نهج وأولوية.. تعليق إماراتي بعد اتصال محمد بن زايد والأسد
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
قال المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، أنور قرقاش، إن الاتصال الذي جمع بين الشيخ محمد بن زايد، ورئيس النظام السوري بشار الأسد، "يعكس نهجا إماراتيا يرتكز على أولوية".
وأضاف قرقاس منشور على "إكس"، الأحد، أن الأولوية ترتبط بـ"البُعد العربي في قضايا العرب والحفاظ على الدولة الوطنية، باعتبارها ركنا أساسيا للخروج من الفوضى ورفض التطرف والتشدد بكافة أشكاله".
وزاد المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات أن "المسار السياسي وتغليب الحكمة يبقى السبيل الوحيد لمعالجة الأزمات".
اتصال صاحب السمو رئيس الدولة مع الرئيس السوري يعكس نهجاً إماراتياً يرتكز على أولوية البُعد العربي في قضايا العرب والحفاظ على الدولة الوطنية باعتبارها ركناً أساسياً للخروج من الفوضى ورفض التطرف والتشدد بكافة أشكاله.
المسار السياسي وتغليب الحكمة يبقى السبيل الوحيد لمعالجة الأزمات.
وأجرى الأسد، السبت، مباحثات هاتفية مع الرئيس الإماراتي، الشيخ محمد بن زايد، قال فيها، وفق بيان نشرته رئاسة الجمهورية، إن بلاده قادرة بمساعدة حلفائها على "دحر الإرهابيين" مهما "اشتدت" هجماتهم.
وأضاف البيان أن الأسد شدد خلال الاتصال على أن "سوريا مستمرة في الدفاع عن استقرارها ووحدة أراضيها في وجه كل الإرهابيين وداعميهم، وهي قادرة وبمساعدة حلفائها وأصدقائها على دحرهم والقضاء عليهم مهما اشتدت هجماتهم".
ونقل البيان عن الرئيس الإماراتي، تأكيده على وقوف بلاده مع سوريا "ودعمها في محاربة الإرهاب وبسط سيادتها ووحدة أراضيها واستقرارها".
أول تعليق من الرئيس الأسد على الأحداث في حلب أجرى الرئيس السوري بشار الأسد، السبت، مباحثات منفصلة مع الرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، قال فيها إن بلاده قادرة بمساعدة حلفائها على "دحر الارهابيين" مهما "اشتدت" هجماتهم.وتشن فصائل معارضة مسلحة هجوما منذ 4 أيام في شمال سوريا، وسيطرت حتى الآن على مدينة حلب وأحيائها وكامل الحدود الإدارية لمحافظة إدلب.
وقطعت الإمارات وباقي دول الخليج (باستثناء عُمان)، ومعظم الدول العربية، علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق في فبراير 2012، تزامنا مع تعليق جامعة الدول العربية عضوية سوريا، بعد قمع موجات الاحتجاجات الغاضبة والتظاهرات المطالبة بالديمقراطية والحرية عام 2011، مما دفع البلاد إلى حرب مدمّرة ونزاع دام، تنوعت أطرافه والجهات الداعمة له.
وفي نهاية عام 2018، أعادت أبوظبي فتح سفارتها في دمشق، وانضمت إليها مؤخرا السعودية. وجاء ذلك في أعقاب عودة النظام السوري إلى مقعده في الجامعة العربية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: محمد بن زاید
إقرأ أيضاً:
NYT: حذر إماراتي وسعودي في التعامل مع نظام دمشق الجديد
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريرا، أعدّه إسماعيل نار، قال فيه إنّ: "السعودية والإمارات العربية المتحدة تتعاملان بحذر مع قادة سوريا الجدد".
وأشارت في تقريرها الذي ترجمته "عربي21" إلى أنّ: "القوّتين في الشرق الأوسط تعملان منذ أكثر من عقد على منع وصول الإسلاميين للسلطة في المنطقة، إلا أن سيطرة المعارضة التابعة لهيئة تحرير الشام على دمشق تعتبر امتحانا لهذا النهج".
وتابعت: "ظلت سوريا وعلى مدى العقود حليفا قريبا لإيران في الشرق الأوسط، فيما دخلت دول الخليج في تنافس حاد مع طهران للتأثير على المنطقة. ومع سقوط نظام بشار الأسد، همشت إيران. وهو ما قدم فرصة لدول الخليج كي تملأ الفراغ، وتطوّر علاقات مع الحكومة الجديدة في دمشق".
"إلا أن الدولتين الخليجيتين القويتين تتعاملان مع التغيير في سوريا بحذر، لأن هيئة تحرير الشام، وهي الجماعة التي قادت الفصائل المعارضة في الحملة ضد الأسد، وتسيطر على معظم سوريا، ميالة للإسلاميين، وكانت مرة على علاقة مع تنظيم القاعدة" بحسب التقرير نفسه.
وأبرز: "بدت القوى الخليجية واضحة في تصريحاتها بأن قادة سوريا الجدد بحاجة لإثبات أنفسهم وأنهم سيدعمون نظاما شاملا ومتسامحا مع طوائف البلاد المختلفة، وقبل أن يحصلوا على الدعم السياسي والمالي من دول الخليج".
وفي منتصف كانون الأول/ ديسمبر، قال المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي، إن: طبيعة الفصائل المعارضة وارتباطاتها السابقة بتنظيم القاعدة تدعو للقلق. مضيفا: "أعتقد أن هذه كلها مؤشرات مقلقة للغاية. لقد شهدت المنطقة حلقات مثل هذه من قبل، لذا يتعين علينا أن نكون على أهبة الاستعداد".
وبحسب التقرير نفسهن، فإنه٬: لطالما خافت دول الخليج من تمكن الجماعات الإسلامية في الشرق الأوسط، مما سيزعزع استقرار أنظمتها الديكتاتورية. وعندما اندلع ما وصف بـ"الربيع العربي" في 2011 انهارت عدة حكومات مستبدة وصعد الإسلاميون في دول مثل تونس ومصر.
وقالت المحللة البارزة في مجموعة الأزمات الدولية ببروكسل، أنا جاكوبس: "لدى الإمارات العربية المتحدة تحديدا تاريخ طويل في عداء الأحزاب السياسية والحكومات المرتبطة بالإسلاميين".
وأضافت: "لكن حتى الآن على الأقل، أرسلت الإمارات العربية المتحدة بعض الإشارات الواضحة بأنها على استعداد للعمل مع الحكومة المؤقتة من أجل الحفاظ على الاستقرار في سوريا وفي المنطقة الأوسع".
وبعد ثورة الربيع العربي، انتخب المصريون رئيسا إسلاميا وهو محمد مرسي والذي سرعان ما أطاح به الجيش بقيادة عبد الفتاح السسيي، وبدعم من الإمارات العربية المتحدة. ولا يعتبر الحذر من الإسلاميين مقتصرا فقط على دول الخليج، بل وبين الدول الإقليمية الأخرى، بما فيها مصر.
وأبرز التقرير أن الجنرال السابق السيسي، الذي حلّ محل مرسي في عام 2013، قد أمضى السنوات الماضية في القضاء على الإخوان المسلمين في بلاده، حيث رأى في الجماعة تمثل تهديدا لسلطته.
وفي منتصف كانون الأول/ ديسمبر، ظهر السيسي بشكل نادر أمام الصحافيين، ما يشير إلى التوتر بشأن الأحداث في سوريا. وبدا أنه يرسم تباينا بينه وبين الأسد. وقال: "هناك شيئان لم أفعلهما قط، بفضل الله: لم تتلطخ يدي أبداً بدماء أحد، ولم آخذ أي شيء لم يكن لي".
وفي السياق نفسه، كانت السعودية والإمارات من أكبر المعارضين لنظام الأسد بعد بداية الحرب الأهلية السورية والعقد التي تلاها. وتحوّل الأسد إلى منبوذ في المنطقة وأبعد منها بسبب العنف والوحشية التي مارسها ضد معارضيه، والتي اشتملت على استخدام السلاح الكيماوي.
أيضا، أغلق البلدان سفارتيهما في دمشق عام 2012، إلا أن استعادة الأسد السيطرة على معظم المناطق التي استولت عليها المعارضة وبدعم مهم من روسيا وإيران، غير مواقف دول الخليج.
إلى ذلك، لعب البلدان دورا في عودة الأسد إلى ما وصفه التقرير بــ"الحظيرة العربية بعد عقد من العزلة. إذ كان التحرك مدفوعا بمحاولات مواجهة التأثير الإيراني في بقية أنحاء الشرق الأوسط".
وتابع: "بعد الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا في أوائل عام 2023، قدمت السعودية العون الإنساني للأسد. وفي وقت لاحق من نفس العام، استقبل الزعيم السوري في جامعة الدول العربية. وكانت عودته بمثابة قبول ضمني ببقاء الأسد، على الرغم من الجهود الحثيثة التي بذلها الغرب للإطاحة به".
وأضاف: "جاء التحوّل في مواقف دول الخليج، عندما كان الأسد يسيطر على معظم أنحاء سوريا وجزءا من عمليات ترتيب في العلاقات الإقليمية قامت بها السعودية والإمارات بما فيه استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إيران".
"مع رحيل الأسد وظهور قيادة جديدة في دمشق، فإن الفرص الاقتصادية لإعادة البناء بعد الصراع ستكون جزء من أي عملية تقييم. فسوريا التي ورثها القادة الجدد هي مدمرة وبدون بنية تحتية فاعلة" بحسب التقرير.
واستطرد: "لهذا ستكون هناك فرصة للسعودية والإمارات الإستفادة من جهود إعادة إعمار البلاد، بشرط التفاوض على شروط محبذة مع الحكومة في دمشق. كما أن الحصول على دور في إعادة إعمار البلاد سيوفر فرصة للتأثير على مستقبل البلاد".
وأبرز: "تبدو قطر، تحديدا، منفتحة على دعم الحكومة الإنتقالية في سوريا. فقد حافظت الدوحة على اتصالات مع هيئة تحرير الشام والجماعات السورية الأخرى أثناء الحرب الأهلية".
وفي عام 2015، توسّطت قطر في عملية تبادل أسرى بين المعارضين السوريين والجيش اللبناني. وعندما حضر الأسد القمة العربية في جدة عام 2023 خرج أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، من قاعة المؤتمر. وبعد الإطاحة بالأسد، أرسلت قطر وزير خارجيتها إلى دمشق في أواخر كانون الأول/ ديسمبر، وهو أعلى مسؤول حكومي من الخليج للقاء الحكومة الانتقالية.
وتبع ذلك، وفقا للتقرير، في وقت سابق من هذا الأسبوع، زيارة من رئيس مجلس التعاون الخليجي ووزير خارجية الكويت. فيما قال الشرع، إن القطريين سيحصلون على الأولوية لدعمهم على مدى العقد الماضي، ربما في إشارة إلى دور الإمارة الخليجية في مشاريع إعادة الإعمار. ورافق الوفد القطري فريقا فنيا من الخطوط الجوية القطرية لتقديم الدعم الفني لإعادة فتح مطار دمشق الدولي.