الخروقات والدمار يجبران نازحي لبنان على العودة لمراكز الإيواء
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
بيروت- منذ اللحظة الأولى لدخول وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لم تمضِ سوى فترة وجيزة حتى أقدمت إسرائيل على خرق الاتفاق باستهداف المدنيين العائدين إلى منازلهم وقراهم في جنوب لبنان.
ولم يقتصر الأمر على هذا الخرق، بل تجاوزه إلى إصدارها أوامر بمنع العودة إلى عشرات المناطق، حيث بلغ عدد البلدات المحظور الوصول إليها نحو 63 بلدة، في خطوة فسرت على أنها محاولة لفرض واقع جديد على الأرض وإبقاء آلاف العائلات في حالة نزوح قسري.
وعمدت إسرائيل إلى فرض حظر تجول صارم على من تبقى من سكان القرى والبلدات الواقعة جنوب نهر الليطاني، يبدأ من الساعة الخامسة مساء وحتى السابعة صباحا، دون تقديم أي مبررات واضحة لهذا الإجراء، لا سيما أن العديد من هذه القرى تقع شمالي النهر، مما يعني أنها خارج نطاق تطبيق القرار الدولي 1701، وهذا يثير تساؤلات عن دوافع هذا التصعيد.
ولم تتوقف الاعتداءات عند فرض القيود، إذ شن الاحتلال غارات حربية على عدد من المناطق أبرزها المنطقة الواقعة بين بلدتي البيسارية وتفاحتا في قضاء الزهراني، كما استهدف بمسيرة سيارة مواطنين في بلدة مركبا، تبعها إطلاق نار مباشر أسفر عن إصابة شخصين.
ولم يسلم الصحفيون أيضا من عدوان الاحتلال، حيث أطلقت قواته النار على مجموعة من الإعلاميين أثناء تغطيتهم في بلدة الخيام، مما أدى إلى إصابة 3 منهم بجروح.
وفي إطار مواصلة خروقات وقف إطلاق النار، شرع جيش الاحتلال الإسرائيلي بتجريف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في مدينة الخيام والقرى المحاذية للخط الأزرق.
العديد من النازحين اضطروا للعودة إلى مراكز إيوائهم المؤقتة بعدما شاهدوا الدمار في الجنوب اللبناني (الجزيرة) بين العودة والنزوحتأتي هذه الخطوة ضمن محاولة لتحويل تلك المناطق إلى منطقة عازلة مؤقتة، على الأقل خلال الفترة المحددة بـ60 يوما للانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية، وهو الانسحاب المشروط بانتشار الجيش اللبناني والقوات الأممية (اليونيفيل) بشكل كامل وبدء عمل لجنة المراقبة الدولية.
في المقابل، دعا الجيش اللبناني المواطنين إلى توخي الحذر والتريث في العودة إلى القرى والبلدات الأمامية التي شهدت توغلات قوات الاحتلال، وجاء هذا التحذير في إطار الحرص على سلامة المدنيين وتجنب المخاطر المحتملة قبل انسحاب القوات الإسرائيلية التام وفقا لما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي بلدة الطيبة جنوب لبنان، وبعد أكثر من عام على مغادرته بسبب القصف المدمر، عاد المواطن حيدر سمعان مع عائلته إلى بلدته عقب وقف إطلاق النار ليواجه مشهدا صادما، ويقول حيدر للجزيرة نت "كنت من بين الذين فتحوا الطريق إلى البلدة بعد الحرب، ولكن فور وصولنا إلى منزلنا، اكتشفنا أنه أصبح غير صالح للسكن"، ويضيف "المنطقة كانت مدمرة بالكامل، ولم نتمكن من التجول فيها طويلا بسبب حجم الدمار الهائل".
بينما يعود إلى مركز الإيواء، يعبر حيدر عن حزنه العميق وفقدانه لماضيه، قائلا "كل شخص يتمنى العودة إلى بلده، لكن كل شيء ضاع لا يوجد شيء في البلدة". ورغم قسوة الواقع يظل حيدر يحمل أملا ضئيلا في إمكانية إعادة بناء ما دمرته الحرب، مشيرا إلى أنه رغم صعوبة الأوضاع، "نأمل أن نتمكن من بناء حياة جديدة رغم التحديات التي نواجهها".
وتتشارك عائلة سمعان مع العديد من العائلات في الجنوب اللبناني ذات المصير القاسي، حيث لا تزال آثار الحرب تلتهم كل شيء، من البيوت إلى الذكريات.
واقع مرير
ويروي عباس رسلان، من بلدة العديسة، للجزيرة نت مأساة عائلته التي نزحت إلى منطقة حروف في 13 أكتوبر/تشرين الأول، بعد 5 أيام من بدء العدوان، ويصف الهجوم الذي بدأ حينها بأنه "بداية الحرب الكبيرة"، وبعد فترة انتقل مع عائلته إلى بلدة المروانية حيث أقاموا في مركز الإيواء.
وقرر عباس العودة إلى قريته بعد سماعه عن وقف إطلاق النار، حيث خرج صباحا ووصل إلى أول العديسة من جهة مركبا، لكنه لم يتمكن من الوصول إلى البلدة بسبب إغلاق جميع المنافذ المؤدية إليها جراء الغارات التي استهدفت الطريق، مما خلف حفرا عميقة يصل عمقها إلى 4 أو 5 أمتار.
وبعد النزول من السيارة والتجول لبعض الوقت، شعر عباس مع من كان معه بأن الوضع أصبح غير آمن، خاصة مع تحليق الطائرات الإسرائيلية في المنطقة، مما دفعه إلى اتخاذ قرار سريع بالعودة.
انتظار العودة مجددا
وأوضح عباس أن الدمار في البلدة كان هائلا جدا، قائلا "لا يمكن تصور حجم الأضرار، الوضع قد لا يعود إلى ما كان عليه في القريب العاجل، ربما يستغرق الأمر 4 أو 5 سنوات"، ورغم ذلك عبّر عن امتنانه وأمله في أن يعم السلام المنطقة قريبا، وأضاف "الأرض ستظل ملكا لأهلها، وإذا دمرت كل البيوت، سننصب خيمة أمام البيت، وسنظل نعود إلى أرضنا وقرانا، هذه الأرض لنا، فيها بيوت أقدم من عمر الكيان بأسره".
من جهته، ذكر محمود رسلان أنه من قرية قريبة من الحدود مع فلسطين، حيث لا تفصل بين قريته والجدار سوى مسافة قصيرة، وأوضح أن بعض الأشخاص خرجوا من قريتهم لتفقد بيوتهم، وعندما وصلوا إلى الطيبة تعرضوا لإطلاق نار، مما جعلهم يشعرون بالخوف ويعودون أدراجهم، وأضاف أنهم يعلمون أن بيوتهم قد دمرت، لكنهم لا يعرفون حجم الدمار بشكل دقيق.
وأشار محمود إلى أنه لم يتمكن من الخروج بسبب قرار منع التنقل، موضحا "إذا سمحت لنا الدولة بالخروج فإننا سنذهب، ولكن في الوقت الراهن نحن في مكاننا"، وقال إنهم يقيمون في مركز إيواء "مونتانا" في المروانية منذ عام، ولا يزالون ينتظرون لمعرفة كيف ستتطور الأمور مع الأمل في أن يظل المركز مفتوحا حتى يتمكن الناس من العودة إلى بيوتهم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات وقف إطلاق النار العودة إلى
إقرأ أيضاً:
ما بعد وقف إطلاق النار في غزة
عبير بسام *
شهران من المُواجهة ما بين المقاومة الإسلامية في جنوب لبنان والعدو الصهيوني لم يكن فيها "الإسرائيلي" قادرًا على تحقيق أية أهداف من الأهداف التي وضعها عند بدء العدوان على لبنان. وإن استطاع التقدم في بعض قرى الحافة الأمامية، فلم يكن قادرًا على تثبيت احتلال الأماكن التي تقدم إليها ولو لساعة واحدة. وشهدت مناطق الجنوب قتالًا بطوليًا أسطوريًا من قبل مقاتلي حزب الله، وهذا أقل ما يمكن أن يقال عنه. ولكن، وللأسف لقد استطاع هذا العدو ومن يدعم عدوانه على الجنوب، سرًا أو علانية، تحقيق أهداف في وقت وقف إطلاق النار، لم يكن ليحلم في تحقيقها في وقت الحرب.
هل يمكننا قول ذلك؟ جزئيًا، نعم!
دخلت الهدنة الأولى حيز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024، هدنة قامت "إسرائيل" بعد ثلاثة أيام من وضعها حيز التنفيذ بانتهاكها أكثر من 700 مرة. وحتى البارحة سقط نحو 60 شهيدًا استهدفهم الجيش الصهيوني في قراهم وبيوتهم.
كانت هناك اقتحامات لقرى ونسف لمنازل لم تكن مدمرة خلال الحرب، وتجريف لأراضٍ وأشجار السنديان المعمرة في تلة يارين، قصف لقرى في البقاع والنبطية، وهما منطقتان تقعان شمال نهر الليطاني، كما جرى تدمير محطة تكرير المياه في بلدة الطيبة. ولبنان بجيشه ومقاومته وحكومته وشعبه، يكتفون بالاعتراض السلمي، أي بالتصريحات، على هذه الخروقات.
هذا الأمر يطرح علامات استفهام حول جدوى هذه الهدنة، التي كلّفت جنوب لبنان وأهله خسائر بالممتلكات كبيرة جدًا لن تتمكن الإدارات والقوى المحلية من تقديرها قبل مرور وقت طويل، خاصة وأن اليوم وبعد مرور أكثر من أربعين يومًا على الهدنة لم تقدر القيمة النهائية للخسائر في الضاحية الجنوبية لبيروت وحدها، وإن كانت بعض التقديرات تتحدث عن خسائر بنحو 25 مليار دولار.
بالتأكيد على المستوى السياسي، لم يكن الأمر أفضل بالنسبة للخيارات على مستوى جبهة المقاومة في لبنان، حتى الساعة، وما سيظهر في ما بعد. فعلينا أن ننتظر بعض الوقت قبل تحديد النتائج النهائية. وإذا كنا نتحدث عن لبنان بداية، فمن أجل القياس على المرحلة المقبلة في قطاع غزة، والتي صمد مقاوموها منذ وقف الحرب على الجبهة الجنوبية في لبنان صمودًا أسطوريًا، منذ عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023. من المؤكد أن عدد الشهداء في القطاع قد تجاوز 46 ألفًا، ولكن من خلال المقارنة بالتجربة اللبنانية، فإنه مع إزالة الأنقاض سيتضح أن عدد الشهداء سيتجاوز بكثير ما تم إحصاؤه، وهذا على مستوى الأرواح، من مدنيين ومقاومين على حد سواء.
لكن ما تختلف عنه مسألة وقف إطلاق النار في قطاع غزة اليوم، مختلف عن الهدنة مع لبنان، ففي لبنان هو وقف إطلاق نار مؤقت أي هدنة، ويفترض أن المقاومة في غزة قد استفادت من التجربة اللبنانية ومساوئها وتبعاتها على أمن القطاع وسلامة أهاليه. ولكن وبحسب ما تمر به المنطقة وهنا نتحدث عن سورية والضفة الغربية بشكل أكثر تحديدًا كنتائج لاتفاقيات وقف إطلاق النار في هذه المرحلة، فلا يمكننا القول أنها قد تعود بالخير على الجبهة المقاومة للعدو الصهيوني في بلاد الشام والعراق. فبعد وقف إطلاق النار في لبنان، أطلق رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، كلمة السر: "إن الأسد يلعب بالنار"، بعدها حصل الانقلاب المفاجئ، أهم ما يمكن قوله في هذا أن جبهة المقاومة فقدت واسطة العقد التي تربطها ببعضها البعض، وبات خط الإمداد للمقاومات في لبنان وفلسطين تحت نظر ومرمى العدو الصهيوني، خاصة بعد أن استغل الأخير "التغيرات الجديدة" على الساحة السورية ليقوم باحتلال ما تبقى من هضبة الجولان والوصول إلى مشارف دمشق، على بعد 20 كيلومترًا من العاصمة السورية.
وأما على المقلب اللبناني السوري المشترك فقد تم احتلال قمة حرمون التي لا تشرف فقط على الحدود العراقية السورية؛ بل حتى على داخل العراق، مما سيكشف خطوط الإمداد، مبدئيًا على الأقل، وهو الأمر الذي أوقف الدعم العراقي للساحة الفلسطينية منذ أن سيطر أبو محمد الجولاني، الذي عُرف لاحقًا باسم أحمد الشرع، على الحكم في دمشق. وتبعات هذا الأمر كبيرة جدًا على أكثر من مستوى، حتى أن هناك مصادر تؤكد طلب جهات رسمية عراقية من الأميركيين تأجيل انسحابهم من العراق بسبب التهديدات التركية بعد احتلال حلب، وخطر ذلك على العراق. والمطامع التركية في الموصل تساوي المطامع التركية في حلب.
وبالعودة إلى احتلال قمة حرمون في جبل الشيخ، فقد أعلن وزير الحرب الصهيوني، في تغريدة له على منصة إكس، في 14 ديسمبر 2024، "أن جبل الشيخ عاد للسيطرة الإسرائيلية بعد 51 عامًا في لحظة تاريخية مؤثرة". وبحساب الزمن فقد تحرر جبل الشيخ في حرب أكتوبر 1973، التي قادها الرئيس الراحل حافظ الأسد على الجبهة السورية. وهنا أكثر من دليل على حجم الخسارة التي مُنيت بها الجبهة. وبعد هذا قام العدو الصهيوني بوضع حقل ألغام قبل انسحابه من لبنان في مزارع شبعا المحتلة وأعلن أنها جزء من هضبة الجولان.
لذلك يأتي وقف إطلاق النار في غزة ليطرح الكثير من الأسئلة حول مصير الدولة الفلسطينية وشكلها وحجمها، خاصة وأن "إسرائيل" ستحتفظ بمنطقة عازلة في القطاع، وهذا معناه أننا دخلنا في عصر "إسرائيل الكبرى" ولم يعد الاحتلال يقتصر على فلسطين وحدها، وسندخل قريبًا في عصر التقسيم وتطبيق توصيات برنارد لويس، وهذا سيطال الجميع بما فيها الأردن ومصر والمملكة العربية السعودية والعراق وإيران، وحتى تركيا، التي تحاول مسابقة الزمن قبل ذهاب رئيسها، رجب طيب أردوغان، للصلاة في المسجد الأُموي.
اتفاق غزة، في جزء منه هو محاولة فرض إرادة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، الذي وعد بعهد خالٍ من الحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا. ترامب وبكل بساطة سيقوم بأمرين اثنين، الأول الاعتراف بجميع الأراضي، التي ستبقى بها إسرائيل حتى العشرين من هذا الشهر كجزء من "إسرائيل الكبرى"، ولذلك لا أمل بدولة فلسطينية. وهذا ما يؤكده كلام وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، بأن وقف إطلاق النار في غزة لا يجبر إسرائيل على الاعتراف بدولة فلسطينية على أراض فلسطين التاريخية، والمقصود بالنسبة للديمقراطي العتيد بلينكن الضفة الغربية وقطاع غزة، ومن المرجح أن ترامب سيعترف بضم بعض أجزاء من الضفة كجزء من "إسرائيل".
الأمر الآخر الذي سيتم في منطقتنا هو الاستمرار في حصار إيران، هذا إذا لم تتعرض إيران أكبر خاسرين جبهة المقاومة بسقوط النظام السوري، لهجوم اسرائيلي آخر، وحصار إيران هذا لن يكون من خلال التمدد إلى العراق، لأن أميركا أساسًا موجودة في العراق، ولكن حصار العراق سيتضاعف مع دعم الدولتين الكرديتين في العراق وسورية، والتي يدعمها الصهاينة، وذلك من خلال تصريحات مسؤوليهم، ومن وزير خارجية الكيان جدعون ساعر بإيجاد تحالف ما بين "إسرائيل" والأكراد خلال حفل تنصيبه في 10 نوفمبر 2024، والذي قال فيه: "إن الأكراد ضحايا للقمع الإيراني والتركي"، وإن "إسرائيل يجب أن تمد يدها وتعزز العلاقة معهم... إن هذا له جوانب سياسية وأمنية". وهذه العلاقة كانت قائمة بشكل مباشر منذ العام 2011، حيث كانت الزيارات تجري بشكل مباشر عبر قاعدة التنف الأمريكية أو بالمرور بالأراضي التي كانت تحتلها داعش. ومنها يمكننا أن نفهم سبب مهاجمة "إسرائيل" للقوى التي تحكم دمشق اليوم والاستمرار نعتها بالإرهاب، وذلك بسبب مهاجمتهم للأكراد في الشمال والشمال الشرقي السوري.
وقف إطلاق النار في غزة بالتأكيد سيوقف الجبهة اليمنية بشكل تلقائي، وسيعيد تدفق البضائع والسفن إلى ميناء إيلات، أم الرشراش، في فلسطين، وسيعيد تدفق الرحلات التجارية عبر البحر الأحمر، وبذا سينتهي التهديد اليمني في المرحلة الحالية.
وهكذا سيكون العدو القادم المستهدف هو إيران تحديدًا. كيف يمكن لروسيا وإيران اللتين دعمتا تركيا اقتصاديًا وسياسيًا من خلال محادثات أستانة والاستثمارات التجارية معها، الإغفال عن أهمية سوريا في دعم جبهات المقاومة، والتي لن تكون في هذه المرحلة قادرة على دعم إيران عبر مهاجمة المواقع الصهيونية في فلسطين. آستانة كانت الفخ، الذي وقع فيه حلفاء سورية، لأن سورية لم تكن شريكًا في هذه المحادثات. ومع ذلك يبقى هناك أمل، والأمل الوحيد المتبقي هو بنشوء مقاومة قوية في سورية ضد الاحتلال الأميركي والإسرائيلي وربما التركي أيضًا، وهذه حرب استنزاف طويلة وقد تستغرق سنوات.
** باحثة لبنانية
** يُنشر بالتعاون مع مركز الدراسات الآسيوية والصينية- لبنان