أحمد الشلفي يكتب.. تطورات المشهد السوري وانعكاساتها الإقليمية: هل يتخوف الحوثيون من أن يكونوا الهدف التالي؟
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
التطورات الأخيرة في المشهد السوري، خاصة التقدم السريع للمعارضة المسلحة في حلب وحماة، تكشف عن تحولات جوهرية في ديناميكيات الصراع السوري وتثير العديد من التساؤلات حول مستقبل المحاور الإقليمية، وخاصة محور المقاومة المتمثل في إيران وحزب الله وسوريا والحوثيين. المشهد الراهن يحمل دلالات سياسية وعسكرية قد تُعيد رسم خارطة التحالفات والصراعات في المنطقة.
تراجع محور المقاومة
تشير الأحداث إلى أن ما يُسمى بمحور المقاومة يواجه أزمة داخلية قد تؤدي إلى تفككه التدريجي. هذا التراجع يمكن تفسيره بعدة عوامل:
• هناك حديث متزايد عن توتر العلاقات بين النظام السوري وحزب الله، خاصة بعد ما تردد عن قيام الأسد بطرد عناصر من حزب الله من مناطق في سوريا، وتراجعه عن تقديم الدعم الفعلي للحزب.
• زيارة الأسد الأخيرة إلى روسيا ولقائه بالرئيس بوتين أثارت جدلاً، حيث أشارت تقارير إلى عدم حصوله على الدعم الكافي من موسكو.
• التنسيق الواضح بين إسرائيل وأمريكا قديشير إلى استراتيجية متكاملة لإضعاف المحور الإيراني. هذا التنسيق يُظهر أن واشنطن وتل أبيب تعملان بشكل منهجي على استنزاف قدرات هذا المحور.
• حرب غزة الأخيرة أظهرت تراجع قدرة محور المقاومة على تقديم الدعم الفعلي لحلفائه. رغم الخطاب الإعلامي الداعم، غاب الدعم الميداني المباشر، ، مما أدى إلى انكشاف محدودية هذا المحور في المواجهات الإقليمية.
موقف تركيا وأمريكا
التقدم الذي حققته المعارضة في حلب وحماة أثار تساؤلات حول طبيعة الدعم الذي تلقته.
تُتهم تركيا بأنها قدمت دعماً مباشراً للمعارضة، سواء من خلال الإمدادات العسكرية أو التغطية اللوجستية. كذلك، هناك إشارات إلى دور أمريكي غير معلن في دعم العمليات العسكرية للمعارضة، وهو ما يُفسر التقدم السريع والمفاجئ في تلك المناطق.
الموقف الروسي: لعبة التوازنات
رغم الغارات الجوية التي نفذتها روسيا وأسفرت عن مقتل أكثر من 200 مقاتل من المعارضة، إلا أن الموقف الروسي يبدو متردداً.
البيانات الروسية الرسمية قليلة وغير واضحة، مما يثير الشكوك حول مدى التزام موسكو بدعم الأسد بشكل كامل. قد يكون هذا جزءاً من محاولة روسيا للحفاظ على توازن دقيق بين حلفائها الإقليميين وضمان عدم استنزافها في صراع طويل الأمد.
السؤال الذي يطرحه المراقبون هو: ما التالي بالنسبة لمحور المقاومة؟
• يبدو أن إيران تواجه استهدافاً مباشراً، سواء عبر الضربات الإسرائيلية على مواقعها في سوريا أو من خلال محاصرة حلفائها في المنطقة.
الضغوط الداخلية في إيران، مع الاحتجاجات والتحديات الاقتصادية، تزيد من صعوبة الحفاظ على دورها الإقليمي.
. يبدو أن محور المقاومة يمر بأضعف حالاته منذ عقود، مع تصاعد التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه أركانه. في المقابل، تعمل قوى إقليمية ودولية على استثمار هذا التراجع لبناء نظام إقليمي جديد قائم على توازنات مختلفة.
هل من الممكن أن يكون الحوثيون الهدف التالي؟
الحوثيون يشكلون أحد أذرع إيران في المنطقة، ويُنظر إليهم كجزء أساسي من “محور المقاومة”.
تصعيدهم الأخير في البحر الأحمر عبر استهداف السفن، والتهديد المستمر لأمن الملاحة البحرية، يُعزز من احتمالية أن يتم التعامل معهم كجزء من استراتيجية أكبر لكبح النفوذ الإيراني.
مع تراجع حزب الله في لبنان بسبب تداعيات حرب غزة والضغوط الإسرائيلية، قد تتحول الأنظار نحو الحوثيين باعتبارهم الأكثر نشاطًا عسكريًا في المحور الإيراني.
قد ترى الولايات المتحدة والسعودية وحلفاؤهما في استهداف الحوثيين خطوة ضرورية لتهدئة التوترات في الخليج وتأمين الممرات المائية.
فرغم الهدنة النسبية بين السعودية والحوثيين بعد الاتفاقات الأخيرة، لكن التصعيد الحوثي المستمر يُهدد هذه التفاهمات.
قد تضطر الرياض في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة إلى إعادة تقييم استراتيجيتها .
يدرك الحوثيون أن استهدافهم ممكن في أي لحظة، ولذلك يبدو أنهم يعززون من قوتهم العسكرية، سواء من خلال الحشود أو بناء تحالفات محلية .
وبماأنهم يعتمدون بشكل كبير على الدعم الإيراني، فإن تزايد الضغوط على طهران، قد يحعلهم في مواجهة مباشرة دون الغطاء الكافي من حليفهم .
فهل سيتحرك أعداء إيران لتطويق الحوثيين، سواء عبر استهداف مباشر أو من خلال دعم قوى محلية معارضة لهم أم أن الجهود الدبلوماسية لتهدئة التوترات ستسبق كل هذا ؟
المرحلة القادمة ستعتمد على قدرتهم على المناورة.
فهل يستطيعون الاستمرار في لعب دورهم الحالي أم أن المشهد الإقليمي سيفرض معادلة جديدة تُعيد رسم حدود قوتهم ؟
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن سوريا حلب المعارضة السورية إيران محور المقاومة من خلال
إقرأ أيضاً:
إيران: سندعم أي حكومة يؤيدها الشعب السوري
سرايا - أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الجمعة، أن بلاده ستدعم أي حكومة يؤيدها الشعب السوري.
وقال عراقجي في تصريحات لقناة الجزيرة القطرية إن طهران ستدعم أي حكومة يؤيدها الشعب السوري، وكذلك استقرار سوريا ووحدة أراضيها.
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، بسطت فصائل سورية سيطرتها على العاصمة دمشق، ما أنهى 61 عاما من نظام حزب البعث و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
ومنذ اليوم التالي تدير حكومة برئاسة محمد البشير مرحلة انتقالية في البلاد، بتكليف من أحمد الشرع قائد الإدارة السورية الجديدة آنذاك الذي أصبح من الأربعاء رئيسا للجمهورية.
من جهة أخرى، هنأ عراقجي حركة حماس وبقية فصائل المقاومة الفلسطينية على "الانتصار" الذي حققته بغزة مع وقف إطلاق النار، وعلى تحرير أسرى فلسطينيين عبر صفقة التبادل.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 804
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 31-01-2025 06:52 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...