بوابة الوفد:
2024-12-02@15:51:59 GMT

تعرف على صفات عباد الرحمن وجوهر حياتهم مع الله

تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT

أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق، أن سورة الفرقان تناولت سمات عباد الرحمن واعتقاداتهم التي تعد المحرك الأساسي لسلوكهم القويم والمكون الرئيسي لمفاهيمهم.

عباد الرحمن.. أساس التوحيد

 

 وأوضح جمعة أن التوحيد هو الأساس الذي يبني عليه عباد الرحمن حياتهم، كما أشار في حديثه عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك حول عباد الرحمن، حيث قال أن عباد الرحمن يتميزون بتوحيدهم لله سبحانه وتعالى، والذي لا يقتصر على توحيد الألوهية، بل يتعدى ذلك ليشمل وحدة الأمة، والرسالة، والقبلة، والكتاب.

واستشهد بقوله تعالى: (وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ)، مشيرًا إلى أن عباد الرحمن يوحدون ربهم في كل شيء، ويؤمنون بوحدة نبيهم ﷺ باعتباره خاتم الأنبياء، كما قال تعالى: (رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ).

وأضاف أن توحيد الكتاب يتمثل في قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)، كما أن الأمة الإسلامية واحدة، وفقًا لقوله تعالى: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ). وأشار أيضًا إلى وحدة القبلة، مستشهدًا بقوله تعالى: (وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ).

التوحيد.. تأصيل للفهم والسلوك

وأضاف جمعة أن التوحيد في هذا المعنى الشامل، الذي يشمل الأشخاص والأشياء ويتعدى الزمان والمكان، يجب أن يكون له تأثير واضح على عقل المسلم المعاصر، ليصبح أساسًا لفهمه للحياة وتعامله مع الأكوان، خاصة مع الإنسان.

وأشار إلى أن عباد الرحمن لا يتوجهون بالدعاء إلا إلى الله، ولا يدعون سواه، لأنهم يدركون أن كل ما دون الله لا يملك من الأمر شيئًا، مستشهدًا بقول الله تعالى: (لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ). وأكد أن هذا التوحيد الاعتقادي يتحول إلى توحيد عملي في سلوكهم اليومي.

دعاء بأن نكون من عباد الرحمن

وفي ختام حديثه، دعا فضيلة المفتي السابق الله تعالى أن يجعلنا من عباد الرحمن الذين أحبهم وأثنى عليهم في كتابه الكريم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جمعة سورة سورة الفرقان عباد الرحمن التوحيد الله عباد الرحمن

إقرأ أيضاً:

ضروة الإيمان بقضاء الله وقدره في الشريعة الإسلامية

قالت دار الإفتاء المصرية إن الشريعة الإسلامية أرست في نفوس المسلمين مبدأ الإيمان بقضاء الله تعالى وقَدَره، وجعلته ركنًا من الإيمان لا يكتمل إيمان العبد إلا به، كما في حديث جبريل عليه السلام المروي عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ حينما سأل جبريل عليه السلام النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم عن الإيمان، قال: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".

وأوضحت الإفتاء أن البلاء والوباء من قضاء الله تعالى وقدره، وأول ما يجب على المسلم فعله إذا ما نزل به بلاءٌ أو أصابه وباءٌ هو الرضا به والصبر عليه دون جزع أو نفور؛ لما تقرر أن قضاء الله تعالى كله خير؛ فعن صهيب بن سنان رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ؛ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ؛ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".
وورد عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا؛ إِلَّا كَفَّرَ اللهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ» متفق عليه.

من الآداب التي يجب أن يتحلى بها المسلم الرجوع إلى الله تعالى والتذلل إليه بالدعاء بكشف الضر ورفع البلاء، امتثالًا لما أمرنا به من وجوب التضرع إليه عند وقوع الشدائد والبلايا؛ قال تعالى: ﴿فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا﴾ [الأنعام: 43].

من الآداب التي يجب أن يتحلى بها المسلم الاعتقاد بأن الله وحده قادر على رفع البلاء، من غير حول منا ولا قوة؛ قال تعالى: ﴿قُلِ اللهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْب﴾ [الأنعام: 64]، وقال تعالى: ﴿لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللهِ كَاشِفَةٌ﴾ [النجم: 58].
قال الإمام الطبري في "تفسيره" (11/ 415): [الله القادرُ على فَرَجكم عند حلول الكرب بكم، ينجيكم من عظيم النازل بكم في البر والبحر من همِّ الضلال وخوف الهلاك، ومن كرب كل سِوَى ذلك وهمٍّ] اهـ.

كما يجب أن يتحلى أيضًا بوجوب الأخذ بجميع أسباب الوقاية وأساليب النجاة؛ حيث جرت العادة أن يخلق الله الفعل عند وجود سببه، ولأن في الأخذ بأسباب الوقاية والسلامة امتثالًا لما أمر به الشرع الشريف من اجتناب مواطن التهلكة وحفظ النفس من الضرر، قال تعالى: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة﴾ [البقرة: 195]، وكما أمرت السنة النبوية بالفرار من المجذوم وذوي الأمراض المعدية.

كما يجب على المسلم الإكثار من فعل الخيرات كالتصدق والإنفاق في سبيل الله، فقد حثنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن نجعل الصدقة سبيلًا لشفاء المرضى، فلَأَن تكون وقايةً من المرض أَولَى، كما حثنا على أن نتخذ الدعاء وسيلةً لمواجهة البلاء، ولَأَن يكون لعموم الخير أَوْلَى؛ فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وآله وسلم: «دَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ وَأَعِدُّوا لِلْبَلَاءِ الدُّعَاءَ» أخرجه الطبراني في "الكبير"، وأبو نعيم في "الحلية"، والبيهقي في "السنن الكبرى" و"شعب الإيمان".

كما يجب عليه الحرص على تقوى الله تعالى وتجنب معصيته، ولزوم الاستغفار والتوبة عما قد سبق من الآثام؛ قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا﴾ [الطلاق: 2]، وقال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ [الأنفال: 33].

كما يجب أيصًا أن يُحسِن المسلم الظن بالله تعالى، ويدرك أن رحمة الله تعالى وسِعَت كل شيء، فإن كان ممن قد ابتُلي بالمرض فيكون ظنه أن الله ما ابتلاه به إلا لأنه يحبه، وأنه قادر على رفع البلاء عنه، وإن لم يكن قد أصيب به، فيكون ظنه بالله أنه لن يصاب به طالمًا كان ملتزمًا بأسباب الوقاية، وبأن الله دافِعُه عنه ورافِعُه عن كل مَن أصيب به؛ قال تعالى: ﴿قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ﴾ [الحجر: 56]، وقال تعالى: ﴿وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللهِ﴾ [يوسف: 87]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَ» متفق عليه.

مقالات مشابهة

  • إلغاء الإعدام.. جدل بين العدالة وحفظ النفس في الإسلام
  • بعد طرحها ..تعرف على كلمات أغنية كأنك روح لـ جنات
  • هل يقبل الله توبة الملحد؟ دار الإفتاء تحدد الضوابط الشرعية
  • ضروة الإيمان بقضاء الله وقدره في الشريعة الإسلامية
  • لقاء الله: الأمل الأعظم والموعد الحق للمؤمنين
  • فروا إلى الله: طريقك للنجاة والسعادة الحقيقية
  • صفة من صفات عباد الرحمن فيها سر استقرارك النفسي
  • تعرف علي مواقيت الصلاة اليوم الأحد 24-11-2024 في محافظة البحيرة
  • الوعي والإيمان في زمن الفتن.. كيف نواجه تحديات العصر؟