برنامج «Samsung Infinity»يوفر تقنيات متطورة للحماية الإلكترونية المتقدمة
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
مع إطلاق سلسلة "Galaxy S24"، تمكنت سامسونج من تحقيق نقلة نوعية في معايير الأمان للأجهزة المحمولة، من خلال تقديم دعم أمني يمتد حتى سبع سنوات. وقد مثّل هذا الإعلان خطوة جريئة، حيث تعتبر هذه المدة من بين أطول فترات الدعم الأمني التي تقدمها شركة مصنّعة للهواتف الذكية، مما يتيح للمستخدمين الاستمتاع بهواتفهم واستخدامها بأمان لفترة أطول.
وفي عصر زادت فيه أهمية وكثافة الاتصالات، أصبحت التهديدات الإلكترونية أكثر شيوعًا وخطورة أكثر من أي وقت مضى. فالهجمات الإلكترونية لا تكون غالبًا قابلة للكشف حتى تقع الأضرار الناتجة عنها، هو ما يبرز أهمية التحديثات الأمنية المنتظمة، إذ أنه من المتوقع ارتفاع التكلفة العالمية للجرائم الإلكترونية من 9.22 تريليون دولار في عام 2024 إلى 13.82 تريليون دولار بحلول عام 2028.
ولكن ما هو مصدر هذه التحديثات؟ ولماذا تصل إلى هاتفك بانتظام؟ الإجابة تكمن في مشروع خاص يُدعى "Samsung Project Infinity"، الذي يعد حجر الأساس في استراتيجيات الأمان الخاصة بوحدة تجارب الأجهزة المحمولة في سامسونج. يدير هذا المشروع فرق متخصصة تعمل على مدار الساعة، لضمان توفير أفضل حماية ممكنة لمستخدمي أجهزة "Galaxy".
فريق استخبارات التهديدات الإلكترونية يكشف المخاطر بصورة لحظية ويتعامل معها على الفور
تُمثل وحدة استخبارات التهديدات السيبرانية (CTI) جزءًا أساسيًا من مشروع "Samsung Project Infinity"، حيث تدير هذه الوحدة عمليات معقدة بالتعاون مع فرق الأمان الثلاثية، الفريق الأحمر، الفريق الأزرق، والفريق الأرجواني، حيث تشكل هذه الفرق معًا منهجًا شاملًا لاختبار وتعزيز أمان الأجهزة المحمولة، بشكل يتجاوز الطرق التقليدية.
ومن خلال هذا المنهج، يقوم الفريق الأحمر بالبحث عن الثغرات الأمنية ومعالجتها بشكل استباقي، بينما يُمثل الفريق الأزرق خط الدفاع الأساسي، حيث يعمل على تطبيق التدابير الوقائية، أما الفريق الأرجواني، فهو بمثابة الجسر الواصل بين الهجوم والدفاع، حيث يمثل خط حماية وهجوم في آن واحد لتأمين النقاط الأكثر حساسية وأهمية.
وتتركز جهود وحدة استخبارات التهديدات السيبرانية (CTI) على اكتشاف التهديدات المحتملة والتصدي لها قبل أن تتحول لمخاطر فعلية، حيث يعمل الفريق على إحباط محاولات الاختراق من خلال الاطلاع الدائم على أحدث المخاطر ومنع الأنشطة الخبيثة، مثل التعامل مع البيانات المسروقة التي قد يتم استغلالها في هجمات مستقبلية، فضلًا عن تأمين الأجهزة عبر حماية بيانات العملاء وضمان سلامة الوصول للأنظمة.
ولرصد التهديدات المحتملة واتخاذ الإجراءات الوقائية ضدها، تقوم وحدة استخبارات التهديدات السيبرانية (CTI) بعمليات منتظمة لاكتشاف الشبكة العميقة "Deeb Web" والشبكة المظلمة "Dark Web"، حيث تعتبر هذه المنصات مراكز نشطة لتداول الثغرات الأمنية، وبرامج التجسس، والبرمجيات الخبيثة، وبرامج الفدية، والأدوات غير القانونية، بالإضافة لتداول المعلومات السرية الخاصة بالشركات والعملاء.
ويُعد جاستن تشوي، نائب الرئيس ورئيس فريق الأمن في وحدة أعمال تجارب الأجهزة المحمولة في سامسونج للإلكترونيات، أحد أبرز خبراء الأمن السيبراني العالميين، ويقود وحدة استخبارات التهديدات السيبرانية (CTI). يتمتع تشوي بخبرة تتجاوز20 عامًا من العمل في التكنولوجيا بالولايات المتحدة الأمريكية كخبير في الأمن السيبراني وهاكر أخلاقي، كما يمتلك سجلًا حافلًا في التعامل مع تهديدات الثغرات غير المكتشفة (Zero-Day) ومعالجتها، كما يساهم في تطوير حلول أمنية متقدمة لحماية أكثر من مليار مستخدم لأجهزة "Galaxy" حول العالم.
وفي تصريح له عن طبيعة عمله في البرنامج، قال تشوي: "في بعض الأحيان، نقوم بإجراء أبحاث أمنية من خلال محاكاة سيناريوهات مشابهة للواقع، ونتابع المنتديات والأسواق عن كثب لرصد أي إشارات لثغرات اليوم الصفري (Zero-Day) أو يوم الانكشاف (N-Day) التي قد تستهدف أجهزة "Galaxy"، إضافة لأي معلومات مسرّبة يمكن استغلالها كنقطة اختراق للأنظمة."
وبصفته مخترقًا أخلاقيًا أو كما يُطلق عليه (هاكر أخلاقي)، فهو يستخدم خبرته الكبيرة في الاختراق للكشف الثغرات ومعالجتها. وأوضح تشوى أن أي مؤشر على وجود سلوك مشبوه داخل النظام يتم تتبعه بسرعة للوصول لمصدره الأصلي. فعلى سبيل المثال، قد تشير طلبات الامتيازات المفرطة، أو السلوك غير المعتاد، أو حركة البيانات مع خوادم مجهولة لاحتمال وجود اختراق أمني. وعندها، تعمل وحدة استخبارات التهديدات السيبرانية (CTI) على تتبع مؤشرات الاختراق لتحديد الجهات المهاجمة وأهداف الهجمات.
من جانبه، قال رينجر، وهو الاسم الحركي لأحد أعضاء وحدة استخبارات التهديدات السيبرانية (CTI): "بمجرد أن نرصد هذه الأنواع من التهديدات، نتعاون مع المطورين والمشغلين لتأمين الأنظمة ومنع وقوع الهجمات"، وأوضح أن أعضاء مشروع "Samsung Project Infinity" يستخدمون أسماء مستعارة لحماية هوياتهم وتجنب استهدافهم من قبل المتسللين. وأضاف: "نحرص أيضًا على التواصل مع الأقسام الأخرى والشركاء عبر قنوات آمنة لضمان تجنب أي مخاطر."
هذا وتركز وحدة استخبارات التهديدات السيبرانية (CTI) على دراسة الجهات المهاجمة لتحليل أنماط سلوكها، حيث يساعد هذا التحليل أعضاء فريق الاستخبارات على فهم دوافع المهاجمين وأهدافهم، مما يمكّنهم من التنبؤ بأساليب الهجوم ووضع استراتيجيات فعالة لتعزيز الدفاعات.
في نفس السياق، أشار تاور، وهو الاسم الحركي لعضو آخر في وحدة استخبارات التهديدات السيبرانية (CTI)، إلى أن الهجمات السيبرانية غالبًا ما تكون ذات دوافع متنوعة، وأوضح قائلا: في بعض الحالات، تكون الدوافع مالية أو سياسية، بينما في حالات أخرى يقوم المهاجمون بالاختراق فقط بغرض إظهار قدراتهم.
تدابير وقائية متكاملة
وتُعد فرق استخبارات التهديدات السيبرانية (CTI) بأقسامها الثلاثة: الأحمر، والأزرق، والأرجواني، ركائز أساسية في استراتيجية الأمان الخاصة بأجهزة "Galaxy"، لكن مشروع "Samsung Project Infinity" يمتد ليشمل العديد من المبادرات الأخرى، من بينها برنامج مكافآت الأمان للأجهزة المحمولة من سامسونج، الذي يمنح مكافآت سخية للمتميزين في مجتمع الأمن السيبراني العالمي ممن يساهمون في تعزيز مراقبة ودعم دفاعات ‘"Galaxy".
وهذا العام، رفعت سامسونج سقف برنامج المكافآت الخاص بها ليصل إلى مليون دولار أمريكي كحد أقصى، وهي أكبر مكافأة نقدية في تاريخ البرنامج، وتُمنح لمن ينجح في كشف أخطر سيناريوهات الهجمات على أجهزة "Galaxy"، ويتكامل هذا المنهج مع نموذج سامسونج المتطور في التعاون مع مئات الشركاء، مثل شركات الاتصالات، ومزودي الخدمات، ومصنعي الشرائح وغيرهم. ومن خلال التعاون مع هؤلاء الشركاء والمختصين في مجال الأمن السيبراني لتحديد التهديدات وتطوير الحلول، يضمن مشروع "Samsung Project Infinity" للشركة اتخاذ خطوات استباقية لتحمل المسؤولية وتعزيز أي نقاط ضعف محتملة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: سلسلة Galaxy S24 سامسونج سامسونج مصر الأمن السیبرانی من خلال
إقرأ أيضاً:
جاسوس سايغون حكاية مراسل حول فندق كونتننتال لمركز استخبارات
وتناولت حلقة برنامج "المرصد" بتاريخ (2025/4/28) حكاية الجاسوس الفيتنامي فام الذي عمل لعقدين من الزمن مراسلا موثوقا، في حين كان في الحقيقة ينقل أسرار سايغون إلى الشمال مساهما بحسم واحدة من أكثر الحروب دموية في القرن العشرين.
وقبل 50 عاما وفي 30 أبريل/نيسان 1975، دخلت القوات الشمالية سايغون منهية حقبة الاحتلال الأميركي وإعادة توحيد فيتنام، في مشهد حمل بين طياته مئات القصص الخفية التي كان أبرزها قصة الجاسوس الصحفي.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4فو نغوين جياب آخر قائد تاريخي لفيتنام الشيوعيةlist 2 of 4الجزيرة نت في فيتنام.. احتفالات عارمة في "هو تشي منه" بخمسينية النصر والوحدةlist 3 of 4حرب فيتنام.. خمسينية النصر والوحدةlist 4 of 4هو شي منه قائد ثورة فيتنام ضد فرنسا وأميركاend of listوقد نشط فام وسط نخبة الصحفيين والعسكريين والدبلوماسيين متنقلا بين الفنادق الكبرى كمراسل محترف، بينما كانت مهامه الحقيقية تتمحور حول تحليل الوثائق العسكرية وإرسال التقارير السرية لهانوي.
وداخل فندق كونتننتال العريق -الذي كان يعج بالصحفيين الغربيين- برع فام في استغلال موقعه، فعمل مترجما ومستشارا غير رسمي لكبار المراسلين مانحا إياهم تحليلات دقيقة للوضع الميداني.
علاقة عميقةوقد رافق برنامج "المرصد" الكاتب الأميركي لاري بيرمان الذي التقاه في مدينة هوشي منه، وتحدث عن عمق علاقة فام بالصحافة الغربية، إذ كان عنصرا لا غنى عنه لفهم المشهد العسكري والسياسي في فيتنام.
ولم يكن فام مجرد مراسل عادي، فقد كانت رسائله المشفرة تصل إلى قوات الشمال عبر أنفاق كوتشي السرية التي شكلت شريان التواصل الحيوي للمقاومة خلال سنوات الحرب.
إعلانوبحسب بيرمان، كان فام يحشو تقاريره السرية داخل لفافات قماش أو علب أفلام مستعينا بشبكة معقدة من العملاء لنقلها إلى معاقل القيادة الشمالية عبر طرق محفوفة بالمخاطر.
وتعود بدايات مسيرة فام إلى انضمامه مبكرا إلى رابطة استقلال فيتنام، قبل أن ينال منحة دراسية إلى الولايات المتحدة، ويتخرج بشهادة في العلوم الإنسانية، مما عزز غطاءه لاحقا كمثقف وصحفي بارع.
وبعد عودته إلى سايغون، عمل مع كبريات المؤسسات الإعلامية مثل رويترز وتايم ونيوزويك، واكتسب مصداقية عالية مما مكنه من الوصول إلى معلومات غاية في الحساسية.
حجر الأساسكان العام 1968 مفصليا، مع تنفيذ قوات الشمال هجوم "تيت" الواسع حيث شكلت المعلومات التي جمعها فام حجر الأساس لخطة الهجوم الذي زلزل الوجود الأميركي في فيتنام.
وتحول فام إلى أحد أبرز مصادر المعلومات للقيادة الشمالية، مستغلا ثقة الصحفيين والمسؤولين الأميركيين الذين كانوا يرون فيه صحفيا محايدا يشرح لهم تعقيدات الساحة الفيتنامية.
وفي الأيام الأخيرة قبل سقوط سايغون، عرض عليه بعض أصدقائه الصحفيين الأميركيين -مثل بوب شابلن- فرصة الهروب معهم، لكنه اختار البقاء تنفيذا لأوامر قيادته.
وبعد الحرب، خضع فام لفترة من "إعادة التأهيل السياسي" لضمان عدم تأثره بالثقافة الغربية، قبل أن يُكرم بلقب "بطل القوات المسلحة الشعبية" ويُرقى إلى رتبة لواء في الجيش الفيتنامي.
وتوفي فام عام 2006 عن عمر ناهز الثمانين، تاركا وراءه سيرة معقدة جمعت بين الوفاء لقضيته والمهارة الاستثنائية في العمل الصحفي والاستخباري.
الاستبداد التكنولوجيكما تناولت حلقة "المرصد" ظاهرة "الاستبداد التكنولوجي" حيث سلطت الضوء على تحول التكنولوجيا من أداة لتحسين حياة البشر إلى وسيلة للسيطرة على سلوكهم وقراراتهم السياسية.
واستعرضت نشأة مفهوم "التكنوقراطية" الذي دعا لاستبدال السياسيين بالعلماء والمهندسين، قبل أن يتطور لاحقا إلى واقع جديد تُحكمه شركات التكنولوجيا العملاقة.
إعلانوأشار خبراء إلى أن وادي السيليكون أصبح مركزا للتحكم الخفي بالمجتمعات، محذرين من أن الديمقراطية الكلاسيكية قد تفسح الطريق لعصر "الاستبداد التكنولوجي" مع صعود نفوذ أباطرة التقنية.
ورأى مراقبون أن الطفرة التكنولوجية منذ التسعينيات، مع هيمنة شركات مثل مايكروسوفت وفيسبوك، أسهمت في إعادة تشكيل المشهد السياسي والاجتماعي على مستوى العالم.
ومع تزايد قدرة هذه الشركات على جمع وتحليل بيانات الأفراد، بات واضحا أن تأثيرها يمتد إلى أنماط التفكير والاختيارات السياسية والاقتصادية للمجتمعات الحديثة.
28/4/2025