سواليف:
2025-01-03@20:37:21 GMT

مدعوون للتعيين في المجلس القضائي

تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT

#سواليف

يدعو #المجلس #القضائي الأسماء الآتية ضرورة مراجعتها لاستكمال #إجراءات #التعيين,

مقالات ذات صلة دبلوماسي فلسطيني سابق: عباس فاقد للشرعية وقراراته غير دستورية 2024/12/01.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف المجلس القضائي إجراءات التعيين

إقرأ أيضاً:

النجيد.. نبض العطاء وأمل المستقبل

فايزة سويلم الكلبانية
faizaalkalbani1@gmail.com


إهداء
"إلى أبناء بلدتنا العزيزة (النجيد) في ولاية عبري، من آبائنا وأمهاتنا وشبابنا الذين يُواصلون سعيهم المُستمر بكل إصرار وعزيمة، ليتركوا بصمة مُشرقة تظل شاهدة على عطاءاتهم في رفعة هذا الوطن العزيز، عُمان. إلى أولئك الذين يطمحون للعيش الكريم ويعملون بلا كلل من أجل مُستقبل أفضل، مُحاطين بمحبة وإخاء وعطاء لا يعرف حدودًا".
*******
خرجتْ أمي في إحدى صباحات الشتاء الباردة بخطوات ثابتة، تحمل في قلبها شغفًا لا ينطفئ، ومصحفها الصغير في يدها، تطوي المسافات مشيًا على الأقدام نحو مدرسة القرآن الكريم. ومع مرور الوقت، تغيَّر مكان منزلنا وأصبح أبعد عن المدرسة، فاستعانت أمي بإحدى الجارات لتقلها معها، محتسبة الأجر بتعاونها المشكور، لم تكن المدرسة كما هي اليوم، بل كانت منزلًا قديمًا تركه أصحابه، واستُغل ليكون مكانًا لتدريس الأمهات تحت برنامج محو الأمية، حيث اجتمعت النساء لأول مرة في أجواء بسيطة، يحملن حلمًا واحدًا: تعلم القرآن الكريم وحفظه، كانت تلك البدايات متواضعة، تمامًا كالأمهات اللاتي حضرن بخطوات مترددة، غير أنَّ الشغف بالعلم سرعان ما غلب كل تردد.
ومع مرور الوقت، بدأ الحلم يكبر، وانتقلت حلقات التعليم إلى مجلس متواضع بُني بالقرب من مسجد البلدة. هذا المجلس، الذي أصبح لاحقًا رمزًا للتجمعات في المناسبات المختلفة، من أعياد وعزاء وأفراح، تحول إلى مكان دائم لتعليم النساء القرآن الكريم.
لم يكن هذا التحول ليحدث لولا جهود أبناء البلدة وفريق من الشباب المتطوعين الذين حملوا على عاتقهم زمام المبادرة لترميم المجلس وتجهيزه، بتبرعات سخية من أبناء البلدة، هؤلاء الشباب، الذين تحلوا بروح العطاء، عملوا بلا كللٍ لجعل المكان ملائمًا لتحقيق أهداف التعليم، فبات المجلس بفضل تكاتف الجهود المخلصة أكثر استقبالًا للنساء وأمهات البلدة اللواتي توافدن عليه بشغف أكبر.
أصبحت مدرسة القرآن الكريم اليوم مكانًا تحرص عليه النساء حُبًا وقناعة، ورغبةً حقيقية في التعلم، حيث تتنوع البرامج التي تُقدّم، ما بين التفاعل مع المناسبات الوطنية واندماج الأمهات الدارسات في فعالياتها، مما يعزز من ارتباطهن المستمر بالمكان. في قلب هذا الجهد، تبرز الأستاذة وضحاء المعمرية، المتطوعة والمصرح لها بالوعظ والإرشاد من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، التي تقوم بدور كبير في توجيه الأمهات وتعليمهن. إلى جانبها، تقف الأستاذة رياء بنت سالم الكلبانية، رفيقتي في الدراسة بالمدرسة، التي توفقت بأن تصبح مُرشدة دينية معتمدة من الوزارة، ولهن بصمات وجهود عظيمة في محبة الأمهات بالمدرسة وتشجيعهن على الإقبال المُستمر، مما جعله مركزًا جاذبًا للنساء الطامحات في تعلم القرآن الكريم.
من هنا أُقدِّم الدعوة المُتجدِّدة إلى وزارة الأوقاف والشؤون الدينية لتقديم الدعم المستمر للمُعلِّمات المُتطوِّعات، وتوظيفهن استنادًا إلى خبراتهن ورغبتهن في الاستمرار في مسيرتهن التعليمية. هذا الدعم سيكون خطوة مهمة لتكثيف استقطاب النساء المتعلمات، مما يُسهم في تعزيز جهود تعليم القرآن الكريم ويعكس إيمانًا بقدراتهن على إحداث تأثير إيجابي في المجتمع.
اليوم، لم تعد أمي تمشي وحدها إلى تلك المجالس؛ بل ترافقها جاراتها وصديقاتها من نساء البلد، يذهبن في جماعات، يحملن في قلوبهن شغفًا واحدًا: الارتقاء بمعرفتهن الدينية، وحفظ كتاب الله الكريم. بات المجلس يشهد حضورًا لافتًا يصل إلى أربعين مُتعلمة، كل واحدة منهن ترى في هذا المكان ملاذًا آمنًا يجمع بين التعليم والدعم الاجتماعي.
إنَّ هذه التجربة ليست مجرد قصة بلدة صغيرة؛ بل هي انعكاس لحراك أكبر يعم هذا الوطن العزيز المعطاء؛ حيث تسعى مراكز تعليم القرآن الكريم إلى تعزيز الهوية الإسلامية وغرس حب العلم في نفوس الأمهات والنساء. وما يحدث في سلطنة عمان يجد له صدى في بقاع أخرى من العالم الإسلامي، من أطفال إفريقيا الذين يتحدون قسوة الظروف لحفظ القرآن، إلى حُفاظ غزة الذين يتشبثون بكتاب الله وسط المُعاناة.
القرآن الكريم ليس مجرد كلمات تُحفظ، بل هو حياة تُعاش. وهذه المجالس، التي بدأت في منزلٍ متواضع وانتهت بمجلس رممته الأيادي الشابة، هي نموذج حي للصمود والإصرار على تحقيق الأهداف. هؤلاء النساء، ومعلماتهن، وشباب البلدة المتطوعون، يجسدون معاني العطاء والإيمان في قريتي "النجيد"، وبكل قرى عُماننا الغالية.
أصبحتُ في سعادة أكبر عندما اكتشفت أن أختي الكبرى في قرية مجاورة لنا بعبري قد انضمت مع نساء قريتها لتعيش نفس التجربة، متأثرات بالأجواء المشجعة على حفظ القرآن، تنظم هؤلاء النساء أوقاتهن بين مُتطلبات المنزل والعائلة ورغبتهن القوية في حفظ القرآن، مما يعكس إرادتهن الصلبة وإصرارهن على التعلم رغم مسؤولياتهن اليومية.
إنِّها رحلة مستمرة، تبدأ بخطوات صغيرة، ولكنها تصنع أثرًا عظيمًا. حين تذهب أمي اليوم إلى المجلس، تمشي بخطواتٍ واثقة، تعرف أنَّ هذا المكان ليس مجرد مجلس؛ بل هو منارة تحمل نور القرآن للأمهات، وترسخ القيم في النفوس؛ ليبقى القرآن نبراسًا يهدي أمتنا إلى طريق النور والخير.
 

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • "استشاري الشارقة" يناقش مشروع قانون ضريبي
  • بعد موافقة النواب.. ضوابط عمل مأمور الضبط القضائي بقانون الإجراءات الجنائية
  • قانون الإجراءات الجنائية| "النواب" يقر حق النيابة العامة فى تغريم مخالف أمر مأمور الضبط القضائي (تفاصيل)
  • أبو خزام: الرئاسي تلكأ كثيرا في ملف المصالحة
  • شواغر ومدعوون للتعيين
  • وكيل وزارة العدل يتفقد مشروع بناء المجمع القضائي الجديد بعدن
  • النجيد.. نبض العطاء وأمل المستقبل
  • رئيس هيئة التفتيش القضائي يتفّقد سير العمل القضائي بمحافظة تعز
  • الحكومة: منح مأموري الضبط القضائي سلطة التفتيش على المحال دون إخطار
  • التزامات على مأموري الضبط القضائي بمشروع قانون الإجراءات الجنائية.. تعرف على التفاصيل