أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن القمر في رحلته من الهلال إلى البدر ثم العودة إلى الهلال مجددًا هو دليل واضح على دورة الحياة التي أرادها الله سبحانه وتعالى. 

علامات الله في الكون

واستشهد في حديثه بقول الله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ}، مؤكدًا أن هذه العلامات الكونية تعلمنا أن لكل شيء في الحياة بداية ونهاية، وأن دوام الحال من المحال.

 

 

دروس التاريخ والآيات الكونية

وأضاف جمعة أن التاريخ والآيات الكونية يقدمان دروسًا واضحة بأن الطغيان مهما بلغ أوجه، فإن نهايته محتومة بأمر الله. واستشهد ببيت الشعر الشهير: لكل شيء إذا ما تم نقصانُ... فلا يُغَرُّ بطيب العيش إنسانُ. وأشار إلى أن الشاعر أبو البقاء الرندي عبّر عن هذا المفهوم في مرثيته للأندلس عندما رأى انهيار دولة المسلمين بعد أن بلغت قمتها، مؤكدًا أن لكل ظلام نهار، وأن الطغيان حين يصل إلى ذروته يكون قد بدأ مرحلة زواله.

 العبر من الآيات القرآنية

 وأوضح جمعة أن المسلم يجب أن يستلهم العبر من الآيات القرآنية مثل قوله تعالى: {وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ}، مشيرًا إلى أن الأمة الإسلامية، وإن بدت في بعض الأحيان كالأرض الهامدة، فإن الله سيحييها كما يحيي الأرض بالمطر، وسيعيد لها قوتها وازدهارها. وشدد جمعة على أن الإسلام دين شامل يرشد المسلمين إلى منهج حياة متكامل، داعيًا إلى تدبر القرآن الكريم وسنة النبي ﷺ لفهم الأحداث التي تجري من حولنا، والإيمان بأن الله هو القاهر فوق عباده والقادر على نصرة الأمة.

الدعوة إلى نبذ التنازع والتباغض بين المسلمين

 واختتم جمعة حديثه بالدعوة إلى نبذ التنازع والتباغض بين المسلمين، محذرًا من خطورة التحاسد والتقاطع الذي يفرق الأمة ويضعف قوتها. واستشهد بقول الشاعر: ماذا التقاطع في الإسلام بينكمُ... وأنتمُ يا عبادَ اللهِ إخوانُ. وأكد أن الوحدة وذكر الله هما السبيل للنصر والخلاص من الأزمات التي تمر بها الأمة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جمعة المسلم الله المسلمين الإسلام الوحدة

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: الرحمة أساس الحب فتراحموا..والله لا ينظر للقلوب القاسية

قال الدكتور علي جمعة، مفتى الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء، عبر منشور جديد بصفحته على فيس بوك: إن الكون كله يسبِّح لله، وهذا معنى ينبغي أن تستحضره دائمًا أيها المسلم، أن الكائنات من حولك تسبِّح لله رب العالمين. 

فقال تعالى: ﴿يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾.

وقال تعالى: ﴿وَإِنْ مِّنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ، وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ﴾.

وأشار الى انه ينبغي أن تكون إنسانًا وأنت تتعامل مع الأكوان، أن تتحلى بصفة الإنسان في تعاملك مع الجماد، ومع الحيوان، ومع النبات.

فعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: «أنَّ النبي ﷺ كان يخطب إلى جذع، فلما اتخذ النبي ﷺ المنبر حنَّ الجذع، حتى أتاه، فالتزمه، فسكن».

بكى الجذع شوقًا إلى سيدنا ﷺ، فنزل النبي ﷺ من خطبته - والخطبة جزء من الصلاة - فضمه إلى صدره الشريف فسكن.

سفينة نوح وسد ذو القرنين.. علي جمعة يقترح استحداث علم حفريات القرآنهل الذهاب للحج يحتاج لصلاة الاستخارة؟.. علي جمعة يصحح مفهوما خاطئا

ولفت الى ان رسولنا الكريم يعلّمنا الحب والرأفة، ويعلّمنا أن هذا الكون يسبّح، ويعبد ربّه، ويسجد له، ويبكي ويفرح، ويُحب ويُحَب.

وتابع: علّمنا ﷺ أن هذه الكائنات والجمادات فيها حياة وتفاعل، ويجب علينا أن نتفاعل معها، وأن تكون العلاقة بيننا وبينها قائمة على الرحمة والعمران؛ التعمير لا التدمير.

قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِن دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ۝ يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ...﴾

واستطرد: نعم، إنهم يسجدون، ويعبدون، ويسبّحون. وكل ما في الأرض - من جنٍّ وإنس، من حجرٍ ومدر - هو معك، فلا تُعاند هذا الكون، ولا تُخالف مسيرته؛ فقد سلّم الكون أمره لله، فسلِّم أمرك، وسلَّم الكون عبادته، فكن في التيار ذاته، وفي الاتجاه ذاته، ولا تسبح ضد سنن الخلق، تخلَّقوا بأخلاق الله، واعبدوه بهذا التخلُّق.

ارحموا الكائنات، وارحموا أنفسكم، وارحموا الجميع؛ فإن الرحمة هي التي بدأ الله بها خطابه لنا فقال: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ﴾.

فالرحمة أساس الحب، وأساس التعاون، وأساس العمران، وأساس الكرم، وأساس كل خير.

واختتم منشوره قائلا: هيا بنا نتراحم، ولا ننزع الرحمة من قلوبنا، فإن القلوب القاسية لا ينظر الله إليها.

طباعة شارك علي جمعة يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الحب والرأفة الرحمة تسبيح الكون لله

مقالات مشابهة

  • السيد عبدالملك ومشروع استنهاض الأمّة في زمن الغفلة
  • المنافقون.. الوجه الآخر للعدوان على الأمة الإسلامية
  • علي جمعة: تعدد أسماء النبي في القرآن دليل على عظمة مكانته
  • علي جمعة: تعظيم النبي أمر إلهي وليس اختراعا بشريا
  • مفتاح النجاة للمسلم.. يدخلك الجنة بغير حساب
  • ما هي مفاتيح النجاة؟.. علي جمعة يكشف عنها
  • علي جمعة: كل ما في الكون يسبح لله
  • علي جمعة: التوكل على الله من مفاتيح النجاة
  • علي جمعة: الرحمة أساس الحب فتراحموا..والله لا ينظر للقلوب القاسية
  • تغلق كل شر.. علي جمعة: 3 أعمال تفتح لك أبواب الغفران والخير