بوابة الوفد:
2025-01-20@11:36:33 GMT

تعرف على صفات عباد الرحمن وجوهر حياتهم مع الله

تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT

أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق، أن سورة الفرقان تناولت سمات عباد الرحمن واعتقاداتهم التي تعد المحرك الأساسي لسلوكهم القويم والمكون الرئيسي لمفاهيمهم.

عباد الرحمن.. أساس التوحيد

 

 وأوضح جمعة أن التوحيد هو الأساس الذي يبني عليه عباد الرحمن حياتهم، كما أشار في حديثه عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك حول عباد الرحمن، حيث قال أن عباد الرحمن يتميزون بتوحيدهم لله سبحانه وتعالى، والذي لا يقتصر على توحيد الألوهية، بل يتعدى ذلك ليشمل وحدة الأمة، والرسالة، والقبلة، والكتاب.

واستشهد بقوله تعالى: (وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ)، مشيرًا إلى أن عباد الرحمن يوحدون ربهم في كل شيء، ويؤمنون بوحدة نبيهم ﷺ باعتباره خاتم الأنبياء، كما قال تعالى: (رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ).

وأضاف أن توحيد الكتاب يتمثل في قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)، كما أن الأمة الإسلامية واحدة، وفقًا لقوله تعالى: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ). وأشار أيضًا إلى وحدة القبلة، مستشهدًا بقوله تعالى: (وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ).

التوحيد.. تأصيل للفهم والسلوك

وأضاف جمعة أن التوحيد في هذا المعنى الشامل، الذي يشمل الأشخاص والأشياء ويتعدى الزمان والمكان، يجب أن يكون له تأثير واضح على عقل المسلم المعاصر، ليصبح أساسًا لفهمه للحياة وتعامله مع الأكوان، خاصة مع الإنسان.

وأشار إلى أن عباد الرحمن لا يتوجهون بالدعاء إلا إلى الله، ولا يدعون سواه، لأنهم يدركون أن كل ما دون الله لا يملك من الأمر شيئًا، مستشهدًا بقول الله تعالى: (لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ). وأكد أن هذا التوحيد الاعتقادي يتحول إلى توحيد عملي في سلوكهم اليومي.

دعاء بأن نكون من عباد الرحمن

وفي ختام حديثه، دعا فضيلة المفتي السابق الله تعالى أن يجعلنا من عباد الرحمن الذين أحبهم وأثنى عليهم في كتابه الكريم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جمعة سورة سورة الفرقان عباد الرحمن التوحيد الله عباد الرحمن

إقرأ أيضاً:

التوفيق الإلهي بين النجاح والخسران في مسيرة الإنسان

محمد الفرح *

عندما نقول إن الخيار الذي اتخذه اليمن في إسناد غزة كان بتوفيق الله، فإننا ننطلق من سنة إلهية ثابتة مفادها أن مسيرة الحياة عبارة عن مراحل يخضع الإنسان فيها للاختبار، ونتيجته في كل مرحلة تضعك بين خيارين: إما السخط الإلهي أو التوفيق الإلهي، يقابل ذلك خبيثًا أو طيبًا، كما قال تعالى: (مَا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ الْـمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ).

إذا كنت مسنودًا بمعونة الله وهدايته وتوفيقه، فأنت ستتجاوز كل مرحلة بنجاح، وتدخل إلى مرحلة أخرى تختبر فيها وتتجاوزها بنجاح، وهكذا حتى تلقى الله. وهي مراحل ارتقاء تحوز فيها رصيدًا تراكميًا إيمانيًا يجعلك قريبًا من الله. يقول الله تعالى: (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ).

وإن كنت في دائرة سخط الله، تنتقل من مرحلة لأخرى بضلال وعمى حتى تلقى الله، وفيها يجمع الإنسان رصيدًا تراكميًا سلبيًا في كل مرحلة، نتيجته تبعدك عن الله وألطافه أكثر حتى تلقاه وأنت منحرفًا وخاسرًا.

علامات نجاحك وخسارتك تظهر مؤشراتها ودلالاتها هنا في الحياة من خلال المواقف الصحيحة التي وقفتَها ووفقك الله لها، ومن خلال الأعمال التي قمت بها دون أن تحبطها أو يشوبها خلل نفسي أو عملي. لأن البعض يوفقه الله إلى مرحلة معينة، فتدخل الكثير من المؤثرات أو الشبهات التي تؤثر على إيمانه ونشاطه، فتصرفه عن هداية الله، بالتالي يتعثر في منتصف الطريق، والبعض يسقط في بداية المشوار، والبعض يحتفظ بخلل إيماني أو فكري يظهر عند أي اختبار ولو في نهاية العمر، فيتعرض الإنسان للزيغ. قال تعالى: (فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ).

أما أسباب التوفيق فتتمثل في الارتباط الوثيق بالله وفق رؤية صحيحة، ليس ارتباطًا أعمى أو ارتباطًا وفق عقائد باطلة أو ارتباطًا قاصرًا. ويدخل ضمن ذلك الدعاء بالتوفيق والهداية والثبات، كما في قوله تعالى: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ). إضافة إلى الارتباط بهدى الله ارتباطًا سليمًا وصحيحًا، يرتبط بالقرآن ليس من الناحية الفنية والتجويدية فحسب، بل ارتباطًا عمليًا وفق رؤية القرآن وسنة الله في الهداية.

فضلاً عن أهمية الالتزام العبادي ومراجعة هدى الله والذكر لله والاستغفار، الذي يساعد في تزكية النفس ويحصّنها من الانحراف والسقوط السلبي، ويهيئها للقيام بالمسؤولية وأن تحظى بتوفيق الله وتثبيته وتسديده.

نسأل الله أن يوفقنا ويثبت أقدامنا وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، كما جاء في قوله تعالى: (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ).

* عضو المكتب السياسي لأنصار الله

مقالات مشابهة

  • قبل أذان الفجر بساعة.. ادعو الله بما شئت من الأرزاق لـ17 سببا
  • أركان الإيمان ومعنى التوحيد.. يوضحها علي جمعة
  • غزة … النصر والفتح
  • مَنْ فعل ذنوبًا كثيرة في رجب .. فعليه بهذا الدعاء
  • هذه من أسماء الله الحسنى لا يجوز تسمية البشر بها .. تعرف عليها
  • التوفيق الإلهي بين النجاح والخسران في مسيرة الإنسان
  • بيان المراد بقوله تعالى: ﴿إِنّ بَعضَ الظَّنِّ إِثْمٌ﴾ ومعنى كونه إثما
  • 5 طرق لعلاج قسوة القلب.. طريقك للجنة
  • قطاع التعليم الفني بذمار ينظم فعالية خطابية بذكرى جمعة رجب
  • كيفية التخلص من المال الحرام ومصارف إخراجه