أطلقت لجنة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا حركة عالمية من أجل مكافحة الفصل العنصري الذي تمارسه إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك في ختام المؤتمر الشعبي الذي استضافته مدينة بريتوريا خلال يومي 28 و29 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وتزامنا مع اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي دعت إليه الأمم المتحدة.

وجاء في البيان الختامي لمجموعة من الجلسات النقاشية أن إطلاق جنوب أفريقيا رسميا حركة مناهضة الفصل العنصري تمثل "لحظة تاريخية مملوءة بالفخر والالتزام بالكفاح العالمي ضد العنصرية والاستعمار والاستغلال والتجرد من الإنسانية".

وأضاف البيان أن "هذا الحدث يشكل موقفا حازما لجنوب أفريقيا ضد نظام الفصل العنصري الاستيطاني الإسرائيلي والإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني".

وتستمد هذه الحركة العالمية إلهامها من إرث نضال جنوب أفريقيا ضد الفصل العنصري، وتهدف إلى تعبئة ائتلاف واسع من القوى المجتمعية لمعارضة الفصل العنصري في فلسطين والدعوة إلى العزلة التامة لإسرائيل.

التزام بالعدالة

وقال رئيس لجنة التوجيه في حركة مناهضة الفصل العنصري القس فرانك شيكاني إن حكومة جنوب أفريقيا اتخذت إجراءات ضد ممارسات الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، والتي امتدت إلى الضفة الغربية. ونحن بحاجة إلى القيام بكل ما يمكن لوقف هذه الإبادة الجماعية.

وأضاف شيكاني -في مقابلة مع الجزيرة نت- إننا في جنوب أفريقيا (حكومة وشعبا) نؤمن بعدالة القضية الفلسطينية، لذلك كنا موجودين في محكمة العدل الدولية. وفي الواقع، "ليس لدينا خيار، لأنه إذا كان هناك ظلم يمارس ضد أي شخص في العالم، بما في ذلك الفلسطينيون، فسوف نقف إلى جانبهم".

ورحب رئيس لجنة التوجيه في حركة الفصل العنصري بقرار المحكمة الجنائية الدولية الأخير ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، وقال إن "قرار الجنائية جاء ليوضح موقفها من الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل، فلطالما اتهمت بأنها تتحرك فقط ضد الأفارقة، أو إذا كان الأمر متعلقا بأعداء الغرب، مثلما فعلوا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".

جنوب أفريقيا نظمت العديد من الفعاليات لمكافحة الفصل العنصري ضد الشعب الفلسطيني (الجزيرة) حركة عالمية

وقال شيكاني في ختام فعاليات المؤتمر إن "الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين وإفلات إسرائيل من العقاب يجب أن ينتهيا، وإننا نمد تضامننا بشكل فاعل إلى الفلسطينيين الذين يستمرون في تحمل ظلم لا يمكن تصوره. معا نطالب بالمساءلة والعدالة والحرية من الفصل العنصري، من نهر الأردن وحتى البحر المتوسط".

كما أكد بيان المؤتمر أن إطلاق حركة مناهضة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا يشعل الشرارة لتتبع البلدان الأخرى المسار نفسه في بناء الزخم الذي سيؤدي إلى حركة عالمية.

ودعا الأمين العام لمجلس الكنائس الجنوب أفريقي القس مزوانديدي مولو المجتمعات الدينية للانضمام إلى هذا التحرك. وقال "كمجلس الكنائس الجنوب أفريقي نعرف مأساة العنصرية وقيمة التضامن العالمي كما دعا إليه قادتنا الدينيون في الماضي".

مضيفا أن "العنف غير المتكافئ الذي تمارسه إسرائيل، والذي حوّل المنطقة الصغيرة من غزة -التي تضم 2.5 مليون فلسطيني- إلى أنقاض بالمدفعية الثقيلة والذخائر والقصف غير المقبول، يحمل سمات الإبادة الجماعية كما عرفها القانون الدولي. لذلك ندعو إلى إنهاء الإبادة التي ترتكبها إسرائيل وتدميرها المنازل والمستشفيات والمدارس والجامعات والكنائس والمساجد".

وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني أمام القنصلية الأميركية بمدينة جوهانسبرغ في مايو/أيار الماضي (الجزيرة) أجندة العمل

وصدر عن المؤتمر تشكيل مجموعات عمل لتنظيم مخرجاته على نحو أكثر فعالية، وضمان اتخاذ الإجراءات التي تضمن تنفيذ الأجندة التي دعا المشاركون في المؤتمر إلى تطبيقها، ومنها:

وقف تسليح الإبادة الجماعية. منع التجارة مع نظام الفصل العنصري. تفعيل سلاح المقاطعة. إنهاء إبادة الأطفال. إنهاء الإبادة البيئية. مواجهة الدعاية الصهيونية وتعزيز الرواية الفلسطينية.  معاقبة المشروع الصهيوني قانونيا ودبلوماسيا. دعم الأسرى الفلسطينيين وأسرهم.

وضمن فعاليات مؤتمر إطلاق حركة الفصل العنصري نُظمت احتجاجات سلمية متزامنة أمام السفارة الأميركية في بريتوريا وكذلك في القنصليات الأميركية في كيب تاون ودربان وجوهانسبرغ.

وأشار البيان الصادر عن المؤتمر إلى أن هذه الاحتجاجات تمثل "وسيلة ضغط على تلك الحكومات التي تدعم وتُمول أعمال العنف التي تقوم بها إسرائيل".

يذكر أنه خلال الفترة من 10 إلى 12 مايو/أيار الماضي استضافت مدينة جوهانسبرغ فعاليات المؤتمر العالمي لمناهضة الفصل العنصري الإسرائيلي في فلسطين، حيث دعا وقتها إلى إطلاق حركة عالمية من أجل تفكيك نظام الاستعمار الاستيطاني والفصل العنصري الإسرائيلي، "كما خول دولة جنوب أفريقيا وقف أولئك الذين يقودون الإبادة الجماعية في غزة"، حسب شيكاني.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الإبادة الجماعیة الشعب الفلسطینی الفصل العنصری جنوب أفریقیا حرکة عالمیة

إقرأ أيضاً:

تدشين معبد هندوسي ضخم في جنوب أفريقيا

افتتح أمس الأحد في جوهانسبرغ -العاصمة الاقتصادية لجنوب أفريقيا- معبد ومركز ثقافي هندوسي وصف بالضخم، وهو الأكبر من نوعه في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية.

والديانة الهندوسية هي الأكثر انتشارا بين الجالية الهندية في جنوب أفريقيا، علما أن أقل من 2% من سكان البلاد من الهندوس.

وحضر حشد من المصلين فجرا للمشاركة في طقوس افتتاح المعبد، تقدمهم الكاهن ماهانت سوامي ماهاراج (92 عاما)، الذي حضر خصيصا من الهند.

وقبيل التدشين، تقدم عشرات من الرهبان موكبا في جوهانسبرغ، السبت، مع فرق موسيقية وراقصين.

وسيقدم المعبد دروسا في الفن والرقص والدين باللغات التي تتحدث بها الجالية الهندوسية في جنوب أفريقيا.

مقالات مشابهة

  • الخارجية الايرانية: ندعم كل الجهود لوقف الإبادة الجماعية في غزة
  • حركة فتح: ما يجرى بالضفة الغربية استكمال لما حدث في غزة من الإبادة الجماعية
  • متحدث فتح: ما يحدث بالضفة استكمال لأعمال الإبادة الجماعية في قطاع غزة
  • الأمم المتحدة: الإبادة الجماعية واضحة في ممارسات “إسرائيل” الإجرامية
  • تدشين معبد هندوسي ضخم في جنوب أفريقيا
  • في بيان لأنصارالله: جرائم العدو الصهيوني في جنين تشكل استمرارا لجريمة الإبادة الجماعية في غزة
  • تدشين حملة لمكافحة الملاريا في الخوخة
  • الاحتلال الإسرائيلي يشن حملة اعتقالات بالضفة
  • تحصين الماشية في الغربية.. حملة لمكافحة الجلد العقدي وجدري الأغنام
  • إعلامية فلسطينية: مصر وقفت مع الشعب الفلسطيني منذ بداية حرب الإبادة الجماعية