قال الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إنَّ القضية الفلسطينية في القلب النابض من الأزهر الشريف والذي يعتبرها قضيته الأولى وتحظى باهتمام بالغ من جميع علماء هذه المؤسسة العريقة بقيادة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب- شيخ الأزهر؛ إيمانًا منه بحقِّ الشعب الفلسطيني في استرداد حقوقه وإقامة دولته وإعادة الحق لأهله، وإنه لم يَرُق موقف الأزهر التليد للصهاينة حتى راحوا يُحدِثون ضجيجًا وعجيجًا في كل المنصات الصحفية واللقاءات الإعلامية، مستنكرين على الأزهر المعمور موقفه العادل.

البحوث الإسلامية يوجه قافلتين دعويتين إلى محافظة شمال سيناء والواحات البحرية

وأضاف "الجندي" خلال كلمة الأزهر التي ألقاها ظهر اليوم في جامعة الدول العربية بمناسبة إحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، أنَّ الإنسان العاقل ليتعجَّب من هؤلاء المستنكرين على الأزهر انحيازه للإنسانية، ولا ينحاز الأزهر إلا للإنسانية وأصحاب الحق، وينادي بإيقاف الإبادة والوحشية وفَضِّ حياة الغابة، متسائلًا: هل هذا يوجع إلا الظالم المعتدي؟!

وأكَّد الأمين العام أنَّ المبرِّرات التي يتسوَّل بها الكِيان الصِّهْيَوني على الموائد الدولية؛ ليكسب مزيدًا من التعاطف من هنا ومن هناك- لم تَعُد رائقةً لأهل الحق، ولن تُغيِّر ما تبنَّاه الأزهر الشريف وأعلنه مرارًا وتَكرارًا، وهو ذاته ما نعُدُّه من ثوابتنا الوطنية؛ ألا وهو: عودة الحق لأصحابه، وإقامة الدولة الفلسطينية، ورَفْض تصفية القضية وتهجير الفلسطينيين من أرضهم.

وأشار إلى أنَّ الإرهاب الوحشي والإبادة الجماعية والانتهاكات الصارخة التي يقوم بها الكِيان الصِّهْيَوني في غزَّة لا تقل بشاعةً عن الإجرام والمحارق النازيَّة التي حدثت في منتصف القرن الماضي، وأنه كما لم تمر هذه المحارق دون حساب فلا بُدَّ ألا تمر تلك المجازر الصهيونية دون عقاب رادع لهؤلاء المجرمين الذين أدانتهم المحاكم الدولية، وأصدرت أحكامها بالقبض عليهم.

موقف الأزهر الشريف من القضية الفلسطينية موقفٌ موروثٌ

وتابع أنَّ موقف الأزهر الشريف من القضية الفلسطينية موقفٌ موروثٌ بالعنعة المتصلة، رأيناه سنة 1936م في موقف الإمام الأكبر محمد مصطفى المراغى، شيخ الأزهر فى وقته، وفي موقف الإمام الأكبر عبد المجيد سليم، وفي فتاوى العلَّامة الشيخ حسنين مخلوف، مفتي مصر وقتها، وفي موقف شيخ الأزهر محمد مأمون الشناوي في أثناء حرب 1948م بوجوب حماية أرض العروبة والإسلام، وفي سنة 1958م، وفي موقف شيخ الأزهر الشيخ محمود شلتوت، الذي صرَّح بضرورة التصدِّي للصهاينة وإعادة اللاجئين إلى ديارهم، وفي موقف الشيخ عبد الحليم محمود، الذي أوضح أنَّ «عرب فلسطين أُخرِجوا من ديارهم بغير حقٍّ، وشُتِّتوا وشُرِّدوا، ومَن بقي فيها الآن من العرب يُنكَّل بهم ويُعذَّبون»، وصولًا إلى الدعم غير المحدود من قِبَل فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الذي جعل أهم أولوياته قضية القدس الشريف وفلسطين.

واختتم "الجندي" كلمته بأنَّ الأزهر الشريف لينتهز هذه المناسبة -وكل مناسبة- للتنديد بآلة البطش الصِّهْيَونية، وليؤكد دعمه لصمود الشعب الفلسطيني البطل، ودعوة كل أحرار العالم -قياداتٍ وشعوبًا- لدعم ومساندة الحق الفلسطيني، وكل المنظمات والهيئات المحلية والعالمية لتكثيف جهودها الإغاثية والإنسانية في هذه المرحلة الخطيرة، لافتًا إلى أننا نؤمن -إلى أقصى غاية- بالسلام والتعايش، لكنْ هناك فرقٌ كبيرٌ بين السلام والاستسلام؛ فالسلام الذي نرجوه ونطمح إليه هو السلام المبني على الاعتراف بالحقوق التاريخية للشعوب، واحترام مقدساتها، ورد حقوقها المسلوبة إليها؛ ومِنْ ثَمَّ التوقُّف عن جميع الانتهاكات التي تحرِّمها الشرائع السماوية كافَّة، وتجرِّمها أيضًا الفلسفات والقوانين الدوليَّة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: البحوث الإسلامية محمد الجندي الأزهر القضية الفلسطينية أحمد الطيب شيخ الأزهر الإمام الأکبر الأزهر الشریف شیخ الأزهر الأزهر ا وفی موقف فی موقف

إقرأ أيضاً:

وكيل الأزهر يستقبل رئيس المجلس الفقهي الأسترالي لبحث سبل التعاون المشترك

استقبل د.محمد الضويني، وكيل الأزهر، اليوم الأربعاء، بمقر مشيخة الأزهر، الشيخ يحيى صافي، رئيس المجلس الفقهي الأسترالي، والدكتور عز الدين أبو سردانة، مدير العلاقات الدولية بالمجلس؛ لبحث سبل التعاون المشترك في المجالين الدعوي والتعليمي.

وأوضح الدكتور الضويني، أن الأزهر  لا يألو جهدا في تقديم الدعم لنشر صحيح الدين الإسلامي في كل أنحاء العالم، وذلك من خلال إرسال المبعوثين والذين يتم اختيارهم بعناية كبيرة، فضلا عن استقبال الطلاب الوافدين في معاهد الأزهر وجامعاته ليكونوا سفراء له في بلادهم، بالإضافة إلى تدريب الأئمة والوعاظ من كل دول العالم في أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة  والوعاظ على أحدث أساليب الدعوة وأهم المستجدات من القضايا الدينية المعاصرة، مؤكدا أن فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، مهتم بشؤون الأمة العربية والإسلامية والقضايا الإنسانية، ويوجه دائما بالتعاون بما يساعد في نشر صحيح الدين وبما يخدم الحوار والسلام ونبذ العنف.

من جانبه أعرب الشيخ يحيى صافي، رئيس المجلس الفقهي الأسترالي، عن شكره وتقديره لجهود الإمام الأكبر في خدمة قضايا الأمة الإسلامية والعربية والسلام والتعايش السلمي، مبينا أن المجتمع الأسترالي مجتمع متسامح يقبل الأخر ويحترم الأديان ومنفتح، مما يجعله بيئة خصبة لوجود الأزهر كمرجعية به، لثقة العالم في هذه المؤسسة والمرجعية الدينية الوسطية، كما أن الأزهر يلقى ترحيبا كبيرا من مسلمي أستراليا.

مقالات مشابهة

  • أمين البحوث الإسلامية: حماية الأوطان مرتبطة بصناعة أجيال تحفظ القيم وتتمسك بالعلم
  • "جهود الأزهر الشريف فى النهضة العلمية الحديثة" عنوان المؤتمر الدولى الثانى بأصول الدين بالمنصورة غدا
  • غرب كردفان.. الأضرار التي لحقت بالمشروعات والبنى التحتية
  • موقف نادر في المسجد النبوي قبل 20 عامًا والشيخ الحذيفي يُنبه المصلين .. فيديو
  • بكلمات مؤثرة.. وكيل الأزهر الشريف يقدم التعازي في وفاة البابا فرنسيس
  • السيسي وجيله يرحبان بمبادرة افتتاح مركز الأزهر الشريف لتعليم اللغة العربية في جيبوتي
  • حسام مهران أمينًا عامًا مساعدًا لفرع جامعة الأزهر بأسيوط
  • أمين البحوث الإسلامية يبحث سبل دعم التعاون الأكاديمي مع وفد من بنين
  • وكيل الأزهر يستقبل رئيس المجلس الفقهي الأسترالي لبحث سبل التعاون المشترك
  • المصارف الإسلامية التي أعادت الاعتبار للمال.. ماذا حدث لها؟