويعكس الكنيس الطابع اليهودي الإيطالي، وقد تم نقله إلى القدس أوائل القرن العشرين. مبنى مكتب البريد المركزي: كان مكتبا للبريد العام فترة الانتداب البريطاني، ويُعد واحدا من 3 مبان حكومية بهذه المنطقة.
وتم تشييده بين عامي 1934 و1938، بتصميم أوستن هاريسون المهندس المعماري الرئيسي لقسم الأشغال العامة بالانتداب البريطاني، وبمشاركة المهندس المعماري الحكومي بيرسي هارولد وينتر.
وبلغت التكلفة الإجمالية للمشروع 120 ألف إسترليني، وكان الهدف من إنشاء المبنى توفير مكاتب للموظفين الإداريين والفنيين في بريد فلسطين والتلغراف والهاتف، إضافة إلى محطة الهاتف المركزية ومكتب بريد القدس.
وأُقيم حفل الافتتاح الرسمي في 18 يونيو/حزيران 1938 بحضور المفوض السامي ومئات المدعوين. ويعكس المبنى بشكل نموذجي الطراز المعماري لفترة الانتداب. شارع يافا يمتد من باب الخليل قرب البلدة القديمة باتجاه الغرب ويصل المناطق الحديثة من القدس (شترستوك) بنك أنجلو بلاستينا اليهودي: مكون من عدة طوابق، وعام 1920 أصبح أكثر نشاطا بالتزامن مع تفكُّك الدولة العثمانية وفرض الانتداب البريطاني على أرض فلسطين، وبدأ يمارس أنشطته الاستيطانية علنا.
كما استثمر بمشاريع جديدة في فلسطين بهدف إقراض ومساعدة سكان المستوطنات، وكانت أبرز مساهماته شراء أراض في فلسطين، من بينها أراضي بيت عريف بجانب اللد وأراضي خُلدة وفجّة وأم جوني، التي أقيمت على أراضيها مستوطنة دجانيا، أولى مستوطنات الاحتلال في فلسطين وغيرها من الأراضي.
وأثناء فترة الانتداب البريطاني، كان البنك الأكبر، بل والأكثر فخرا والتزاما بمهمة التوطين اليهودي في ما يسمونه "أرض إسرائيل" وكان مديروه شركاء في اتخاذ القرارات المتعلقة بالجوانب المالية والاقتصادية في إسرائيل، بل كان البنك شريكا في جميع المشاريع الاقتصادية المهمة للوكالة اليهودية، مثل شركات الكهرباء و"مكوروت" للمياه و"سولل بونيه" للإنشاءات، ومصانع البحر الميت، إضافة إلى مصانع وفنادق. المستشفى البلدي العثماني: أُنشئ عام 1891 في عهد السلطان عبد الحميد الثاني بالقدس، إذ اشترى الحاج سليم أفندي الحسيني (رئيس بلدية القدس) قطعة أرض في حي الشيخ بدر، وبنى عليها مبنى من طابقين يضم 28 غرفة و40 سريراً.
أمّا طاقم المستشفى فكان يتألّف من 7 ممرضات و5 ممرضين وسكرتير للمستشفى، وكان رئيس الأطباء يونانيا يُدعى "فوتيوس أفكليدس" يساعده الطبيب المقدسي كامل الحسيني.
وقد زُود المستشفى بغرفة عمليات مجهزة وصيدلية تحتوي على جميع الأدوية المعروفة ذلك الوقت، وفي زمن متصرف القدس (علي أكرم بك) أُنشئت بناية صغيرة من 3 غرف، خُصصت للأمراض المعدية. وبعد الحرب العالمية الأولى حوّلت سلطات الانتداب البريطاني دار المستشفى إلى مقر لدائرة الصحة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الانتداب البریطانی البلدة القدیمة شارع یافا فی القدس
إقرأ أيضاً:
شاهد | العدوان الأمريكي البريطاني على العاصمة صنعاء
???? شاهد | العدوان الأمريكي البريطاني على العاصمة #صنعاء 30-06-1446هـ 31-12-2024م
???? تقرير: محمد الجبلي#التصعيد_بالتصعيد #فلسطين_قضيتنا_الأولى#معركة_الفتح_الموعود_والجهاد_المقدس #شاهد_المسيرة pic.twitter.com/yukPL6uUxD
— شاهد المسيرة (@ShahidAlmasirah) December 31, 2024