أبدى رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان أمس السبت رفضه للتشكيك في وطنية الجيش، في حين تسلّم الجيش دفعة من طائرات "بيرقدار" التركية، في الوقت الذي تستمر فيه الاشتباكات بولاية الخرطوم، ويزداد الوضع الإنساني سوءا.

وفي زيارة لعدد من الوحدات العسكرية في مدينة أم درمان، نفى البرهان وجود أي "قتال بدوافع سياسية أو انتماءات غير وطنية" في الجيش السوداني، وفق وصفه.

وشدد على أن الجيش السوداني مستقل ولا يأتمر بأمر أي جهة، مضيفا أنه أيضا "ليس ملكا لشخص واحد".

ودعا من وصفهم بـ"المتشككين في وحدة الصف الوطني" إلى الانضمام للجهود المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام، مؤكدا "حتمية النصر" على قوات الدعم السريع.

تسلم مسيّرات

من جهة أخرى، نقل موقع "سودان تربيون" عن مصدر عسكري قوله إن الجيش السوداني تسلّم لأول مرة دفعة محدودة من طائرات "بيرقدار" التركية، مشيرا إلى دخولها الخدمة منذ نحو شهر.

وأوضح المصدر أن هذه المرة الأولى التي يستخدم فيها الجيش طائرات "بيرقدار"، مؤكدا أن نشاطها يقتصر حاليا على ولاية الخرطوم، وفق الموقع.

وأشار الموقع نقلا عن المصدر العسكري إلى أن الجيش حصل تدريجيا على أسلحة طيران ومقاتلات نوعية قبل أن يتسلّم شحنة من السيارات المصفحة ضد القنص، والتي دخلت المعارك في الخرطوم بعد انطلاق العملية البرية نهاية سبتمبر/أيلول الماضي.

رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يتفقد عدداً من الوحدات بمنطقة أم درمان العسكرية

أم درمان ٣٠-١١-٢٠٢٤

أكد رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن #عبد الفتاح_البرهان أن القوات المسلحة ، تقاتل من أجل الوطن دون أي وصاية، نافياً وجود أي قتال… pic.twitter.com/InHnGmD1xc

— القوات المسلحة السودانية (@SudaneseAF) November 30, 2024

اشتباكات

وعسكريا، قالت مصادر محلية للجزيرة إن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تبادلا القصف المدفعي فجر اليوم في أنحاء متفرقة في ولاية الخرطوم.

وأوضحت أن قوات الدعم السريع قصفت شمالي أم درمان، فيما رد الجيش مستهدفا مواقع للدعم السريع في الخرطوم وجنوبي الخرطوم بحري.

وفي الفاشر غربي السودان، أفادت الفرقة السادسة مشاة في الجيش السوداني بتدمير 10 مسيّرات وإسقاط 6 أخرى لقوات الدعم السريع في الفاشر عاصمة ولاية دارفور، وفق ما نقلته وزارة الثقافة والإعلام عن بيان للفرقة يوم الجمعة.

وذكرت أن أعدادا كبيرة من قوات الدعم السريع سلّمت نفسها للجيش في الارتكازات الشرقية والجنوبية الشرقية للفاشر، وفق قولها.

الفرقة السادسة تعلن إسقاط وتدمير 16 مسيرة للمليشيا في سماء الفاشر

أعلنت الفرقة السادسة مشاة، تدمير 10 طائرات مسيرة، لمليشيا الدعم. السريع، في مدينة الفاشر، وإسقاط 6 "مسيرات" أخرى بالمحاور الشمالية بحالة جيدة.
وقالت الفرقة في بيان، اليوم الجمعة، إن طيران الجيش نفذ 5 طلعات جوية… pic.twitter.com/UCxCYCSJn6

— وزارة الثقافة والإعلام | Official (@MociGovern) November 29, 2024

سلطة مدنية بالخرطوم

وفي الخرطوم التي تشهد قتالا مدمرا، أعلنت قوات الدعم السريع الجمعة تشكيل سلطة مدنية لإدارة الولاية، بحسب بيان نقله موقع "سودان تربيون".

ودرجت قوات الدعم السريع مؤخرا على تأسيس إدارات مدنية في المناطق التي سيطرت عليها في ولايات الجزيرة وغرب كردفان وجنوب ووسط وغرب وشرق دارفور.

ومنذ الأشهر الأولى لبدء النزاع، سيطرت قوات الدعم السريع على الجزء الأكبر من ولاية الخرطوم، لكن الجيش مؤخرا استعاد مناطق في شمال الخرطوم بحري ومنطقة المقرن القريبة من وسط الخرطوم علاوة على محلية أم درمان.

سودانيون فروا من القتال في ولاية الجزيرة يعيشون في مخيم للنازحين بالقضارف في ظل شح الطعام (الفرنسية) انتشار الجوع

وإنسانيا، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن أطفال السودان يعانون في خضم الحرب الدائرة من الجوع وسوء التغذية وتفشي الأمراض.

وشددت أن وقف إطلاق النار بالسودان أمر بالغ الأهمية لسلامتهم، مشيرة إلى أنها تعمل على توفير الإمدادات المنقذة للحياة بالسودان، بما في ذلك الأغذية العلاجية الحيوية والمياه واللقاحات.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش والدعم السريع حربا خلفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قوات الدعم السریع الجیش السودانی ولایة الخرطوم أم درمان

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يعلن سيطرته على “مواقع استراتيجية” شرقي الخرطوم ويتقدم في محور “شرق النيل” مقتربا من جسر المنشية المؤدي إلى وسط العاصمة

الأناضول/ أعلن الجيش السوداني، الاثنين، استعادة سيطرته على "مواقع استراتيجية" شرقي ولاية الخرطوم وسط البلاد، بعد معارك مع قوات الدعم السريع، وأفاد الجيش في بيان، بأن "القوات المسلحة وقوات الاحتياطي المركزي (تابعة للشرطة) تتقدم في محور شرق النيل وتستلم مزيدا من المواقع الاستراتيجية المهمة (دون تحديد) بعد دحر وسحق مليشيا الدعم السريع".

وبذلك، يفرض الجيش سيطرة واسعة على محافظة شرق النيل الكبرى ويقترب من جسر "المنشية" المؤدي إلى وسط العاصمة، ويعد آخر الجسور التي لازالت تحت سيطرة "الدعم السريع" على النيل الأزرق.

وإذا استعاد الجيش سيطرته على جسر المنشية يكون قد ضرب حصارا مطبقا على قوات الدعم السريع المتمركزة وسط العاصمة بمحيط القصر الرئاسي والمطار الدولي.

وبث الجيش عبر صفحته بفيسبوك مقطع فديو لقواته في منطقة شرق النيل وقرب جسر المنشية الرابط بين شرقي مدينة الخرطوم ووسطها.

كما تداول ناشطون سودانيون على مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو لقوات الجيش وهي تجول بعدد من المواقع الحكومية في "شرق النيل".

وحتى الساعة 17:45 (ت.غ)، لم يصدر عن "الدعم السريع" تعليق على التطورات العسكرية الأخيرة.

وخلال الأيام الماضية، تمكن الجيش من استعادة أحياء كافوري وحلة كُوكُو بمدينة بحري (شرقي العاصمة)، ما مكنها من التقدم جنوبا باتجاه "شرق النيل".

ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة "الدعم السريع" لصالح الجيش في ولايات الخرطوم والجزيرة، والنيل الأبيض وشمال كردفان.

وفي ولاية الخرطوم المكونة من 3 مدن، بات الجيش يسيطر بالكامل على "مدينة بحري" شمالا، ومعظم أنحاء "مدينة أم درمان" غربا، و75 بالمئة من عمق "مدينة الخرطوم" التي تتوسط الولاية وتحوي القصر الرئاسي والمطار الدولي، بينما لا تزال "الدعم السريع" في أحياء شرق المدينة وجنوبها.

ويخوض الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" منذ أبريل/ نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

   

مقالات مشابهة

  • هكذا يتم تهريب الصمغ العربي السوداني الشهير.. ما علاقة الدعم السريع؟
  • الجيش السوداني: “الدعم السريع” هاجمت بمسيرات سد مروي شمال البلاد
  • الجيش السوداني يستعيد مواقع استراتيجية ويسيطر على جسر المنشية في الخرطوم
  • «شرق النيل» في قبضة الجيش السوداني
  • الجيش السوداني يعلن سيطرته على "مواقع استراتيجية" شرقي الخرطوم
  • الجيش السوداني يعلن سيطرته على “مواقع استراتيجية” شرقي الخرطوم ويتقدم في محور “شرق النيل” مقتربا من جسر المنشية المؤدي إلى وسط العاصمة
  • مكاسب الجيش في العاصمة… هل تُنهي حرب السودان؟ توقعات بأن تنتقل المعارك منها إلى غرب البلاد
  • السودان: هل تنهي مكاسب الجيش في العاصمة الحرب؟
  • الجيش السوداني يتقدم شرقي الخرطوم
  • كيف صمدت مقار الجيش السوداني أمام حصار 21 شهرا؟