العراق على حافة حرب إقليمية: التهديدات تتصاعد على الحدود الغربية
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
1 ديسمبر، 2024
بغداد/المسلة : في خطوة جديدة تعكس تصاعد التوترات الإقليمية، عززت القوات المسلحة العراقية من تواجدها على الشريط الحدودي مع سوريا في أقصى غرب العراق. هذه الخطوة جاءت في وقت تعيش فيه المنطقة حالة من القلق المتزايد بسبب التهديدات الأمنية التي قد تعيد الفوضى إلى العراق، وهو ما دفع الكثير من العراقيين إلى التعبير عن مخاوفهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث نشروا تغريدات وتدوينات تدعو إلى الحذر وتجنب جر البلاد إلى نزاع قد تكون عواقبه وخيمة.
وكانت الفترة الأخيرة قد شهدت تصاعداً في الخطابات الطائفية والتحريضية من بعض الإعلام المعارض الذي تديره الفصائل التي اجتاحت حلب في سوريا، والذي استهدف الطائفة الشيعية في العراق. ورداً على ذلك، بدأت دعوات عراقية تطالب بتدخل فعال لدعم الحكومة السورية، محذرة من أن استمرار الأزمة قد يؤدي إلى انتقال تأثيراتها إلى الداخل العراقي، وتحديداً في مناطق غرب العراق التي تشترك في حدودها مع سوريا.
في هذا السياق، تحدثت مصادر عن مشروع إقليمي يهدف إلى تفكيك الروابط بين الفصائل العراقية والحكومة السورية وحزب الله اللبناني، وهو ما قد يشعل جبهات جديدة من الصراعات.
لكن في المقابل، هناك من يعتقد أن التدخل العسكري العراقي يجب أن يكون محط تساؤل، وأن العراق يجب أن يبقى بعيداً عن أتون الحروب الإقليمية، حفاظاً على استقرار أوضاعه الداخلية.
ووفقاً لتحليلات سياسية، من المرجح أن تسعى الولايات المتحدة وإسرائيل إلى منع أي تدخل من شأنه أن يضعف المعارضين للرئيس السوري بشار الأسد، مما قد يقود إلى تصعيد في المواجهات العسكرية. وقد أشارت تغريدة إلى أن “الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة يستهدف بالأساس ضمان عدم تعريض أمن إسرائيل للخطر، ما قد يضع العراق في موقف صعب”.
في ظل هذه الظروف، ظهرت دعوات جديدة في العراق تطالب الحكومة بقيادة محمد شياع السوداني بالتحرك لدعم سوريا وتقديم الدعم اللازم لحمايتها من أي تهديدات قد تتجاوز حدودها. لكن هناك من يرى أن هذه الخطوة قد تثير رداً عنيفاً من إسرائيل، التي قد تلجأ إلى ضربات جوية تستهدف المواقع العسكرية العراقية، على غرار ما حدث في لبنان وغزة.
والوضع الحالي يفرض على العراق أن يكون في حالة تأهب دائم لمنع تسلل المتطرفين من الأراضي السورية، وضرورة أن يكون هناك تنسيق عالٍ بين مختلف الجهات العسكرية والأمنية لمراقبة الحدود .
وتواصل القوات العراقية تنفيذ عمليات دورية لتعقب الجماعات المسلحة والمتسللين من الأراضي السورية، فيما تتوقع الأوساط السياسية أن تسعى واشنطن إلى تنفيذ ضربات نوعية للحد من أي محاولات للتوسع الإقليمي من قبل الجماعات الموالية لإيران أو منظمات متطرفة.
مواطنون من المناطق الغربية في العراق تحدثوا عن الحيرة والقلق الذي يساورهم، فقالت مها حسن، وهي ناشطة من مدينة الرمادي: “نعيش تحت تهديد مستمر، فكل تصعيد عسكري في سوريا يمكن أن يتسبب بمزيد من الأزمات على أرضنا”. أما خالد الجميلي، وهو موظف ، فقال: “يجب أن تبقى الحكومة العراقية متيقظة، ولكن دون أن تنجر إلى حرب قد تكون نتائجها كارثية”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
تحليلات معهد واشنطن: قراءة متحيزة تتجاهل تعقيدات الساحة العراقية
28 نوفمبر، 2024
بغداد/المسلة: أفاد معهد “واشنطن” لسياسة الشرق الأدنى أن الفصائل العراقية قد قلصت بشكل ملحوظ، وربما أوقفت تماماً، هجماتها ضد إسرائيل منذ التهديد العلني الذي وجهته الأخيرة في 18 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري. التقرير أشار إلى أن هذا التراجع يعود إلى التهديدات الإسرائيلية بالقصف، غير أن وجهات نظر عراقية ترى أن هذا التحول يعكس سياسة التوازن التي يعتمدها العراق بعيداً عن الانجرار إلى المواجهة المباشرة.
ما أثار الانتباه في تحليل التقرير هو تفسير لاسباب انخفاض واضح في البيانات التي تتبنى العمليات ضد إسرائيل، مع تراجع عرض الصور المتعلقة بالطائرات المسيّرة، التي غالباً ما كانت تُستخدم للتأكيد على قدرة هذه الفصائل، حيث فسرها التقرير بانها ناجمة عن “خشية”.
لكن قادة في فصائل بارزة، مثل كتائب سيد الشهداء ومنظمة بدر وحركة النجباء، خرجوا بتصريحات تقلل من شأن التهديد الإسرائيلي، معتبرين أن إسرائيل “أصغر من أن تهدد العراق”.
وفي مقابلة نادرة، أشار أحمد محسن فرج الحميداوي، المعروف بـ”أبو حسين”، إلى أن “القرار النهائي يعود لإخواننا في حزب الله”. تصريح الحميداوي يعكس بعداً استراتيجياً يعتمده قادة الفصائل العراقية، حيث تُظهر هذه التصريحات أنها تتبع رؤية دقيقة ولا تتخذ خطوات عشوائية كما يصوّرها تقرير المعهد.
على الرغم من ذلك، خلص التقرير إلى أن ردود الفصائل كانت “لينة” وقد تكون مدفوعة بالخوف من التصعيد. ولكن مصادر عراقية أكدت لـ”المسلة” أن مواقف الفصائل تأتي ضمن إطار سياسات الدولة العراقية، التي لا تنجرف إلى الحرب بالطريقة التي قد تسعى إسرائيل لفرضها، بل تتبع أسلوباً يحدد فيه العراق قواعد اللعبة بما يخدم مصالحه الوطنية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts