صحيفة التغيير السودانية:
2025-04-17@05:14:44 GMT

حين وطأ عبدالحي “الجقلو” *

تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT

حين وطأ عبدالحي “الجقلو” *

 

حين وطأ عبدالحي “الجقلو” *

محمد بدوي

لاقى مقطع الفيديو الذي استغرق ٧ دقائق و٣٨ ثانية الذي نشر كجزء من ندوة مركز مقاربات للتنمية السياسية بتركيا، ولاسيما تلك الجزئية التي ظهر فيها متحدثا الدكتور عبدالحي يوسف انتشارا واسعا لدى السودانيات/ن ولغيرهم من المهتمين بالشأن السوداني لمحتواه الذي سأتناوله في فقرة لاحقة، بما يجعل من المهم معرفة من هو الرجل هذا بالتراضي الذي يشار إليه كداعية إسلامي، بحكم منصبه كنائب لهيئة علماء السودان، ورئيس قسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم، ورئيس مجلس قناة وإذاعة طيبة، تقلد عبدالحي هذه المناصب في فترة سيطرة الحركة الاسلامية واجنحتها السياسية على السلطة في السودان عقب إنقلاب ٣٠ يونيو ١٩٨٩، حيث كان قبلها بالمملكة العربية السعودية، الأمر الذي يضعه تحت تصنيف المنتفعين بانقلاب الاسلاميين وسياسة التمكين فلولا ذلك لما اقترب من أي من المناصب لأنه ببساطة مادة الثقافة الإسلامية أدخلت في المقررات الجامعية من قبل سلطة الاسلاميبن في إطار سياسة تغيير المناهج والتعريب التي “كسرت رقبة” التعليم العالي والبحث العلمي .

خلال ثورة ديسمبر ٢٠١٨ نهض أحد المصليين هاتفا “قم يا عبدالحي” داخل باحة المسجد الذي يؤمه عبدالحي بضاحية جبرة بالخرطوم، بقصد أن يقود عبدالحي المصلين للانحياز لحراك التغيير آنذاك، حسن ظن وطني نابع من ربط بين إمامة الرجل للمصلين وربط الأمر بالضمير الانساني المنحاز للحق، اصبغه الرجل على عبدالحي دون أن يدرك خلفيته المرتبطة بالاسلام السياسي، بالضرورة أن يخيب عبدالحي ظنه، بل اعتقد ان الرجل قد أطلع لاحقا على تصريحات عبدالحي التي نشرها الإعلام البديل عن لقائه بالرئيس السابق المخلوع عمر البشير وفتوى إباحة قتل المتظاهرين السلميين، وهو الأمر الذي نتج عنه الانتهاك الممنهج للقانون الدولي لحقوق الإنسان  في ٣ يونيو ٢٠١٩ حادثة” فض الاعتصام”، فاخال حال الرجل يردد “لقد أسمعت لو ناديت ضميرا حيا”، وليس عبدالحي .

بالرجوع لمحتوى الفيديو الذي كال فيه الحط والتحقير للفريق أول عبدالفتاح البرهان قائد الجيش، بالضرورة هو ليس الأول في ذلك سبقه عدد من النشطاء الاعلاميين المنسوبين لأجنحة قادة الحركة الاسلامية السودانية، لكن عندما جاء الأمر من رجل  تجاوز سن الحكمة فهو أمر آخر، لم أعول على ان تخصصه الأكاديمي ومناصبه المرتبطة بالدعاة قد تشكل كابحا من الانزلاق فيما حواه الفيديو لأن  خلفية عبدالحي المرتبطة بالاسلام السياسي تجعله ممسكا بفلسفة التبرير الايدولوجية “الضرورات تبيح المحظورات” واباحة الكذب لهزيمة الطرف (الآخر) الذي ليس بالضرورة أن يكون مصنفا عدوا بل قد يمكن  يكون منافسا سياسيا.

عطفا على ما سبق فإن المحتوى يمثل قمة صراع الاسلاميين المسيطرين على مجموعات مختلفة داخل الجيش، حيث بدأ الأمر بالترويج لذلك بأن المجتمع الدولي يجدر به عدم الاكتراث للبرهان والتفاوض مع الاسلاميين المسيطرين على زمام الأمور، قد فات علىهم أن “البرهان” زار المملكة المتحدة ثم الولايات المتحدة الأمريكية ثلاث مرات منذ بدء الحرب في السودان في مناسبات مختلفة، بما يعني أن هنالك ما قيل الغرف المغلقة، ثم أن الإدارة الامريكية والاتحاد الأوروبي اعلنتا  عقوبات شملت رئيس حزب المؤتمر الوطني الدكتور على كرتي، ورصدت جائزة مالية لمن يدلي بمعلومات عن أحمد محمد هارون المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، واعتقلت عبدالباسط حمزة  القيادي الاسلامي قبل أن تصدر عقوبات في مواجهة ميرغني إدريس الذي اشترك في التسبيب لإصدار العقوبات مع عبدالباسط حمزة في تمويل جماعات إسلامية بينها حماس، إذن حديث عبدالحي كشف بأن الصراع داخل الاسلاميبن وصل مرحلة الصراع داخل الجيش، وهو أمر خطير في ظل الحرب لأنه ينعكس سلبا على الوضع الراهن في السودان بشكل عام.

البيان الذي نشر في الوسائط الذي حمل إفادة بأن عبدالحي ليس عضوا بمؤسسات الحركة الاسلامية، الذي حمل توقيع الأمين العام للحركة الاسلامية دون الإشارة إلى اسم شاغل المنصب، يثير الاستغراب فعبد الحي لم يقل بأنه يتحدث باسم الحركة أو بمنصب محدد، فيثور السؤال لماذا تم “نفي النفي”؟ .

من ناحية ثانية فإن النفي جاء على الارجح عقب التداول الواسع للفيديو وما بصم  عليه عبدالحي من  العلاقة بين الاسلاميبن والجيش” شاهد شاف وعارف كل حاجة”، كما يحتمل البيان كشف / سيطرة فريق على آخر ولو مرحليا في الصراع بين الاسلاميين، لكن رغم ذلك لن يستغني فريق عبدالحي عنه، فأعتقد انه اطلع على البيان  قبل نشره، فالقوم بارعون في فقه الضرورة، والتعويض المادي الذي يسكت الاحتجاج .

أخيرا: يبدو أن حسن ظن المصلي الذي ردد “قم يا عبدالحي” وخيبته في رد فعل عبدالحي، قد جبر خاطره بعد حين  فقد “قام” أخوان عبدالحي بعبدالحي، أو كما يقول المثل الشعبي” *أم جركم ما بتاكل خريفين”.

الجقلو هي الأرض الطينية التي تظهر عليها تشققات عقب إنحسار المياه عنها بما يجعل السير فيها بطيئا وصعبا أم جركم نوع من الجراد لا يعمر لأكثر من حول، وهو مثل يضرب لمن يحاول التكسب في حولين متتالين بذات الموقف والأدوات

 

الوسومالبرهان الحركة الاسلامية حرب السودان عبدالحي يوسف

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: البرهان الحركة الاسلامية حرب السودان عبدالحي يوسف

إقرأ أيضاً:

مجموعة طلال تفتتح فرعًا جديدًا لـ “سوق طلال” في مدينة زايد – أبوظبي

افتتحت مجموعة طلال بفخر فرعها الجديد من سوق طلال في مدينة زايد – أبوظبي، يوم الجمعة الموافق 11 أبريل، في تمام الساعة 2:00 ظهرًا. وقد شهدت مراسم قص الشريط حضورًا بارزًا من أعضاء الإدارة العليا في مجموعة طلال، إلى جانب مشاركة حاشدة من الزوار، والعملاء المحليين، وأفراد المجتمع.
ويُمثل هذا الفرع الجديد محطة مهمة في مسيرة توسع مجموعة طلال داخل دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يقدم تشكيلة واسعة من المنتجات الغذائية، والخضروات والفواكه الطازجة، واللوازم المنزلية، والاحتياجات اليومية، تحت سقف واحد، مع التركيز على الأسعار التنافسية ورضا العملاء.
واحتفالًا بافتتاح الفرع، أطلق سوق طلال عروضًا حصرية بمناسبة الافتتاح، متاحة لفترة محدودة وذلك حتى 14 أبريل 2025، وتشمل خصومات مغرية على مجموعة متنوعة من المنتجات، بهدف توفير أفضل قيمة للعملاء.
وفي تصريح لأحد كبار ممثلي مجموعة طلال خلال المناسبة، قال:
“يسعدنا افتتاح فرعنا في مدينة زايد، ونفخر بتوسيع التزامنا بتقديم تجربة تسوق متميزة وقائمة على القيمة للمجتمعات المحلية. هذا التوسع ينسجم مع رؤيتنا لجعل المنتجات عالية الجودة في متناول جميع سكان الإمارات.”
كما تميز حفل الافتتاح بتوزيع هدايا مجانية، وخصومات خاصة، وتفاعل كبير من العائلات والأطفال، مما يعكس الطابع المجتمعي القوي للسوق.
يواصل سوق طلال ترسيخ حضوره في مشهد أسواق البيع بالتجزئة داخل دولة الإمارات العربية المتحدة، ملتزمًا بثلاثية الجودة والقيمة والثقة.


مقالات مشابهة

  • “اشترِ الآن”.. زلزال يهز “وول ستريت”
  • “أمين عام مجلس التعاون” يدين المخططات التي استهدفت أمن واستقرار الأردن
  • بهدف زيادة الحركة التجارية بالسواحل السورية.. تخفيض سعر طن الوقود للسفن التي تؤمها
  • تم عرض “المنزل الوحيد” في إسطنبول، الذي جذب انتباه ملايين الأشخاص، للبيع!
  • “الإخوان المسلمين” في الأردن تنفي علاقتها بالخلية التي اتهمت بالتآمر على البلاد
  • “تركز جداً على هذا الأمر!” الكشف عن سرّ جمال كيت ميدلتون الدائم
  • مجموعة طلال تفتتح فرعًا جديدًا لـ “سوق طلال” في مدينة زايد – أبوظبي
  • لا فرق بين “الديمقراطيين” و”الجمهوريين” حين يتعلق الأمر بالمجازر في اليمن وغزة 
  • ما هي قاعدة “سدوت ميخا” الصهيونية التي استهدفها الصاروخُ “فلسطين2” الفرط صوتي؟
  • “9 مليارات ليرة وسيناريو خطير!”.. التفاصيل الكاملة للضربة الأمنية التركية التي أوقعت عصابة بالكامل