صحيفة التغيير السودانية:
2025-02-22@09:56:42 GMT

حين وطأ عبدالحي “الجقلو” *

تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT

حين وطأ عبدالحي “الجقلو” *

 

حين وطأ عبدالحي “الجقلو” *

محمد بدوي

لاقى مقطع الفيديو الذي استغرق ٧ دقائق و٣٨ ثانية الذي نشر كجزء من ندوة مركز مقاربات للتنمية السياسية بتركيا، ولاسيما تلك الجزئية التي ظهر فيها متحدثا الدكتور عبدالحي يوسف انتشارا واسعا لدى السودانيات/ن ولغيرهم من المهتمين بالشأن السوداني لمحتواه الذي سأتناوله في فقرة لاحقة، بما يجعل من المهم معرفة من هو الرجل هذا بالتراضي الذي يشار إليه كداعية إسلامي، بحكم منصبه كنائب لهيئة علماء السودان، ورئيس قسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم، ورئيس مجلس قناة وإذاعة طيبة، تقلد عبدالحي هذه المناصب في فترة سيطرة الحركة الاسلامية واجنحتها السياسية على السلطة في السودان عقب إنقلاب ٣٠ يونيو ١٩٨٩، حيث كان قبلها بالمملكة العربية السعودية، الأمر الذي يضعه تحت تصنيف المنتفعين بانقلاب الاسلاميين وسياسة التمكين فلولا ذلك لما اقترب من أي من المناصب لأنه ببساطة مادة الثقافة الإسلامية أدخلت في المقررات الجامعية من قبل سلطة الاسلاميبن في إطار سياسة تغيير المناهج والتعريب التي “كسرت رقبة” التعليم العالي والبحث العلمي .

خلال ثورة ديسمبر ٢٠١٨ نهض أحد المصليين هاتفا “قم يا عبدالحي” داخل باحة المسجد الذي يؤمه عبدالحي بضاحية جبرة بالخرطوم، بقصد أن يقود عبدالحي المصلين للانحياز لحراك التغيير آنذاك، حسن ظن وطني نابع من ربط بين إمامة الرجل للمصلين وربط الأمر بالضمير الانساني المنحاز للحق، اصبغه الرجل على عبدالحي دون أن يدرك خلفيته المرتبطة بالاسلام السياسي، بالضرورة أن يخيب عبدالحي ظنه، بل اعتقد ان الرجل قد أطلع لاحقا على تصريحات عبدالحي التي نشرها الإعلام البديل عن لقائه بالرئيس السابق المخلوع عمر البشير وفتوى إباحة قتل المتظاهرين السلميين، وهو الأمر الذي نتج عنه الانتهاك الممنهج للقانون الدولي لحقوق الإنسان  في ٣ يونيو ٢٠١٩ حادثة” فض الاعتصام”، فاخال حال الرجل يردد “لقد أسمعت لو ناديت ضميرا حيا”، وليس عبدالحي .

بالرجوع لمحتوى الفيديو الذي كال فيه الحط والتحقير للفريق أول عبدالفتاح البرهان قائد الجيش، بالضرورة هو ليس الأول في ذلك سبقه عدد من النشطاء الاعلاميين المنسوبين لأجنحة قادة الحركة الاسلامية السودانية، لكن عندما جاء الأمر من رجل  تجاوز سن الحكمة فهو أمر آخر، لم أعول على ان تخصصه الأكاديمي ومناصبه المرتبطة بالدعاة قد تشكل كابحا من الانزلاق فيما حواه الفيديو لأن  خلفية عبدالحي المرتبطة بالاسلام السياسي تجعله ممسكا بفلسفة التبرير الايدولوجية “الضرورات تبيح المحظورات” واباحة الكذب لهزيمة الطرف (الآخر) الذي ليس بالضرورة أن يكون مصنفا عدوا بل قد يمكن  يكون منافسا سياسيا.

عطفا على ما سبق فإن المحتوى يمثل قمة صراع الاسلاميين المسيطرين على مجموعات مختلفة داخل الجيش، حيث بدأ الأمر بالترويج لذلك بأن المجتمع الدولي يجدر به عدم الاكتراث للبرهان والتفاوض مع الاسلاميين المسيطرين على زمام الأمور، قد فات علىهم أن “البرهان” زار المملكة المتحدة ثم الولايات المتحدة الأمريكية ثلاث مرات منذ بدء الحرب في السودان في مناسبات مختلفة، بما يعني أن هنالك ما قيل الغرف المغلقة، ثم أن الإدارة الامريكية والاتحاد الأوروبي اعلنتا  عقوبات شملت رئيس حزب المؤتمر الوطني الدكتور على كرتي، ورصدت جائزة مالية لمن يدلي بمعلومات عن أحمد محمد هارون المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، واعتقلت عبدالباسط حمزة  القيادي الاسلامي قبل أن تصدر عقوبات في مواجهة ميرغني إدريس الذي اشترك في التسبيب لإصدار العقوبات مع عبدالباسط حمزة في تمويل جماعات إسلامية بينها حماس، إذن حديث عبدالحي كشف بأن الصراع داخل الاسلاميبن وصل مرحلة الصراع داخل الجيش، وهو أمر خطير في ظل الحرب لأنه ينعكس سلبا على الوضع الراهن في السودان بشكل عام.

البيان الذي نشر في الوسائط الذي حمل إفادة بأن عبدالحي ليس عضوا بمؤسسات الحركة الاسلامية، الذي حمل توقيع الأمين العام للحركة الاسلامية دون الإشارة إلى اسم شاغل المنصب، يثير الاستغراب فعبد الحي لم يقل بأنه يتحدث باسم الحركة أو بمنصب محدد، فيثور السؤال لماذا تم “نفي النفي”؟ .

من ناحية ثانية فإن النفي جاء على الارجح عقب التداول الواسع للفيديو وما بصم  عليه عبدالحي من  العلاقة بين الاسلاميبن والجيش” شاهد شاف وعارف كل حاجة”، كما يحتمل البيان كشف / سيطرة فريق على آخر ولو مرحليا في الصراع بين الاسلاميين، لكن رغم ذلك لن يستغني فريق عبدالحي عنه، فأعتقد انه اطلع على البيان  قبل نشره، فالقوم بارعون في فقه الضرورة، والتعويض المادي الذي يسكت الاحتجاج .

أخيرا: يبدو أن حسن ظن المصلي الذي ردد “قم يا عبدالحي” وخيبته في رد فعل عبدالحي، قد جبر خاطره بعد حين  فقد “قام” أخوان عبدالحي بعبدالحي، أو كما يقول المثل الشعبي” *أم جركم ما بتاكل خريفين”.

الجقلو هي الأرض الطينية التي تظهر عليها تشققات عقب إنحسار المياه عنها بما يجعل السير فيها بطيئا وصعبا أم جركم نوع من الجراد لا يعمر لأكثر من حول، وهو مثل يضرب لمن يحاول التكسب في حولين متتالين بذات الموقف والأدوات

 

الوسومالبرهان الحركة الاسلامية حرب السودان عبدالحي يوسف

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: البرهان الحركة الاسلامية حرب السودان عبدالحي يوسف

إقرأ أيضاً:

بوتين: المحادثات الروسية الأمريكية التي انعقدت في العاصمة السعودية الرياض كانت “إيجابية”.. ويسعدني لقاء ترامب

المناطق_متابعات

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن المحادثات الروسية الأمريكية التي انعقدت في العاصمة السعودية الرياض كانت “إيجابية”، مشيراً إلى أنه يعطي هذه المحادثات “تقييما مرتفعاً”.

وأضاف في تصريحات للصحفيين خلال زيارته لأحد مصانع إنتاج المسيرات في سانت بطرسبورغ، أنه يسعده لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لكنه نوه إلى أن هذا اللقاء يجب التحضير له.

أخبار قد تهمك القوات الخاصة للأمن البيئي تضبط مخالفًا لنظام البيئة لدخوله بمركبته في الفياض والروضات في محمية الملك عبدالعزيز الملكية 19 فبراير 2025 - 2:12 مساءً إطلاق خدمة الدفع السريع لمستخدمي النقل العام لتسهيل التنقل 18 فبراير 2025 - 10:13 مساءً

كذلك أشار بوتين إلى أنه على الفريقين الروسي والأميركي إعداد حلول مقبولة من الطرفين، وأضاف أن روسيا مستعدة لاستئناف المفاوضات حول أوكرانيا.

وقال إن ترامب أخبره أن أوكرانيا ستشارك في المحادثات.

إلى ذلك أوضح بوتين أنه يتعين على واشنطن حل إشكالية معاهدة الحد من التسلح النووي “نيو ستارت”، لافتا إلى أنه سيتم استئناف عمل البعثات الدبلوماسية بين موسكو وواشنطن.

ونوه إلى أن الوفد الأمريكي في الرياض تصرف دون تحيز أو أحكام مسبقة.

فيما وصف موقف كييف من التواصل بين موسكو وأمريكا بالهستيري.

في موازاة ذلك قدّم بوتين شكره إلى القيادة السعودية على “خلق مناخ جيد” للمحادثات مع أمريكا، قائلاً إنه سيتحدث مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الأيام المقبلة “لأشكره شخصياً” على دور بلاده في المحادثات.

يشار إلى أن المحادثات الأمريكية الروسية حضرها وزيرا خارجية أميركا ماركو روبيو، وروسيا سيرغي لافروف، اللذان وصلا، يوم الاثنين الماضي، إلى الرياض، فضلاً عن مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، ورئيس الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة كيريل دميترييف، ومستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز، ومبعوث الرئيس الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف.

كما حضر وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ووزير الدولة مساعد العيبان.

في حين أعلنت وزارة الخارجية السعودية أن انعقاد تلك المحادثات أتى في إطار مساعي المملكة لتعزيز الأمن والسلام.
دور سعودي

يذكر أن السعودية كانت وقفت على الحياد في الحرب الروسية الأوكرانية، وسعت إلى فتح مساحة لتلاقي أطراف الصراع من أجل حله بدل تعزيز المواجهة.

كما اضطلعت في سبتمبر 2022 بدور لإطلاق سراح مقاتلين أجانب محتجزين في أوكرانيا، بينهم اثنان من الولايات المتحدة و5 من بريطانيا.

كذلك استضافت في أغسطس 2023، محادثات بشأن الحرب استقطبت ممثلين عن أكثر من 40 دولة، من دون مشاركة روسيا.

مقالات مشابهة

  • برلين: حادثة طعن امام النصب التذكاري لـ”الهولوكوست” (فيديو) 
  • نصيحة لوجه الله للجنرال البرهان وكل عاقل في صفوف الجيش السوداني من غير عضوية الحركة الاسلامية
  • مجلة أمريكية ترسم السيناريوهات حول الحاملة “ترومان”.. فما الذي جرى لها ..! 
  • “اللواء البراشي” يحسم الجدل ويوجه بتوقيف رجل المرور الذي ظهر في الفيديو المثير واحالته للتحقيق وانفاذ العدالة فورًا
  • الإعلامي “سليمان السالم”: المنتدى السعودي للإعلام فرصة لاكتشاف أحدث الابتكارات والتقنيات التي تشكل مستقبل الإعلام (خاص)
  • الحركة السياسية لم تفهم الدرس بعد !
  • “غزة ليست للبيع”.. أوروبا تنتفض ضد خطة التهجير التي يتبناها ترامب
  • من هو “خط الصعيد ” المجرم الذي قضى عليه الأمن المصري مؤخرا؟
  • “المستحيل الذي تحقق”.. الناصر: 100 مليار دولار استثمارات غاز “الجافورة”
  • بوتين: المحادثات الروسية الأمريكية التي انعقدت في العاصمة السعودية الرياض كانت “إيجابية”.. ويسعدني لقاء ترامب