إشارة غامضة من الفضاء.. ماذا سيحدث إذا تواصلنا مع كائنات فضائية؟
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
هل نحن وحدنا في هذا الكون؟ سؤال لطالما أطلق العنان لخيال البشر، وربما باتت الإجابة أقرب مما نتخيل، فهناك إشارات غامضة، وتلسكوبات ترصد وتترقب، وعلماء في سباق مع الزمن لفك شفراتٍ قد تحمل أول رسالة من حضارة خارج الأرض، فماذا سيحدث إذا وصلتنا تلك الإشارة؟ وكيف ستتغير الحياة كما نعرفها؟
الإشارات التي أرسلتها وكالة ناسا إلى مسبار بايونير 10 منذ عقود وصلت إلى وجهتها، وربما نكون على وشك تلقي رد تاريخي، بحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
عندما تأتي هذه اللحظة، فمن المرجح أن يتم استقبال الإشارة بواسطة تلسكوبات أرضية كبيرة مثل FAST في الصين، وVLA في نيو مكسيكو، وتلسكوب باركس في أستراليا، فلا توجد قاعدة متفق عليها عالميا بشأن كيفية استجابة العلماء أو الحكومات أو بشأن أسئلة مثل ما إذا كان الكائنات الفضائية تتمتع بحقوق، لكن المنظمات التي تركز على الكائنات الفضائية، بما في ذلك منظمة البحث عن الذكاء خارج الأرض (SETI)، وضعت إطار عمل في عام 2010.
ويقول خبير وكالة ناسا السابق سيلفستر كاتشماريك، إنّه بدلاً من الإعلان عن الاكتشاف للعالم على الفور، سيعمل العلماء على تأكيد صحته أولاً باستبعاد التداخل من الأرض مثل الأقمار الصناعية وعمليات الإرسال الراديوية، خصوصًا بعد الإشارة الغامضة التي جرى اكتشافها في تلسكوب باركس الراديوي في التسعينيات على أنّها فرن ميكروويف في مكتب أحد الموظفين.
يقول كاتشماريك: «لكي نعتبر الإشارة محتملة خارج كوكب الأرض، فإن الباحثين عادة ما يحتاجون إلى طبقات متعددة من التأكيد والتحليل، وغالبًا على مدى عدة أسابيع أو أشهر، وستحتاج الإشارة إلى إظهار خصائص غير متسقة مع المصادر الفيزيائية الفلكية الطبيعية والتدخل من صنع الإنسان».
ماذا يحدث عندما تستقبل الأرض رسالة خارجية؟وفي إعلان المبادئ المتعلقة بسلوك البحث عن الذكاء خارج الأرض، الذي نشره معهد SETI في عام 2010 مع الأكاديمية الدولية للملاحة الفضائية (IAA)، تشير المبادئ التوجيهية إلى أنّ المكتشفين يجب أن يتعاونوا مع مؤسسات أخرى للتأكد من أن الإشارة حقيقية، ولن يتم الإعلان عن أي شيء حتى يتم تأكيده، على الرغم من أن العلماء سيردون على استفسارات وسائل الإعلام إذا جرى تسريب الأخبار.
وفي حال استقبلت الأرض رسالة من الخارج، وبعد مرور أسبوع من التأكد من وصولها بالفعل إلى الأرض، سوف يقوم العلماء في المرصد بإخطار المنظمات مثل الأكاديمية الدولية للملاحة الفضائية (IAA) والاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)، إذ يقول خبير وكالة ناسا السابق إنّ في حين أن المنظمات مثل SETI لديها استراتيجياتها الخاصة للاتصال الأول في حالة الاتصال المفاجئ، فإن المنظمات ذات الخبرة في مجال الاتصالات الفضائية مثل وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية ستشارك بكل تأكيد.
ويقول كاتشماريك: «ستصبح الحكومات أيضًا متورطة بسرعة، وخاصة تلك التي لديها برامج فضائية متقدمة أو قدرات دفاعية، مثل قوة الفضاء الأمريكية أو الوكالات المكافئة، ولكن في مثل هذا السيناريو، من المرجح أن يكون هناك ارتباك وتضارب في المصالح قبل ظهور استراتيجية عالمية موحدة، وبمجرد أن يتأكد العلماء من الاكتشاف، سيتم مشاركته ربما من خلال إعلان عام يتضمن بيانًا صحفيًا ونشرًا علميًا».
وأحيانًا ما قد تتأخر الشفافية بشأن هذا الأمر اعتمادًا على المخاوف الجيوسياسية أو الأمنية، وخاصة إذا شاركت الحكومات أو وكالات الدفاع، ولكن بمجرد كشف السر، فمن المؤكد أنه سوف يتسرب، لذا فمن المرجح أن تحاول الحكومات تجنب الذعر والارتباك الذي قد ينتج عن ذلك، ولكن أحد الأشياء الأولى التي ستحدث هي حماية التردد الذي يتم استقبال الإشارة عليه لضمان إمكانية استقبال المزيد من الإشارات.
دور الأمم المتحدة في استقبال إشارات خارجيةوبحسب خبير وكالة ناسا، فسيستخدم العلماء إجراءات الطوارئ داخل المجلس الإداري العالمي للراديو التابع للاتحاد الدولي للاتصالات، وسوف تقترح إرشادات SETI إنشاء مجموعة دراسة ما بعد الاكتشاف لتحليل الإشارة وبدء المناقشات حول كيفية الاستجابة، وفي هذه المرحلة، من المرجح أن تتدخل الأمم المتحدة في فك شفرة الإشارة والتوصل إلى كيفية الرد عليها، يقول «كاتشماريك»: «من حيث المبدأ، سوف تلعب الأمم المتحدة دورًا محوريًا في أي استجابة عالمية منسقة».
وأضاف «كاتشماريك»، أنّ مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي هو الهيئة الأكثر ترجيحا لتولي القيادة، لأنّه يشرف على الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي ولديه معاهدات قائمة، مثل معاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967، والتي تغطي التعاون الدولي في الفضاء، وفي هذه المرحلة، سيعمل العلماء والحكومات معًا لفهم مصدر الإشارة، وما تعنيه وما إذا كان ينبغي الاستجابة لها أم لا.
وأوضح الخبير السابق في وكالة ناسا أنّ الاستجابة للاتصال بالكائنات الفضائية قد تختلف وفقًا للشكل الذي اتخذته: «فالزيارة من مركبة فضائية تتطلب استجابة مباشرة، لكن الإشارة التي يتم استقبالها من أعماق الفضاء تتطلب تخطيطًا طويل الأمد للاستجابة لها، ومن المرجح أن يكون الرد على مثل هذه الإشارة قرارًا عالميًا، وفقًا لإعلان المبادئ بشأن سلوك البحث عن الذكاء خارج الأرض».
وبدلاً من أن يتولى العلماء أو أي مجموعة صياغة الاستجابة، فإن العلماء سوف يسعون إلى الحصول على التوجيه من المجموعات العالمية مثل الأمم المتحدة، وتنص الوثيقة على أنه في حالة تأكيد اكتشاف إشارة، فإن الموقعين على هذا الإعلان لن يستجيبوا دون طلب التوجيه والموافقة أولاً من هيئة دولية واسعة النطاق، مثل الأمم المتحدة.
متى سنسمع الكائنات الفضائية؟وكان سيث شوستاك، البالغ من العمر 80 عامًا، هو كبير علماء الفلك في مشروع SETI (البحث عن ذكاء خارج الأرض) منذ ما يقرب من ربع قرن، قد راهن على أن الجنس البشري سوف يسمع من الكائنات الفضائية الذكية بحلول عام 2036، ويعتقد أن هذا من المرجح أن يكون بسبب التحسينات المستمرة في تكنولوجيا التلسكوب وأجهزة الكمبيوتر، ويزعم شوستاك أيضًا أن الأبحاث الأخيرة التي تُظهر إمكانية وجود مليارات العوالم الشبيهة بالأرض تعني أنه من غير المحتمل إلى حد كبير أن تكون الأرض هي الكوكب الوحيد الذي يحتوي على حياة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الكائنات الفضائية كوكب الأرض ناسا وكالة ناسا الکائنات الفضائیة الأمم المتحدة من المرجح أن خارج الأرض وکالة ناسا البحث عن
إقرأ أيضاً:
ماذا ترك مقاتلو حزب الله في المنازل التي دخلوها في الجنوب (شاهد)؟
تداول ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة تظهر رسائل وجهها مقاتلو حزب الله إلى أهالي منازل اضطروا إلى المكوث فيها خلال عدوان الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية وتوغله بريا في مناطق الجنوب.
وأظهرت لقطات مصورة لحظات تعبير إحدى العائدات إلى مناطق الجنوب بعد اتفاق وقف إطلاق النار عن سعادتها حين عرفت بدخول مقاتلي حزب الله إلى منزلها أثناء نزوحها.
سيدة جنوبية:
"
كاينين عندي تبارك بيتي فيكم وبصلاتكم"#لبنان_انتصر pic.twitter.com/thwAo5pedN — صفوة احباب الموعود (@lmwwd4) November 27, 2024
ووثق المقطع المصور قول السيدة اللبنانية بعد التنبه إلى آثار مقاتلي حزب الله في منزلها "كاينين عندي تشرفت فيهم، تبارك بيتي فيكم وبصلاتكم".
كما أظهرت لقطات مصورة متداولة على منصات التواصل رسائل تركها مقاتلو حزب الله لعدد من أصحاب المنازل التي دخلوا إليها خلال المعارك مع الاحتلال الإسرائيلي التي امتدت على مدى الشهرين الأخيرين.
من يريد أن يتعلم الطهارة والنزاهة والتقوى فاليتعلم من رجال حزب الله..
إقرأ رسائلهم لأهالي المنازل بعد أن ارغمتهم الحرب والمعارك أن يدخلوها #نصر_من_الله#حزب_الله_منتصر#لبنان_الصمود #لبنان_ينتصر #لبنان_انتصر#الضاحية_الجنوبية_بيروت
{ فإِن حِزب ٱلله هم ٱلغلبون} pic.twitter.com/bi3WpPtAqW — يونس عبدالله (@bdallh_ywns) November 27, 2024 نعودُ للدّيار الخالية منهم..وتستقبلنا أمتعتهم الّتي خلفوها ورائهم..
هنيئًا يا روح اختك????#لبنان_انتصر pic.twitter.com/2mHxqqyH3Q — Mariam yassine (@Mariamy87198582) November 27, 2024
وفي الرسائل المشار إليها، طلب مقاتلو حزب الله من الأهالي "المسامحة" بعد دخول منازلهم والمكوث فيها وأخذ بعض الطعام والشراب خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان.
وفجر الأربعاء، بدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي بعد مواجهات متبادلة استمرت منذ تشرين الأول /أكتوبر عام 2023، وتحولت إلى عدوان وحشي وغزو بري خلال الشهرين الأخيرين، ما أسفر عن آلاف الشهداء والمصابين.
ونص الاتفاق بين الجانبين على بنود عديدة، من أبرزها عمل واشنطن وباريس على ضمان تنفيذه، بالإضافة إلى انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان خلال مدة 60 يوما، على أن ينتشر الجيش اللبناني على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.
وستكون القوات اللبنانية هي الجهة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح جنوب لبنان، مع تفكيك البنى التحتية والمواقع العسكرية ومصادرة الأسلحة غير المصرح بها، فيما "لا تلغي هذه الالتزامات حق إسرائيل أو لبنان الأصيل في الدفاع عن النفس".