ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس، بحضور حشد من المؤمنين.

بعد الإنجيل قال: "أعمى أريحا يمثل أيضا بلدنا الذي أعماه ضلال قادته وزعمائه، وسوء تصرفهم على مدى عقود، ولم يعيروا نصائح قادة العالم اهتماما، ثم راحوا يستنجدون بهم. صحيح أن على دول العالم أجمع، وعلى المؤسسات الدولية، تحمل مسؤوليتها تجاه التدمير العشوائي والقتل الجماعي الذي شهدناه، إلا أن السؤال الأهم يبقى: أين مسؤولية اللبنانيين؟ أين دور المسؤولين والزعماء والنواب والأحزاب والشعب؟ وأين دور المنخرطين في الحرب؟ أليس على اللبنانيين الإهتمام بمصيرهم قبل استجداء الإهتمام من الخارج؟ القرى التي سويت بالأرض هي قرانا نحن اللبنانيين، والبيوت التي فجرت هي بيوتنا، والحقول المحروقة حقولنا، والضحايا الأبرياء الذين سقطوا نتيجة حقد العدو وهمجيته هم إخوتنا.

ماذا ننتظر لإيقاف تدمير بلدنا دوريا ومحو آثارنا وقتل شعبنا؟".

وأضاف: "لو كان لدينا رئيس للجمهورية وحكومة كاملة الصلاحيات ودولة قوية ومجلس نواب يعي دوره ومسؤوليته هل كنا في هذا الوضع الدراماتيكي؟ ماذا نفع التأخير في انتخاب رئيس كي لا نقول تعطيل الإنتخاب؟ ماذا نفع التشبث في العناد؟ ألا يخدم الدولة العدوة عدم وجود رأس للدولة، وإبقاؤها دولة ضعيفة مستباحة؟ ألسنا كمن يعاقب نفسه أو ينتحر؟ أما الآن، بعد الوصول إلى وقف النار، هل يجوز أن نبقى كالأعمى مغمضي العيون أم علينا أن نسأل الله أن ينير بصرنا وبصيرتنا لكي نعي أن لا خلاص لبلدنا إلا بعودة الجميع إلى كنف الدولة، والإنضواء تحت مظلة دستورها وقوانينها، فلا يكون ولاء إلا للبنان، ولا يرفع علم غير علم لبنان، ولا يعتد إلا بجيش لبنان. أملنا أن يعي جميع اللبنانيين أن الدولة هي الخيار الأول والأخير، وأننا جميعا جزء من وطن لا من محور، وطن له دستوره وقوانينه وسيادته، نعيش فيه مع إخوة قد نختلف معهم في الرأي إنما يبقى الوطن الجامع بيننا. لقد سئم اللبنانيون الشرذمة والحروب وما تخلفه من دمار وعدم استقرار. سئموا الدولة الضعيفة المفككة، وسئموا التلاعب بمصائرهم، وهم جميعا يتوقون إلى السلام والإستقرار والنمو والإزدهار".

وختم: "صلاتنا أن يعم السلام بلدنا والعالم أجمع، ويحل الوعي والتعقل والمسؤولية محل التهور والمغامرة، وأن يلزم لبنان نفسه بما التزم به، ويكون له رئيس يعمل مع حكومته على بناء دولة قوية، سيدة على أرضها، تبسط نفوذها على كامل ترابها، تحمي حدودها وسيادتها وجميع أبنائها، علنا نحظى بسلام دائم وحياة هانئة كريمة في ربوع وطن منحنا إياه الله لنحافظ عليه".

 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

دعوة من البابا فرنسيس إلى السياسيين اللبنانيين: لانتخاب رئيس للجمهورية على الفور

 وجه البابا فرنسيس "دعوة ملحة إلى جميع السياسيين اللبنانيين" لانتخاب رئيس للجمهورية "على الفور" من أجل انتظام عمل مؤسسات البلاد، بحسب "فرانس برس".

وقال البابا في ساحة القديس بطرس بعد صلاة الأحد "أوجه دعوة عاجلة إلى جميع السياسيين اللبنانيين لانتخاب رئيس للجمهورية على الفور".

مقالات مشابهة

  • دعوة من البابا فرنسيس إلى السياسيين اللبنانيين: لانتخاب رئيس للجمهورية على الفور
  • المطران إلياس عودة: ماذا ننتظر لإيقاف تدمير لبنان؟
  • عودة 80% من النازحين اللبنانيين منذ سريان وقف إطلاق النار
  • رئيس الجابون: أدعو رجال الأعمال والشركات المصرية للاستثمار في بلدنا
  • بعد وقف إطلاق النار..مادورو يحذر اللبنانيين من إسرائيل
  • الكتائب: لا عودة للسلاح خارج الشرعية ولانتخاب رئيس على قدر المرحلة
  • العباني: على عقيلة صالح إعلان موعد انتخاب رئيس الدولة كما حدث في لبنان
  • الاتحاد الأوروبي يدعو السياسيين اللبنانيين للإسراع بانتخاب رئيس للبلاد
  • بالفيديو.. نجل «نصر الله» يهنّئ اللبنانيين بالانتصار