تستغل فصائل المعارضة السورية نقاط ضعف وكلاء إيران لشن هجوم مفاجئ
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
(CNN)— حققت فصائل المعارضة السورية تقدماً سريعاً نحو ثاني أكبر مدينة في البلاد، حلب، مما أدى إلى إعادة إشعال الصراع الذي كان كامناً إلى حد كبير لسنوات.
بعد تحقيق مكاسب محدودة فقط في السنوات الأخيرة، استولى المتمردون بالفعل على حوالي 60 بلدة وقرية كانت تسيطر عليها القوات الحكومية، فضلاً عن قاعدة للجيش السوري ومركز أبحاث عسكري على بعد 100 ياردة فقط من ثاني أكبر مدينة في البلاد، حلب.
وفي يوم الجمعة، 29 نوفمبر2024، زعمت الجماعات المسلحة المتمردة أنها دخلت المدينة، التي كانت تحت سيطرة الحكومة منذ عام 2016.
وقد أصابت قذيفة مدفعية سكن طلاب جامعة حلب، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص، وفقًا لوكالة الأنباء السورية الرسمية، سانا، التي ألقت باللوم على فصائل المعارضة في الهجوم. ووصف المتحدث باسم إحدى الجماعات المتمردة، حسن عبد الغني، الاتهامات بأنها "أكاذيب لا أساس لها".
والخميس، قُتل ما لا يقل عن 15 مدنياً، بينهم ستة أطفال وامرأتان، وأصيب 36 آخرون في غارات جوية وقصف على مناطق تسيطر عليها المعارضة في ريف حلب وإدلب، وفقًا لمنظمة الخوذ البيضاء، وهي مجموعة إنقاذ تطوعية.
وقال عبد الغني لشبكة CNN: "إن هدف العملية ... هو تحرير أراضينا المحتلة من النظام الإجرامي والميليشيات الإيرانية، فضلاً عن تهيئة بيئة آمنة للنازحين للعودة إلى مدنهم وبلداتهم".
قال الجيش السوري إنه "يواجه منظمات إرهابية" وزعم أنه ألحق "خسائر فادحة" بالجماعات منذ يوم الأربعاء.
تمثل عملية الأربعاء المفاجئة أول مواجهة كبيرة بين المتمردين السوريين والنظام منذ مارس 2020، عندما توسطت روسيا وتركيا في وقف إطلاق النار في شمال البلاد.
وظل الصراع كامنًا إلى حد كبير منذ ذلك الحين، مع اشتباكات منخفضة المستوى بين المتمردين ونظام الأسد. قُتل أكثر من 300 ألف مدني في أكثر من عقد من الحرب، وفقًا للأمم المتحدة، ونزح الملايين من الناس في جميع أنحاء المنطقة.
بدأت الحرب الأهلية في سوريا خلال الربيع العربي عام 2011 عندما قمع النظام انتفاضة مؤيدة للديمقراطية ضد الأسد، الذي تولى الرئاسة منذ عام 2000. وانزلقت البلاد في حرب أهلية واسعة النطاق مع تشكيل قوة متمردة، تُعرف باسم الجيش السوري الحر، لمحاربة القوات الحكومية.
لقد تضخم الصراع مع تدخل جهات إقليمية وقوى عالمية أخرى ــ من المملكة العربية السعودية وإيران والولايات المتحدة إلى روسيا ــ مما أدى إلى تصعيد الحرب الأهلية إلى ما وصفه بعض المراقبين بـ"حرب بالوكالة". كما تمكن تنظيم الدولة الإسلامية من اكتساب موطئ قدم في البلاد قبل أن يتعرض لضربات قوية.
على مدى العام الماضي، شاهدت إيران وكيلها الثمين حزب الله وهو يتعرض لضربات شديدة من قِبَل حملة جوية وبرية إسرائيلية شرسة في لبنان. والآن أصبحت الجماعة المسلحة، التي كان يُنسب إليها الفضل في إنقاذ نظام الأسد من المتمردين السوريين، ضعيفة إلى حد كبير، بعد اغتيال معظم قادتها.
محور المقاومة ضعيفيقول المحللون إن المتمردين يستخدمون الفراغ الذي خلفه حزب الله الضعيف للتقدم في سوريا.
يرى المتمردون فرصة لاختبار الخطوط الأمامية مع ضعف حزب الله، وإيران الخاضعة للضغوط، وروسيا المنشغلة بأوكرانيا... لقد فوجئ المتمردون بنجاحهم ودفعوا بقوة أكبر مما توقعوا"، كما يقول ننار حواش، المحلل البارز المتخصص في الشأن السوري في مجموعة الأزمات الدولية، وهي مؤسسة بحثية مقرها بروكسل.
يرى المتمردون تحولاً في القوى.
لقد قدمت إيران وروسيا منذ أكثر من عقد من الزمان القوات والأسلحة لمساعدة الأسد على البقاء في السلطة. كما دعمت تركيا بقيادة رجب طيب أردوغان الجماعات المتمردة ونشرت قوات تركية للاحتفاظ بالسيطرة على معاقل المتمردين في شمال سوريا.
لقد حافظت إيران على وجودها العسكري في سوريا كجزء من جهد توسعي لإبقاء الأسد في السلطة وحماية بصمة إقليمية استراتيجية. لقد استهدفت إسرائيل فيلق الحرس الثوري الإسلامي التابع لها على مدى السنوات الماضية، بما في ذلك غارة جوية على مبنى السفارة الإيرانية في دمشق في أبريل/ نيسان والتي قتلت قائدًا كبيرًا في الحرس الثوري الإيراني، ودفعت طهران إلى شن أول ضربة مباشرة على الإطلاق على إسرائيل.
ولعب حزب الله، وكيل إيران، دوراً فعالاً في مساعدة الأسد على استعادة الأراضي التي خسرها لصالح الميليشيات والجماعات المتمردة. قاتل مقاتلوه نيابة عن الأسد ضد جماعات المعارضة المسلحة في سوريا وجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة. كانت سوريا بمثابة العمود الفقري اللوجستي الأساسي للمنظمة لبناء ترسانتها الصاروخية في وطنها لبنان.
على مدار العام الماضي، حولت قوات حزب الله المقاتلة تركيزها نحو إسرائيل، وسحبت قواتها من سوريا إلى لبنان، في محاولة لتعزيز خسائرها مع اقتراب الأسد من دول الخليج العربية وانخفاض ارتباطه بـ "محور المقاومة" الإيراني، وهو تجمع فضفاض من الميليشيات الإقليمية المتحالفة مع إيران، كما قال حواش.
وقد ألحقت إسرائيل منذ ذلك الحين أضراراً جسيمة بالجماعة في لبنان، حيث قتلت زعيمها حسن نصر الله وقضت على العديد من كبار القادة في الجماعة. وفي سبتمبر/ أيلول، شن الجيش الإسرائيلي هجوماً شاملاً على المناطق ذات الأغلبية الشيعية في جميع أنحاء البلاد حيث يمارس حزب الله نفوذاً كبيراً وضرب أجزاء أخرى من لبنان.
وأضاف أن "هدف حزب الله كان الحصول على وجود ملموس في سوريا، وهذا الوجود تضاءل خلال العام الماضي بسبب سحب القوات خاصة مع التصعيد الإسرائيلي في لبنان".
إيرانسورياانفوجرافيكبشار الأسدنشر الأحد، 01 ديسمبر / كانون الأول 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: انفوجرافيك بشار الأسد حزب الله فی سوریا
إقرأ أيضاً:
سوريا بعد الأسد.. كيف تزور دمشق القديمة وكأنك تقرأ رواية ملحمية؟
دمشق- إذا ما شعرت فجأة بأن الأحجار من حولك تروي الحكايات، وبأن للحياة إيقاع البدايات الجميلة لقصص الحب، وبأن ابتسامات الناس تُدركك من غير مقدمات، فاعلم حينها أنك في دمشق.
مدينة تعاقبت عليها، عبر 11 ألف عام من التاريخ الحيّ المتصل، عشرات الحضارات الإنسانية، التي نثرت آثارها في كل شبر منها حتى غدت شوارعها وحاراتها أشبه برواية تاريخية ملحمية، يُطالعها السائرون فيها سطرا سطرا، فيعيشون سحر عراقتها كأنهم أبطال خياليون.
وإذا كنت ترغب بالبدء في هذه الرواية من فصلها الأول، فما عليك سوى التوجّه إلى المتحف الوطني في منطقة البرامكة لتطالع مُختصر حضارات سوريا ما قبل الميلاد، وبخروجك منه والاتجاه غربا ستجد نفسك أمام التكية السليمانية لتعود مع عمارتها الفريدة بالزمن إلى القرن الـ16 ميلادي.
وبدورها ستسلّمك التكية العثمانية إلى محطة الحجاز التاريخية، ومنها ستدخل إلى المدينة القديمة عبر أهم أسواقها وأشهرها سوق الحميدية، الذي ستقطعه فيسلّمك إلى الجامع الأموي، درّة بني أمية وأفضل عمارتهم، ومن هناك ستزور، عبر الأسواق الدمشقية القديمة، عشرات المواقع الأثرية وصولا إلى الفصل الأخير من الرواية عند باب شرقي؛ حيث تعانق المساجد الكنائس ويتوسّطهما أعمدة رخامية يعود تاريخ بناء بعضها إلى ما قبل الميلاد، فترى مشهدا يليق بخاتمة رواية ملحمية عن دمشق أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ.
تاريخ حضاريقرب ضفة نهر بردى، ما بين التكية السليمانية غربا ومبنى جامعة دمشق جنوبا، يتربع مبنى المتحف الوطني متصدرا حديقة خَميلة تُحيطها باحات واسعة تنتشر على جنباتها أشجار وارفة ترخي بظلالها على قطع أثرية تتوزّع وسط المساحات الخضراء.
وينقسم المتحف إلى 5 أجنحة تختزل قرونا من تاريخ المنطقة، فمن قسمي عصور ما قبل التاريخ بما فيهما من أسلحة ونقوش ورقم سومرية وآكادية وآشورية، إلى التماثيل الرخامية والأعمدة والعملات اليونانية والرومانية والبيزنطية في القسم الكلاسيكي، وصولا إلى قسمي الآثار الإسلامية والفن الحديث، يعيش زائر المتحف تجربة متميزة في معاينة قطع أثرية تستحضر ببصماتها ذكرى حضارات ضاربة في عمق التاريخ.
إعلانويعود تأسيس المتحف الوطني في دمشق إلى عام 1919، ويضم أبرز الآثار في البلاد، والتي تم اكتشافها خلال القرن العشرين في مختلف أنحاء الجغرافيا السورية.
وعلى بعد بضعة أمتار من مبنى المتحف الوطني غربا، وعند ضفاف نهر بردى، ترتاح مجموعة عمرانية فخمة تخلب الألباب؛ بقبابها المنتظمة كالعقد حول قبة رئيسية كبيرة، يحيط بها مئذنتان ممشوقتان، وتتخللها حدائق وأشجار باسقة يمتزج جمالها بمحاسن العمارة فيجعل منها "أروع البقع وأكثرها جمالا في دمشق"، حسبما يصف أحد الباحثين في تاريخ العمارة الإسلامية التكية السليمانية.
ويتألف بناء التكية السليمانية من كتلتين معماريتين متصلتين متشابهتين، إحداهما كبرى وتضم الجامع والتكية، والأخرى صغرى وتضم المدرسة، ويصل بين هاتين الكتلتين سوق كانت مخصصة لقوافل الحجاج، وتتضح الآثار الهندسية العثمانية على التخطيط والبناء، في حين تطغى اللمسة الفنية الدمشقية على تصاميم الأبواب والنوافذ والزخارف التي تزين جدران وغرف المكان.
هندسة ترجع بزائر المكان عبر الزمن لعصر النهضة المعمارية الإسلامية، لا بالبناء فحسب، ولكن بالزخرفة والحفر والأعمال الفنية الحرفية المعقدة الأخرى، والتي تكاد تضاهي بتعقيدها وجماليتها تعقيد وجمالية الأبنية نفسها.
سوق تختزن روح المدينةوبعد خروجك من التكية السليمانية وسيرك لمدة 5 دقائق باتجاه شارع النصر غربا، تجد نفسك عند أعتاب المدينة القديمة في دمشق، وتحديدا عند شارع يظلّله سقف مقبَّب من التوتيا يتسلل شعاع الشمس عبر ثقوبه ناشرا الضوء في أرجاء المكان مضفيا عليه لمسة شاعرية، عندئذ تكون في سوق الحميدية أشهر وأعرق أسواق سوريا، أو كما يصفه أحد المؤرخين العرب "درة الأسواق الإسلامية وأجملها".
ويمتد السوق عثماني الطراز إلى حوالي 600 متر، وتصطف على جانبيه حوانيت دمشقية الطراز لبيع الألبسة والأنتيكا والتراثيات من المشغولات الدمشقية كالدامسكينو والبروكار والمقرنصات الخشبية والصدفيات، وغيرها من أنواع الفنون الدمشقية العريقة.
وعند منتصف سوق الحميدية، يصل الزائر إلى "بوظة بكداش" (1885 إلى الآن)، متجر المثلجات الشامية الأعرق، حيث يمكنه شراء كأسا من المثلجات لا يتجاوز ثمنه دولارا واحدا.
إعلانومن بوظة بكداش، يتابع الزائر طريقه ليصل إلى حمام نور الدين الشهيد، أحد أقدم حمامات دمشق، وهناك يمكنه الاغتسال والحصول على خدمات "التكييس" و"التدليك" و"البخار" مع كأس من الشاي الخمير أو أي مشروب ساخن آخر بكلفة 70 ألف ليرة سورية فقط (7 دولار).
وبعدها يتابع مسيره وصولا إلى الساحة الخارجية للمسجد الأموي ضمن المدينة القديمة، حيث يتجمع الناس لالتقاط الصور التذكارية مع بوابة المسجد أو ضمن السياج المستطيل المخصص للوضوء حيث تتجمّع أسراب الحمام الشامي.
درة بني أميةينفتح القوس الأثري لسوق الحميدية عند نهايته على الباب الرئيسي لمسجد بني أمية الكبير في تقابل هندسي مُتقن، ويعتبر الجامع الأموي أكبر جوامع دمشق وأعرقها وأجملها عمارة، وهو المحطة التالية لأي سائح بعد سوق الحميدية.
إذ تعتبر عمارته وفنون بنائه اليوم مرجعا أساسيا للفن الإسلامي، مع أن تأثيرات الفن البيزنطي الذي كان ما يزال سائدا في سوريا آنذاك ألهمت صناعه وهو في طور البناء، حيث نال الجامع -الذي يتوسط مدينة دمشق القديمة ويمتد على مساحة 15 ألفا و300 متر مربع- قسطا وافرا من المديح والثناء من المتخصصين والزوار.
وإلى جانب أبوابه الستة الأثرية، يضم الجامع مساجد صغيرة ملحقة به، وللجامع 3 مآذن: "مئذنة العروس" التي تعد اليوم أقدم مئذنة إسلامية، و"مئذنة النبي عيسى"، وسميت بهذا الاسم للاعتقاد السائد بنزول عيسى عليه السلام إليها نهاية الزمان، و"مئذنة قايتباي" التي استمدت تسميتها من السلطان "قايتباي" الذي أمر بإنشائها.
واشتهر الجامع فيما مضى بزخارفه الفسيفسائية الموشاة بالذهب، التي لم يتبق منها اليوم إلا النُذر اليسير، وقال فيها المؤرخون إنها جمعت كل صور بلاد الدنيا، فلم تترك إقليما أو مكانا أو شجرة مثمرة أو غير مثمرة إلا وصورتها، ويحكى أن هذه النقوش بقيت على حالها حتى عهد الخليفة المأمون ومن ثم بدأت تتلاشى.
وكان الصرح المعروف اليوم باسم مسجد بني أمية الكبير أو جامع دمشق قائما قبل آلاف السنين معبدا لآلهة الحضارتين الكنعانية والأمورية، وعلى يد الخليفة الوليد بن عبد الملك فاتح مدينة دمشق سنة 13 هجرية تحول هذا الصرح العظيم إلى مسجد.
إعلانويمكن لزوّار الجامع، بعد أن يفرغوا من معاينة أقسام هذا الصرح العظيم، أن يخرجوا ويمشوا بضعة أمتار شمالا ليأخذوا استراحة استثنائية في أقدم مقهى في بلاد الشام قاطبة "مقهى النوفرة"؛ فيستمتعون بطعم الزهورات الدمشقية الأصيلة في مكان يتجاوز عمره خمسة قرون وبمبلغ رمزي لا يتجاوز الدولار الواحد.
ويسلّمك الجامع الأموي وقهوة النوفرة إلى سوق القباقيبي الشهير بحوانيتيه العتيقة وصنّاعه الحرفيين المهرة؛ هناك حيث بإمكان السائح أن يشتري تذكارات سياحية من دمشق بأسعار رمزية ( بين 1 و15 دولارا) بما في ذلك المشغولات اليدوية الخشبية والنحاسية والتطريزية.
وينتهي السوق عند حارة ضيقة تفضي إلى أحد أبرز المعالم السياحية في دمشق، وهو "قصر العظم" الذي بناه والي دمشق أسعد علي باشا العظم بين عامي 1749 و1750 وعاش فيه قرابة العقدين.
ومن البيوت الدمشقية الأثرية البارزة أيضا "مكتب عنبر" الواقع في حارة اليهود الدمشقية، والذي بُني على يد يهودي ثري يدعى يوسف عنبر منتصف القرن التاسع عشر.
وفي مكتب عنبر وقصر العظم وغيرهما من البيوت الدمشقية يعيش السائح تجربة جمالية فريدة؛ فعبر دهاليز ضيقة يصل مباشرة إلى باحة الدار الدمشقي؛ حيث الشمس تنثر أشعتها، وفي كل الجهات أشجار وارفة وزهور مفتّحة.
وقد يتألف البيت من باحة واحدة تتشاطرها عائلة كاملة، أو من باحتين: خارجية تسمى "السلاملك" وهي لاستقبال الضيوف، وداخلية تدعى "الحرملك" وهي لأهل الدار والنساء، أما إذا كان المنزل كبيرا فقد يضم 3 أو 4 باحات كما حال "مكتب عنبر" الذي يضم 4 باحات.
وفي نهاية هذه الجولة في دمشق القديمة تصل إلى المحطة الأخيرة، وهي الشارع المستقيم الممتد من سوق مدحت باشا غربا وحتى الباب العتيق للمدينة شرقا (باب شرقي).
شارع يكاد يكون متحفا قائما بذاته، فمن أرضيته الحجرية القديمة إلى محاله ذات الطراز الدمشقي الأصيل وصولا إلى كنائسه ومساجده وأعمدته الرخامية الرومانية، يشعر العابر منه وكأنما هو في معرض للآثار الحية.
إعلانومع بلوغ نهايته من جهة الغرب، تكون عندئذ أمام مشهد حضاري وإنساني بديع تنصهر فيه المئذنة البيضاء (الُعمرية) مع قبة كنيسة المريمية وبرجها مع قوس الإله الروماني جوبتير المصنوع من الرخام الأبيض، ليبدو هذا المشهد في ختام الرحلة أشبه بمجاز معماري عن المجتمع السوري الغني بمكوناته المتنوعة.